بحث الفقه الأستاذ محمدعلي پسران البهبهاني
44/08/19
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: كتاب الخمس/ارباح المكاسب /رأس المال؛ الفرع التاسع عشر: ملاك ارتفاع قیمة رأس المال
الفرع التاسع عشر: ملاك ارتفاع القيمة، الذهب أو العملة أو البضایع
ملاك الفائدة عملة البلد أو العملة الأجنبیة أو الذهب
السؤال (57): هل یمکن تقییم المال بغیر عملة البلد مثلاً بالذهب أو بالعملة الأجنبیة؟
و التحقیق في الجواب: إنّ الملاك في صدق الفائدة عند العرف إما هو الذهب أو العملة الرائجة سواء کانت عملة البلد أو العملة الأجنبیة، صعبة کانت أو غیر صعبة.
أما الذهب: فهو الملاك العرفي و العقلائي و الشرعي و القانوني لتقویم البضائع و محاسبة الربح و الضرر في کسبه، فلا فرق بین رأس المال لبائع الذهب و الصراف و النقد الذي یقتنیه.
أما العملة: التي تعتبر عند العقلاء خصوصاً العملة الصعبة منها، فهي علی قسمین:
القسم الأول: العملة الأجنبیة الرائجة و هي یمکن أن تکون ملاکاً عقلائياً لمن کان الحساب بها رائجاً في بلده، مثلاً الدولار الأمیرکي رائج في جمیع أنحاء العالم، لاتفاق الدول علی ذلک، فهنا أیضاً یمکن محاسبة الخمس بالعملة الأجنبیة الرائجة في البلد، مثل الدولار بلا فرق بین رأس المال لبائع الذهب و الصراف و النقد الذي یقتنیه.
القسم الثاني: سائر العملات غیر الرائجة فیمکن محاسبة الخمس بها علی شروط التي نشیر إلیها لعموم الناس و لخصوص التاجر و الصرّاف:
و أما عموم الناس، فمحاسبة خمس جمیع رأس ماله علی أساس هذه العملة الأجنبیة غیر الرائجة، فیبتني علی أن یکون ملاکیته للربح و الخسران مقبولةً عند عرف بلادهم.
أمّا التاجر بالخصوص، فیجوز محاسبة خمس جمیع رأس ماله علی أساس هذه العملة الأجنبیة غیر الرائجة فيما إذا تتناسب معاملاته مع معاملات البلاد التي تکون هذه العملة رایجةً فیها، کما في ما إذا کانت عنده علاقات في تجارته مع هذه البلاد.
أما الصرّاف بالخصوص، فیجوز محاسبة خمس رأس ماله علی أساس هذه العملة الأجنبیة غیر الرائجة بالمقدار الذي یقتنيه منها عادةً فقط.
نعم، في ما إذا کانت عملة البلد الاعتباریة مبتلیةً بالتضخّم بحیث لم یکن لها ثَبَات فالأولی أن نحاسب الفائدة و الربح و الضرر بحسب أمر ثابت مثل مقدار الذهب أو العملة الصعبة کالدولار، کما سیأتي بیانها.
أما دلیل ذلک: إن وجه الجواب عندنا مقبولیة محاسبة الفائدة بهذا الملاک عند العرف، فإنّ العرف قد یحاسب ربحه و ضرره بحسب بلده فقط و قد یحاسبهما بحسب تقویم عالمي بالمناط الذي تقبله دول العالم و عرف عقلائهم.
و هنا نشیر إلی نظریة بعض الأجلاء:
