< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مقدمة علم الفلسفة

 

الدرس الثاني الفلسفة [1]

انتهينا بحمد لله عزوجل في الدرس الأول من كتاب نافذة على الفلسفة للدكتور صادق الساعدي (حفظه الله) هذا الكتاب نافذة على الفلسفة مولف من عشرين درسا،

الدرس الأول في تاريخ الفلسفة،

الدرس الثاني في مقدمة علم الفلسفة

فالمقدمة مقدمتان مقدمة علم ومقدمة كتاب أما مقدمة الكتاب فهي مقدمة التي يكتب فيها الكاتب الغرض الذي دعاه لكتابة الكتاب وأهم الأمور التي ركز عليها في كتابه بخلاف مقدمة العلم فهي المقدمة التي يذكر فيها ثلاثة أمور

الأمر الأول تعريف العلم

الأمر الثاني موضوع العلم

الأمر الثالث فائدة العلم

فكل علم من العلوم كالعلم الفقهه والفلسفة والكلام والتفسير والسياسة والاقتصاد وعلم النفس والاجتماع والإدارة وما شاكل ذلك يبحث في بداية هذه العلوم عن مقدمات هذه العلوم مقدمات العلوم في ثلاثة أمور التعريف، الموضوع، الفائدة .

فما هو تعريف علم الفلسفة اولاً وما هو موضوع علم الفلسفة ثانياً وما هي فائدة علم الفلسفة ثالثاً هذه مقدمة علم الفلسفة.

المصنف أيده الله في الدرس الأول ذكر المامة تاريخية لنشأئة فلسفة والأطوار التاريخية التي مر بها علم الفلسفة وفي الدرس الثاني ذكر مقدمة علم الفلسفة أين تعريف علم الفلسفة وموضوع علم الفلسفة وفائدة علم الفلسفة.

أما الأمر الأول وهو تعريف علم الفلسفة فيقال في تعريفها هكذا :

(الفلسفة هي العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود وموضوعوها الموجود بما هو موجود وفائدتها معرفة أحكام الموجود بما هو موجود ودفع الشبهات التي تحوم حول معرفة الموجودات)

هذا خلاصة درس اليوم كله.

أما تفصيل ذلك النقطة الأولى تعريف الفلسفة العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود

فتارتاً تدرس الموجود بما هو ماء فتدرس خاصية تجمد الماء عند انخفاض درجة الحرارة وتبخر الماء عند ارتفاع درجة الحرارة وسیيلان الماء عند اعتدال درجة الحرارة فهنا أنت تدرس الموجود وهو الماء لكن لا تدرسه بما هو موجود وإنما بما هو ماء سائل

وتارةً تدرس الموجود بما هو نار وتارةً تدرس الموجود بما هو تراب، تارةً تدرس الموجود بما هو ذهب بما هو فضة وهذه الأمور تدرس في علم الكيمياء في خواص العناصر فما هي خاصية عنصر الذهب أو الفضة وما هي خاصية تركيب الماء المكون من ذرة هايدروژین وذره اوکسوژین

وتارةً تدرس جميع موجودات بلحاظ كونها موجودات تخض لقوانين عامة مثل قاعدة العلية والمعلولية لكل معلول علة هذا قانون عام يدرس جميع الموجودات كما لو درست برهان النظم الذي يقول إن النظم يكشف عن منظم إن المعلول يكشف عن علة وإن المسببَ يكشف عن المسببِ هذا برهان النظم الذي أشار إليه الأعرابي كيف عبدت رباً لم تراه فقال البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام على المسير أفما سماء ذات أبراج وأرض ذات أفجاج إلا يدلان على الصانع اللطيف الخبير فكلام الأعرابي هذا يشير إلى برهان النظم الانتقال من المعلول إلى العلة

أحياناً تنتقل من العلة إلى المعلول برهان الصديقين كما يبحث في علم الكلام وأحيانا تنتقل من المعلول إلى العلة أكثر الناس يأنسون في الحسييات يناسبهم برهان النظم الإنتقال من المعلولات والمسببات المحسوسة إلى العلة التي تكون غير محسوسة إذن قانون العلية والمعلولية لكل معلول علة هذا قانون يدرس أحكام الموجود بما هو موجود لا بما هو موجود خاص كالماء والتراب والنار بل يدرس الموجود من ناحية كون موجود من دون خصوصية أخرى وهكذا مثلاً قانون الإنسجام بين الموجودات وهكذا هنا قوانين كثيرة تتعلق بالموجود بما هو موجود قانون الإمكان والوجوب قانون الحدوث والقدم يعني عندنا وجود ممكن وجوداً واجب الوجود الواجب الله عزوجل الوجود الممكن سائر الموجودات عدى الله عزوجل

فالفيلسوف يركز على قانون الإمكان والوجوب والمتكلم يركزعلى قانون القدم والحدوث الله قديم وما عداه حادث فالفيلسوف يتمسك بمفردة الإمكان والوجوب والمتكلم يتمسك بمفردة القدم والحدوث هذه العناونين قديم وحادث ممكن وواجب إنما هي من أحكام وحالات الوجود بما هو وجود وليس هي من أحكام الوجود الخاص كالوجود الناري أو الوجود المائي أو الوجود الترابي أو الوجود الهوائي.

تعريف الفلسفه

إذن تعريف الفلسفة هكذا، ما هي الفلسفة؟

الجواب: الفلسفة هي العلم الباحث عن أحكام الوجود بما هو موجود للاعلم الباحث عن أحكام الموجود بما هو موجود له آثار خاصة كالماء أو التراب أو النار أو الهواء

موضوع الفلسفه

ومن النقطة الأولى وهي تعريف الفلسفة يتضح الجواب عن النقطة الثانية وهي موضوع الفلسفة إذ أن الفلسفة لا تدرس الوجودات الخاصة للأشياء وإنما تدرس الحيثيات العامة للموجودات فهي تدرس الموجود بما هو موجود أي القوانين العامة للوجود العام لا القوانين الخاصة بالوجود الخاص

ثمرة البحث الفلسفي

ومنه يتضح الجواب على النقطة الثالثة وهي ثمرة البحث الفلسفي وفائدة البحث الفلسفي وهي التعرف على حقائق الموجودات والإجابة عن الشبهات المثارة حول الموجودات ومن هنا سميت الفلسفة بأم العلوم لإنها تثبت أول شيء وهو أصل الوجود ففي الكيمياء قبل أن تبحث عن تكون الماء من ذرة هايدروژین h2 وذره اوکسوژین o فتقول الماء h2o ذرة هايدروژین وذره اوکسوژین . ثبت العرش ثم النقش أولاً أُثبت وجود الماء أولاً أثبت وجود الأوکسوژین وأثبت وجود هايدروژین ربما يأتي سفسطائي وينكر فإذا أثبتنا وجود العناصر الأولية كالاهايدروژین والأوکسوژین ثانيا أثبتنا وجود مركبات كتركيب الماء وتركيب ملح الطعام NaCl كلورئيد السوديوم ففي هذه الحالة يمكن أولاً تأتي الفلسفة وثبت وجود العناصر الأولية والمركبات ثم بعد ذلك ياتي علم الكيمياء ويثبت هذه المركبات

فالفلسفة أم العلوم يعني أساس العلوم لإن الفلسفة تتكفل بإثبات الموجودات وتحارب السفسطة ومن هنا فإن السقراط الحكيم أسمى نفسه فيلاسفون أي محب الحكمة وفي كلامة هذا أمران، أولاً تواضع سقراط إذ لم يدعي أنه حكيم وإنما قال أنا محب للحكمة وثانياً فيه تعريض بالسفسطائين فإن السفسطة مأخوذة من فيلاسفوس فإن السفسطائي أطلق على نفسه أنه حكيم ولفظ الحكيم في اللغة الإغريقية اليونانية القديمة فيلاسفوس، فيلاسفوس يعني حكيم فقال سقراط: أنا الذي لا أدعي أنني حكيم بل محب للحكمة هزمتكم ودمرت مبانيكم فكيف بالحكيم فكيف تتدعون انكم حكماء إذن إطلاق سقراط الحكيم على نفسه فيلاسفوس يعني أنا محب للحكمة وفي نفس الوقت قد عرض بمن يدعي أنه حكيم فالفلسفة مأخوذة من لفظ فيلاسفوس كما أن السفسطة مأخوذة من لفظ سوفيست، سوفيست يعني إنكار حقائق سوفيسيت يعني حكيم. والحال أن هذه السفسطة إنكار لحقائق الأِشياء وإنكار للموجودات موجودة حقيقتاً وواقعاً.

إذا تم هذا خلاصة ما أخذناه ونقول ولله المستعان ما هي مناهج الاستدلال؟ ويذكر المصنف ثلاثة أمور: الأمر الأول لو سئلت عن كيفية دخول الأنكليز إلى العراق فإن الجواب عليه يكون بالمنهج التاريخي وهو هو منهج نقلي.

سؤال ثاني لو سئلت عن الألوان فإن معرفة الإلوان تحتاج إلى حس وتجربة فالاعمى لا يدرك معنى الألوان فإنه لا يبصر وفي هذا اشارة إلى المنهج الحسي والتدريجي.

سؤال ثالث لو سئلت عن قوانين الاجتماع في الدولة فإن هذه القوانين الكلية والعامة تحتاج إلى عقل مفكر فهي بحاجة إلى منهج عقلي

إذن ذكر المصنف ثلاث معرفات وثلاثة مناهج وهي المنهج النقلي التاريخي والمنهج الحسي التجريبي والمنهج العقلي والفلسفة تدرس المنهج العقلي للمنهج النقلي أو التجريبي، نعم لو جئنا إلى مصطلح العلم في العصر الحديث فأنهم أطلقوا مصطلح العلم على خصوص ما يحصل من التجربة والمختبر والحس فقالوا المعرفة العلمية هي خصوص المعرفة الحاصلة من الحس والتجربة والمختبرات وما عداها ليس بعلم فالمعرفة النقلية والمعرفة العقلية والمعرفة القلبية العرفانية الشهودية ليست بمعرفة عند التجريبين بناءاً على هذا المصطلح لا تكون الفلسفة التي تدرس الوجود علم لماذا لا تكون علماً لإن العلم في المدرسة الحديثة هي خصوص المعطيات الحاصلة من الحس والتجربة والفلسفة التي تدرس الوجود معرفة عقلية

إذن بناءاً على تعريف العلم عند القدماء يصدق على علم الفلسفة أنها علم لإن مرادهم مطلق المعرفة الأعلم التي تحصل من العقل أو النقل أو الكشف العرفاني والشهودي وأما بناءاً على المصطلح الحديث في الفلسفة الغربية لا تعد الفلسفة القديمة التي تدرس الوجود علماً ومعرفة بل أنهم قد خصوا العلم بخصوص المعرفة التجريبية فقالوا إنما يحصل من التجربة علم وما عداه ليس بعلم وهذا ليس بصحيح

ما هو المعرفة و اسبابها

الصحيح هو المعرفة التلفيقية الملفقة من أربعة أسباب وهي أولا النقل ثانياً العقل ثالثا التجربة رابعاً الكشف والشهود فأسباب المعرفة مختلفة تارةً نتعرف على الأشياء عن طريق النقل وتاراً عنلا طريق العقل وتاراً عن طريق الكشف وتارةً عن طريق التجربة فليست كل الأمور تعرف من العقل وليس جميع الأمور تعرف من التجربة وليست جميع الأمور تعرف من الكشف وليست جميع الأمور النقل فالنقل يتكفل بأشياء والعقل يتكفل بأشياء أخرى والتجربة تتكفل بإشياء أخرى والكشف العرفاني يتكفل بإشياء أخرى

طرق الاستدلال

وفي الأخير يذكر المصنف طرق الاستدلال: فيذكر ثلاثة أمور القياس والاستقراء والتمثيل. فالمفاهيم إما كلية وإما جزئية وتفصيل ذلك إما أن تنتقل من الكلي إلى الجزئي فهذا ما يحصل في الاستقراء فتقول هذه الحديدة تتمدد في الحرارة، هذه الحديدة تتمدد في الحرارة، هذه الحديدة تتمدد في الحرارة فتستقرء أي تتبع الجزئيات فتصل إلى قانون عام وكلي وتقول كل الحديد يتمدد بالحرارة فمعنى الاستقراء هو عبارة عن تتبع الجزئيات الموصل إلى قاعدة كلية وعامة ففي الاستقراء تبدأ بالجزء وتنتهي بالكلي وهذا عكس القياس التي تبدأ فيه بالكلي وتنتهي بالجزئي مثلاً في القياس كل معدن يتمدد بالحرارة هذه قاعدة كلية تأتي بمصداق هذه القاعدة كلية تقول الحديد معدن وكل معدنٍ يتمدد بالحرارة إذن كل الحديد يتمدد بالحرارة الالمينيوم معدن وكل معدن يتمدد بالحرارة إذن كل الالمينيوم يتمدد بالحرارة، النحاس معدنٌ هذه صغرى، الكبرى وكل معدن يتمدد بالحرارة، النتيجة النحاس يتمدد بالحرارة إذن في القياس المؤلف من صغرى جزئية وكبرى كلية تنتقل من الكلي إلى الجزئي تطبق الكبرى وهي المفهوم الكلي كل معدن يتمدد بالحرارة على الصغرى الاليمنيوم، الحديد، النحاس، اللماس، الذهب، الفضة، فتنتقل من حكم الكلي وهي تمدد كل المعادن إلى الحكم على الجزئي على مفردة النحاس، الذهب، الفضة، الحديد، اللماس إذن في القياس تبدأ من الكلي إلى الجزئي من الكبرى إلى الصغرى في الاستقرار بالعكس تبدأ من الجزئي إلى الكلي من تمدد هذا الحديد وهذا الحديد وهذا الحديد مثلاً تذهب إلى منطقة وهذا الرجل بخيل، وهذا الرجل بخيل، وهذا الرجل بخيل تقول كل رجال هذه المنقطة بخلاء وقد قسم الاستقراء إلى قسمين، القسم الأول الاستقراء التام وهو عبارة عن تتبع جميع الجزئيات مثلاً تتبع جميع أولاد فلان الأول بخيل الثاني بخيل الثالث بخيل تقول كل أولاد فلان بخلاء لكن لا تقع في الغيبة أو تتبع تجد الأول كريم، الثاني كريم، الثالث كريم، العاشر العشرین کریم تقول کل أبناء العائلة الفلانية كرماء هذا استقراء تام ولكن هذه الحديدة تمددت، هذه الحديدة تمددت، هذه الحديدة تمددت فهل تستطيع أن تتبع وتستقرء جميع الحديد في العالم، هذا مستحيل هذا استقراء ناقص

ومن هنا قالوا إن الاستقراء التام حجة والاستقراء الناقص ليس بحجة وأكثر الاستقراءات ناقصة وليست تامة وبالتالي أكثر الاستقراء ليس بحجة لكن الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر في كتابه الأسس المنطقية في الاستقراء أثبت أن الاستقراء الناقص في بعض مواردة يفيد الاطمئنان والوثوق فيكون حجته فكتب نظرية الأسس المنطقية للإستقراء كتاب حوالي 500 صفحة إذن إما أن تبدأ بالجزئي وتنتهي إلى الكلي فهذا هو الاستقراء الذي يقسم إلى قسمين استقراء تام وهذا استقراء ناقص وأما أن تبدأ بالكلي وتنتهي بالجزئي وتنتهي بالجزئي فيكون هو القياس

فيقال في تعريف القياس أنه قول مؤلف من قضاياه متى لزمت لزم لذاته قول آخر قول مؤلف من قضايا يعني صغرى وكبرى، صغرى الحديد معدن، كبرى وكل معدن يتمدد بالحرارة يعني متى لزمت يعني متى صحت، الصغرى الحديد معدن وصحت الكبرى كل معدن يتمدد بالحرارة يعني متى لزمت القضايا الصغرى والكبرى لزم عنه يعني لزم عن هذا القول لذاته قول آخر يعني لزم عن التسليم للقضيتين الصغرى الحديد معدن والكبرى كل معدن يتمدد بالحرارة لزم قول ثالث وهو الحديد يتمدد بالحرارة الصغرى الصغرى الحديد معدن والكبرى كل حديد يتمدد بالحرارة النتيجة الحديد يتمدد بالحرارة تحذف الحد الأوسط الحد المتكرر وهو لفظ معدن مقدمة صغرى لا الحديد موضوع الحديد هذا محمول في الصغرى ثم تأتي إلى الكبرى وكل معدن هذا موضوع متكرر یتمدد بالحرارة هذا محمول بالكبرى تحذف لفظ المعدن الوارد في محمول الصغري وموضوع الكبرى الحديد معدن ٌ وكل معدن يتمدد بالحرارة النتيجة الحديد يتمدد بالحرارة

فتكون النتجية هكذا تعريف القياس قول مؤلف من قضايا يعني صغرى وكبرى متى لزمت يعني الصغرى والكبرى لزم عنه عن لزوم القضايا قول الآخر وهو النتيجة الحديد يتمدد بالحرارة. اذن في القياس نبدأ بالكبرى وننتهي بالصغرى نبدأ بالكلي وننتهي بحكم الجزئي الاستقراء بالعكس نبدأ بالجزئي هذا الطالب هذا هذا الحديد، هذا النحاس ننتهي بالكلي كل الحديد يتمدد بالحرارة كل الطلاب أذكياء كل الأولاد بخلاء أو كرماء القسم الثالث التمثيل، التمثيل الانتقال من الجزئي إلى جزئي آخر لوجود وجه شبهاً تقول الحديد يتمدد بالحرارة وهو معدن والنحاس أيضا معدن يتمدد بالحرارة فعديت حكم الجزئي وهو تمدد الحديد إلى جزئي آخر وهو النحاس لوجه شبهاً وهو اشتراكهما في المعدني أو تقول فلان ولد فلان بخيل الثاني اخوه إذن بخيل مثله أو فلان إين علان كريم أو فلتان أخوه اذن أيضاً كريم هذا تعدي من جزئياً وهو ولد الأول إلى الجزئي الثاني لوجود وجه شبهاً بينهما وهو الأخوان هذا حكم ظني يا أخي يمكن الأول كريم والثاني كريم يمكن الأول بخيل والثاني كريم يمكن الحديد يتمدد وهو معدن الثاني نحاس معدن لكن لا يتمدد ومن هنا قالوا إن التمثيل حجية ظنية وليست قطعية كما أن الأستقراء الناقص يفيد الظن بخلاف الاستقراء التام الذي يفيد القطع وهكذا قالوا إن القياس المنطقي الأورسطي المؤلف من صغرى وكبرى هذا شكل يعني شكل المقدمة الأولى الصغرى شكل المقدمة الثاني أو صورة كبرى فسمي منطق صوري يركز على صورة القياس منطق شكلي يركز على شكل القياس وهو المنطق الاروسطي مع أن منطق الأروسطي يركز على شكل القياس وصورة وأيضا مادة هل هي مادة يقينية أو ظنية هل هي مادة مشهورة أو مادة لا من القضايا الأولية من القياس الأروسطي كما يذكر شكل المقدمة وصورة أيضا يركز على مادة القضية لكنه يركز كثيراً على الشكل والصورة فسمي بالمنطق الصوري أو الشكلي أو الاروسطي النتيجة النهائية.

للاستدلال أنواع ثلاثة وهي القياس، الإستقراء، التمثيل. أما القياس فهو عبارة عن الانتقال من الكلي إلى الجزئي وأما الاستقراء فهو عبارة عن الانتقال من الجزئي إلى الكلي وأما التمثيل فهو عبارة عن الانتقال من الجزئي إلى الجزئي وأما ما يتعلق بالحجية فيقولون أمران ثبتت لهما الحجية لإن النتجية قطعية وهما القياس والاستقراء التام وأمران لم تثبت لهما الحجية لإن نتيجتهما ظنية وهما الاستقراء الناقص والتمثيل. فالتمثيل يفيد الظن وهو القياس الشرعي قياس أبو حنيفة يسموه تمثيل في علم المنطق ويسموه قياس في علم الفقه التمثيل المنطقي الذي هو القياس الشرعي والاستقراء الناقص يفيدان الظن فلا حجية لهما بخلاف الاستقراء التام والقياس فإنهما يفيدان القطع، إذن أنواع الاستدلال ثلاثة وهي القياس والاستقراء والتمثيل. والحجة منها إثنان وهما خصوص القياس والاستقراء التام وغير الحجة منهما إثنان وهما الاستقراء الناقص والتمثيل بقي شيء لإننا ذكرنا ثلاثة أمور في تعريف العلم والمصنف حفظه الله ذكر في هذا الدرس وهو الدرس الثاني خمسة أمور:

الأمر الأول تعريف العلم علم الفلسفة هو العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود .

الأمر الثاني : موضوع العلم هو الموجود بما هو موجود .

الأمر الثالث: فائدة العلم معرفة الموجودات والإجابة عن الشبهات المثارة حولها.

الأمر الرابع: مناهج المعرفة المنهج النقلي والحسي التجريبي والمنهج العقلي وبين أن الفلسفة منهج عقلي .

الامر الخامس: أنواع الاستدلال ، قياس واستقراء وتمثيل .

بقي شيء تركنا للأخير حتى يصلح يبقى مدخل للمقدمة هذا الأمر يتعلق بالأمر الأول تعريف الفلسفة يلحق به أقسام الفلسفة فإن المعرفة إما نظرية وإما عملية أما ينبغي أن ينظر فيها وأن تعرف وأن تعلم وأما ينبغي أن تفعل وأن تعمل فقسمت الفلسفة إلى قسمين معرفة نظرية ومعرفة عملية، المعرفة النظرية ثلاثة أقسام والمعرفة العملية أيضا ثلاثة أٌقسام المعرفة النظرية ثلاثة أقسام أول:

القسم الاول: قسم الرياضيات تبحث الهندسة والحساب والفلات والغناء الموسيفي والغناء كان يلحظ في الرياضيات هذا القسم الأول.

القسم الثاني: الطبيعيات، الطبيعيات يدرس في علم الفلك علم الفلك في الطبيعيات للرياضيات ويدرس فيه خواص الأجسام يعني باصطلاحنا اليوم علم الفيزياء وعلم الكيمياء.

القسم الثالث: الالهيات، يعني ما تدرس الموجودات إما أن تدرس مطلق الموجودات وإما أن تدرس خصوص وجود الله عزوجل فمن هنا يقال عندنا الإلهيات بالمعنى الأعم والإلهيات بالمعنى الأخص الإلهيات بالمعنى الأعم هي ما تدرس مطلق الموجودات بما هي موجودات تدرس وجود الإنسان وجود الحجر، وجود الشجر، وجود السماء، وجود الأرض، وجود الأفلاك. الإلهيات بالمعنى الأخص هي ما تدرس خصوص وجود الله تبارك وتعالى هذا تمام الكلام في الفلسفة النظرية فالرياضيات ينبغي أن تنظر وأن تعلن والطبيعيات ينبغي أن تعلم والإلهيات ينبغي أن تعلم وتعرف وينظر فيها فهذه أقسام الفلسفة النظرية. رياضيات، طبيعيات، الإلهيات.

أرسطو طاليس حينما كتب بالفلسفة النظرية أولاً كتب في الرياضيات ثم الطبيعيات ثم في الإلهيات فذكر الإلهيات بعد الطبيعيات فعبر عنها ما وراء الطبيعة أو ما بعد الطبيعة ليس المراد ما بعد الطبيعة يعني ما بعد الكون والإمور الغيبية البعض يفهم أنه يراد بها ما بعد الطبعية يعني الغيبيات لا يعني مباحث الوجود التي كتبتها أنا أرسطو بعد مباحث الطبيعيات. لذلك قال ميتاتا فوسيكا، متاتا يعني بعد، فوسيكا يعني الطبيعة متاتا فوسيكا يعني ما بعد الطبيعة متاتا فوسيكا بالإغريق واليونانية عربت فسارطت ميتافيزيقيا فالمراد بالميتافيزيقيا مباحث الوجود والموجودات التي تبحق بعد مباحث الطبيعيات ولا تختص هذه المباحث بخصوص الموجودات المجردة بل تشمل الموجودات المجرد والموجودات المادية فمثلاً بالفلسفة ندرس الجوهر والجواهر ومعروف الجوهر أما مادي مثل الجوهر الجسماني وإما مجرد عن المادة مثل الجوهر النفساني والجوهر العقلاني فالنفس والعقل جوهران لكنهما مجردان عن المادة والجسم جوهر إلا أن جوهر مادي فالميتافيزيقيا أي متاتا فوسيكا تدرس الموجودات الأعم من الكموجودات المادية كالجسم والموجودات المجرد كالنفس والعقل والبعض قد يشتبه الميتافيزيقيا يعني ما وراء الطبيعة يعني الغيبيات يعني المجردات فلا يشمل الماديات وهذا اشتباه فاضح بالمراد بالميتافيزيقيا متاتا فوسيكا متاتا ما بعد فوسيكا الطبيعة يعني المباحث التي بحثها أرسطو طاليس بعد بحثه للطبيعيات وهذه المباحث هي المباحث هو الموجودات الأعم من الموجودات المادية والموجودات المجردة هذه المباحث أما تدرس مطلق الموجودات وهو كل الموجودات بما هي موجودة وأما أن تدرس خصوص الموجودات التي هي عبارة عن وجود الله عزوجل هذا تمام الكلام في الفلسفة النظرية الفلسفة العملية تدرس أيضا ثلاثة أشياء:

الأمر الأول تدبير المنازل يعني أحكام الأسرة والعائلة.

الأمر الثاني الأخلاق يعني السلوكيات بالفرد والأسرة وبقية المجتمع.

الامر الثالث السياسية يعني ما يتعلق بإدارة الحكم إذن واضح هذا التقسيم أنت تدرس السلوك أما سلوك الفرد ضمن أسرة هذا تدبير منازل وأما سلوك الفرد ضمن الإجتماع العام هذا عبارة عن الأخلاق وأما سلوك الفرد في إدارة الأجتماع العام هذا سياسية. البعض يظيف قسم رابع الفقه لإن الفقه يدرس السلوك الفردي والسلوك الإجتماعي فيما بينه وبين الله عزوجل فيما بين الفرد وبين الله عزوجل إذن الفلسفة إليه أٌقسام أو سبعة، سته نقول الفلسفة النظرية ثلاثة أٌقسام: رياضيات، طبيعيات، إلهيات. الفلسفة العملية لها ثلاثة أقسام أو أربعة: تدبير منازل أو أخلاق وسياسية وفقه على قولٍ بما أن هذه الأمور متشعبة كان القدماء يكتبون فيهم كلهم يعني المعلم الأول أرسطو كتب فيها كله المعلم الثاني فارابي بحثها شيخ الرئيس أبن سينا بحثها كان بارع في الطب لكن تشعبت العلوم وأتسعت فالفيلسوف يصعب عليه أن يدرس كل هذه الأمور فأختص بدراسة خصوص الإلهيات فطلقوا على الفلسفة فلسفة أي العلم الذي يدرس خصوص الموجودات أي خصوص الإلهيات ومن هنا يذكر أصطلاحان للفلسفة، الاصطلاح الأول الفلسفة بالمعنى الأعم، الاصطلاح الثاني الفلسفة بالمعنى الأخص جميع أقسام الفلسفة النظرية، الفلسفة بالمعنى الأعم ما يشمل يعم جميع الفلسفة النظرية والفلسفة العملية يعني يدرس الرياضيات والطبيعيات والإلهيات من الفلسفة النظرية ويدرس أيضا تدبير المنازل والسياسية والأخلاق والفقه من الفلسفة العملية فمن كتب قديماً فالفلسفة كأرسلطو والشيخ الرئيس كتب بالفلسفة بالمعنى الأعم أذا تراجع كتاب الشفاء لإبن سينا تجد كتب في الطبيعيات في الهندسة وفي الرياضيات إلى آخرة وهكذا كتب أرسطو عنده كتاب في السياسية والإخلاق وأما من كتب مؤخراً في الفلسفة فقد كتب الفلسفة بالمعنى الأخص أي ما يدرس خصوص الإلهيات سواءاً الإلهيات بالمعنى الأعم ما يدرس الموجودات أو الإلهيات بالمعنى الأخص ما يدرس خصوص وجود الله تعالى مثلاً إذن تراجع بداية الحكمة ونهاية الحكمة للسيد محمد حسين الطباطبائي ستجد أن البداية والنهاية من أثني عشر مرحلة من المرحلة الإولى إلى مرحلة أحدى عشر يدرس أحكام الموجودات يشكل عام المرحلة رقم أثنى عشر يدرس خصوص وجود اله عزوجل فهذه فلسفة بالمعنى الأخص يعني تدرس خصوص مباحث الإلهيات وهي على قسمين الإلهيات بالمعنى الأعم من المرحلة الأولى إلى أحدى عشر أحكام الموجودات والفلسفة بالمعنى الأخص يعني أحكام وجود الله عزوجل خلاصة درس اليوم كله ألخصة بثلاثة دقائق الأول تعريف العلم الفلسفة هو العلم الباحث عن أحكام الموجود بما هو موجود ويعرف من هذا التعريف هو تعريف للفلسفة بالمعنى الأخص للفلسفة بالمعنى الأعم.

الموضوع: موضوع علم الفلسفة الموجود بما هو موجود فيعرف أن هذا الموضوع يراد به خصوص الفلسفة بالمعنى الأخص الفلسفة بمعنى الأع.

الثالث فائدة الفلسفة معرفة الموجودات والإجابة عن الشبهات المثارة حولها.

الرابع مناهج الاستدلال نقيلة، عقيلة، عرفانية وتجريبية والفلسفة من مناهج الاستنباط العقلي.

الأمر الخامس والأخير:أنواع الاستدلال قياس، استقراء والتمثيل.

ونحن ندرس خصوص الفلسفة بالمعنى الأخص للفلسفة بالمعنى الأعم لذلك جميع الدروس أبتدءأً من الدرس الثالث الوجود والماهية يبدءأ عن دراسة أحكام الوجود بشكل عام الدرس الأخير يدرس خصوص وجود الله عزوجل.

نقرأءا نطبق العبارة قبل أن نطبق نشير إلى نكته مهمة جداً وأما العلوم إما حقيقة وأما اعتبارية فالعلوم الإعتبارية هي العلوم لا وجود لها وراء اعتبار المعتبر ووضع الواضع مثلاً علم النهو الصرف البلاغة علوم اللغة علوم أعتبارية يعني الواضع اللغوي جعلت الفاعل مرفوعاً والمفعول منصوباً لو الواضع غيرّ يقول جعلت فاعل منصوباً والمفعول مرفوعاً صح ذلك فلا يوجد وراء الاعتبار والجعل والاصطلاح لا يوجد واقع بخلاف الأمور الحقيقة التي لها اعتبار وراء وضع الواضع فالجاذبية الأرضية موجودة دور نيوتن هو إكتشاف الجاذبية الأرضية العناصر والمركبات موجودة دور الكيمياء إكتشاف خواص العناصر والمركبات هذا تمام الكلام في بيان مباحث الدرس الثاني الآن عشر دقائق نقرأ في الدرس الثامن كامل ثمان صفحات.

تطبيق المتن

تعريف الفلسفة [2]

جاءت كلمة الفلسفة من عبارة فيلاسفوس أي محب الحكمة وهو أسم أختاره سقراط لنفسه قراءنا الحاشية وقد نقل مؤرخ الفلسفة أن السبب في اختيار هذا الإسم شيئان أحدهما تواضع سقراط حيث يعترف دائما بجهله والثاني تعريض سقراط للسفسطائين الذين كانوا يعدون أنفسهم حكماء. حاشية حيث كان يطلق على كل واحد منهم سوفيست وهي كلمة يونانية تعني الحكيم.

المتن: أي أنه بأختيار هذا اللقب سوفيست أراد أن يوحي لكم بأنكم لستاً أهل لهذا الأسم الحكيم لإنكم تستخدمون التعليم والتعلم لأهداف مادية وسياسية وحتى أنا الذي أستطعت رد تخيلاتكم بأدلة محكمة لأ أرى نفسي أهلا لهذا اللقب وإنما أطلق على نفسي أسم محب الحكمة وفي العهد

الأغريقي القديم الإغريقي يعني القديم ومنذ أن سمى سقراط نفسه بهذا الأسم تقريبا القرن الخامس قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) صارت الفلسفة قديمة تستعمل في مقابل السفسطة المنكرة باساليب مخالطتها منكر لحقائق الأشياء كما أنها صارت شاملة لجميع العلوم الحقيقية. فلسفة أسم جميع العلوم الحقيقية كالفيزياء والكيمياء والطب والهيئة والرياضيات والالهيات وأما العلوم الأعتبارية كالنحو والصرف والبلاغة فهي خارجة عن حيز الفلسفة.

في الحاشية يقول تختلف العلوم الأعتبارية عن العلوم الحقيقية في أن العلوم الأعتبارية لا واقع لها سوى ما اتفق عليه المتفقون واعتبره المعتبرون كما لو اتفق النحاة في لغة العرب على أن يكون الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب فلا وجود لأمثال هذه الأحكام في الواقع غير ما اتفق عليه المتفقون واعتبره المعتبرون وعلى خلاف ذلك حال العلوم الحقيقية فأنها تكشف عن حقائق ثابته سواءاً أن علم بها الإنسان أو لم يعلم فالأجاذبية كانت موجودة ولها واقع ثابت ولم يكن لنيوتن مكتشف الجاذبية من دوراً سوى الكشف عنها.

وبناءاً على ما تقدم فإن الفلسفة قديمة كانت اسماً عاماً لقسمين رئييسن من العلوم العلوم النظرية والعملية هذا عبارة عن الفلسفة بالمعنى الأعم وبذلك فإن الفلسفة تنقسم إلى فلسفة نظرية وتشمل تحت عنوانها ما ينبغي أن يعلم من المعارف كالرياضيات والطبيعيات والألهيات وإلى فلسفة عملية وتشمل تحت عنوانها ما ينبغي أن يعمل من المعارف كالأخلاق وتدبير المنازل والسياسة وإليك مخططاً بيانياً للفلسفة وأقسامها المتفرعة عنها.

الطبعة الجديدة هذا الرسم البياني أزيل فصار اشتباه في الرسم البياني الفلسفة تنقسم إلى قسمين العملية والنظرية فلسفة النظرية الطبيعيات، الرياضيات، الألهيات الفلسفة العملية أخلاق، تدبير، منازل السياسة ثم يعرف الطبيعي هم مكتوب عندكم النظرية الطبيعية والنظرية تنقسم إلى رياضيات وطبيعيات وألهيات ثم موجود تحت الفلسفة العملية موجود عندكم العملية الأخلاق، صحيح، المرفوض العملية تنقسم التدبير، الأخلاق، تدبير السياسة. هذا خطأ مطبعي الرسم البيان الفسلفة تنقسم إلى قسمين العملية والنظرية، النظرية تنقسم إلى ثلاثة أقسام الطبيعيات مثل الأحكام العامة للإجسام علم الفلك، علم المعادن، علم النبات، علم الحيوان. الرياضيات مثل الحساب والهندسة والهيئة والموسيقية. الألهيات أحكام الوجود بقول مطلق وتسمى ألهيات بالمعنى الأعم ومعرفة الله وتسمى بالإلهيات بالمعنى الأخص.

الفلسفة العملية تقسم إلى ثلاثة أقسام تدبير، أخلاق، منازل السياسة. الأخلاق وتتعلق بالأفراد وسلوكهم تدبير المنزل تتعلق بالعائلة والسياسة تتعلق بالمجتمع وأسلوب أدارة.

بيد أن الفيلسوف لم يتمكن من مواكبة تطور العلوم وإتساع رقعتها واستيعاب مسائلها وفروعها يعني يدرس طب وفلك وهندسة فبعث ذلك على انحصار دوره دور الفيلسوف في العلوم النظرية والعملية وتقلص نشاط الفيلسوف في حدود بحث الألهيات بالمعنى الأعم والألهيات بالمعنى الأخص وتسمى يعني الألهيات بالمعنى الأعم تسمى بالعلم الكلي والفلسفة الأولى هنا توجد حاشية رقم واحد صفحة 25 في هذه النسخة[3] وأما في النسخة الموجودة عندكم فقد أدرجوا المتن في الحاشية هذا صفحة كم في هذه الطبعة السابعة صفحة 25 أدرجوها ولو لم يدرجوها كان أحسن.

أنا أٌقراء الموجود في الحاشية وتسمى بالعلم الكلي والفلسفة الأولى الحاشية رقم واحد والوجه في تسميتها في بهذا الأسم وهو أنها تعد في مقدمة كل العلوم إذن أنها تبحث عن وجود الله الأقدس وصفاته الحسنى كما أنها تقوم بأثبات موضوعات العلوم يعني إثبات موجودات موضوعات العلوم فما لم يثبت في الفلسفة الوجود المادي الخارج عن حدود الذهن لا يتسنى للفيزياء أن يبحث عن خواص الأجسام ثبت العرض ثم النقش أولاً الوجود ثم خواص الموجود ولا للكيمياء أن يبحث طبيعية تفاعلات العناصر أولاً يثبت وجود العناصر وهكذا بل أن جميع العلوم مدينة إلى الفلسفة في مبادئ التصديقية يعني التصديق بوجود العناصر والأمور الموجود كمبدأ عدم التناقض هذا قانون وأصل العلية وقاعدة الإنسجام وهي من مباحث ومسائل الفلسفة ومن أجل ما تقدم يكون للفلسفة شرف التقدم على بقية العلوم ولا نبالغ أن قلنا أنها أم العلوم تثبت أصل الوجود للعلوم أنتهت الحاشية .

الآن نرجع إلى المتن قال وتمسى بالعلم الكلي والفلسفة الأولى والأعم منها الأعم منها يعني الأعم من الألهيات بالمعنى الأعم والمعنى الأخص يبحث عن أحكام الموجودات بشكل عام ولا يختص بموجود دون آخر يعني هذه الفلسفة بالمعنى الأعم بينما تتناول الألهيات بالمعنى الأخص إثبات وجود الله الأقدس وصفاته جل وعلا إذن عندنا فلسفة بالمعنى الأعم تدرس جميع الموجودات نظرياً وتدرس الأقسام الفلسفة النظرية والعملية وعندنا فلسفة بالمعنى الأخص خصوص الألهيات الألهيات أيضا بالمعنى الأعم تشمل كل الموجودات بالمعنى الأخص تدرس خصوص وجود الله عزوجل.

موضوع الفلسفة والمراد به الفلسفة بالمعنى الأخص طبعاً هنا تعريف الفلسفة ما ذكرتعريف الفلسفة المصنف تذكر تعريفه العلم الباحث عن أحكام الموجود بما هو موجود موضوع الفلسفة الموجود بما هو موجود هذا موضوع الفلسفة بالمعنى الأخص وبذلك يتضح أن موضوع علم الفلسفة الموجود بما هو موجود أي أنها تتناول دراسة الموجود بشكل عام لتحدد أحكامه بغض النظر خصوصياته فمثلاً أن البحث عن العلة والمعلول لا يختص بموجود دون غيره بل هو شامل لكل موجود بينما البحث عن تركيب الماء ودرجة انجماده وغليانه وبقية خواصه بحث عن الموجود بما هو له وجوده الخاص وأما الألهيات بالمعنى الأخص فأنها تبحث عن الوجود الله وصفاته وتختص به ولا تبحث عن ما سواها.

ودراسة الموجود بشكل عام يعني دراسة الموجودات التي تتناول الموجودات مجردها وماديها يطلق عليها أسم الميتافزيقيا وقد تصور البعض خطأ أنها تختص بدراسة الموجودات المجردة الغير المادية إلا أن الصحيح شمولها الميتافزيقيا للموجود المادية والموجودات المجرد على حد سوا فالبحث عن العلة والمعلول والوجوب والإمكان والحادث والقديم والقوة والفعل القوة يعني الاستعداد والفعل بمعنى الفعلية والتحقق وما شابهها لا يتخص بالموجودات المجردة غير المادية بل يشملهما معاً الوجودات المادية والوجودات المجرد عن المادة ومن الجدير ذكره أن الميتافزيقيا مأخوذة من أصل يوناني هو متاتا فوسيكا أي ما بعد الطبيعة متاتا يعني ما بعد فوسيكا يعني الطبيعة وحورت بالعربية إلى الميتافزيقيا وحسب ما يعتقده مؤرخ الفلسفة فأن هذه الكلمة أستعملت لأول مرة في قسم من فلسفة أرسطو وهو قسم الألهيات بعد قسم الطبيعيات المتناولة لأحكام الوجود بشكل عام وحيث أن هذا القسم الذي يدرس الوجود من بحث الفلسفة كتبه أرسطو حسب ترتيبه بعد بحث الطبيعيات يعني كتب أولا رياضيات ثم الطبيعيات ثم الألهيات لذلك فقط أطلق أرسطو عليه اسم الميتافزيقيا أي بعد الطبيعة يعني البحث الذي كتبته بعد بحث الطبيعة

أهمية وفائدة الفلسفة تراود الإنسان أحياناً وقد تلاحقه تسأولات حول الوجود ومعناه وهل هو متناه هذا الوجود محدود أي وجود مطلق لا محدود وكيف وجد هذا الإنسان وهل هو في غناً عن علة توجده أو مفتقر إلى هذه العلة وهل لله خالق أو الله عزوجل في غناً عن كل خالق ولماذا لا يرى الله جهرة هذه كل مسائل يجيب عليه علم الفلسفة والكلام

ومن جهة أخرى فأن الإنسان هذا الموجود العملاق الذي حلق في آفاق السماء ونفذ أعماق الأرض وقعر المحيطات وفلق الذرة وأبتكر العجيب والغريب تراه حائراً يعيش ضياع والسأم إذا لا هدف حقيقي يصبو إليه ولا رؤية كونية واضحة يتملكها أزاء الوجود ولا شمولية ولا انسجام يلمسه بين مفردات الكون وفصوله ومن أجل ذلك فأنه لا يعرف لماذا وضع قدميه في هذا العالم ولماذا يفرض عليه الخروج مرة أخرى ولماذا تكون الحياة جميلة إبان الطفولة والشباب ثم تغدو رذليه منقصه عند الشيخوخه وأرذل العمر يعني كل إنسان عنده ثلاثة أشياء المبدأ والمنتهى والوسيلة بينهما من أين جئت وإلى أين أذهب وأين أسير من أين جئت المبدأ إلى أين أذهب المنتهى والمعاد وفي أي شيء أسير هذه الوسيلة من أين جئت التوحيد إلى أين المعاد في أين أسير النبوة ومن هنا فنحن بحاجة إلى ما يخفف قلقنا.

باختصار ما هي فائدة الفلسفة معرفة الموجودات والإجابة عن الإشكالات المثارة حولها كلمة واحدة ومن هنا نحن بحاجة إلى ما يخفف قلقنا وينزع سأمنا ويبدل ضياعنا وظلالنا إلى هدى ونور وروح وراحة والفلسفة تؤدي هذا الدور لأنها تعطي لكل ما تقدم من تسأولات اجابات مبينة وذلك بتحديد رؤية كونية واضحة عن الكون والوجود والحياة لتحدد لنا معالم المبدأ والمنتهى والسبيل بينهما المبدأ من أين جئت المنتهى إلى أين المعاد والسبيل بينهما النبوة وبعبارة أخرى أن الفلسفة تميط اللثام عن التوحيد والمعاد والنبوة والتي تعد سبيل لوصول شاطئ المعاد بإمان بما تتضمنه من شرائع ومناهج وأحكام فلا يغدو وجود الإنسان عبثاً ولا يسمي كريشة في محب الريح بل يعرف نفسه ويعرف أنه من أين وفي أين وإلى أين.

وإذا كان دور الفلسفة الكشف عن المجاهيل وأنتشال الإنسان من حالات الإبهام والضياع بحل شبهاته فيما يرتبط في أصل الوجود ومألهي وحقيقة فلا نبالغ أن أطلقنا أسم العلم عليها لإن العلم يقوم بتسليط أضوائه الكاشفة على ظلمات المجاهيل ليسفر عن هويتها وحقيقتها وهذا بالضبط ما تؤديه الفلسفة لقرائها ودارسيها.

نعم إذا أريد من الفلسفة عن هذا الاستدراك نعم يريد أن يقول العلم هو عبارة عن المعطيات الفكرية وأما إذا قلنا العلم خصوص المعطيات الفكرية الحاصلة من التجربة لا يكون علم الفلسفة علماً بل الفيزياء والكيمياء ما تصير علم إلا إذا ثبت بالتجربة نعم إذ أريد من العلم قصوص حصيلة الأفكار والنتائج التجريبية التي يتوصل إليها الإنسان في مختبره أو في مجال الطبيعة فلا يصح حينئذ إطلاق أسم العلم على الفلسفة بهذا المعنى بمعنى العلم التجريبي بل هو وكذلك لا تصح تسمية كهذه على التاريخ والجغرافيا والفقه وبقية العلوم الإنسانية غير التجريبية لإنها لا تخضع للتجربة التاريخ والجغرافيا فلا يصدق عليها لفظ العلم لكل يصدق عليها لفظ العلم بناءاً على المصطلح العام والقديم المعطيات العلمية الفكرية إلى هنا أخذنا ثلاثة أمور وهية مقدمة العلم تعريف العلم وموضوع العلم وفائدة العلم.

الأمر الرابع

أساليب التحقيق العلمي

تختلف أساليب التحقيق العلمي باختلاف ميادينها ومجالاتها وذلك لإنك على سبيل المثال تجد فرقاً واضحاً بين البحوث التالية

الألف- البحث في تاريخ نشوب الثورة ضد الأنكليز في العراق

الثاني- البحث فی أنواع ألوان هذا بحث تجريبي

الثالث- البحث في صياغة قانون عام فيما يرتبط في تمدد الحديد بالحرارة هذا قانون عقلي فهذه ثلاثة معارف نقليه، تجريبية وعقلية

فالبحث الأول يتناوله الأسلوب النقلي التاريخي بالدرس والتحقيق ولا دور بأساليب العقلية والتجريبية في ذلك إذ أن الإنسان الذي لم يعاصر حدث الثورة ضد الأنكليز في العراق مهما حاول في عقله وتجربة معرفة ذلك فسوف يعجز عن ولا يتوصل إلى ما يريد وأما البحث الثاني فانه من المختصات الأسلوب التجريبي الحسي ولا دور للعقل والنقل فيه فإذا حرم الإنسان باصرة فأنه لم يحظى بمعرفة اللون الأحمر أو غيره من ألوان مهما وصفه الواصفون بنقلهم ومهما أستدل أهل البرهان عليها بعقولهم وهكذا الحال بالنسبة إلى البحث الثالث فأنه وقف على الأسلوب العقلي ولانصيب للأسلوب التجريبي والنقلي فيه مهما جرب المجربون ونقل الناقلون ذلك إذ أن كل ما يجربونه وما ينقلونه لا يستوعب كل ما هو موجود اومفترض من قطع الحديد المحكوم عليها بالتمدد.

ومباحث الفلسفة تعمتد على الأسلوب العقلي في تحقيقها ودراستها لمسائل العقلية الفلسفية يعني دون الأسلوب النقلي ودون الأسلوب العرفاني إلا أنها قد تعمتد أحيانا على ظاهرة تجريبية لتعلها منطلقها لدراساتها العقلية والتأملية كما في الأستقراء.

في الحاشية رقم واحد يقول ومن هذا القبيل النظر إلى بديع صنع الكون وعظمته ثم الأنتقال بالتأمل والأستنتاج إلى وجود مبدع ومنتج ومنظم ومهندس من ورائه وهو الله الخالق المصور هذا برهان النظم إن النظم يكشف عن منظم وهو ذات الأسلوب الذي أعتمده الإعرابي لإثبات ذات وجود الله جل اسمه حيث قال البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام تدل على المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات شجاج لا يدلان على الصانع اللطيف الخبير.

تكملة المتن ثم أن عملية الكشف عن مجهول بواسطة معلوم آخر تتم عبر طرق ثلاث من الإستدلال إذن البحث الخامس والأخير أنواع الإستدلال

الأول القياس وهو قول مؤلف من قضايا يعني صغرى وكبرى متى سلمت هذه القضايا صغرى والكبرى لزم عنه لزم عن التسليم لذاته لذات هذا التسليم قول آخر وهو نتيجة القياس كما لو نقلت حكم الموت الثابت للإنسان إلى سقراط الذي هو فرد من أفراد الإنسان فتقول

سقراط إنسان

وكل إنسان فان

وسقراط فان

ذكرنا الحديد معدن صغرى وكل معدن حديد يتمدد حرارة كبرى نتيجة الحديد يتمدد بالحرارة ومثل هذه الحركة الفكرية يطلق عليها بالمنطق أسم القياس هذا غير القياس في الشريعة محرم هذا يعمل في الشريعة وهو مفيد لليقين في ظل شروط معينة وهي فيما إذا كانت مقدمات القياس يقينية أو أما أن القياس وهمية أو ظنية لا يفيد اليقين وقد تم تنظيم القياس بشكل صحيح يعني شرط من ناحية المادة أن تكون يقينية وشرط من ناحية الشك أن ينظم القياس بشكل صحيح وقد خصص المنطقيون جانب مهماً من المنطق الكلاسيكي المنطق الكلاسيكي هذا المنطق الصوري المنطقي الأروسطي في مقابل المنطق الحديث الذي هو المنطق التجريبي منطق الكلاسيكي من الكلاسيك القدم لبيان شروط مادة وصورة القياس مادة القياس أن تكون يقينية أولية صورة القياس من شكل أوليه وثانية وثالثة ورابعة تفصيله في منطق الشيخ المظفر وهو البرهان البرهان اذا كانت المقدمات يقينية.

الثاني الأستقراء وهو الإنتقال من حكم الجزئيات إلى حكم كليتها قلنا الفارق القياس يبدأ من الكلي إلى الجزئي والأستقراء يبدأ من الجزئي إلى الكلي يقول والقياس على نحوين أستقراء تام وأستقراء ناقص

أما الأستقراء التام فهو من قبيل الحكم بالجد والمثابرة على كل من هو موجود في المدرسة بعد إجراء أختبار لجميع من كان فيها من الطلاب يعني أستقراءت وتتبعت الجميع إذن الأستقراء عبارة عن تتبع الجزئيات لوصول إلى حكم الكلي

وأما الأستقراء الناقص فهو من قبيل الحكم على جميع أهل البلد بالإستقامة وحسن السيرة من خلال معاشرة عددٍ منهم لا من خلال معاشرة جميع من في البلد إذا عاشر جميع من في البلد يصير إستقراء تام إذا عاشرت بعضهم إستقراء ناقص.

التمثيل وهو الإنتقال من حكم جزئي إلى حكم جزئي آخر لاشتراكهما في معناً جامع بينهما يعني الإنتقال من جزئي إلى جزئي بحسب الظن أو الوهم كما لو منع الوالد ولده عن معاشرة صديق من أصدقائه إلا أن الولد لم يعرض عن معاشرة هذا الصديق فحسب وفقط بل أنه أعرض عن صديق آخر له ظن منه أن العلة في المنع هو عنوان الصداقة فإنتقل من الحكم الأول إلى الثاني لمشابهتما في عنوان الصداقة الحديد يتمدد وهو معدن إذن النحاس أيضا يتمدد لإن معدن إشتراكهما في المعدنية

وقد صرح أهل المعقول أهل الفلسفة أن القياس البرهاني بكل أشكاله أشكال الأربعة المنتجة يفيد اليقين والقطع كما أن الإستقراء التام يفيد ذلك أيضاً اليقين والقطع وأما الأستقراء الناقص والتمثيل فلا يفيدان سوى الظن فليسا حجة ومن الواضح أن المفيد في الأستدلال هو اليقين لا الظن لإن الظن لا يغني عن الحق شيئا إذن القياس والإستقراء التام حجة الإستقراء الناقص والتمثيل ليس بحجة هذا تمام الكلام في الدرس الثاني في ساعة وأثنى عشر دقيقة الدرس الثالث الوجود والماهية وهو أول مباحث الفلسفة القديمة أول مباحث الفلسفة الألهيات بالمعنى الأعم الوجود والماهية يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo