< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محمدعلي پسران البهبهاني

44/04/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: الأصول العملية/أصالة البراءة /أدلة البرائة العقلیة ؛ فتوهم

 

فتوهّم: أنّ البيان في موضوع حكم العقل بقبح العقاب بلا بيان هو البيان الواقعي- سواء وصل إلى العبد أو لم يصل- فاسد، فإنّ العقل و إن استقلّ بقبح العقاب مع عدم البيان الواقعي، إلّا أنّ استقلاله بذلك لمكان أنّ مبادئ الإرادة الآمرية بعد لم تتمّ، فلا إرادة في الواقع، و مع عدم الإرادة لا مقتضى لاستحقاق العقاب، لأنّه لم يحصل تفويت لمراد المولى واقعاً، بخلاف البيان‌ الغير الواصل فإنّه و إن لم يحصل مراد المولى و فات مطلوبه واقعاً، إلّا أنّ فواته لم يستند إلى المكلف بعد إعمال وظيفته، بل فواته إمّا أن يكون من قبل المولى إذا لم يستوفى مراده ببيان يمكن وصول العبد إليه عادة، و إمّا أن يكون لبعض الأسباب التي توجب اختفاء مراد المولى عن المكلف، و على كل تقدير: لا‌يستند الفوات إلى العبد، فلأجل ذلك يستقلّ العقل بقبح مؤاخذته، فمناط حكم العقل بقبح العقاب من غير بيان واقعي غير مناط حكمه بقبح العقاب من غير بيان واصل إلى المكلف.[1]

و تقریر المحقّق الخوئي: فلا ينبغي الشكّ في تمامية قبح العقاب بلا بيان، على القول بالتحسين و التقبيح العقليين، كما عليه العدلية و المعتزلة، فإنّه من الواضح أنّ الانبعاث نحو عمل أو الانزجار عنه إنّما هو من آثار التكليف الواصل، و ما يكون محركاً للعبد نحو عمل أو زاجراً له عنه إنّما هو العلم بالتكليف لا وجوده الواقعي، فإذا لم يكن التكليف واصلاً إلى العبد كان العقاب على مخالفته قبيحاً عقلاً، إذ فوت غرض المولى ليس مستنداً إلى تقصير من العبد، بل إلى عدم تمامية البيان من قبل المولى، فنفس قاعدة قبح العقاب بلا بيان تامة بلا شبهة و إشكال، و مسلمة عند الأصولي و الأخباري.[2]

الدلیل الثاني: عن المحقّق الإصفهاني

إنّ مدار الاطاعة و العصيان على الحكم الحقيقي، و أنّ الحكم‌ الحقيقي‌ متقوّم‌ بنحو من أنحاء الوصول، لعدم معقولية تأثير الإنشاء الواقعي في انقداح الداعي.

و حينئذ فلا تكليف حقيقي مع عدم الوصول، فلا مخالفة للتكليف الحقيقي فلا عقاب، فإنه على مخالفة التكليف الحقيقي. [3]

إعراض المحقّق الإصفهاني عن هذا الدلیل[4]

إن عدم العقاب لعدم التكليف أمر، و عدم العقاب لعدم وصوله أمر آخر، و ما هو مفاد قاعدة قبح العقاب بلا بيان هو الثاني دون الأول.

مضافاً إلى أن قاعدة قبح العقاب بلا بيان مما اتفق عليه الكل، و تقوّم التكليف بالوصول مختلف فيه.

بل صريح شيخنا الأستاد في تعليقته‌[5] ) الأنيقة انفكاك مرتبة الفعلية البعثية و الزجرية عن مرتبة التنجز.

 


[5] التعليقة على فرائد الأصول، 35.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo