< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/07

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الوجود الذهني والوجود الخارجي

الدرس الرابع تقسيمات الوجود،

الوجود الذهني والخارجي

نظرية المعرفة [1]

 

توضيح الدرس

الأشياء لها وجودان حقيقيات الأول الوجود الخارجي وهو عبارة عن الأعيان الخارجية الموجودة خارج حدود الذهن الثاني الوجود الذهني وهو عبارة عن الصورة العلمية والذهنية التي تعبر عن انطباع صور الأشياء في الذهن.

مثال الوجود الذهني و الخارجي

ففي الخارج أرى الشجر والحجر والإنسان والسماء والأرض فهذه كلها أعيان موجودة خارج ذهني فهي وجودات خارجية ولكنها ترتسم في ذهني. فالصورة مرتسمة في ذهني وجوداً والأعيان الموجودة خارج ذهني وجود آخر فالصورة الذهينة والعلمية يقال لها الوجود الذهني والأعيان الخارجية يقال لها وجود خارجي وموجودات خارجية ومن الواضح وجود فارة بين ارتسام صور الأعيان الخارجية في ذهن الانسان وبين أرتسام الأعيان الخارجية في المرآة.

ففي المرآة أيضاً تنطبع صورة الشجر والحجر والسماء والأرض والإنسان إلا أن المرآة لا تعقل ولا تدرك بخلاف الإنسان فإنه يدرك ما يحيط به إذن يوجد معلوم بالذات وهو الصورة الذهنية ويوجد معلوم بالعرض وهو الأعيان الخارجية.

العلم الحضوري و الحصولي

فالإنسان يدرك ويحيط بشيء الأول الأعيان الخارجية الثاني الصورة العلمية التي تكشف الأعيان الخارجية وقد قسم علم في المنطق إلى قسمين العلم الحضوري والعلم الحصولي.

فيقال العلم الحضوري هو عبارة عن حضور نفس المعلومة لدى العالم كحضور للمريض فالألم حاضر في نفس المريض والفرح حاضر في نفس المسرور نفس حاضر حاضرٌ لا أن صورة الفرح حاضرٌ ولكن من يشاهد المريض والمسرور لا يحضر نفس الألم ونفس الفرح وإنما تحضر عنده صورة الألم وصورة الفرح فمن هنا قيل أن العلم الحضوري هو عبارة عن حضور نفس المعلوم لدى العالم كحضور نفس الألم لدى المريض.

وأما العلم الحصولي فهو عبارة عن حصول صورة المعلوم لدى العالم كحضور صورة الألم، ألم المريض لدى غير المريض إذن الفارق بين العلم الحضوري والعلم الحصولي أن العلم الحضوري هو عبارة عن حضورة نفس المعلوم لدى العالم كحضورالألم والفرح لدى المتألم والفرح والعلم الحصولي هو عبارة حصولي صورة المعلوم لدى العالم كحصول وحضور صورة الألم والفرح لدى من علم بألم المريض ومن علم فرح المسرور.

وقع الكلام بين العلماء والفلاسفة في لدى تطابق الصورة العلمية والذهنية التي هي موجودة في الذهن وبين العين الخارجية والأعيان الخارجية فإذا تطابق الوجود الذهني مع الوجود الخارجي

قيل هذا صوابٌ وإذا حصل اختلاف بين الموجود الذهني والموجود الخارجي قيل هذا خطأ إذن الإنسان يتعرف على الأشياء إما بحضور نفس الأشياء فيقال له علم حضوري وأما بحضور صور الأشياء فيقال له علم حصولي فالعلم الحضوري لا يقبل الخطأ بخلاف العلم الحصولي فهو الذي يقبل الخطأ والسر في تحقق الخطأ أن الصورة الذهنية التي هي عبارة عن موجود ذهني تختلف مع الموجود الخارجي فإذا تطابق الموجود في الذهن مع الموجود في الخارج قبل هذا صوابٌ وهذا علم صحيح وإذا اختلف قيل هذا علم خاطئ غير صحيح. إذن العلم الحصولي يقبل الخطأ والعلم الحضوري ما يقبل الخطأ والحاضر عند النفس المدرِك والمُدرك المدرِك وهو أنا الإنسان والمُدرك هو عبارة عن الصورة الذهنية التي هي حاضرة عند الإنسان.

أشكال قد تقول إن المريض يقول عندي ألم في رجلي يذهب إلى الطبيب يقول ألم ليس في الرجل وإنما ألم في البطن مع أن ألم حاضر لدى الإنسان فكيف أخطأ فيه وأنت تقول أن العلم الحضوري لا يخطئ .

الجواب نفس ألم الموجود داخل النفس لا يقبل الخطأ ولكن صورة ألم الموجودة داخل النفس والتي انتقلت إلى ذهنك أنتقلت بالخطأ فتوهمت أن ألم في الرجل بينما ألم في البطن فألم الواقعي لدى النفس موجود في البطن ولكن عندما انتقلت صورة ألم من البطن إلى الذهن توهم الإنسان أن ألم موجود في الرجل لا البطن إلى هنا أخذنا أمرين:

الأمر الأول تقسم الوجود إلى وجود ذهني وإلى وجود خارجي

الأمر الثاني تقسيم العلم إلى قسمين علم حضوري وعلم حصولي

وقلنا أن العلم الحضوري لا يقبل الخطأ بخلاف العلم الحصولي فهو الذي يقبل الخطأ وبينا كيفية تحقق الصحة والخطأ في العلم الحصوري وهو أن الصورة الذهنية إن طابقت الإعيان الخارجية فهذا صواب وأن لم تطابقة فهذا خطأ ومن هنا يقع الكلام في نظرية المعرفة كيف يتعرف الإنسان على الأشياء فما هو سبب المعرفة وما هي قيمة هذه المعرفة؟ هل هذه المعرفة صحيحة أو هذه المعرفة خاطئة ومن هنا يقع الكلام في مقامين:

المقام الأول مصدر المعرفة وسبب المعرفة

المقام الثاني قيمة المعرفة ومدى صحة وخطأ هذه المعرفة فهل هذه المعرفة حجة يمكن أن يحتج بها أو ليست حجة

الكلام في نظرية المعرفة طويل الذيل ولكن في هذا الدرس سنركز الكلام في مقامين:

المقام الأول مصدر المعرفة

المقام الثاني قيمة المعرفة

وفي كلا المقامين سنذكر أربعة أراء

أما المقام الأول وهو مصدر وسبب المعرفة

فما هي الأمور التي توجب تحقق المعرفة؟

أربعة أمور:

النقل أو العقل أو القلب أو الحس والتجربة

ومن هنا قالوا إن المعرفة إما معرفة نقلية وأو معرفة عقلية أو معرفة قلبية أو معرفة حسية تجريبية ويوجد قول خامس معرفة تلفيقية أي أن الذهن يلفق بين النقل والعقل والقلب والحس فبعض الأمور يأخذها من النقل القرآن الكريم والسنة الشريفية والتاريخ وبعض الأمور يأخذها من العقل كما هو الحاصل فالفلسفة الأشراقية أو فلسفة المشائية أو فلسفة الحكمة المتعالية وبعض الأمور يأخذها من القلب كالمكاشفات العرفانية والإشراقات الروحية والإشارات القلبية وبعض الأمور يأخذها من الحس والتجربة كالأمور التي تخض للتجربة في المختبرات من هنا قالوا مصدر المعرفة خمسة أمور ومن هنا قالوا أن المعارف خمس المعرفة الأولى المعرفة النقلية، المعرفة الثانية المعرفة العقلية، المعرفة الثالثة المعرفة العرفانية القلبية، المعرفة الرابعة المعرفة الحسية التجريبية العلمية المعرفة الخامسة المعرفة التلفيقية يبقى المفكر والفيلسوف ومبناه العلمي فأن كان من الوضعيين والماديين فإنه قد ينكر معطيات النقل فلا يقبل المعرفة النقلية وقد ينكر معطيات العقل فلا يؤمن للمعرفة العقلية الفلسفية وقد ينكر معطيات القلب فينكر المعرفة العرفانية والقلبية وإشارات القلب وبالتالي ينكر المعرفة التلفيقية التي تكون هناك أسباب للمعرفة أما النقل وأما العقل وأما القلب أوالتجربة فيقول الحسي التجريبي الوضعي.

العلم لا يحصل فقط من الحس وكل معطيٍ لا يأخذ من الحس فهو معطى غير علمي فالمعطيات الحاصلة من النقل كالأديان والتاريخ أو المعطيات الحاصلة من العقل أو المعطيات الحاصلة من القلب كأشراقات ومكاشفات العرفاء ليست علماً ومن هنا أطلقوا على المعرفة الحسية التجريبية عنوان المعرفة العلمية فقط العلم ما ثبت بالتجربة وفقط وفقط وما لم يثبت بالحس والتجربة فليس بعلم هذا المعطى لا يفيد العلم هذا تمام الكلام في المقام الأول مصدر المعرفة هل مصدر المعرفة واحد أو متعدد توجد اتجاهات تقول مصدر المعرفة واحد بعض الفلاسفة يقول القيمة الحقيقة والعلمية للمعرفة العقلية لا قيمة للنقل ولا التجربة ولا القشر العرفاني وبعضهم يرى التدعم أما يأخذ بمصدر أو مصدرين أو ثلاثة أو أربعة فيقول بالمعرفة التلفيقية والتفصيل الكلام في المباحث أعلا.

إذن المقام الأول مصدر المعرفة وهو يبحث عن أسباب تحقق المعرفة.

المقام الثاني قمية المعرفة

هذه المعرفة التي تحصل من النقل أو الوضع أو القلب أو الحس والتجربة هل لها قيمة علمية أو لا من هنا نتطرق إلى أربعة أتجاهات:

الإتجاه الأول الاتجاه الواقعي لأرسطو طاليس الإتجاه

الاتجاه الثاني الإتجاه المثالي لگورگياس وباركلي.

الاتجاه الثالث الإتجاه النسبي لكانت نقدي

الإتجاه الرابع الإتجاه التشكيكي لداويد هيوم وجون لوک

ومنشأ هذه الإتجاهات الأربعة في قيمة المعرفة هو أنه هل يوجد خارج الذهن موجود خارجي أو لا؟ هذا أول الكلام نحن نسلم بأن يوجد وجود ذهني ولكن هل يوجد موجود خارج الذهن أو لا فإذا أنكرنا الوجود الخارجي أذن الوجود الذهني يطابق ماذا بل ربما ننكر أيضاً الوجود الذهني فضلاً عن الوجود الخارجي فإذا أنكرنا الوجود الذهني والوجود الخارجي حصلت السفسطة كل ما في كون وهمٌ أو خيال أو عكوسٌ في مرايا أو ضلال لا يوجد واقع.

وتفصيل هذه الإتجاهات الأربعة يحتاج إلى بحوث مطولة ولكن نذكرها بشيء مبسط بنحو من الإجمال:

الإتجاه الأول الإتجاه الواقعي لأرسطو طاليس وهذا الإتجاه هو الإتجاه السائد في الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية حتى أن صاحب الميزان ألقى مجموعة من الدروس ثم كتبت وطبعت في ثلاثة مجلدات بالغة الفارسية وترجمت بترجمتين الترجمة الأولى عبارة عن المجلد الأول الذي طبع في حياة السيد محمد حسين الطباطبائي (ره) بأمرة لسماحة المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني (حفظه الله) فطبع الكتاب تحت عنوان أسُس الفلسفة ترجمة إلى المقالة الرابعة مجموع الكتاب إلى أربعة عشر مقالة ثم ترجم قبل عدة سنوات في ثلاثة مجلدات تمام الأربع عشر مقالة ترجمها السيد عمار أبو رغيف تحت عنوان أسُس الترجمة والمنهج الواقعي يعني هذه الفلسفة القائمة على منهج أن هناك أعيان خارجية وذهنية واقعية أربعة عشر مقالة صاحب الميزان يرد على المثاليين أو السفسطائيين الذين ينكرون الحقائق إذن الإتجاه الأول الإتجاه الواقعي الذي يؤمن بوجود واقع يعني بوجود أعيان خارجية موجودة بالواقع.

الإتجاه الثاني الإتجاه المثالي الذي ينكر واقعيات وينكر وجود أعيان خارج الذهن ومن أعلام هذا الإتجاه گورگياس اليوناني السفسطي الذي أنكر وجود الأشياء حتى وجود نفسه أنكر أنه موجود هذا في العصر الأغريقي القديم وأما في العصر الحديث فمن أعلام المدرسة المثالية باركلي جورج باركلي، الذي أنكر وجود واقعيات خارجية ولكن قبل شيئين فقط الأول وجود نفسه المدركة الثاني وجود مدركات لهذه النفس المدركة فهو أمن بوجود المدرك والمدرك فقال لا وجود لأي شيء في الخارج إلا إثنان أنا المُدرك والصورة المدركة فأختصر ما أمن به من الوجود في هذه العبارة أن يوجد هو أن يُدرك أو يدرَك فلا يوجد أي شيء غير المُدرك والمدرَك وأختصر الموجود الثابت في هذه العبارة أن يوجد هو أن يُدرك أو يدرَك والسرّ في إيمانية بالمُدرك والمدرَك أنهما معلومان بالنفس بالعلم الحضوري بخلاف الأعيان الخارجية بخلاف الأعيان الخارجية التي هي مدركات للنفس للعلم الحصولي والعلم الحضوري غير قابل للإنكار وغير قابل للخطأ ومن هنا أمن جورج باركلي الذي هو فيلسوف انكليزي مثالي آمن بالنفس المُدركة والصورة المدرَكة لإنهما معلومان بالإنسان بالوجدان ولا يحتاج للبرهان فأنكر معطيات العلم الحصولي الذي يقبل الخطأ وقبل معطيات العلم الحضوري فهو رائد المدرسة المثالية في العصر الحديث التي تنكر وجود واقعيات وموجودات في الواقع لا يوجد في الواقع شيء ثابت وإنما هي أوهام ومثاليات إذن إلى هنا أخذنا أتجاهين متقابلين، الأتجاه الأول الإتجاه الواقعي الإتجاه الثاني الإتجاه المثالي ورائده جورج باركلي.

الإتجاه الثالث الإتجاه النسبي ورائدة الفيلسوف الألماني كانت صاحب الفلسفة النقدية والمدرسة النقدية كانت يقول الصورة المدركة ليست ذهنية خالصة ولا خارجية خالصة الصورة المُدركة فيها نسبة من الذهن وفيها نسبة من الخارج فمقولة الواقع كما هو ليست صحيحة لأنه لا يوجد الواقع كما هو عليه كما يؤمن به أصحاب الإتجاه الواقعي بل يوجد واقع كما أراه وواقع كما تراه وإذا حننا هذه المقولة واقع كما والواقع كما تراه وكما يراه الناس يعني الصورة المدركة مزيجة من الواقعيات ومن نظرتنا للواقعيات أحياناً أنت تقول لشخص أذا تنقل كلام أنقل معلومات ولا تنقل تحليلك للمعلومات لإنك تخلط وتمزج بين المعلومات وبين تحليلك للمعلومات أنقل لنا نص المعلومات التي سمعتها ولا تمزجها بتحليلك الشريف. كانت تقول لا توجد معرفة واقعية لأنه لا توجد أعيان واقعية ولا توجد معرفة مثالية تنكر واقع الأشياء وأنما توجد معرفة نسبية يعني أنت أيها الأنسان الذي تدعي تعرف الواقع على ما هو عليه أنت لا تعرف الواقع على ما هو عليه معرفة مزيج وخليط بين الواقع وبين تصورك للواقع فلا توجد صورة ذهنية مستقلة ولايوجد خارج بصورة مستقلة بل توجد صورة مدركة فيها نسبة من الواقع وفيها نسبة من الذهن هذه الصورة المُدركة المزيجة من الذهن والواقع يقال لها الصورة النسبة، المعرفة النسبية يعني نسبة ومقدار من الواقع ونسبة ومقدار من الذهن هذا تمام الكلام في القسم الثالث أو الإتجاه النسبي إذا كانت النقدي.

الإتجاه الرابع الإتجاه التشكيكي لدواد هيوم وجون لوک فهما لم ينكرا الواقع كما أنكرته المدرسة المثالية ولم يثبتا الواقع كما أثبتته المدرسة الواقعية وأنما شككا في ثبوت الواقع وشككا في نفي الواقع فلم يثبت عندهم الواقع كما عليهم إتجاه الواقع ولم ينتفي عليهم الواقع كما عليهم الإتجاه المثالي وإنما شككو في ثبوت الواقع ونفي الواقع فهذا إتجاه تشكيكي ورائده لدواد هيوم وجون لوک.

والصحيح هو الإتجاه الأول الإتجاه الواقعي دون الإتجاهات الثلاثة الأخر الإتجاه المثالي والإتجاه النسبي والإتجاه التشكيكي وهذه الإتجاهات الثلاثة تتفق في شيء وهو أنكار وجود واقعي مستقل وتام فهذه الإتجاهات الثلاثة تشترك في شيء وهو إنكار ثبوت وجود واقعي مستقل فإذا أثبتنا أن هناك أعيان خارجية واقعية مستقلة نكون قد رددنا على هذه الإتجاهات الثلاثة وأثبتنا الإتجاه الأول وهو الإتجاه الواقعي.

هذا بحث اليوم بحث مهم لإن هذا بحث اليوم بحثٌ في الفلسفة الحديثة وليس بحثاً في الفلسفة القديمة لإن موضوع الفلسفة القديمة الوجود وهذا ما أخذناه من مقطع الأول من درسنا تقسيم الوجود إلى وجود ذهني و وجود خارجي وأما الفلسفة الحديثة فموضوعها المعرفة وأما الفلسفة المعاصرة فموضوعها اللغة وكيفية دلالة الألفاظ على المعاني هذا الكتاب نافذة على الفلسفة لا يوجد فيها الفلسفة المعاصرة التي تدرس الهرمونطيقية ودلالة الألفاظ على المعاني ولكنه أكثره في المعرفة القديمة النمط الوجودي وفي هذا الدرس الرابع في الفلسفة الحديثة التي هي النمط المعرفي وأما النمط اللغوي الذي يعبر عن الفلسفة المعاصرة فليس موجوداً.

إلى هنا درسنا مقامين المقام الأول مصدر المعرفة وقسمنا المعرفة إلى خمسة أقسام معرفة نقلية، معرفة عقلية، معرقة قلبية، معرفة حسية علمية تجربية، ومعرفة تلفيقية. المقام الثاني قيمة المعرفة وقسمنا المعرفة إلى أربعة أتجاهات الإتجاه الأول، الإتجاه الواقع، الإتجاه الثاني، الإتجاه المثالي الإتجاه الثالث الإتجاه النسبي، الإتجاه الرابع الإتجاه التشكيكي

نحن الآن نقيم دليل واحد لهدم الإتجاهات الثلاثة المثالي والنسبي والتشكيكي وهو لإثبات الإتجاه الأول وهو الإتجاه الواقعي فلنلاحظ الدليل الذي يبتني على مقدمتين بديهيتين فإذا ثبتا يأتي الدليل المترتب عليهما وهو أمر وجداني.

المقدمة الأولى البديهية، الإيمان بوجود الآنا وجود الإنسان المُدرك فلو أنكرنا وجود الإنسان المُدرك لما تم الإنكار ولا ما تم التشكيك ولا ما تم النسبية فمن هو القائل بالنسبية ومن هو القائل بالتشكيك ومن هو المنكر إذن الإنكار والتشكيك والقول بالنسبية فرع وجود القائل إذا لم يوجد القائل لا توجد الأقول أذن هناك موجود خارجي هذا الموجود الخارجي هو أنا المدرك الإنسان المُدرك هذا هو الموجود الخارجي إذ أن وجود القول بالتشكيك والإنكار والنسبية فرع وجود قائلٍ فإذا لم يوجد القائل لا تحقق الأقول هذا تمام الكلام في البديهية الأول وهي الإيمان بوجود عين خارجية مدركة وهي الإنسان المدرك.

البديهية الثانية الثابته وهي قانون علية، لكل معلوم علة ولكل مسببٍ سبب ولكل حادثة وظاهرة سبب والدليل على بداهة قانون العلية أن لم أنكر لدليل ولو لم يكن هناك سبب وعلّة لما أنكر وأن من شكك فلعة وسبب ولولا وجود هذا السبب لما أنكر وهكذا من شكك وقال بالنسبية فأن أنما قال بها لدليلٍ فأصحاب الإتجاهات الثلاثة وهم المنكرون والنسبيون والمشككون لا يدعون أنهم قد ذهبوا إلى هذه الإتجاهات من دون دليل فالدليل يمثل العلة والسبب والإتجاه يمثل المسبب والمعلول

إلى هنا أتضح أمران بديهيان هناك أمران موجودان بالبداهة وبالضرورة الموجود الأول الإنسان المدرك الموجود الثاني قانون العلية إذن هناك مسلمتان بديهيتان موجودان ثابتان بالوجدان والبداهة والوجدان لا يحتاج إلى دليل وبرهان الموجود الأول انا المُدرك الموجود الثاني قانون العلية والمعلولية.

إذا أتضحت هاتان المقدماتان نتطرح الدليل ونطرح دليلين وجدانيين منبهين وجدانيين.

دليل الأول الإنسان أحياناً لا يحس بشيء ولكن تحصل ظواهر لا تحصل بها تحصل ظاهرة الزلزال ظاهرة البركان، المد والجزر لكن في داخل نفسه لا يحس به وفقاً لقانون العلية والمعلولية ولكل معلول علّة ولكن مسببب و سبب ولكن حادثة وأثر مؤثر إذن لابد من وجود سبب للبركان ولابد وجود سبب للزلزال ولابد وجود سبب لنزول المطر فإذا أمسك الإنسان شوكاً فإنه يتألم والحال إن ألم ليس منشأه داخل النفس لإنه لم يكن شعر بألإلم قبل أن يمسك بالشوك فإذا لم يكن المسبب هو أنا الذي سلمنا بوجودها إذن المسبب والعلة أمر خارجٌ الآنا وهو الإعيان الخارجية إذن ثبت وجود الأعيان الخارجية

الدليل الثاني أحياناً يحصل للنفس ما يخالف مزاجها فالإنسان يطمح للراحة ولا الأذى والفرح والسرور للألم لكنه حينما يمسك الشوكة يشعر بالألم فهل يعقل أن أنا المدرك هي التي ألمت نفسها وهي تنفر من ألم أن ألم حصل من أمر الخارج أنا المُدركة وهي الأعيان الخارجية أذن ثبت وجود أعيان خارجية ثؤثر في النفس وتوجب الألم وتسبب الألم.

وخلاصة كلا الدليلين الوجدانيين القائمين على التسليم بوجود مقدمتين بديهيتين ضروريتين وهما المقدمة الأولى التسليم بوجود النفس المدركة والمقدمة الثانية التسليم بوجود قانون العلية والسببية فإذا سلمنا بوجود النفس المدركة أولاً وقانون العلية ثانياً نقول:

الدليل الأول الإنسان في داخله لا يحس بشيء ونحن نسلم بوجود الإنسان والنفس المدركة لكنه قد يشعر بالألم وليس مصدر الألم نفس التي سلمنا بوجودها إذن يتعين أن يكون مصدر الألم شيء خارج هذه النفس إذن ثبت وجود أعيان الخارجية.

دليل الثاني الوجداني النفس بطبعها لا تحب ألم فلا تقوم بإنشاء ألم في داخلها والحال أن ألم حاصل فيها فإذا لم يحصل ألم بسببها تعيين أن يكون حصول ألم بسبب غيرها أي بسبب موجودات خارجها فثبت وجود الأعيان الخارجية.

هذا تمام الكلام في الدرس الرابع في ختامه نقول الإنسان إذا كانت معارفة عبارة عن أوهام وأماني فهو لا يعبئ بها بخلاف إذا ما كانت معارفة واقعية وتكشف عن أمور واقعية فإنه يهتم بالتنقيب والبحث والمعرفة وقد أثبتنا وجود أشياء واقعية إذن البحث والتنقيب عن الأشياء الواقعية الموجودة أمر راجح ومتعين هذا تمام الكلام في الدرس الرابع نقراء.

 

تطبيق المتن

الدرس الرابع تقسيمات الوجود

الوجود الذهني والخارجي

ان للإشياء وجودين حقيقيين أحدهما الوجود الخارجي والآخر الوجود الذهني ويتمثل الأول وهو الوجود الخارجي خارج حدود الذهن كأفراد الإنسان والحجر والشجر بينما يتمثل الثاني وهو الوجود الذهني بعلم المتعلق بصور تلك الأشياء إذن الفارق بينمهما في ماذا في المتعلق الوجود متعلق في الذهن أو يتعلق بالخارج.

ولا شك في أن انطباع صور الأشياء في الذهن ليس على شاكلة ارتسام صور الأِشياء على لوحة أو ورقة في المرآة إذ أن الورقة لا يدرك ما يرتسم عليها من الصور بخلاف ارتسامها الصور في الذهن لإنه الإنسان مدرك لها عالم بها الصور محيط بها هذه الصور.

والمشكلة التي أثارت الفلاسفة والعلماء منذ أبعد الأماد ما قبل ميلاد المسيح السفسطة ولحد آلان إلى يومنا هذا هي مدى مطابقة وجود الذهني للوجود الخارجي وقد عبروا عن المطابقة بالصواب يعني مطابقة الوجود الذهني الوجود الخارجي صواب وعن عدمهما يعني عبروا عن عدم مطابقة وجود الذهني للوجود الخارجي بالخطأ

نظرية المعرفة

ومن هنا أهتم الفلاسفة بالنظرية الإنسانية ومصدرها هذا المقام الأول وقيمتها هذا المقام الثاني حيث جعلوها نظرية المعرفة في طليعة المعارف الفلسفية وأهمها جعلوا المعرفة الإنسانية في طليعة المعارف الفلسفية. نظرية المعرفة ومن هنا أهتم الفلاسفة بالمعرفة الإنسانية ومصدرها وقيمتها حيث جالوها في طليعة المعارف الفلسفية وأهمها.

ولسنا آلان في صدد البحث عن نظرية المعرفة بتفاصليها وخطوطها ومسائلها إلا أنه يمكن وبصورة مجملة القول. أشرع الآن في بيان المقام الأول سبب المعرفة مصدر المعرفة لكن من دون تفصيل

أن الفلاسفة وبعد أن اختلفوا في تحديد أفكارنا التصورية يعني من أين نتصور؟ ما هو سبب التصور والتصديقية تصديقية يعني الإذعان بالحكم يعني كيف نصدق بالأشياء ونؤمن بها إذن هناك سبب للمعرفة والتصور وهناك سبب للتصديق والإذعان بالحكم في أنها حسية هذه المعرفة الرابعة المعرفة الحسية العلمية التجريبية أو عقلية هذه المعرفة الثانية أو كلاهما معاً يعني حسية وعقلية هذه معرفة تلفيقية المعرفة الخامسة أو شيء آخر وهو المعرفة النقدية الأولى أو المعرفة العرفانية القلبية وهي المعرفة الثالثة إلى هنا في هذا السطر أشار إلى المقام الأول مصدر المعرفة

الآن يشير إلى المقام الثاني اختلفوا أي الفلاسفة في قيمتها، قيمة المعرفة الإنسانية ومطابقتها يعني مطابقة المعرفة الإنسانية للواقع الخارجي ومن أجله ذهب جماعة من أجل اختلاف في قيمة معرفة الإنسانية ذهب جماعة منهم إلى إنكار الواقع الخارجي بكل تفاصيله منكرين أنفسهم يعني أنكروا كل شيء حتى وجود نفسه ومن هؤلاء گورگياس السفسطي ومن المنكرين جورج باركلي أغلب أصحاب هذه الاتجاهات من الأنكلترا المنكرين من الأنكلترا والمشككين من الأنكلترا، نعم القائل بالنسبية كانت الألماني وإذا تدرس الفلسفة الحديثة تجد أغلب الفلاسفة من انكلترا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأكثرهم أنكليز وألمان وإذا تدرس الفلسفة المعاصرة تجد بعضهم من هولندا ولكن أكثر الفلاسفة والمفكرين تجدهم من انكلترا وفرنسا ومن ألمانيا وأكثرهم أنكيز وألمان عموماً الآن يشرح في اتجاه الثاني وهو الأتجاه المثالي يقول ومن المنكرين جورج باركلي- في الحاشية جورج باركلي ولد سنة 1685 ميلادي وتوفي 1753 ميلادية فيلسوف انكليزي مثالي مبكر النضوج شاعر في طفولته ألتحق بمدرسة كلينكي فدرس في الرياضيات ثم ألتحق في كلية ثالوث فبدى فيها من الحماسة والخيال ما جعل الآخرين يعتبرونه أكبر عبقري أو أكبر مخبول أما مجنون أو عبقري اشتغل مدرسة للغة يعني أختلف فيه على قول اشتغل مدرساً للغة اليوناينة عام 1712 ميلادية وكان قسيساً وتأثر باركلي في دراسة بذيكارد الذي يقول أفكر أنا موجود وجون لوک الذي هم عبارة عن صاحب الإتجاه التشكيكي الإتجاه الرابع. هذا الإتجاه الآن أوروبا اتجاه بروتستانتي الحاد ينكر الحقائق أمريكا إتجاه كاثوليكي يعني تجد الأمريكان متديين يذهبون إلى كنسيا أنا ذهبت بريطانيا تروح الكنسية يوم الأحد ماحد يجي لأن الأتجاه الحاد والبروتستانت ويسمى جورج باركلي الذي لم يؤمن بوجود شيء ما سوى الأنا المُدركة والصورة المدركة ويسمى باركلي وأنصاره بالمثاليين أيده آليست بينما ذهب أرسطو هذا الإتجاه الأول ومدرسته وتلامذته ومن سار على خطاه على الإيمان بالواقع مطلقاً مالمراد من الواقع المطلق يعني الواقع العين الخارجي منه الواقع وغيره. يعني غير الواقع العين الخارجي وهو الواقع الذهني ويسمى هولاء بالواقعيين رئاليست.

وجنح جمع الآخر هذا الإتجاه الثالث النسبي وجنح جمع آخر إلى الإيمان بالواقع الخارجي إيماناً نسبيا فالصورة المدركة عندهم مزيجاً من مادة الإدراك الخارجي هذا الأول ثاني والقوالب والمقولات الجاهزة في الذهن فلا تمثل الصورة المدركة الخارجة بصورة مستقلة ولا تمشل الصورة المدركة الذهن بصورة مستقلة بل للخارج نسبة ونصيب من هذه الصورة وللذهن نصيب ونسبة منها هذه الصورة أيضاً وهو ما ذهب إليه أمانوئل كانت في نظرية النسبية.

حاشية رقم 2: امانوئل كانت ولد سنة 1724 ميلادي توفي 1804 ميلادي فيلسفوف ألماني ولد في كينغ اسبريج كان ولده سراجاً مجتهداً في عمله صدوقاً وكانت أمه متدينة حرص حريصاً على سماع مواعض افرانسسولس مدير معمل فريدريك ومن هنا ألتحق الأم أبنها بهذا المعهد ليدرس به وبعدها ألتحق بجامعة كينغ اسبريج فدرس رياضيات والفلسفة وأصول الدين عرف كانت بدقة الفائقة بتنظيم مواعيد عمله اليومي كساعة في تحديد الوقت من أشهر كتبه نقد العقل العملي نقد العقل النظري نقد الحكم العقلي.

جيد، هذا النظرية النسبية لكانت هذا الإتجاه الثالث النسبي الإتجاه الرابع التشكيكي ومال آخرون إلى شك بوجود واقع الخارج حدود الذهن البشري فلم يحكم بثوبته ولا بنفيه ومن هؤلاء دوايد هيوم وجون لوک وهؤلاء هكذا اختلفت آراء المفكرين في تقييم انتهاكاتها عن الواقع في اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الفلسفية

حاشية رقم 1:

داويد هيوم ولد 1711 توفي 1779 فيلسوف ومؤرخ انكليزي ولد في مدينه اذمبرا الواقعة في اسكتلندا شمال بريطانيا درس في ثاونية اذمبرا والتي تحولت بعد ذلك إلى جامعة أذمبرا معروفة هذه الجامعة فدرس فيها الفيزياء الطبيعية وكانت له رغبة ملحة في دراسة كتب الفلسفة والأدب. أخفق هيوم في التأليف بدو الأمر بما كان يعتمده من أسلوب جاف في عرض أفكاره إلا أنه ألتفت إلى ذلك بعدها. فألف كتاب تحت عنوان مقالات أخلاقية وسياسية لاقى فيها أعجاب الكثيرين مما أعد له الثقة بنفسة وقد كتب هيوم في التاريخ تحت عنوان تاريخ انكلترا ومن أشهر كتبه كتاب بحث في الطبيعة الإنسانية عرض فيه أفكاره الحسية وأرجع مبدأ العلية إلى عادة تداعي المعاني مثل ماذا مثلا تجارب الاقتران الشرطي تضرب الجرس وتأتي بالفيران الغذاء تضرب بالجرس وتأتي للفئران الغذاء عدة مرات بعد خمسين مرة تضرب الجرس تجد الفئران تأتي إلى مكان الطعام صار تداعي المعاني يعني ضرب الجرس استدعى معنى الغذاء والطعام فيقول أنه لا توجد علية ومعلولية يوجد اقتران في المعاني معنى يستدعي معنى.

حاشية 2:

جورج لوک ولد في سنة 1632 ميلادي توفي سنة 1704 ميلادي فيلسفوف انكليزي ومن المؤمنين بإصالة التجرية درس في كلية السيد المسيح في أكسفورد إلا أنه لم ينخرط في مسلك رجال الدين أبرز جامعات في بريطانيا الجامعة الأولى جامعة أكسفورد منطقة أكسفورد حصلت مشاكل وانشقاق جصلت جامعة كامبريج الآن اكبر ثلاث جامعات بالعالم أول جامعة بأمريكا جامعة هارفارد، ثاني جامعة أكسفورد، ثالث جامعة كامبريج وهؤلاء أحياناً وحدة منها تحتل الأولى وحدة تحتل الثانية لكن في الغالب هارفارد هي التي تحتل في فرنسا جامعة سوربون ولكن هذه الجامعة الثلاث دائما في أول خمس جامعات في العالم جامعة هارفارد الأمريكة و جامعة كامبريج وجامعة أكسفورد التي هي من الجامعات الانكليزية. جيد إلا انه ينخرط في مسلك رجال الدين مارس الطب حتى عرف في تلك الفترة بالدكتور لوک إلا أنه حصل بعد ذلك على شهادة بكلوريوس في الطب لوحظ في فلسفة لوک تناقض بين رأيه في المصدر الأساسي في المعرفة ما هو المصدر الأساسي عنده الحس وبين رأيه في قيمة المعرفة وهو الأتجاه التشكيكي أنت الآن إذا أمنت بمصدر المعرفة وأن الحس مصدر من مصادر المعرفة كيف تشكك في معطيات الحس فهناك تناقض بين مصدر المعرفة وهو الحس تعبر عنه معرفة علمية وبين قيمة المعرفة وهو التشكيك فيها. عارض أفكار جيد ولذا فأن ما حاز لوک من شهرته كان أكبر من حجمة هذا الكلام غير صحيح جون لوك له كتاب إلى اليوم يحكم العالم في الحكم المدني جون لوك هو أول من طرح مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث السلطة التشريعية البرلمان والسلطة التنفيذية مجلس الوزراء والرئاسة والسلطة القضائية من طرح مبدأ الفصل بين السلطات هو جون لوك ومن طرح فكرة الدولة المدنية هو جون لوك فأذن كيف تقول إلى الآن يروج الدولة المدنية مقولة الدولة المدنية غير مقولة المجتمع المدني مجتمع المدني يعني المؤسسات المجتمع المدني الصناديق الخيرية المؤسسات الأهلية أما الدولية المدنية يعني الدولة المفصولة عن الدين يعني دولة قائمة على أساس التمدن والحضارة بعيدة عن معطيات الدين هذه الدولة المدنية.

عموما ولا يمنعنا طبعاً الحاشية الثالثة من أراد فعليه بمراجعة كتاب فلسفتنا للشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الصدر والكتاب الأيدلوجية المقارنة للإستاد آية الله الشيخ محمد تقي مصباح يزدي.

ولا يمنعنا سعة البحث من الأشارة السريعة إلى المذهب الصحيح والرأي الحق في المسألة آنفة الذكر يعني أيهما الإتجاه الواقعي أو الإتجاه التشكيكي أو الإتجاه النسبي أو الإتجاه الشتكيكي الصحيح الإتجاه الواقعي من أهم الكتب كتاب أسس الفلسفة والمنهج الواقعي للسيد محمد حسين الطباطائي صاحب الميزان لذلك الشهيد مطهري كتب له مقدمة وعلق عليه ترجمة السيد عمار أبو رغيف ترجمة مقدمة الشهيد مطهري وتعليقه.

جيد الآن يذكر مقدمتين بديهتين مقدمة الأولى أن الإيمان بوجود واقعي خارجي قضية مسلمة لا يختلف فيه اثنان ولو فيه حدود أنا المُدركة هذا المقدمة الأولى التسليم بوجود أنا مُدركة كيف يسلم يقول أذ لو لم تكن الأنا موجودة فكيف أنكر أو شكك المشكك بوجود الواقع الخارجي وحتى باركلي حينما أنكر الواقع الخارجي لم ينكر ذاته المُدركة ولم ينكر الصور المدركة والسر لماذا لم ينكر لأنها علوم حضورية والسر ان ذلك معلوم عنده بالعلم الحضوري يعني الصورة حاضرة لذا نفسه علم نفسه علم حضوري ومن أجله أجل وجود العلم الحضوري وقد أدعى أنه ليس منكراً وشكاكاً بالواقع الموجود الخارجي إلا أنه يؤمن بواقع الآنا المُدركة والصورة المدركة وينكر الوجود المادي للإشياء لا توجد موجودات مادية يعني الموجود المادي الجسمي يعني لاتوجد أجسام ينكر وجود الأجسام . فوضع لمذهبة قاعدة معروفة أن يوجد هو أن يدرٍك أو أن يُدرك ومن الواضح أن ما سوى أنا المُدركة والمدركات المرتبطة بها غير معلوم لنا بالبداهة أو بالعلم الحضوري.

إذن البديهات أمران:

الأمر الأول أنا المُدركة والأمر الثاني قانون العلية والمعلولية ما عداهما يحتاج إلى علم حصولي وبرهان أو بالعلم الحضوري إذن العلم الحضوري هو حضور المعلوم ونفس المعلوم لدى العالم

بل هو بحاحة إلى برهان ودليل يعني بحاحة إلى العلم الحصولي حصول صورة المعلوم لدى العالم والعقل هو الحاكم بوجودها يعني بوجود الأعيان الخارجية انطلاقاً من مبدأ العلية العقلية الذي لا يشك فيه مبدأ العلي العقلي لا يشك فيه حتى المنكرون والشكاكون هذا المقدمة البديهية الثانية مبدأ العلية العقلي الإيمان بمبدأ العلّي العقلي لأنهم الشكاكون حينما رفضوا الإيمان بوجود واقع موضوعي خارج حدود الذهن البشري فأنما استندوا الى دليل لإثبات مدعاهم وهذا الدليل في واقعه علة وسبب لإثبات منحاهم الفلسفي في أنكار الواقع أو الشك فيه. إذن الدليل علة ومنحاهم معلوم اتجاهمم معلوم ومسبب والدليل علّة وسبب

ومبدأ العلية يقرر أن لكل حادثة سبباً أنبثقت منه هذه الحادثة فهناك كثير من الظواهر التي نتحسسها ونبحث عن سببها أذن الأمر الأول التسليم بوجود مقدمة بديهية وهي وجود أنا المُدركة الأمر الثاني التسلم بوجود مبدأ العلية العقلي وهو مبدأ بديهي الآن يشرح في الدليل الأول يقول هناك الكثير من الظواهر التي نتحسسها ونبحث عن سببها مثل براكين نزول المطر والزلازل فلو كانت هذه الظواهر نابعة من صميم ذاتنا لكانت معلومة لنا بالعلم الحضوري وحيث أنا لا نجد علة تلك الحادثة في صميم وجودنا علة حصول البركان والزلزال والمطر ليست موجودة في داخلنا فلابد وأن يكون مصدرها شيئا خارج حدود ذواتنا وليس ذلك الشيء الذي هو خارج ذواتنا إلا الشيء الخارجي كما لو أمسك شوكا بيدك وشعرت بالألم الوخز الذي يصيبها حين أمساكك لها فأنك ستبحث عن سببه هذا الألم وحينما تراجع نفسك لا تجد سبباً وعلة لذلك الألم إذا لو كان لبان لو كان هناك سبب داخل النفس لبان وحيث لم يبن أذن لم يكن في النفس ولو كان لبان بالعلم الحضوري وجوده في نفسك هذا من ناحية.

الأمر الثاني ألم منافر للنفس شيء لا ينسجم من طبيعة النفس فالنفس لا تؤلم نفسها اذا تعين وجود منافر لطبيعة النفس خارج النفس وهو العين الخارجية ومن ناحية أخرى فأن بعض الظواهر يشعر بها الإنسان على خلاف رغبته كما في المثال المتقدم فكيف توجد النفس ما يبعث على انزعاجها وألمها فلابد أن يوجد سبب آخر غير النفس خارج حدود النفس كان باعثاً على ذلك ألم.

وفي الختام نقول أن الإنسان لايجد في نفسه مبرراً في البحث في أي حقلٍ من حقول المعرفة الإنسانية التجربية وغيرها ما لم تكن معرفة ذات قيمة تكشف عن الواقع الذي انبثقت منه أما هذه القيمة غير موجود يعني أوهام خيالات لا يتعب نفسه في تحصيلها فلو كانت أفكارنا محض خيالٍ وصورٍ تتوالى في عالم الذهن ولم يكن علاقة لها من قريب أو بعيد بواقعها الخارجي كما أدعى المنكرون والمشككون والسفسطائيون لما أصبح للبحث والتحقيق والجد والسعي والمثابرة والخوف والرجاء معناً معنى هذا الخبر أصبح أذ كل محاولة من هذا القبيل يعني خيال تغدو جزافاً وعبثا هذا تمام الكلام في الدرس الرابع تقسيم الأول للوجود إلى وجود ذهني وجود خارجي وتفرعت عليه نظرية المعرفة.

الدرس الخامس تقسيمات الوجود إلى وجود مادي ووجود مجرد يأتي عليه الكلام

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo