< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/08

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: تقسيمات الموجود

 

الدرس الخامس تقسيمات الوجود

الوجود المادي والمجرد

المدارس المادية والوجود المجرد

الفرق بين المادي والمجرد [1]

 

توضيح الدرس

انتهينا بحمدلله عزوجل من الدرس الرابع وتكلمنا فيه عن التقسيم الأول للوجود إذ قسمنا الوجود إلى وجود ذهني ووجود خارجي وترتب على ذلك بحث نظرية المعرفة من جهة مصدر المعرفة ومن جهة أخرى قيمة المعرفة.

اليوم ان شاء الله في الدرس الخامس نتطرق إلى التقسيم الثاني للوجود أّذا نقسم الوجود إلى وجود مادي وجود مجرد عن المادي ويترتب على ذلك بحث المدارس المادية وبحث الوجود المجرد عن المادة ومن هنا لابد من التفريق وبيان المائز بين الموجود المادي وموجود المجرد.

المقصود بالموجود المادي والمجرد

المقصود بموجود المادي أي الموجود الجسماني فالمادة تشير إلى الجسم والمقصود بالموجود المجرد أي المجرد عن المادة أي الموجود الذي ليس بجسم الموجود المادي كالإنسان والحجر والشجر هذه أجسام والموجود غير المادي كموجود الله تبارك وتعالى بالنسبة للدرس السابق حينما قسمنا الوجود إلى وجود ذهني ووجود خارجي.

درسنا أربعة اتجاهات بلحاظ أثبات أو أنكار الوجود الخارجي فمن أثبت الوجود الخارجي ذهب إلى المدرسة الواقعية والمنهج الواقعي ومن أنكر الوجود الواقعي ذهب إلى المدرسة المثالية ومن شكك في الوجود الواقعي ذهب إلى المدرسة التشكيكية ومن قال بوجود صورة فيها نسبة من الواقع ونسبة من الذم قال بالمدرسة النسبية.

أذن المدارس الأربعة في نظرية المعرفة فرع النظر إلى القسم الثاني للوجود وهو الوجود الواقعي كذلك.

اليوم إن شاء الله حيث قسمنا الوجود إلى وجود مادي وجود مجرد يقع الكلام في إثبات الوجود المجرد هل يوجد وجود مجرد غير مادي أو لا؟

المدرسة الوضعية المادية

المدرسة الوضعية المادية أنكرت أي وجود لغير المادة وهذا عكس ما ذكرناه في الدرس السابق المدرسة المثالية والمدرسة التشكيكية شككت في وجود أعيان خارجية والمدرسة المثالية أنكرت وجود أعيان خارجية، خارج الذهن فهذه الأعيان الخارجية سواءاً أن كانت مادية أو غير مادية أنكرتها المدارس المثالية وشككت فيها المدرسة التشكيكية درس اليوم بالعكس.

حاصل تشكيك للوجود المجرد عن المادة فنشأت مدارس وضعية من أبرزها فلسفة أوكست كونت وهو عالم فرنسي أسس المذهب الفلسفي الوضعي وهو مؤسس علم الإجتماع الحديث فهو ينكر ويشكك في الوجودات المجرد عن المادة ويركز على الوجودات المادية.

مدرسة الماركس

والمدرسة الثانية مدرسة الكارماركس، الكارماركس وهو اقتصادي ألماني جاء بنظرية الماركسية التي ترجع الظواهر إلى الأقتصاد وأصله يهودي عندنا جملة من المفكرين والفلاسفة يرجعون كل الظواهر لشيء معين مثلاً فرويد يفسر كل الظواهر يرجعها إلى الجنس والعلاقة الجنسية الكارماركس يرجع الظواهر إلى ظاهرة أقتصادية مشكلة سياسية، حقوقية، تربوية، أخلاقية، يرجعها إلى المادة والأقتصاد هاذان المفكران أوكست كونت، كانت ذاك مفكر ألماني وهو مؤسس المدرسة النقدية صاحب النظرية النسبية وانشتاين يقول بالنظرية النسبية وأما كونتفهو عالم فرنسي مؤسس علم الأجتماع ومؤسس المذهب الوضعي المادي.

إذن فرق بين النظرة المادية الوضعية وبين النظر النسبية اوكست كونت وكارماركس ذهبوا إلى أنكار كل ما يمت إلى العالم المادي بصلة. خلاصة كلامهما أثبت لي شيئاً بالحس وإلا فلا. هذا أتجاه مادي.

الاساس المادي النفعي في الولايات المتحدة

الآن الولايات المتحدة الأمريكية قائمة على أساس مادي نفعي مفادة لا توجد أي مفكرة مقدسة ولاتوجد أي مفكرة مثمرة إلا أن جرت ربحاً ودفعت خسارة وأي فكرة لا تجر ربحاً ولا تدفع خسارة فنحن لسنا معنيين بها. تقول الله موجود الله موجود إلى أرذالك هذه الأفكار لا تجر ربحاً ولا تدفع خسارة مادياً خسارة فنحن لسنا معنيين بها فهم يقبلون هذه الأفكار فيما جرت عليهم ربحاً أو خسارة.

لذلك نلاحظ حينما أجتاح العالم جائحة كرونا ونحن لا نزال في ظل جائحة كرونا وفيروس كرونا يستهدف أكثر شيء كبار السن نجد أن بعض الدول الأوروبية وأمريكا تعالت أصوات أن هؤلاء كبار السن عيب على الدولة ونحن نعاني في النقص من الأجهزة فإذا دار الأمر بين أن نضع جهاز التنفس على كبير السن أو الشاب لكي يعيش فلننزعه من كبير السن ونضعه على الشاب لإن الشاب عامل ويأتي بربح للدولة بخلاف كبير السن الذي هو عالة وعب على الدولة

هذا فكر مادي بحت هذا يقال له فكر براگماتي وأصلاً لفظ الفكر عليه فيه نوع من أعطاء الزخم والأحرى أن نقول تفكير براگماتي أو منطق براگماتي وال براگماتية يعني النفعية.

الادراك الغيرالمباشر

والحال أن هناك كثير من الظواهر قد لا ندركها بالحواس مباشرة وهي الحواس الخمس، اللامسة والذائقة والشامة والسامعة والباصرة ولكن قد ندركها بشكل غير مباشر فحينما سقطت التفاحة على نيوتن فوقعت على رأسه تأمل قال لماذا التفاحة نزلت وسقطت من الأعلى إلى الأسفل ولم تتحرك من الأسفل إلى الأعلى إذن هناك جاذبية في الأرض أوجبت سقوط التفاحة إلى الأسفل وهكذا أديسون مكتشف الكهرباء حينما سألته سيده من السيدات مالكهرباء وعجز عن تفسير الكهرباء التي تعرف بالفيزياء أنها عبارة عن سيل من الكترونات تعبر مقطع معيناً من السلك وحينما عجز دعاها وأجلسها على الكرسي وأوصل الكهرباء بالکرسی فلما تکهربت وشعرت بالصعق الکهربائي قالت ما هذا؟ قال هذا هو الكهرباء.

إذن هناك الكثير من الموجودات المجرد عن المادة كالجن والملائكة والقعل ولكن نحن ندرك آثارها فنحن ندرك أثر العقل والله عزوجل وجود مجرد عن المادة ونحن ندرك من خلال إدراك آثاره فقد ورد في لرواية لا تتفكروا في كنه الله ولكن تفكروا في آثار الله. لئنك لن تدرك كنه الله، الله عزوجل ليس بمحدود وأنت محدود وأنا للمحدود أن يدرك الامحدود وأن للمتناهي ان يدرك اللامتناهي لذلك أفضل برهان يتقبل عموم الناس في الأستدلال على وجود الله هو برهان النظم

برهان النظم

أن النظم يكشف عن وجود منظم أن الأثر يكشف عن وجود مؤثر أن المعلوم يكشف عن وجود علة وهذا النظم أشار له الكثير من آيات كتاب الله عزوجل خصوصا الآيات الواردة في سورة الواقعة ﴿ أَفَرَءَیْتُم مَّا تُمْنُونَ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ‌﴾[2] ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾[3] هذا أشارة ألى برهان النظم إذن برهان النظم مفادة إن المعلول يكشف عن وجود العلة خلاصة الدرس الرابع موجودات على قسمين موجودات مادية وموجودات مجردة عن المادة والجسم وخواص الأجسام.

المدارس المادية كالمدرسة الوضعية لأكوست كونت والمدرسة الماركسية إلى كارماركس الذي ركز على الأقتصاد أنكر الوجود غير المادي للأشياء وأدعت أننا لا ندرك ولا دليل بالحواس على الوجودات غير المادية والحال أننا ندرك وجودات غير المادية من خلال آثارها كأدراكنا للجاذبية والكهرباء من خلال آثارها.

النقطة الأخيرة

ما الفرق بين الوجود المادي وبين وجود غير المادي يذكر المصنف فارقين:

الفارق الأول الوجود المادي جسم يمكن ان تشير إليه يقبل الأشارة بخلاف وجود المجرد لا يقبل الإشارة والله عزوجل وجود مجرد وهو موجود في كل مكان فلا يصح أن تقول موجود هنا وليست بموجود هناك.

الفرق الثاني الوجودات المادية فيها قابلية واستعداد وفي حركة وتطور دائم كنطفة الإنسان التي تتحول إلى علقة ثم تتحول إلى مضغا ثم تتحول إلى عظم مخلق وغير مخلق إلى أن يتحول إلى إنسان ثم إلى أن يموت ويتحلل وهكذا فالموجودات المادية تنتقل من القوة إلى الفعل من عالم الأستعداد والقابلية إلى عالم الفعلية والتحقق بخلاف الموجودات المجردة عن المادة فأنها توجد هكذا من دون حركتها من عالم القوة إلى عالم الفعل.

الخلاصة يوجد فارقان بين الوجود المادي والوجود المجرد. الفارق الأول الوجود المادي يقبل الإشارة والوجود المجرد لا يقبل الأشارة الفارق الثاني الوجود المادي فيه استعداد ويتحرك من الأستعداد من القوة والأستعداد إلى الفعل والتحقق فخلاف الوجود المجرد فأن ليس فيه إستعداد وحركة إلى عالم الفعلية وإنما يكن فعلياً.

هذا تمام الكلام في الدرس الخامس نقرا حتى نشرع في بيان الدرس السادس.

 

تطبيق المتن

الدرس الخامس

تقسيمات الوجود المادي والمجرد.

أن أحدى تقسيمات الوجود هي الموجود المادي والموجود المجرد والمقصود من الموجود المجرد ما يقابل الموجود المادي ومن هنا يسمى الموجود المجرد بالموجود غير مادي.

وتستعمل كلمة المادي في الفلسفة بالمعنى الجسماني يعني جسم فيكون مجرد بمعنى غير الجسماني فلا يصدق عليه أنه جسم ولا تنسب عليه خصائص الأجسام كوجود الله الأقدس فإنه ليس بجسم ولا يخضع لخصائص الأجسام ومنها أن يشمل حيز من الفراغز وعلى هذا فالوجود شامل لنوعين من الموجودات هي الموجودات المادية والموجودات المجردة عن المادة.

المدارس المادية والوجود المجرد

إلا أن بعض المدارس المادية كالمدرسة الوضعية وفي طليعتها أكوست كونت.

الحاشية الأولى: أكوست كونت ولد في سنة 1798 ميلادي 1857 ميلادي من أعلام القرن التاسع عشر عالم فرنسي مؤسس للمذهب الوضعي الفلسفي كما وأنه مؤسس لعلم الأجتماع الحديث كان يعاني من الفقر والضنك الأقتصادي ألف كتاب في المحاضرات الفلسفة الوضعية يعني الفقر والمادة وجانب المادي أثر في تفكيره.

الحاشية الثانية: كارماركس ولد سنة 1818 توفي 1883 ميلادي وهو يعني الأتحاد السوفيتي قام على فلسفة كارماركس وانكيلز على رأي هاذين المفكرين وهو صاحب النظرية المادية الديالكتية أنه هناك تناقضات في الحركة ديالكتيك ويرجع الظواهر السياسية والإجتماعية إلى أساس أقتصادي والاتحاد السوفيتي قام على أثر الثورة البلشفية التي نشأت في روسية سنة 1917 ميلاديه وقام بها لنيين، ولنيين من روسيا وهاجر إلى ألمانيا ومن هناك قاد الثورة البلشفية وأنتصر وأسس الإتحاد السوفيتي القائمة على أساس اشتراكي وصولاً إلى تحقيق الشيوعية.

مفكر سياسي وأقتصادي ألماني ولد في مدينة ترير من أسره يهودية اعتنقه أسرته المسيحية على المذهب البروستانتي مذهب البروستانتي تشكيكي أصلاً يعني كثير من البروستانت لديهم إلحاد بخلاف كاثوليك تدينهم أكثر، أهتم بفلسفة هيگل، هيگل اتجاه عقلي ودرس التاريخ والفلسفة فنال شهادة الدكتوراء فالفلسفة وأختص بدراسته الأقتصاد عمل محرراً بجريدة الراين وكتب كتاب رأس المال عانا في حياته من الفقر المتن فشكل عقدة في حياته انعكست وبصورة مفرطة على آرائه وأفكاره وكتاباته وكارماركس يرجع الظواهر السياسية والاجتماعية وغيرها إلى أساس مشكلة أقتصادية. كذلك فرويد، فرويد أيضا يهودي يرجع الظواهر كل الظواهر إلى أساس جنسي.

جيد نرجع للمتن، أكوست كونت وكارماركس ذهبوا إلى إنكار كل ما يمت إلى عالم المادي المحسوس بصلة ورفعوا شعار "أثبت لي شيئا بالحس أقبله منك وإلا فلا" وتغافل هؤلاء على أن الموجودات منها ما هي مجردة غير مادية لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال العقل واستنتاجاته وتأملاته كوجود الله تعالى لإن الحواس الخمسة اللامسة، الباصرة والسامعة والشامة والذائقة هذه الحواس الخمسة قاصرة عن إدراكها عن إدراك الوجودات المجردة قاصرة عن إدراكها لنفسها عن إدارك ذاتها ما تدرك ذات الله الحواس الخمسة لكن تدرك آثار صنعية لإن الحواس الخمس قاصرة عن إدراكها يعني إدراك الوجودات المجرد غير مادية وقاصرة عن التحسس بها ومنها من الموجودات ما هي مادية غير مجردة وهي بدورها قد تعجز حواس الإنسان الخمس عن إدراك بعض مفرداتها ومواردها حتى الأمور المادية أحياناً أنت تعجز عن إدراكها لماذا؟ قال لوجود مانع حال دون ذلك أو لقصور في وسائل التجربة فالألكترون الكترون الذي يمثل السالب لإنه الذرة في ثلاثة أشياء في بروتون ونيوترون والكترون، الكترون هذا يدور حول الذرة هذا سالب وفيها بروتون في قلب الذرة هذا موجب فيحصل تجاذب بين الكترون السالب الذي يدور حول الذرة وبين البروتون الموجب الموجود في قلب الذرة وسط الذره ويوجد نيوترون هذا النيوترون متعادل لا سالب ولا موجب وتفصيلة في علم الذرة وفي علم الفيزياء فالكترون وألأشعة تحت الحمراء أو الأشعة فوق البنفسجية والجاذبية الأرضية وغيرها من المفردات هذه أين تدرس في الكيمياء أو الفيزياء تدرس في الفزياء لإنها ظواهر طبيعية أكد عليها العلم وآمنا نحن ببعضها أيماناً قاطعاً على الرغم من أنها لم تخضع بصورة المباشرة لأحدى حواسنا الخمس بل توصلنا إلى وجودها بطريق غير مباشر ما هو الطريق الغير مباشر من خلال آثار الدالة عليها بحكم العقل القاطع العقل الذي قطع بإن لكل أُثر مؤثراً ولكل معلول علّة قانون العلّية.

فإذا أمكن أثبات الجاذبية من خلال سقوط الأجسام باتجاه الأرض بعد رميها إلى الأعلى وإذا أمكن أثبات وجود التيار الكهربائي من خلال توهج المصباح وحركة المروحة أمكن أيضا إثبات وجود الله عزوجل من خلال آثار صنعه وبديع خلقه وفقا لقانون علّية ولكل معلول علّة ولكل مسبب سبب ولكل آثر مؤثر ولكل حادثة مؤحدث فكما أثبتنا وجود الجاذبية الأرضية والتيار الكهربائي وغيرها من الظواهر المادية بالطريقة العقيلة الاستدلالية مع أنها لم تخضع بصورة مباشرة لحواسنا الكهرباء والجاذبية لم ندرك مباشرةاً لم ندرك كنهها كهرباء سيل من الكترونات تعبر مقطع معين من سلك مع أنها لم تخضع بصورة مباشرة لحواسنا كذلك الحال بالنسبة إلى الله جل جلاله نحن ندركها بالآثر لما تلمس التيار الكهربائي وتجد الصعقة تدرك وجود التيار الكهربائي وإلا أنت بالعين المجردة لا ترى السلك الكهربائي وحركة الكهرباء إذ يجوز لنا أثبات ذات وجود الله الأقدس بطريقة عقلية استدلالية على الرغم من أنه تعالى لم يخضع بصورة مباشرة بحواسنا من خلال قانون العلية ومن خلال برهان النظم. فإذا رضوا لأنفسهم ذلك ولم يرضوه لنا كان كيلهم بمكيالين وعلى طريقة "بائهم تجر وبائنا لا تجر" هم أنكروا لوجود دليل ونحن أثبتنا لوجود دليل كيف يقبوا أنكارهم، استناداً إلى دليلهم وينكرون ما أثبتناه من وجود الله عزوجل ولا ينظروا إلى دليلنا والعلة التي أوجبت الإيمان بالله عزوجل.

الفرق بين المادي والمجرد

أن بأمكاننا التفريق بين الموجود المادي والموجود المجرد في أن الأول وهو الموجود المادي يمكن الأشارة الى جهة وجوده دون الثاني الموجود المجرد عن المادة دون الإشارة فلا جهة له حتى تصح الأشارة اليه هذا الفارق الأول بين المادي والمجرد المادي يقبل الأشارة والمجرد لا يقبل.

الفارق الثاني كما أن الموجود المادي فيه استعداد وقوة على التغيير والتبدل بالأمتداد والحركة من حالة إلى حالة اخرى ولذا فإن الحركة ملازمة له للوجود المادي فالحبة تتحول باستعدادها وقابليتها للتغيير إلى نبته والنبته إلى شجره والشجرة تحمل ثمراً وهكذا فإن الموجود المادي في حالة تغيير وحركة دائبين بينما لا تجد هذه الحالة في الموجود المجرد على ما ذهب عليه جمهور الحكماء يعني غالبية الفلاسفة يعني هو في عالم الفعلية ما ينتقل من عالم القوة إلى عالم الفعلية بخلاف الوجود المادي فإنه يتنقل من عالم القوة إلى عالم التحقق هذا تمام الكلام في الدرس الخامس.

الدرس السادس

توضيح الدرس

تقسيم الوجود إلى واجب وممكن وممتنع، ثم تقسيم الواجب والممكن إلى واجب وممكن بالذات وواجب وممكن للغير.

ثم يذكر المصنف أربعة أقسام للإمكان من درس المنطق وخصوصاً منطق الشيخ محمد رضا المظفر (ره) فأنه قد درس جميع هذه المباحث فلا داعي للأطالة مفروض من درس كتاب نافذة على الفلسفة قد أنهى المنطق ولا بأس بشرح هذه المصطلحات بشكل مؤجز ومبسط وسريع.

عندنا قضية حميلة تتألف من موضوع ومحمول كقولنا الأربعة زوج، الأربعة موضوع وزوج محمول هذا القضية الأولى، القضية الثانية الثلاثة زوج، الثلاثة موضوع حملنا عليها الزوجية الزوج محمول القضية الثالثة الورقة محترقة، الورقة موضوع ومحترقة محمول

إذن عندنا محمولان وهما الزوجية والاحتراق وهنا توجد ثلاث صور، الصورة الأولى تعتبر عنها ويعبر عنها المثال الأول الأربعة زوج

سؤال هل يعقل الأنفكاك بين الأربعة والزوجية؟ الجواب، كلا وألف كلا إذن حمل الأربعة على الزوجية ضرورياٌ هذا ما يعبر عن الوجوب والزوم يعني ضرورة الثبوب ضرورة الإيجاب.

مثال الثاني ، الثلاثة زوج، الثلاثة فرد وليس زوج سؤال فهل يعقل حمل الزوجية على الثلاثة؟ الجواب، هناك ضرورة لسلب الزوجية عن الثلاثة لإن الثلاثة فرد وليس زوجاً

إذن القضية الإولى تشير إلى ضرورة الثبوت ضرورة الإيجاب الأربعة زوجٌ القضية الثانية تشير إلى ضرورة السلب ضرورة سلب الزوجية عن الأربعة يعني تشير إلى الإمتناع، إذن المادة الأولى تشير إلى الوجوب، وجوب الحمل الزوجية على الأربعة، القضية الثانية تشير إلى الامتناع والاستحالة، إمتناع حمل الأربعة على الثلاثة أستحالة حمل الأربعة على الثلاثة

هاتان ضرورتان ضرورة الوجود وضرورة السلب ضرورة الإيجاب وضرورة السلب صورة الثالثة الورقة محترقة هل هناك ضرورة لحمل الاحتراق على الورقة؟ لا هل هناك ضرورة لسلب الأحتراق عن الورقة؟ لا يعني الورقة يمكن تحترق ويمكن ما تحترق إذا كانت مبتلة فهناك سلب للضرورتين، ضرورة الإيجاب وضرورة السلب وهذا ما يعبر بالإمكان الخاص،

معنى الامكان الخاص

الإمكان الخاص يعني ما فيه سلب للضرورتين تقول الإنسان ممكن الوجود يعني يمكن يوجد ويمكن يعدم لا وجود ضروري ولا عدم وجوده ضروري لا يوجد فيه ضرورة الإيجاد ولا ضرورة الإمتناع والسلب.

اقسام الوجود

إذا تم الكلام في هذه القضايا الحملية الثلاث كذلك يقولون عندنا أقسام ثلاثة للوجود واجب الوجود كالله عزوجل، ممتنع الوجود كشريك الباري شريك الله عزوجل مستحيل يمتنع أن يوجد وممكن الوجود كوجود الإنسان والحيوان والنباتات لا توجد ضرورة لوجودها ولا توجد ضرورة لسبلها هذا تمام الكلام في تقسيم الوجودإلى ثلاثة أقسام.

اقسام الحمل

وعرفنا أن الوجود الوجوب والإمتناع والإمكان بلحاظ الحمل الحمل المحمول على الموضوع فهل حمل الموضوع حمل المحمول على الموضوع ضروري فيصير واجب أو حمل المحمول على الموضوع ممتنع مستحيل يعني ضرورة السلب فتصير استحالة أو حمل المحمول على الموضوع لا ضروري الوجود ولا ضروري السلب يعني سلب الضرورتين هذا الإمكان إلى هنا أخذنا الإمكان والوجود بلحاظ ذاتهما فواجب الوجود واجب لذاته والإنسان ممكن الوجود لذاته وعندنا واجب الوجود بالغير وممكن الوجود بالغير. المعلول واجب الوجود أذا وجدت علّة والمعلول واجب ممتنع الوجود إذا عدمت علّة فصار واجب الوجود بالغير وممتنع الوجود بالغير إذا وجد السبب بطل العجب تقول الإنسان الحيوان المعلول واجب إذا وجدت علة المسبب واجب إذا وجد سببه، بعد بالعكس المعلول مستحيل إذا عدمت علّة، المسبب مستحيل إذا عدمت سببه والحادثة مستحيلة إذا عدم محدثها الأثر مستحيل إذا عدم مؤثره ومحدثه والعكس بالعكس المعلول واجب إذا وجدت العلّة والمسبب واجب إذا وجد السبب إلى هنا أخذنا تقسيم الموجود.

قلنا هكذا الموجود أما ممكن وإما واجب ولا نقول أن الموجود مستحيل لإنه ليس بموجود وبالتالي أما نسبنا المحمول إلى الموضوع واجبه أو ممكنه أو مستحيلة والوجوب والإمكان أما بالذات وأما بالغير ثم يشرع المصنف في بيان الإمكان وأقسام وبين أربع أٌقسام. أول قسم الإمكان الخاص الإمكان الذاتي وهو سلب ضرورة وأخذناه ثم القسم الثاني الإمكان العام نشرح أن شاء الله نقرءاً هذا المقدار.

تطبيق المتن

الواجب والممكن والممتنع

أن نسبة أي محمول إلى أي موضوع أما أن تكون ضرورية لا يصح فيها الإنفكاك هذا القسم الأول كنسبة الزوجية إلى الأربعة في قولنا الأربعة زوج وإما قسم الثاني وأما أن لا تكون ضرورية كنسبة الأحتراق إلى الورقة هذا الممكن في قولنا الورقة محترقة.

قسم الثالث المستحيل أو أن تكون ضرورية السلب كما في قولنا الثلاثة زوج ففي المثال الأول الوجوب يعبر عن النسبة بالوجوب أي وجوب نسبة المحمول إلى الموضوع القضية الثانية كما ويعبر عن النسبة في المثال الثاني بالإمكان أي أمكان نسبة المحمول إلى الموضوع وإمكان عدمه نسبة المحمول إلى الموضوع وأما بالنسبة في المثال الثالث فيعبرعنها بالإمتناع أي أمتناع نسبة المحمول إلى الموضوع والنسب الثلاث هذه يعبر عنها في علم المنطق بمادة القضية بحث موجهات تذكر

وعلى غرار ما تقدم من أنماط نسبة المحمول إلى الموضوع ذكر الفلاسفة أن الوجود حينما يحمل على موضوع من الموضوعات فأن نسبته إليه قد تكون واجبه كنسبة الوجود إلى الله كقولنا الله موجودٌ حيث ثبت في برهان الإمكان كما سيأتي الحديث عنه في آخر درس، درس العشرين أثبات وجود الله عزوجل. أن الوجود بالنسبة لذات الحق تعالى الله عزوجل وجود واجب لازما ويسمى هذا الموضوع بواجب الوجود

وقد تكون نسبة الوجود إلى الموضوع ممتنعة فيسمى الموضوع بممتنع الوجوب كما لو قيل بإن شريك الباري موجود فإن النسبة هنا ممتنعة إذ لا يمكن أن ينسب الوجود إلى الشريك المفترض لله جل وعلاه كما هو ثابت في أدلة التوحيد وتبحث في علم العقائد وعلم الكلام. صورة الثالثة للإمكان.

وقد لا تكون نسبة الوجود إلى موضوع مثل الإنسان الأحتراق إلى أحتراق الورقة وقد لا تكون نسبة الوجود إلى موضوع واجبة ولا ممتنعة فيسمى بالممكن. كالإنسان مثلاً حينما يقال أنه موجود فأن الوجود بالنسبة إليه إلى الإنسان غير ضروري الإيجاب وغير ضروري السلب بل الوجود الإنسان ممكن.

البحث الثاني

الواجب والممتنع بالذات وبالغير

إلى هنا أخذنا الواجب والممتنع بالذات الواجب بالذات الله عزوجل الممتنع بالذات شريك الباري الواجب بالغير والممتنع بالغير الإنسان اذا وجدت علّة وإذا لم وجدت علّة إذا وجدت العلّة صار واجب بالغير إذا انتفت العلة صار مستحيل بالغير. الواجب والممتنع بالذات وبالغير

والواجب قد يكون واجباً بالذات كوجود الله جل وعلا فإنه واجب الوجود بالذات بخلاف المعلول يجب وجوده لوجود علّته فهو واجب بغيره بعلته. إذ أن المعلول يجب وجوده حين وجود علّته فالإنسان مثلاَ أنما يجب وجوده بوجود علّته يعني أذا تزوج ينجب من دون زواج كيف ينجب أولاد؟ ومن هنا قيل الشيء ما لم يجب لو يوجد الشيء ما لم يجب يعني ما لم تجب علّة لم يوجب متى يجب أذا وجدت العلّة والعلّة في الإنجاب الزواج وإن كان في هذا الزمن حتى بالحرام حتى بالاستنساخ والممتنع أيضاً قد يكون ممتنعاّ بذاته كشريك الباري وقد يكون ممتنعاً بغيره كالمعلول الذي يمتنع تحققه بسبب عدم وجود علّته فالزجاج يمتنع انكساره بسبب عدم وجود علة لأنكساره. لذلك إبراهيم الخليل لما حطم الأصنام جل الفأس على كتف كبير الأصنام وحينما قالوا من فعل هذا بإلهتنا وقال بل فعل هذا كبيرهم لم يتقبلوا لوضوح قانون العلية والمعلولية عندهم.

الإمكان وأقسامه

ذكر الفلاسفة أٌقساماً للإمكان نجمل ذكر بعضها بما يلي:

القسم الأول الإمكان الخاص (الإمكان الذاتي) لماذا إمكان خاص في مقابل إمكان عام الإمكان خاص سلب ضرورة الإمكان سلب ضرورة واحدة فيصير إمكان الخاص أخص والإمكان العام أعم وبعد الإمكان الخاص هذا متعارف عند الخواص وهم المناطقة وأهل العقل والإمكان العام موجود عند عوام الناس والإستخدامات العرفية.

الإمكان الخاص الذاتي وهو سلب الضرورتين ضرورة الوجود وضرورة العدم من موضوع ما فحينما نقول الإنسان ممكن نعني به سلب ضرورة الوجود وضرورة العدم منه وبعبارة أخرى أنه بحد ذاته مجرد عن أي شيء فلا يقتضي هذا الإنسان الوجود ولا يقتضي هذا الإنسان العدم ولا يقتضي التأخر ولا التقدم ولا البياض ولا السواد

وأنما سمي هذا الإمكان بالخاص لأنه أخص من الإمكان العام الذي هو المعنى اللغوي للإمكان والدارج بين الناس

الثاني الإمكان العام

المراد بالإمكان العام سلب الضرورة عن الطرف المقابل مع السكوت عن الطرف الموافق تقول واجب الوجود الله ممكن الوجود، ممكن الوجود يعني في مقابل استحالة الوجود يعني تريد الله عزوجل وجود ليس بمستحيل وجوده ممكن فهنا سلبت الضرورة يعني سلبت ضرورة الإستحالة عن الطرف المقابل لواجب الوجود وهو استحالة الوجوب أما الطرف الموافق الله بحد ذاته واجب أو ممكن هذا ساكت عنه . فهنا سلب ضرورة واحدة فقط، سلبنا ضرورة إستحالة تقول هكذا الله عزوجل واجب الوجود بذاته وهو ممكن الوجود وليس بمستحيل فهنا ممكن الوجود ناظر إلى ضرورة سلب الإستحالة فهنا سلب الضرورة عن الطرف المقابل ما هو الطرف المقابل لواجب الوجود الإستحالة مع السكوت مع الطرف الموافق ما هو الطرف الموافق ؟ أن الله عزوجل واجب الوجود أو ممكن هذا مسكوت عنه فهذا إمكان عام لذلك يصح أن تقول الله ممكن الوجود الإنسان ممكن الوجود في هاتين القضيتين الله ممكن الوجود والإنسان ممكن الوجود ناظر إلى الطرف المقابل يعني سلب ضرورة الإستحالة يعني سلب الأمتناع إمتناع الوجود عنهما لكن الطرف الموافق هذا الإنسان الله هل هو ممكن أو واجب؟ مسكوت عنه طرف الموافق في قولك الإنسان ممكن الوجود الطرف الموافق أن كان الوجود في قولك الله ممكن الوجود طرف الموافق واجب الوجود وهكذا، هذا الآن ضربنا مثال على إمكان الوجود الآن على الإستحالة تقول هكذا شريك الباري ممكن العدم الإنسان ممكن العدم هنا أنت تسلب ضرورة الوجوب تقول شريك الباري ممكن العدم يعني وجوده مو ضروري الإنسان ممكن العدم يعني وجود ليس بضروري أما بحد ذاته ممكن أو مستحيل مسكوت عنه الإنسان بحد ذاته ممكن وشريك الباري بحد ذاته مستحيل هذا تمام الكلام في الإمكان العام.

الإمكان الوقوعي، تقول مثلاً هكذا يمكن إنسان له خمسين أيد له عشرين رجل إنسان له رأسان ممكن أن يقع أو لا ممكن أن يقع يعني ليس بالمستحيل يعني ما يلزم منه إلتزام النقيضين أو أرتفاع النقيضين يعني ليس بمستحيل هذا مراد إمكان وقوعي.

القسم الرابع: الإمكان الإستعدادي والإمكان الإستعدادي لا يكون إلا في المادة يعني الحبة ممكن أن تكون نبته والنبته يمكن فيه استعداد أن تكون شجرة والشجرة فيه استعداد ان تثمر. النطفة فيه استعداد أن تكون علقة والعلقة ممكن أن تكون مضخة والمضخة ممكن أن تكون أنساناً. نقرءاً هذه المباحث:

الثاني الإمكان العام وهو سلب الضرورة عن الطرف المقابل مع السكوت مع الطرف الموافق فقد يكون طرف الموافق مسلوب الضرورة أيضا وقد لا يكون كذلك لا يكون مسلوب الضرورة

بيان ذلك إن الإمكان العام على نحوين قد يكون سلباً لضرورة السلب كما في قولنا الإنسان ممكن الوجود والله ممكن الوجود ففي المثال الأول الإنسان ممكن الوجود والثاني الله ممكن الوجود سلبت ضرورة العدم أي أن العدم غير ضروري بالنسبة للإنسان وغير ضروري بالنسبة لله جل وعلاه وأما الطرف الموافق وهو الوجود فقد يكون مسلوب الضرورة أيضا كما في المثال الأول الإنسان ممكن الوجوب إذ أن الوجود بالنسبة للإنسان غير ضروري كما أن العدم بالنسبة للإنسان ليس ضرورياً وأما بالنسبة للطرف الموافق في المثال الثاني الله ممكن الوجود فإن ضرورة الوجود غير مسلوبة عن الله عزوجل إذ أن الوجود بالنسبة لله ذاتي لا ينفك عنه فهو واجب الوجود لذاته. وممكن الوجود لنفي ضرورة الإستحالة والإمتناع هذا الآن مثال إلى الإمكان بلحاظ الوجود، الإمكان بلحاظ الوجود الآن الإمكان العام بلحاظ العدم

وقد يكون سلباً لضرورة الوجود كما في قولنا الإنسان ممكن العدم وشريك الباري ممكن العدم فإن ضرورة الإيجاب مسلوبة في المثالين بمعنى أن الوجود غير ضروري بالنسبة الى الإنسان وشريك الباري وأما الطرف الموافق للإنسان وشريك الباري فمسكوت عنه فقد يكون الطرف الموافق مسلوب الضرورة أيضا كما في المثال الأول الإنسان ممكن العدم هذا مسلوب الضرورة لا وجود ضروري ولا عدم ضروري فإنه مسلوب لضرورة الوجود وضرورة العدم معاً فلا الوجود ولا العدم ضروريان بالنسبة إلى الإنسان. مثال الثاني وقد لا يكون مسلوباً للطرف الموافق كما في المثال الثاني شريك الباري ممكن العدم فأن ضرورة العدم غير مسلوبة عن شريك الباري هو مستحيل الوجود ممتنع الوجود بمعنى أن العدم ضروري بالنسبة إليه شريك الباري وهو مقتضى أدلة التوحيد النافية لوجود آلهة غير الله، قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[4]

تجدر الإشارة إلى وجه تسمية هذا الإمكان بالإمكان العام يعود إلى أن هذا المعنى الأمكان بالإمكان العام يعود إلى أن هذا المعنى للإمكان هو المعنى الأعم له لإن الإمكان الخاص سلب ضرورتين معاً ضرورة الوجود وضرورة الإمتناع وأما الإمكان العام سلب أحدى الضرورتين أما ضرورة الوجود أو ضرورة العدم كما يسمى هذا الإمكان أمكان عاميا الإمكان العامي لإن الإمكان بهذا المعنى هو الدراج حين الاستعمال عند عوام الناس حين يسلبون ضرورة واحدة لا الضرورتين بخلاف الإمكان الخاص سائد عند المناطقة.

قسم الثالث

الإمكان الوقوعي هذا الاصطلاح الثالث ويعني إمكان وقوع وتحقق شيئ من الأشياء فلا يلزم من فرض وجوده محالٌ ولم محذور كأمكان وجود إنسان له رأسان وكأمكان اصطدام القمر بالأرض وأنما يمتنع وقوع الشيء أما لكونه محال فی ذاته کأجتماع النقضين وارتفاعهما في شيء واحد يعني هذا موجود وهذا عدم صار اجتماع للنقضين هذا ليس بموجود وليس بمعدوم لزم ارتفاع النقضين لأن الوجود والعدم نقيضان معروف المراد بالنقضين أمران أحدهما وجودي والآخر عدم لذلك الوجودي مثل إنسان لا إنسان، حجر لا حجر ميصير هذا الشيء هو إنسان ولا إنسان يلزم اجتماع النقضين ميصير هذا الشيء لا إنسان وليس لا إنسان النقضيان لا يجتمعان ولا يرتفعاع أو لكونه محالاً لغيره كإستحالة وجود المعلول لعدم علته فالمعلول في حد ذاته ممكن إلا أنه أستحالة تحققه لعدم تحقق علّة المفيضة له إذ من الواضح أن المعلول عدم عند عدم علته.

القسم الرابع والآخير الاصطلاح الرابع والأخير

الإمكان الإستعدادي

وهو قابلية مكنونة (قابلية يعني استعداد) وهو قابلية مكنونة في شيئ مكنونة في شيئ تؤهلة لإن يكون شيئا آخر كقابلية النطفة أن تكون أنساناً وهذا الأستعداد ينحصر وجوده في الموجودات المادية أذ أنها في حركة ونمو دائبين فالنطفة تتحول إلى علقة والعلقة تتحول إلى مضخة إلى ان تكون إنسان والإنسان يتطور ويتغير من مرحلة إلى الأخرى.

ما الفرق بين الإمكان الوقوعي والإمكان الاستعدادي

الإمكان الإستعدادي خاص بالماديات أما الإمكان الوقوعي يشمل الماديات والمجردات عن المادة ويختلف الإمكان الإستعدادي عن الإمكان الوقوعي في أن الأول الإمكان الأستعدادي مختص بالماديات ولا يشمل المجردات لإن المجردات توجد وهي كاملة يعني فعلية فلا تغير ما تنتقل من عالم القوة والفعل ومن الإستعداد إليه التحقق فلا تغير ولا تطور فيها المجردات وأما الماديات في حالة تطور وتغير بخلاف إمكان الوقوعي فأنه شامل للماديات والمجردات على حد سواء

هذا تمام الكلام في الدرس السادس

الدرس السابع

وهو من أهم أبحاث الفلسفة الجوهر والعرض يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo