< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ محمدعلي پسران البهبهاني

44/07/23

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: كتاب الخمس/ارباح المكاسب /رأس المال؛ القسم الثاني: رأس المال غیر النقدي

 

القسم الثاني: رأس المال غير النقدي

الفرع الثالث: الذهب و المجوهرات

السؤال (6): من كان كسبه بيع الذهب و و صياغته قد يملك كيلواً من الذهب و لكن في نهاية السنة من جهة ارتفاع الأسعار يقلّ مقدار الذهب إلى النصف و لكن قيمته أكثر من الكيلو في أول السنة و بهذه الحال قد يضيع رأس المال بعد سنين و لا يبقى له شيء، فهل يجوز لهؤلاء أن يجعلوا بعض الذهب و يُحْسَب الربح و الضرر بحسب مقدار الذهب من دون ملاحظة القيمة؟

جواب المحقق البهجت: ما كان من رأس المال المحتاج إليه، فلا خمس فيه.[1]

و التحقیق في الجواب: نعم یمکن أن یکون الملاك في صدق الفائدة مقدار الذهب، بل في ما إذا کانت العملة الاعتباریة مبتلیةً بالتضخّم بحیث لم یکن لها ثُبات فلابدّ من أن نحاسب الفائدة و الربح و الضرر بحسب مقدار الذهب.

و الدلیل علی ذلك: هنا أمور لابدّ من ملاحظتها:

أولاً: أنّ العملة بحسب حقیقتها -بالجعل الاعتباري- متقوّمة بالذهب بحسب قرار دول العالم، و هکذا الملاك في اعتبار الریال و التومان بحسب القانون البنکي في بدء الأمر بمحاسبته بالذهب، و لذلك إبطال هذا القرار و مخالفة هذا القانون بعد جعل اعتبارهم لمحاسبته بالذهب، لا یصحّ و لایجدي.

ثانیاً: إنّ العملة بحسب ذاتها أمر اعتباري و الذهب أمر تکویني فلابدّ من أرجحیة المحاسبة بحسب الذهب.

ثالثاً: إنّ سیرة المسلمین في عهد النبي و الأئمّة( علی محاسبة الفائدة علی أساس الدینار و الدرهم و ینطبق ذلك علی الذهب لا العملة الاعتباریة المستحدثة.

رابعاً: یستفاد من بعض النصوص الشرعیة اعتبار الذهب و الفضة لتقویم السِلَع. و إلیك نص ذلك:

الروایة الأولی: حسنة المجاشعي نقلها الشیخ الطوسی في الأمالی

قال: وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ‌ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الدَّنَانِيرِ وَ الدَّرَاهِمِ وَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهَا.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هِيَ خَوَاتِيمُ‌ اللَّهِ‌ فِي أَرْضِهِ جَعَلَهَا اللَّهُ مَصْلَحَةً لِخَلْقِهِ وَ بِهَا تَسْتَقِيمُ شُئُونُهُمْ وَ مَطَالِبُهُمْ فَمَنْ أُكْثِرَ لَهُ مِنْهَا فَقَامَ بِحَقِّ اللَّهِ فِيهَا وَ أَدَّى زَكَاتَهَا فَذَاكَ الَّذِي طَابَتْ وَ خَلَصَتْ لَهُ[2] وَ مَنْ أُكْثِرَ لَهُ مِنْهَا فَبَخِلَ بِهَا وَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ فِيهَا وَ اتَّخَذَ مِنْهَا الْآنِيَةَ فَذَاكَ الَّذِي حَقَّ عَلَيْهِ وَعِيدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‌ فِي كِتَابِهِ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:‌ ﴿يَوْمَ يُحْمى‌ عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ- فَتُكْوى‌ بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾[3] ‌.[4] [5]

أما السند: الحسن بن محمد الطوسي‌[الضمير] في أماليه عن أبيه عن جماعة[6] عن أبي المفضل عن الفضل بن محمد البيهقي عن المجاشعي عن الرضا‌[إشارة] عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه أبي جعفر[7]

أبو المفضل هو محمد بن عبد الله أبو المفضل الشيباني‌.

قال ابن الغضائري: محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن المطّلب، الشيبانيّ، أبو المفضّل. وضّاع، كثير المناكير. رأيت كتبه، و فيها الأسانيد من دون المتون، و المتون من دون الأسانيد. و أرى ترك ما ينفرد به.[8]

قال النجاشي: محمد بن عبد الله بن محمد‌ بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة الصغرى بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان أبو المفضل. كان سافر في طلب الحديث عمره، أصله كوفي، و كان في أول أمره ثبتا ثم خلط، و رأيت جل أصحابنا يغمزونه و يضعفونه. له كتب كثيرة، منها: كتاب شرف التربة، كتاب مزار أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب مزار الحسين، كتاب فضائل العباس بن عبد المطلب، كتاب الدعاء، كتاب من روى حديث غدير خم، كتاب رسالة في التقية و الإذاعة، كتاب من روى عن زيد بن علي بن الحسين، كتاب فضائل زيد، كتاب الشافي في علوم الزيدية، كتاب أخبار أبي حنيفة، كتاب القلم. رأيت هذا الشيخ و سمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني و بينه.[9]

و ترحم عليه في موضع.[10]

قال الشیخ الطوسي في الفهرست: كثير الرواية حسن الحفظ غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا، له كتاب الولادات الطيبة الطاهرة، و كتاب الفرائض، و له كتاب المزار و غير ذلك، أخبرنا بجميع كتبه و رواياته عنه جماعة من أصحابنا.[11]

و قال الشیخ الطوسي في رجاله: كثير الرواية إلا أنه ضعّفه قوم.[12]

و قال العلامة الحلي: حسن الحفظ ضعفه جماعة من أصحابنا.[13]

و یستفاد من تعبیر الشیخ الطوسي و العلامة أنّهما لا یقبلان وجه التضعیف بل ینقلان ذلك.

و هو من تلامذة الشيخ الكليني و ممّن یروي كتاب الكافي الشريف.[14]

أمّا من روی عنه:

1. الخزاز القمي روى عنه بلا واسطة في كفاية الأثر في عدّة روايات.

2. و كذا الطبري الإمامي في دلائل الإمامة.

3. و روى عنه الشيخان الطوسي و النجاشي مع الواسطة و رويا عنه بلا واسطة في موارد لكن لا بتعبير (حدّثنا) أو (أخبرنا) بل بتعبير (قال) كما أشار إلى ذلك المحقق الخوئي بالنسبة إلى نقل النجاشي عنه حيث تقدّم في عبارته إلى أنّه لا يروي عنه بلا واسطة[15] . و يمكن أن يقال بأنّ عدم نقله عنه بلا واسطة هو مجرّد احتياط منه لأن لا يتّهم بالنقل عن المتهمين و ليس هذا تضعيفاً له بل يدلّ على عدم تضعيفه.[16]

أو يمكن أن يقال: لأنّ رواية الوسائط كانت حال استقامته، أو لاعتماده إلى الوسائط العدول في روايته عن أبي المفضّل بواسطتهم.[17]

و وقع في مشيخة التهذيب في طريق الشيخ إلى يونس بن عبد الرحمن.[18]

4. و وقع في إسناد المزار لابن المشهدي من جملتها في إسناد زيارة آل يس التي أخذها العلماء بالقبول. [19]

5. هکذا الجماعة الذين یروي الشیخ الطوسي عنه بواسطتهم.

فهنا مسالك ثلاثة لتوثیقه:

المسلك الأول: علی مبنی کثرة نقل الأجلاء یمکن أن نقول بأنّ نقل أجلائنا مثل الشیخ المفید و الشیخ الطوسي و جماعة من أعلام الطائفة یدلّ علی وثاقته، و لا أقل من أن نقول بأنّ أخذ الأصحاب قبل خلطه.

المسلك الثاني: نقل کتاب المزار، حیث إنّ ابن المشهدي شهد بوثاقة جمیع رواة کتابه، و شهادته مقبول عندنا.

المسلك الثالث: كونه من مشايخ الإجازة.[20]

أما الفضل بن محمد بن مسیّب أبو محمد البيهقي الشعراني: فقد روی عنه الکلیني عن طریق علي بن محمد علان الکلیني في الکافي[21] و علان الکلیني من أجلاء الطائفة و قال النجاشي في شأنه ثقة عين.[22]

قد یقال هنا بوثاقته من وجوه:

الأول: ما اعتمد علیه بعض الفقهاء من جهة اعتقادهم بالتوثیق العملي عند روایة شخص واحد جلیل القدر عن الرجل، و لعلّ بعض الأعلام من جهة روایة علان الکلیني عنه عدّه من ثقات الإمامیة.

الثاني: توثیقه عند ثقات المخالفین مع اعتقادهم بتشیّعه، قال الشیخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال: عنونه الذهبي، قائلا: قال الحاكم: كان أديبا فقيها عابدا عارفا بالرجال، كان يرسل شعره فلقّب بالشعراني، و هو ثقة لم يطعن فيه بحجّة، و سمعت أبا عبد اللّه بن الأخرم يسأل عنه، فقال: صدوق، إلاّ أنّه كان غاليا في التشيّع مات سنة ٢٨٢.[23]

الثالث: من جهة اعتماد شیخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسی علیه في روایات الأمالي.

و هنا راوٍ آخر بعنوان (الفضل بن محمد) يبعد اتحادهما إذ أحدهما ملقّب بالأشعري و له كتاب مشترك مع أخيه إبراهيم و هو من طبقة أصحاب الإمام الصادق و يروي عن عبد الله بن بكير و الآخر و هو الراوي الذي نحن بصدد بيان حاله ملقّب بالأشعري و هو من طبقة مشايخ الكليني.

أما هارون بن عمرو بن عبد العزیز أبي موسى المجاشعي إمامي ممدوح قال النجاشي: صحب الرضا.

 


[1] س: اشخاصى كه شغل آن‌ها طلافروشى و زرگرى است ممكن است مثلاً در اوّل سال يك كيلوگرم طلا دارند ولى در آخر سال به جهت افزايش بى‌رويه قيمت، مقدار طلاى آن‌ها به نيم كيلو رسيده ولى قيمت آن نسبت به يك كيلوگرم اوّل سال بيشتر است و اگر به همين ترتيب چند سال بگذرد سرمايه از بين مى‌رود و چيزى به عنوان موجودى ندارند. آيا اين افراد مى‌توانند مقدارى از طلا را سرمايه خود قرار دهند و ميزان در سود و زيان را بر اساس خود طلا محاسبه كنند، بدون اين كه به قيمت كارى داشته باشند؟ج: هر چه جزو سرمايه‌ى مورد نياز است، خمس ندارد. استفتائات بهجت، ج3، ص52، س3555.
[2] أي تکون طاهرة و خالصةً له.
[6] ذكر في الأمالي في ص445، وص473: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [الغضائري]، وَ أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ[و هو من الأجلاء]، وَ أَبُو طَالِبِ بْنُ غرور [عَزْوَرٍ]، وَ أَبُو الْحَسَنِ الصَّقَّالُ[و هو أیضاً من أجلائنا]، وَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُشْنَاسٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ‌ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِي‌ ... .قال المحقق الخوئي.: « و طريق الشيخ إليه صحيح». معجم رجال الحديث، ج17، ص261
[10] ص254.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo