< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

45/05/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أن يعتقد أنه مريض النفس وأن شيخه طبيب مرضه

 

الثالث من آداب المتعلم مع معلمه

الثالث أن يعتقد أنه مريض النفس[1] وأن شيخه طبيب مرضه وما أعظمه من أدب.

الإنسان بمقتضى حبّه لنفسه دائماً يرى نفسه صحيحاً وعلى الحقّ وسليمة وأن الآخرين مرضى ويحتاجون إلى رعاية ويحتاجون إلى نظره، الطالب الحقيقي والطالب الواقعي هو الذي يرى نفسه مريضاً وأن علاجه عند أستاذه الحقيقي.

النكتة المهمة

وهنا نكتة مهمة جداً وهي أن أغلب الناس يدورون في فلك الأنا كل الناس إذا يتكلمون عادة يتكلمون عن أنفسهم من رجال ونساء أطفال كبار صغار يقول أنا أكلت أنا اليوم درست أنا اليوم أتعلمت أنا اليوم علمت أنا اليوم لبست أنا اليوم نمت أنا أنا أنا.

القرآن الكريم يخرجك من فلك الأنا إلى فلك هو، ﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم﴾[2] .

الأدعية الشريفة تخرج الإنسان من فلك أنا إلى فلك أنت، لذلك تقرأ في دعاء الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ يقول أنا الذي جنيت أنا الذي عنيت أنا الذي عصيت أنا الذي أسأت، ثم يخاطب الله عز وجل يقول: أنت الذي أحسنت أنت الذي أغنيت أنت الذي أعطيت[3] .

سؤال ما هي الواسطة التي الإنسان من فلك أنا إلى فلك هو؟ من فلك أنا إلى فلك أنت؟

الجواب: هي الأستاذ المربي، الأستاذ العارف بالله هذا طبيب النفوس الذي يعلمك ويخرجك من حقارة الأنا إلى عظمة هو الله الذي لا إله إلا هو، هذا أستاذ عظيم هذا طبيب ماهر عنده علاجات محكمة وأدوية ناجعة.

لذلك الطالب الحقيقي إذا وجد وانتخب واختار الأستاذ الحقيقي أول أدب إتقان اختيار، لذلك يقول العرفاء وأهل الأخلاق لو ضاع نصف عمرك في البحث عن أستاذ فهذا ليس بخسارة لأنك ضمنت أن النصف الآخر على الطريق الصحيح والصراط المستقيم.

لذلك أول أدب هو ماذا؟ إتقان اختيار الأستاذ المربي.

ثاني أدب من آداب متعلم مع معلمه أن يعتقد أن المعلم هو الأب الحقيقي لأنه يعطيه كمال وجوده الأب الوجود هذا الأب المادي والأب المعنوي أعطاه كمال الوجود بعد الله مسبب الأسباب.

الأدب الثالث

أن يعتقد الطالب أنه مريض النفس، ويحتاج إلى من يعالجه.

هذا أول شيء المشكلة أكثر الناس ما يعتقدون أنهم مرضى، النبي يقول: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، إذا شخص يعتقد أنه ماذا؟ يعتقد أنه صحيح وغير مريض هذا كيف تعالجه؟! ما يخضع لك في العلاج، هذا الطالب إذا يعتقد أنه عالم كيف يتعلم؟! لكن إذا يعتقد أنه جاهل يسعى لرفع جهله، إذا يعتقد أنه مريض يسعى لرفع مرضه.

قال الشهيد الثاني ـ رحمه الله ـ :

«الثالث أن يعتقد أي الطالب أنه مريض النفس لأن المرض هو الانحراف عن المجرى الطبيعي، وطبع النفس العلم» يعني الطبع الطبيعي للنفس العلم بالعلم يحصل «وإنما خرجت عن طبعها غلبة أخلاط القوى البدنية» مثل البلغم البلغم خلط من الأخلاط يؤدي إلى المرض في المجرى التنفسي.

«ويعتقد أن شيخه طبيب مرضه لأنه يرد إلى المجرى الطبيعي» مثل ما الطبيب يجعل المسار طبيعياً كذلك العالم يجعل مسار الطالب طبيعياً، «فلا ينبغي أن يخالفه فيما يشير عليه كان يقول له اقرأ الكتاب الفلاني أو اكتفي بهذا المقدار من الدرس لأنه أن خالفه كان بمنزلة المريض يرد على طبيبه في وجه علاجه» الطبيب يقول له هذا الدواء يقول له هذا ما يفيدني اشرب هذا الدواء لن اشربه يتأذى يتأذى هذا الطبيب يقول هذا مريض عاصي مشاكس كذلك الطالب المشاكس يؤذي أستاذه.

«وقد قيل في الحكم مراجعة الطب طبيبه توجب تعذيبه» إذا هذا المريض ما يلتزم يتعذب الطبيب كذلك يتعذب المعلم إذا كان المتعلم لا يلتزم بالتعاليم.

عملت النصيحة السابقة؟!

جاء أحدهم إلى الشيخ بهجت ـ رحمه الله ـ فقال له: عظني وأنصحني فنصحه نصيحة جاءه مرة ثانية قال: عظني وانصحني، قال له: هل قد عملت النصيحة السابقة؟! إذا عملت بالنصيحة السابقة بعد ذلك أعطيك النصيحة التي بعدها.

ناس كثيرين يأخذون مواعظ ونصائح ما يعملون بها ما الفائدة أن تعلم من دون عمل؟!

يقول الشهيد الثاني:

«وكما أن الواجب على المريض ترك تناول المؤذيات والأغذية المفسدة للدواء في حضرة الطبيب وغيبته كذلك المتعلم فيجب أن يطهر نفسه من النجاسة المعنوية التي غاية المعلم النهي عنها» يعني هدف المعلم أن ينهى عن النجاسة والقذارة المعنوية «من الحقد والحسد والغضب والشره كثرة الأكل وكثرة الجماع والكبر والعجب وغيرها من الرذائل ويقطع مادة المرض رأساً لينتفع بالطبيعي».

الأدب الرابع

أن ينظره بعين الاحترام والإجلال والإكرام يعظم أستاذه ويستر عيوبه جلّ من لا يخطئ هذا الأستاذ ليس بمعصوم العصمة لأهل العصمة إذا يوم من الأيام أخطأ اشتبه من حقّه عليك أن تستر عورته أن تحفظ حرمته.

قال الشهيد الثاني:

«ويضرب صفحاً عن عيوبه فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به ورسوخ ما يسمعه منه في ذهنه، ولقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء، وقال: اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب ببركة علمه مني.

وقال آخر: كنت اصفح الورق بين يدي شيخي صفحاً رفيقاً هيبة له» يعني ما يريد حتى صوت الورقة يطلع إلى أستاذه «لئلا يسمع وقعها أو قال رفعها» يعني ما يريد يشوش ذهن أستاذه، الأستاذ إذا تكلم اشوف بعضهم يسوي حركات أو يتكلم أو يقف روح ويجي يشوش ذهن نفسه كأن الأستاذ ما له حرمة.

أو الآن بعض المجالس الآن تغيرت الدنيا تغير البلاد ومن عليها قول خلنا نجيب شاي ونشرب سجاير نحن إخوان شيخنا تسمح لنا هم أنت تدرس واحنا نشرب سجاير أو نشرب شاي أو نأكل كيك، الأعاظم لم يكن هذا ديدنهم إذا الأستاذ يتكلم الكل هدوء يجلس بين يدي الأستاذ جلسة العبد الذليل أمام ربّه لأن هذا الأستاذ يعلمه طريق الله عزّ وجل.

«وقال آخر: والله ما اجترأت أن اشرب الماء وشيخي ينظر الي هيبة له عطشان» يريد يشرب ماي يقول ما اشتريت اشرب ماء أخذتني هيبة أستاذي واحترام أستاذي فلنحافظ على هذه الآداب.

في يوم من الأيام كنت اقرأ مجلس حسيني في لندن تشار تونس يستمعون اقرأ نحن في البحرين عندنا إذا يقرأ عيب تشرب شاي أو قاعد تتوقف شرب الشاي الكل يصغي إلى الخطيب بعض الحسينيات والمآتم أنا اشوف إذا تدخل كأنك داخل مو عش عصافير عشوش عصافير وبلابيل شرب شاي وسجاير وسوالف والخطيب ما له حرمة أصلاً يتعب الخطيب اسمع صوته من الضوضاء والضجة.

هذا كان مجلس لأهل البحرين أنا اقرأ والجماعة يطالعوني ويشربون شاي ويشربون كستر قلت الآن يخلصون، لما خلص الاستكانة وقف وهو يأشر إلى صاحبه يعني أجيب إليك أجيب لك بعد شاي؟!

قلت: يا جماعة إذا ما بتحترموني احترموا منبر الحسين ـ عليه السلام ـ إما أن اقرأ وتتوقفون عن الشعور أو انزلوا تشربون الشاي.

قالوا: صل على النبي شيخنا، قلت له أنا مصلي على النبي أنتم صلوا على النبي.

قالوا شيخنا نحن هني في لندن عاد الدكتور يلقي ونحن نشرب.

قلت له إذا رحت جامعة لندن ورحت الجامعات هناك اشرب كافي ونسكافيه وشاي على راحتك لكن أنت جاي مجلس الحسين وجاي مجلس بحارنه مو من ثقافة البحارنة عيب يشربون شاي أثناء الهذا؟!

قال: نعم.

قلت: فإذا رحم الله والديكم.

قالوا بس خلاص من الآن نلتزم.

بعد سنين رأيت هذا الشاب قال شيخنا صارت سنة حسنة انخاف أي خطيب يجي يلقي في المجلس بعد ما نشرب شاي خلاص.

قلت الحمد لله الذي وفقني لسن هذه السنة الحسنة.

يا أخي أنت ما تجيك شهوة شرب الشاي إلا لحظة الدرس قبل بعد ما في بس في هالربع ساعة أو النص ساعة يجيك إبليس وعطشك شهوة الشاي، هذا يقول: أنا ما ما تجرأت اشرب ماي هيبة لأستاذي.

بعد يا أخي خذّ هذه القصة أعظم شريك هذا شريك من العلماء جاءه أحد أولاد الخلفاء العباسيين واتكأ على الجدار وقف متكئ على الجدار وسأل مسألة لم يجبه مشى عن شريك ثم سأله مسألة أخرى ولم يجبه.

ثم قال هذا الولد لشريك أنت احترم أولاد الخلفاء، قال: ولكني أعظم العلم والعلم له احترامه، فجاء هذا ابن الخليفة العباسي وجلس جلسة العبد أمام شريك، فقال شريك: الآن أعطيك العلم.

هناك كلمة عظيمة تنسب ربما إلى أفلاطون لا تظلم الحكمة فتعطوها غير أهلها إذا واحد يجهل الحكمة وأدب الحكمة والمعرفة لا تظلم الحكمة لأن من يعرف الحكمة لذلك الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ يقول: «لو علم الناس ما في العلم لخاضوه ولو بخوض اللجج وسفك المهج» يقتل نفسه في سبيل الله.

«وقال حمدان الأصفهاني كنت عند شريك فأتاه بعض الخليفة المهدي فاستند إلى الحائط وسأله عن حديث فلم يلتفت إليه واقبل علينا، ثم عاد فعاد شريك لمثل ذلك، فقال: أتستخف بأولاد الخلفاء؟ قال: لا، ولكن العلم أجل عند الله من أن أضيعه فجثى على ركبته، فقال: شريك هكذا يطلب العلم».

الأدب الخامس

أن يتواضع لأستاذه زيادة على ما أمر.

التواضع مطلوب من الكل لكن أستاذك أعظم، أنا رأيت بعض الأعاظم من أساتذتنا خلف أستاذه هو أستاذنا البحث خارج في مرتبة المرجعية يمشي خلف أستاذه مشية العبد الذليل من علمني حرفاً صيرني عبداً.

الآن للآسف صار بعض الطلاب يتكبرون على أستاذهم يشوف أستاذه ما يعطيه وجه كأنه ما يعرفه صلى المصلي لأمر كان يطلبه لما انقضى الأمر لا صلى ولا صام، هذا ما يوفق في دراسته.

الخامس أن يتواضع له زيادة على ما أمر به من التواضع للعلماء وغيرهم ويتواضع للعلم فبتواضعه له يناله وليعلم أن ذله لشيخه عزّ وخضوعه له فخر وتواضعه له رفعة وتعظيم حرمته مثوبة والتشمر في خدمته شرف، التشمر يقولون شمر عن ساعده كناية عن الاستعداد التشمر في خدمته يعني الاستعداد لخدمته.

ذكرى آية الله المروجي

لما قرأت هذا المقدار ذكرت أستاذي المعظم سماحة آية الله الشيخ علي المروجي القزويني ـ حفظه الله ـ هذا الأستاذ الآن المطمور وهو من الأساتذة الكبار هو تلميذ سماحة آية العظمى السيد تقي القمي ـ رحمه الله ـ هو حضر عند السيد القمي عشرين سنة ذاك الوقت لما قال لي عشرين سنة، وهو أستاذ خارج يدرس خارج وحضرنا عنده درس الخارج فقهاً وأصولاً.

لما علم أن أستاذه ضعف الحضور في درسه السيد القمي صاحب كتاب مباني منهاج الصالحين دورة عشرة مجلدات وعنده إجازة خطية من السيد تقي القمي فحضر الشيخ المروجي في درس أستاذه تقوية لدرس أستاذه وهو يدرس خارج كنا نحضر عنده الشيخ المروجي ـ حفظه الله ـ يحضر عند من؟ يحضر عند أستاذه مع طلابه يعني صار زميل طلابه.

في يوم من الأيام أحد طلاب الشيخ المروجي أشكل إشكالاً كان هذا الإشكال ضعيفاً السيد تقي القمي ـ رحمه الله ـ السيد تقي القمي أحياناً يصير حاد المزاج قال العلة ليست منك العلة من أستاذك الذي علمك، وإذا بالشيخ المروجي يضحك يبتسم يبتسم إلى أستاذه بعضهم قد يزعل أو يحط في خاطره وهذا يبتسم لأستاذه.

في يوم من الأيام أحد طلابي أذاني أذى شديداً قلت كيف أعوض عن ذلك ذهبت إلى منزل أستاذي آية الله الشيخ علي المروجي طرقت الباب لما خرج رفعت أيده امسكها قبلتها ثلاث مرات، قلت: أريد أن أؤدي حقّ الأستاذية.

قال: أنت رئيس الآن ومشهور أنا مطمور.

قلت: لن نحصل على ذلك إلا ببركة علومكم، كيف نتنكر إليكم؟ أستاذك لا تتنكر إليه ما تتوفق ما تتوفق في حياتك.

في الرواية ثلاثة ذنوب يعجل الله عقوبتها في الدنيا ولا يؤخرها إلى الآخرة «عقوق الوالدين والبغي على الناس ونكران الإحسان»[4] هذا أستاذك أحسن إليك لا تتنكر إليه، لذلك هذا واقعنا آداب عظيمة الذي يذكرها الشهيد إذا تقرأها أنت تقول مبالغة بسبب هذا التعظيم صاروا عظماء عظموا أساتذتهم صاروا عظماء ما صار عندهم غرور واعتداد بالنفس من تواضعهم لله ولأساتذتهم الله عزّ وجل رفعهم.

«الخامس أن يتواضع له زيادة على ما أمر به من التواضع للعلماء وغيرهم ويتواضع للعلم فبتواضعه له ينال وليعلم أن ذله لشيخه عزّ وخضوعه له فخر وتواضعه له رفعة وتعظيم حرمته مثوبة والتشمر في خدمته شرف، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : «تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار وتواضعوا لمن تعلمون منه»، وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «من علم أحداً مسألة ملك رقة» قيل: أيبيعه ويشتريه؟ قال: بل يأمره وينهاه.

وأنشد بعض العلماء: أهين لهم نفسي لكي يكرمونها ... ولن تكرموا النفس التي لا تهينها».

الأدب السادس أن لا ينكر عليه.

بعضهم ديدنه يردّ على أستاذه نحن رأينا في مجلس الدرس يأذي أستاذه ينكر عليه هذا غير صحيح هذا يوجب سلب التوفيق.

«السادس ألا ينكر عليه ولا يتآمر ولا يشير عليه بخلاف رأيه فيرى أنه اعلم بالصواب منه».

بعض الطلبة أحياناً أنا افهم من أستاذي، أنا اعلم منه اشتبه يغلط، أنا كنت اعرف واحد واستجن بعد ذلك هذا واحد منهم كان حاضر درس شيخنا الأستاذ المروجي فتكلم بكلام في إهانات للشيخ مع تواضعه أشار له هكذا فخرج من الدرس مع مرور الأيام أصيب بالجنون ذهب عقله من هذا الغرور والاعتداد بالنفس والتنكر للأستاذ.

«بل ينقاد إليه في أموره كلها ويلقي زمام أمره رأساً ويذعن لنصحه ويتحرى رضاه وإن خالف رأي نفسه ولا يستبق معه رأياً ولا اختياراً ويشاوره في أموره كلها ويأتمر بأمره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره باللسان والقلب» احترام للأستاذ.

«قال بعض العلماء: خطأ المرشد أنفع للمسترشد من صوابه في نفسه» يعني من صواب المسترشد في نفسه لماذا؟ لأن المرشد أخطأ في الفكرة ولكن المسترشد نجح في الإتباع، من قال أن المرشد معصوم؟! ومن قال المسترشد معصوم! كلاهما قابل للخطأ ولكن قد يشتبه المرشد ولكن المسترشد يأخذ ثمرة ماذا؟ ثمرة الإتباع بالتي هي أحسن.

«وفي قصة موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ تنبيه على ذلك، ونقل بعض الأفاضل عن بعض مشايخه قال: حكيت لشيخي مناماً لي فقلت رأيت أنك قلت لي كذا وكذا، فقلت لك: لماذا؟ قال هذا التلميذ فهجرني شهراً ولم يكلمني» الأستاذ هجره شهر.

«وقال: لولا أنه كان في باطنك تجويز المطالبة وإنكار ما أقوله لك لما جرى ذلك على لسانك في المنام» يعلق الشهيد الثاني يقول: «والأمر كما قال: إذ قل ما يرى الإنسان في منامه خلاف ما يغلب في اليقظة على قلبه».

الأدب السابع

«السابع أن يبجله في خطابه وجوابه في غيبته وحضوره ولا يخاطبه بتاء الخطاب وكافه» يقول له: أنت إنك.. ولكن يناديه ولا يناديه من بعد يا فلان بل يقول: «يا سيدي ويا أستاذ وما أشبه ذلك ويخاطبه بصيغ الجمع تعظيماً نحو ما تقولون في كذا وما رأيكم في كذا وقلتم رضي الله عنكم أو تقبل الله منكم أو رحمكم الله ولا يسميه في غيبة باسمه إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه كقوله قال الشيخ أو الأستاذ أو شيخنا أو شيخ الإسلام ونحو ذلك».

نسأل الله عزّ وجل أن يؤدبنا بأدبه الكريم وأن يمن علينا بحسن العاقبة وتعظيم حرمة الأستاذ.

الثامن يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo