< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/09/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: نبذة تاريخية فلسفية

 

نبدأ دراسة كتاب نافذة على الفلسفة لسماحة الشيخ الدكتور صادق الساعدي "حفظه الله" وهو من علماء العراق الذين درسوا في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ونال شهادة الدكتورا من جامعة طهران.

 

الهدف من الكتابة لكتاب نافذة على الفلسفة

الهدف من كتابته لكتاب نافذة على الفلسفة أن يذكر أهم المطالب الفلسفية بأسلوب مبسط لأن الكتب الفلسفية قد كتبت بأسلوب تكتنفه ألفاظ غامضة لذلك كتب هذه المباحث في عشرين درسا بأسلوب مبسط وكان قد كتب الكتاب بناء على طلب المركز العالمي للدراسات الإسلامية آنذاك وكانت الطبعة الأولى سنة 1380 هجرية شمسية 1422 هجرية قمرية ثم تحول المركز العالمي إلى جامعة المصطفى العالمية والآن الكتاب طبع من قبل جامعة المصطفى العالمية الطبعة السابعة طبعة جديدة ومنقحة سنة 1439 هجرية قمرية 1397 هجرية شمسية ولكن بحسب المقارنة فإن نسخة الطبعة الأولى نافذة على الفلسفة من ناحية الصف والإخراج أفضل من النسخة الحديثة المنقحة فإن بعض الحواشي في الطبعة الأولى قد أدرجت في الطبعة الثانية واختلط المتن بالحاشية كما أن بعض الرسوم البيانية التي استشهد بها المؤلف في الدرس الثاني قد حذفت في الطبعة الأخيرة السابعة وبقيت بعض الكلمات التي هي أشبه بالخطأ المطبعي والتي قد تشوش ذهن الطالب.

وقبل أن نشرع في الدرس الأول فهذا الكتاب مؤلف من عشرين درسا، الدرس الأول نبذة تاريخية فلسفية نوضح مقدمة.

في أقسام الفلسفة

فإن الفلسفة تقسم إلى ثلاثة أقسام:

فلسفة قديمة

فلسفة حديثة

فلسفة معاصرة

والفارق بينها في الموضوع فموضوع الفلسفة القديمة هو الوجود وموضوع الفلسفة الحديثة هو المعرفة وموضوع الفلسفة المعاصرة هو اللغة

القسم الاول فالفلسفة القديمة تدرس الوجود وجود الأشياء وأنحاء وجود الأشياء وقوانين هذا الوجود كقانون العلية والمعلولية وقانون استحالة التناقض وغير ذلك فالفلسفة القديمة هي الفلسفة التي تدرس الوجود وهي فلسفة كانت سائدة في القرن الخامس قبل ميلاد المسيح عليه السلام إلى القرن الرابع هذه الفترة هي فترة ازدهار الفلسفة القديمة.

القسم الثاني الفلسفة الحديثة وهي الفلسفة التي تدرس نظرية المعرفة فكيف يتعرف الإنسان على الأشياء هل عن طريق النقل من قرآن وسنة فهي معرفة نقلية أو عن طريق العقل فهذه معرفة عقلية فلسفية أو عن طريق الكشف العرفاني والمكاشفة الروحية والذوقية فهذه معرفة عرفانية ذوقية كشفية أو عن طريق التجربة والعلم الحاصل من التجربة في المختبرات فهذه معرفة تجريبية وبالتالي تكون

المعارف على أقسام خمسة:

القسم الأول معرفة نقلية

القسم الثاني معرفة عقلية

القسم الثالث معرفة عرفانية كشفية

القسم الرابع معرفة علمية تجريبية

والقسم الخامس معرفة تلفيقية أي أنها تلفيق بين أسباب المعرفة الأربعة

فبعض الأشياء تحصل من النقل كالأمور الغيبية وبعض الأشياء تحصل من العقل كالأمور الفلسفية وبعض الأشياء تحصل من الكشف كالأمور العرفانية وبعض الأشياء تحصل من العلم كالأمور التجريبية فهذه معرفة تلفيقية تلفق بين هذه الأمور الأربعة، إذن محورها كيف يتعرف الإنسان على الأشياء وهذا ملاك المعرفة

القسم الثالث والفلسفة الحديثة التي سادت أوروبا في القرن السابع عشر والثامن والتاسع عشر لأنه من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد ميلاد المسيح عليه السلام هذا عصر الفلسفة القديمة، ومن القرن الخامس الميلادي اعتنق إمبراطور الروم المسيحية بعد أن كان وثنيا وأعلن أن المسيحية هي المذهب الرسمي للدولة الرومانية وبعد ذلك قتل العلماء وحارب العلماء فحصل كساد للفلسفة وفر العلماء هذه الحقبة أيضا عشرة قرون كما أن عصر الفلسفة عشرة قرون من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد ميلاد المسيح أيضا هذه الفترة المظلمة في أوروبا اسمها القرون الوسطى وهي من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الخامس عشر الميلادي هذه هي فترة الظلام في أوروبا وفترة النور في الشرق حيث بعث النبي محمد "صلى الله عليه وآله" في القرن الخامس الميلادي فكان الشرق يزدهر بنور النبي محمد "صلى الله عليه وآله" ونشره للعلم وكانت أوروبا تعاني من الظلام لذلك درّس كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب لابن سينا سبعة قرون في أوروبا إلى أن جاء العصر الحديث الذي يبدأ في القرن السابع عشر الميلادي فيبدأ بديكارت.

ديكارت يقولون قمة الرشد الفكري لأنه تصدى لموجات السفسطة في ذلك الوقت وقال أنا أفكر إذن أنا موجود.

إذن عندنا ثلاث حالات للسفسطة:

الحالة الأولى في القرن الخامس قبل ميلاد المسيح "عليه السلام" إذ سادت المحاكم في اليونان والعرب كانوا يطلقون على اليونان الإغريق، في القرن الخامس قبل الميلاد انتشرت المحاكم والمحامين في الإغريق واليونان وكل محامي يترافع يغير وجهة نظر الناس فيترافع المحامي الأول فيبكي الناس ويقولون الحق مع صاحبي ثم يأتي المحامي الثاني فيبكي الناس ويقولون الحق مع صاحبه إلى أن انتهوا إلى أنه لا توجد حقيقة فانتشر مبدأ السفسطة وسفسطة معرب سوفيست.

سوفيست في اليونانية بمعنى الحكيم فكان كل واحد من هؤلاء المحامين والذين يشككون في الأشياء يطلق على نفسه أنه حكيم كلما في الكون وهم أو خيال أو عكس في المرآيا أو ضلال يعني لا توجد حقيقة يقول ابن سينا من شكك في الحقائق أضربه بلوح أو أحرقه بالنار فإن قال أخ قل له لا توجد حقيقة لا يوجد خشب ولا يوجد نار فتصدى لموجة السفسطة الحكيم سقراط وأسمى نفسه فيلاسفوس، فيلا يعني محب سفوس يعني حكمة محب الحكمة.

يقولون اسمي نفسه سقراط بهذا الاسم لأمرين:

الأمر الأول كان متواضعا ولا يدعي العلم

والأمر الثاني أراد أن يعرض بالسفسطائيين

قال أنا الذي لست حكيما وإنما محب للحكمة هزمتكم فكيف بالحكيم وكيف تدعون أنكم حكماء ثم عرف فيلاسفوس إلى فيلسوف واستخرجت منه لفظة الفلسفة فالفلسفة هي العلم الذي يدرس أحكام الموجودات بما هي موجودات فالعلم الذي يدرس الموجود بما هو موجود يقال له فلسفة.

ثم جاء بعد سقراط تلميذه أفلاطون ثم جاء بعد أفلاطون تلميذه أرسطو طاليس وأرسطو أول من كتب في المنطق الصوري والأرسطي سمي المنطق الأرسطي نسبة إليه وانتشرت كتب وتلامذة أرسطو وسادت الفلسفة من القرن الخامس قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد الميلاد.

الحالة الثانية ثم تأتي حقبة القرون الوسطى من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الخامس عشر الميلادي ثم في القرن السادس عشر تبدأ الثورات في أوروبا تنهض إلى أن نأتي القرن السابع عشر هذه الموجة الثانية الحديثة من السفسطة وإلا كانت سفسطة أيضا موجودة فترة الإسكندرية يعني الموجة الثانية من الشك حصلت لأنه أفل العلم في اليونان ووصل إلى الإسكندرية وحصلت موجة شك ثانية أيام أوغسطين الذي هو كان أحد أرباب الكنيسة وهذه موجة شك ثانية في أيام الفلسفة.

توجد موجة شك ثالثة التي هي في العصر الحديث في القرن السابع وقد تصدى لها ديكارت بقوله أنا أفكر إذن أنا موجود وابتدأ بإثبات وجود نفسه ثم بإثبات وجود الآخرين لذلك حاول أن يثبت ثلاثة أشياء النفس والله والآخرين والموجودات.

ثم جاء بعد ديكارت جاء كانت وكانت فلسفته نقدية وحسية تجريبية هذا كان في القرن الثامن عشر كان، القرن التاسع عشر هيكل وهيكل فلسفته عقلية حتى قال بعضهم إنه مجنون وهيكل أستاذ كار ماركس الذي هو مؤسس الفكر الماركسي الذي ساد الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق.

الحالة الثالثة ثم القرن العشرين هو عصر الفلسفة المعاصرة في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر جاءت الفلسفة الحديثة وقالوا ولا عصر الفلسفة الذي يدرس الوجود والأمور العقلية البحتة وجاء عصر العلم أي عصر التجربة فالعلم لا يستفاد إلا من معطيات التجربة وأما معطيات النقل والعقل والكشف العرفاني فليست معطيات علمية فحصروا المعرفة العلمية في خصوص التجربة فمعطيات التجربة هي التي تفيد العلم دون النقل والعقل والعرفان والكشف الشهودي فقالوا قد ولا عصر الفلسفة الذي يدرس مفاهيم عقلية وفلسفية وجاء عصر العلم الذي يدرس معطيات علمية تجريبية

علم الهرمنيوطيقا

وقد أفل عصر العلم والفلسفة الحديثة في القرن العشرين وجاء عصر الفلسفة المعاصرة الذي يدرس اللغة وكيف تؤدي هذه اللغة معانيها فلكي نفهم كلام الماضين هل لابد أن نقتصر على الألفاظ فقط أم لابد من معرفة ذهن الماضين والسابقة التاريخية لافكارهم حتى نستطيع فهم كلامهم.

وهل اللفظ يوجد المعنى أو أن اللفظ يحكي ويكشف عن المعنى أو أن اللفظ سلوك للمعنى هذه نظريات لذلك نشأ علم الهرمنطيقية علم دراسة النص وفقه النص ويوجد فلاسفة كبار في الفلسفة المعاصرة كشلاير ماخر الألماني وهايدكر وغيرهم من أعلام الفلسفة المعاصرة.

وأكثر إشكالات الحداثيين الآن مثل التيار الحداثة الذي يمثله اراكون ويمثله برهان الدين غليون وتيار ما بعد الحداثة علي حرب وطه جابر العلواني وغيرهم ممن الآن عندهم إشكالات كثيرة على النص القرآن والنصوص الدينية وجاء على تراثهم أيضا في إيران دكتور عبد الكريم سروش.

هذه كل إشكالاتهم ناظرة إلى الفلسفة المعاصرة التي تدرس النصوص واللغات وكيف يؤدي اللفظ المعنى. الموجود في الحوزات العلمية إلى الآن والسائد هو الفلسفة القديمة التي تدرس الوجود وأما الموجود في أوروبا فهو الفلسفة الحديثة التي تدرس المعرفة والمدرسة المعاصرة، الآن في الحوزات العلمية.

توجد أيضا الفلسفة الحديثة التي تدرس المعرفة فكتاب الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر فلسفتنا مؤلف من قسمين القسم الأول في نظرية المعرفة وهي الفلسفة الحديثة القسم الثاني في الوجود وهي الفلسفة القديمة كما أن كتاب المنهج الجديد في تعليم الفلسفة لسماحة آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي "حفظه الله" والمؤلف من جزأين يدرس في البداية نظرية المعرفة وبعد ذلك يدرس الوجود وقد تضمن في أول أثنى عشر درس معنى الفلسفة في اللغة وفي الاصطلاح ودراسة تاريخية لحركة الفلسفة وتطور الفلسفة وكل ما ذكرناه تجده أيضا في المنهج الجديد في تعليم الفلسفة بشكل مفصل خلال أثنى عشر درس أول أثنى عشر درس من كتاب المنهج الجديد في تعليم الفلسفة، إذن الفلسفة تدرس الفكر.

المدارس الثلاثة للفلسفة القديمة

الفلسفة القديمة التي تدرس الوجود قسمت إلى ثلاث مدارس المدرسة الأولى المدرسة المشائية، المدرسة الثانية المدرسة الاشراقية، المدرسة الثالثة مدرسة الحكمة المتعالية، فالمشاء والإشراق والحكمة المتعالية موضوعها الوجود لأنها أقسام الفلسفة القديمة التي تدرس الوجود.

المشائية

أما مدرسة المشاء فهي تنسب إلى المعلم الأول أرسطو طاليس فبذور الفكري المشائي وهو فكر العقل البحت موجود في كلمات أرسطو لكنها تنسب مؤخرا إلى الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا.

أبو علي بن سينا فلسفته مشائية لأنها تبدأ بالاستدلال من المقدمات إلى النتائج فهو يمشي من المقدمات إلى النتائج لذلك سميت الفلسفة المشائية بالفلسفة المشائية لأنها تمشي من المقدمات إلى النتائج فهي أحرى أن تسمى فلسفة استدلالية وقيل كانت تسمى بالفلسفة المشائية لأنهم كانوا يمشون ويدرسون فسميت بالمدرسة المشائية وهي مدرسة عقلية بحتة تقتصر على التفكير واستدلالات العقل مقدمات ونتائج.

الاشراقية

وأما القسم الثاني وهي المدرسة الاشراقية التي تعنى باشراقات الروح فهي تنسب بذورها إلى أفلاطون أستاذ أرسطو الذي يقول إنك لن تصل لمعرفة الحقائق عن طريق الاستدلال فقط بل لابد من اشراقات الروح لذلك قال بالأنوار الأفلاطونية والاشراقات الأفلاطونية ثم جاء بعد ذلك شيخ الاشراق السهروردي، السهروردي كتب كتاب حكمة الاشراق وركز على اشراقات والهامات الروح وأثرها في كشف الحقائق ومعرفة الاشياء فهذه هي الفلسفة الاشراقية.

الحكمة المتعالية

القسم الثالث مدرسة الحكمة المتعالية والتي جاء بها الملا صدرا الشيخ محمد إبراهيم صدر المتألهين الشيرازي المعروف بملا صدرا جاء بفلسفة تلفيقية توفيقية فهو وفق بين العقل والنقل في أربعة أمور:

الأمر الأول الفلسفة المشائية

الأمر الثاني الفلسفة الاشراقية

الأمر الثالث العرفان النظري

الأمر الرابع علم الكلام القديم

فهو جمع بين النقل المتمثل في علم الكلام والقرآن وبين الكشف المتمثل في العرفان النظري وبين العقل المتمثل في الفلسفة المشائية والفلسفة الإشراقية ففلسفة صدر المتألهين فلسفة مزيجة بين العقل الإشراقي والمشائي وبين النقل الكلامي والقرآني وبين الكشف العرفاني والشهودي وهذه نظرية عبارة عن تلفيق فيه انسجام وليس عن تلفيق فيه التقاط.

بداية الحكمة و نهاية الحكمة

صاحب الميزان "رحمه الله" كتب كتاب بداية الحكمة ونهاية الحكمة بناء على طلب المدرسة الحقانية لكي يكتب مناهج في الفلسفة كتب بداية الحكمة ونهاية الحكمة وفقا لمبادئ مدرسة الحكمة المتعالية لكن بمشرب مشائي يعني بطريقة مشائية استدلالية عقلية لذلك صاحب الميزان في بداية الحكمة ونهاية الحكمة لا يذكر رواية ولا يذكر آية لأنها أمور نقلية ولا يذكر مكاشفات عرفانية ولا يذكر أمور كلامية وإنما يركز على الناحية العقلية وإن كانت نتائج الحكمة المتعالية مأخوذة من النقل والعقل والكشف لكن الأسلوب أسلوب مشائي بحت أسلوب عقلي بحت.

المنظومة

وكذلك صاحب المنظومة الملا هادي السبزواري الذي نظم الفلسفة في شعر على شكل منظومة شعرية فهو من أعلام مدرسة الحكمة المتعالية هذه المدارس التي هي سائدة الآن في الحوزة العلمية في قم والنجف الأشرف وكذلك نظرية المعرفة التي هي المدرسة الفلسفة الحديثة.

وأما الفلسفة المعاصرة التي تعنا باللغات فهي قليلة جدا في الحوزة العلمية وموجودة في الجامعات الإيرانية وغيرها، نحن درسنا الفلسفة القديمة والحديثة والمعاصرة في الجامعة، في جامعة طهران درسنا الشواهد الربوبية وهو فلسفة قديمة مدرسة صدر المتألهين ودرسنا الفلسفة الحديثة لديكارت وهيكل وكانت ودرسنا أيضا الفلسفة المعاصرة شلاير ماخر الألماني وهيدكر وغيره وينبغي لطالب العلم أن يدرس هذه الأمور خصوصا إذا سيتصدى لمناقشة الآراء الفلسفية والفكرية والكلامية.

علم الكلام الجديد و القديم

الآن علم الكلام الجديد هو ما يدرس الفلسفة المعاصرة بخلاف علم الكلام القديم، علم الكلام القديم يدرس أصول الدين الخمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد يوم القيامة ويدرس الفلسفة القديمة لذلك كتاب تجريد الاعتقاد لخواجة نصير الدين الطوسي وشرحه الذي هو شرح العلامة الحلي كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد مؤلف من قسمين قسم كلام قديم وقسم فلسفة قديمة فكتاب كشف المراد أو كتاب تجريد الاعتقاد مؤلف من قسم فلسفي يعنا بدراسة الوجود والفلسفة القديمة ومن قسم كلامي يدرس بدراسة علم الكلام القديم.وأما علم الكلام الجديد فهو ما يدرس الآن تحت عنوان فلسفة الدين فتدرس كيفية دلالة الألفاظ على معانيها،

خلاصة المقدمة

هذه مقدمة مختصرة حول الفلسفات القديمة التي تدرس الوجود والحديثة التي تدرس المعرفة والمعاصرة التي تدرس اللغة ومن خلالها قد تطرقنا إلى درس اليوم وهو الدرس الأول حول نبذة تاريخية ووضحنا أن الفلسفة القديمة سادت من القرن الخامس قبل الميلاد إلى قرن الرابع بعد ميلاد المسيح عليه السلام.

ثم جاءت الفترة المظلمة فهي فترة القرون الوسطى من القرن الرابع بعد ميلاد المسيح إلى القرن الخامس عشر الميلادي ثم جاء عصر النهضة للقرن السادس عشر الميلادي وسادت الفلسفة الحديثة في القرن السابع عشر ديكارت وفي القرن الثامن عشر كانت النقدي وفي القرن التاسع عشر هيكل العقلي ثم جاء القرن العشرين وسادت الفلسفة المعاصرة وهذا كله يشر إلى أن هناك فرق بين الإنسان وسائر العجماوات وهو التفكير فالنحل لم يتطور هذه بيوته السداسية منذ القدم إلى يومنا هذا لكن الإنسان تطور من السكن في كهوف الجبال وحفر الجبال إلى الآن الأبنية الشاهقة.

 

الدرس الأول نبذة تاريخية فلسفية

ولادة الفكر البشري[1]

لازم التفكير وجود الإنسان منذ نعومة أظفاره إلى يومنا هذا وترك آثارا مهمة في حياته حيث خلق انعطافات وتحولات مهمة في مسار حركته وطور أسلوب تعامل الإنسان مع محيطه على مختلف الميادين والصعد وبهذا اختلفت حياة الإنسان المتطورة عن حياة الإنسان بقوالبها الجاهزة والجامد لذلك يطلق على الحيوانات عجماوات لا تفقه شيء ميزة الإنسان وعظمة وتميزه عن سائر المخلوقات بالعقل.

فكم تجد الفارق واضحا بين بيوت الإنسان التي كانت في حدود الكهوف والمغارات والتي تطورت إلى عمارات ناطحات للسحاب وبين بيوت النحل السدادسية ذات الأشكال الجامدة التي لم يكتب لها تغير منذ أن وجد الحيوان ولحد الآن.

ولادة الفكر الفلسفي[2]

والفكر الفلسفي الذي أثارته وأفرزته تساؤلات الإنسان عن الكون والحياة والمبدأ والمعاد، هناك ثلاثة أسئلة يسألها كل إنسان السؤال الأول من أين أتيت؟ الطفل يسأل هذا السؤال، السؤال الثاني وإلى أين سأنتهي؟ أنا إذا مت ووضعوني في القبر إلى أين سأذهب هل توجد آخرة وقيامة أو لا توجد؟ إذن المبدأ والمعاد سؤالان يعتريان كل إنسان من أين أبدأ وإلى أين انتهي المبدأ والمعاد.

الوسيلة وأين أتجه وأين أسير ثلاثة أسئلة، من أين جئت وأين أسير وإلى أين انتهي، من أين جئت؟ المبدأ، وأين أسير؟ ما هي الوسيلة التي أسير من خلالها وهي النبوة، وإلى أين انتهي؟ المعاد يوم القيامة

فهذه أصول الدين الثلاثة التوحيد الذي هو المبدأ والنبوة التي هي الوسيلة والواسطة والمعاد يوم القيامة الذي هو المنتهى العدل من متفرعات التوحيد والإمامة من متفرعات النبوة فهذه أصول الدين الخمسة.

لذلك تجد الكثير من الفلاسفة ألفوا كتابا تحت عنوان المبدأ والمعاد، الشيخ الرئيس ابن سينا عنده كتاب المبدأ والمعاد ملا صدرا صدر المتألهين الشيرازي عنده كتاب المبدأ والمعاد فهذه أسئلة أساسية ومحورية لذلك يقول والفكر الفلسفي الذي أثارته وأفرزته تساؤلات الإنسان عن الكون والحياة والمبدأ والمعاد كان أحد المحاور الفكرية التي استقطب اهتمام البشر من لدن آدم ولحد الآن ودفعه صوب التأمل والنظر ومن ثم نحو الإبداع والابتكار في هذا المجال وقد كان لحكماء الفرس واليونان قصب السبق في ذلك على بقية الأمم.

المعلمون الثلاث

اليونان الإغريق كان عندهم حضارة عريقة ما قبل الميلاد وأيضا الفرس كان عندهم حضارة عريقة، وكان ذلك قبل الميلاد ـ ميلاد المسيح "عليه السلام" ـ بعدة قرون تقريبا القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان في الاغريق عصر الازدهار من 1200 سنة قبل ميلاد المسيح "عليه السلام" إلى وفاة الاسكندر الأكبر سنة 323 قبل ميلاد المسيح هذا عصر الأوج والازدهار ولكن عصر التدوين وغير ذلك نشأ من القرن الخامس قبل الميلاد بمجيء سقراط ثم تلميذه أفلاطون ثم تلميذه أرسطو لذلك أرسطو يلقب بالمعلم الأول والفارابي المعلم الثاني وابن مسكويه المعلم الثالث.

المعلم الأول لا خلاف فيه المعلم الثاني الفارابي هو المشهور بعضهم يقول المعلم الثاني هو ابن رشد الأندلسي الذي ولد في غرناطة بالأندلس اسبانيا حاليا وتوفي في مراكش ـ المغرب ـ وهو سني مالكي وأما الفارابي فهو شيعي والمشهور أن المعلم الثاني هو الفارابي بعضهم يقول المعلم الثاني هو الشيخ الرئيس بن سينا ولكن المشهور أن المعلم الثاني هو الفارابي بعضهم يرى أن المعلم الثالث هو المحقق السيد محمد باقر الميرداماد أستاذ صدر المتألهين شيخ المعقول والمنقول المتوفى سنة 1041 هجرية قمرية ولكن الصحيح أن المعلم الثالث هو ابن مسكويه المؤرخ صاحب كتاب تجارب الأمم المتوفى سنة 421 هجرية والذي كان في بلاط الدولة البويهية وكانت الدولة البويهية تدعمه وكان طبيبا وفيلسوفا ومؤخرا له كتاب تجارب الأمم سبعة أجزاء في ستة مجلدات كما أنه عندنا في الفقه الشهيد وهو الشيخ محمد بن مكي العاملي الجزيني.

وكان ذلك قبل الميلاد بعدة قرون حيث طفحت على سطح مناظراتهم وتأملاتهم الفلسفية العديد من الآراء والنظريات التي كان يسودها الاتزان تارة والتهافت والتضارب تارة أخرى وفي ذات الوقت النمو والثرى بفعل التلاحق الفكري الذي وفر أجواء خصبة لذلك تيارات الشك والسفسطة.

تيارات الشك والسفسطة[3]

وفي ظل هذه الظروف برزت تيارات الشك والسفسطة واحتلت مساحة واسعة من التفكير الفلسفي بعد أن احتل أربابها وهم السفسطائيون منابر التعليم والخطابة والمحاماة وأنكروا حقائق الأشياء ووجودها الخارجي كل ما في الكون وهم أو خيال أو عكوس في المرايا أو ظلال يعني أنت ترى الشيء الذي ينعكس بالمرآة ليس له حقيقة ووجود في المرآة فكل الأمور خيال ولا يوجد شيء حقيقي.

فانعكس ذلك على أذهان الناس وخلق عندهم بلبلة ذهنية وشكا بكل حقيقة مهما كان طالعها وكان ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد ولم يستمر الوضع على هذا الحال حيث تصدى سقراط لعلاج الموقف بقوة وتبعه على ذلك أفلاطون تلميذ سقراط وتلاهما أرسطو طاليس وهو تلميذ أفلاطون الذي أسس قواعد الاستدلال والتفكير الصحيح في علم المنطق حيث كشف عن زيف السفسطة ومغالطتها ومنزلغاتها التي أودت بالتفكير الإنسان إلى الهاوية وبذلك تربع اليقين على عرشه وعادت مياه الحقيقة إلى مجاريها وتلاشت تيارات الشك والإنكار وعلى هذا المنوال استمر الحال حتى بعد رحيل العملاقة الثلاثة سقراط وأفلاطون وأرسطو حيث استمر تلامذتهم في ترويج أفكارهم فدفعوا عجلة اليقين إلى الإمام.

الحكماء الاربعة

يقول البيهقي الحكماء أربعة اثنان قبل الإسلام واثنان بعد الإسلام اثنان قبل الإسلام أفلاطون وأرسطو واثنان بعد الإسلام الفارابي والشيخ الرئيس بن سينا وكلاهما شيعيان الفارابي شيعي وابن سينا شيعي اسماعيلي إلا أن مكانة هؤلاء أخذت بالتهاوي بين الناس بمرور الزمان فتقلص دورهم وقلت أهميتهم فشدوا رحالهم إلى الإسكندرية لتكون محطة جديدة لنشر أفكارهم،

إذن المحطة الأولى للفلسفة القديمة اثنا عاصمة اليونان حاليا، المحطة الثانية الإسكندرية، لنشر أفكارهم وتداول معارفهم واستمروا على هذا المنوال حتى القرن الرابع بعد الميلاد.

القرون الوسطى[4]

وفي هذه الفترة اعتنق إمبراطور الروم المسيحية وتبنى أفكارها باعتبارها آراء الدولة الرسمية إلا أنه في ذات الوقت فتح أمام العلماء أبواب النقد لطرح آرائهم ووجهات نظرهم وعلى أثر ذلك تدهور الأوضاع وتفاقمت الأمور بفعل التعارض والتضارب في وجهات النظر بين الكنسية والعلماء مما دفع الإمبراطور جستنيان إلى إصدار أوامره بغلق المراكز العلمية والجامعات والمعاهد الفكرية وتعطيل المدارس في اثنا والإسكندرية ففر العلماء خوفا من البطش والتصفية الجسدية وحينها انطفأ مشعل العلم انتكست راية المعرفة ومنها دخلت أوروبا في عصورها المظلمة والتي تسمى أيضا بالقرون الوسطى حيث استغرقت ألف عام من الزمان وعلى نحو التحديد من أوائل القرن السادس بعد الميلاد وانتهاء بالقرن الخامس عشر بعد ميلاد المسيح عليه السلام وامتازت هذه الفترة باستيلاء الكنيسة على المراكز العلمية استيلاء تاما فكانت المباحث العلمية والفلسفية تفرضها الكنيسة على أنها تعاليم دينية لا تقبل النقاش لذلك مصطلح رجال الدين هذا مصطلح من مخلفات القرون الوسطى في المصطلح الإسلامي نقول علماء دين عالم دين ولا يوجد مفهوم رجل دين أو رجال دين هذا مصطلح أوروبي يعبر عن سلطنة رجال الدين والكنيسة في القرون الوسطى.

الفجر الجديد[5]

وفي هذه الفترة بالذات ازدهرت الحركة العلمية في شبه الجزيرة العربية بفضل نور الإسلام الذي ولد هناك في تلك الفترة وقد أضاء كل شيء وبدت حينها حركة علمية تنشط وتتفاعل وتتلاقح وتنمو بفضل ما حث عليه الدين الإسلامي من طلب العلم من المهد إلى اللحد حتى ولو كلف ذلك خوض اللجج وسفك المهج وحتى ولو كان في الصين وبالفعل فقد برع المسلمون في جميع حقول العلم والمعرفة ومن جملتها الحقل الفلسفي فترجموا كتب اليونانيين والرومانيين والإيرانيين إلى اللغة العربية وانهمك آخرون كالفارابي في تبيان شرح أفكار أفلاطون وأرسطو وتبعه على ذلك أبن سينا حيث سلط الضوء على فلسفة ومنطق أرسطو وبذلك ظهرت المدرسة المشائية في بلادنا الإسلامية وفي أواسط القرن السادس الهجري شرح الشيخ شهاب الدين السهروردي أفكار أفلاطون بعد أن طواها ودافع عنها وبذلك أسس الفلسفة الإشراقية في بلادنا الإسلامية ونقد الفلسفة المشائية وفي مطلع القرن الحادي عشر الهجري ظهر صدر المتألهين الشيرازي بآراء وافكار جديدة على ضوء القرآن وكلمات الرسول وأهل بيته الطاهرين "عليهم السلام" واسماها بالحكمة المتعالية التي هي مؤلفة من الفلسفة المشائية والإشراقية والعرفان النظري وعلم الكلام القديم.

المدرسة المشائية والإشراقية والحكمة المتعالية[6]

المدرسة المشائية تتمثل بفلسفة أرسطو طاليس حيث كان يعتمد في أبحاثه على الأسلوب الاستدلالي وسميت فلسفته بهذا الاسم لأنه كان يسير ويمشي من المقدمات إلى النتيجة وكان من الأولى تسمية فلسفته بالفلسفة الاستدلالية في مقابل الفلسفة الاشراقية التي نادى بها أفلاطون الذي كان يرى بأن المعارف بالخصوص الإلهية منها لا تتأتى عن طريق الاستدلال العقلي فحسب بل لابد من أن يوجد إلى جانب ذلك سير وسلوك وتهذيب أخلاقي يبعث اشراقات وإفاضات للمعارف الإلهية على القلب وقد تشبع الفلاسفة المسلمون على غرار ذلك إلى فلاسفة مشائين يتقدمهم أبو علي بن سينا وفلاسفة اشراقيين يتزعمهم شهاب الدين السهروردي وأما الحكمة المتعالية فهي اسم اختاره صدر المتألهين الشيرازي لفلسفته التي حاول من خلالها التقريب بين الفلسفة المشائية الاستدلالية وبين المدرسة الاشراقية وبين ما جاء في الكتاب والسنة من أحاديث وروايات، هذا تمام الكلام في الدرس الأول.

 

سقراط

أول عالم سقراط هذا ورد في الحاشية أول صفحة من الدرس الثاني صفحة 23[7] ، سقراط الحاشية الأولى 470 قبل الميلاد مولود 399 قبل الميلاد توفي، فيلسوف يوناني ولد في اثنا عرف بأنه كان أستاذا ذائع الصيت بالفلسفة والحكمة وعرف بسقراط الحكيم وينقل أن هتافا كان يراود سقراط يشرده إلى الطريق الصحيح وقد بلغ من العلم مرتبة فريدة.

افلاطون

الثاني تلميذه أفلاطون الحاشية صفحة 16 من الطبعة القديمة[8] ، تصير الحاشية الثانية، أفلاطون 428 قبل الميلاد ولد 347 بعد الميلاد توفي وهو تلميذ سقراط فيلسوف يوناني يعد من مشاهير فلاسفة العالم ولد في اثنا اليونان من أسرة عريقة في المجد بدأ أول دراسته بالرسم ثم نظم الشعر تتلمذ في سن العشرين على يد سقراط الذي كان له الدور الأكبر في نشأته الفلسفية، فلسفة أفلاطون اشراقية تعتمد على اشراقات الروح.

ارسطو

الثالث أرسطو وهو تلميذ أفلاطون ولد سنة 384 قبل الميلاد توفي سنة 322 قبل الميلاد، مربي الاسكندر ومن كبار فلاسفة اليونان، الاسكندر توفي سنة 323 بعد سنة من وفاة أرسطو مؤسس فلسفة المشائين من مؤلفاته المقولات، الجدل، الخطابة، السياسة، كتاب ما بعد الطبيعة اثر في الفكر العربي ومن أول من ترجم مؤلفاته إسحاق بن حنين، هذا المعلم الأول أرسطو المعلم الثاني الفارابي الحاشية رقم واحد أبو نصر محمد الفارابي توفي سنة 339 هجرية يعني سنة 950 ميلادية هذا فيلسوف لامع ولد في فاراب تركستان ودرس في بغداد وحران وأقام في حلب في بلاط سيف الدولة الحمداني وتوفي في دمشق لقب بالمعلم الثاني من مؤلفاته كتاب الموسيقة الكبير السياسية المدنية، رسالة فصوص الحكم.

أبو علي بن سينا

الرابع أبو علي بن سينا الذي هو المعلم الثاني أو الثالث أو الشيخ الرئيس ولد سنة 384 توفي سنة 427 هجرية ولد في اقشنة قرب بخارى وتوفي في همدان عرف بالشيخ الرئيس وكان عالما لامعا وعملاقا كبيرا حيث ضرب في كل فهم بسهم وتجلا فيه نبوغه فصار مضمار الفلسفة فيلسوف مبدع بلغت الفلسفة المشائية على يده القمة وفي مضمار الطب طبيب ماهر وحاذق ألف كتاب القانون الذي لم يزل يدرس في الجامعات العلمية عبر قرون كما وأنه عرف أستاذا لامعا في الرياضيات والهيئة.

هذا أستاذ الفلسفة المشائية أستاذ الفلسفة الاشراقية شهاب الدين السهروردي ولد في سهرورد ـ قرية قرب زنجان ـ وهو كرد ولد سنة 550 هجرية وتوفي سنة 587 هجرية يعني عاش 37 سنة وعلى قول 38 سنة قتلوه صاحب مدرسة الإشراق في بلادنا الإسلامية وقد عرض آراءه بالنثر والشعر باللغتين العربية والفارسية وله مصنفات منها التلويحات اللوحية والعرشية والألواح العمادية وهياكل النور، نشر أفكاره في حلب مما ألب الناس عليه واتهموه بالكفر مما دعا صلاح الدين الأيوبي أن يأمر ابنه الظاهر بقتله فاستشهد على يده في قلعة حلب وفي شهر رجب.

الحاشية الأخيرة صدر المتألهين رائد مدرسة الحكمة المتعالية ولد سنة 979 هجرية توفي سنة 1050 هجرية وهو محمد بن إبراهيم المعروف بصدر المتألهين ولد في مدينة شيراز وهو عالم شيعي كبير وتوفي في طريق الحج تعرف فلسفته بالحكمة المتعالية من أشهر كتبه الأسفار الأربعة وعرف أيضا بالملا صدرا، هذا تمام الكلام في الدرس الأول نبذة تاريخية فلسفية، الدرس الثاني تعريف الفلسفة[9] يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo