< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/17

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: التناسب بين العلة والمعلول وأقسام العلة

 

الدرس الحادي عشر العلية والمعلول (القسم الثالث)[1]

 

توضيح الدرس

ويدرس فيه المصنف أمرين:

الأمر الأول التناسب بين العلة والمعلول أي السنخية

الأمر الثاني قاعدة الواحد

التناسب بين العلة والمعلول السنخية والمراد بالسنخية التناسب فالنار يصدر منها الحرارة لا البرردة والثلج يصدر منه البرودة لا الحرارة والعلم يصدر من العالم لا الجاهل ادن هناك قوانین علمية تحكم حقول المعرفة من هذه القوانين قانون التناسب بين العلة والمعلول أي السنخية بين العلة والمعلول أي لا بد أن يكون المعلول من سنخ العلة وأن تكون العلة من سنخ المعلول هذا تمام الكلام في الأمر الأول لأن فاقد الشيء لن يعطيه الأمر الثاني وهو قاعدة الواحد هي نتيجة لقانون السنخية فذكروا قاعدتين القاعدة الأولى الواحد لا يصدر منه إلا واحد وهذه القاعدة بلحاظ العلة يعني اذا كانت العلة واحدة فلا يصدر منها إلا واحد ولا معلولات متعددة قانون الثاني بلحاظ المعلول هو الواحد لا يصدر إلا من واحد يعني المعلول الواحد لا يصدر الا من واحد اذن يوجد قانونان القانون الأول مسبب للقانون الثاني القانون الأول بلحاظ العلة والقانون الثاني بلحاظ المعلول والقانون الأول الواحد لا يصدر منه إلا واحد يعني العلة الواحدة كالنار والثلج لا يصدر منها إلا معلول واحد كالحرارة والبرودة قانون الثاني بالعكس يبدأ من المعلول من الأثر الواحد لا يصدر الا من واحد أي البرودة الواحدة لا تصدر إلا من ثلج واحد لا من علل متعددة الواحد لا يصدر الا من واحد أي الحرارة الواحدة لا تصدر الا من نار أي من علة واحدة لا من علل مختلفة قد يشكل ويقال إنه لو دفع مجموعة سيارة من السيارات أو دحرجوا حجرة فأن المعلول واحد وهو حركة السيارة أو دحرجة الحجرة لكن العلل مختلفة العلة ليس الرجل الواحد وإنما عدة رجال والجواب العلة واحدة العلة ليس كالرجل الأول لوحده أو الثاني لوحده العلة مجموع الرجال فكل رجل يمثل جزء علة أي علة ناقصة فاجتمعت هذه العلل شكلت علة واحدة اي اذا اجتمعت أجزاء العلة أي اذا اجتمعت العلة الناقصة الأولى مع العلة الناقصة الثانية تحققت العلة التامة العلة فمن مجموع هذه الأجزاء وهناك بحث في الفلسفة يقال له العقول العشرة هذا غير المقولات العشرة المقولات العشرة ااجواهر وتسع مقولات عرضية فالمقولات العشر يعني الأجناس العالية العشر وأما العقول العشرة فيقال ان العقل الأول خلق العقل الثاني والعقل الثاني خلق العقل الثالث والثالث خلق العقل الرابع الى أن نصل إلى عشرة عقول ومستند العقول العشرة قانون السنخية بين العلة والمعلول بما أن العقل واحد فلا يصدر منه معلول إلا واحد وهذه العقول العشرة قيل بها بمقتضى هاتين القاعدتين الواحد لا يصدر منه إلا واحد أي العقل الأول الواحد لا يصدر منه إلا عقل واحد وهو العقل الثاني فيقال للعقل الأول الصادر الأول ويقال للعقل الثاني الصادر الثاني والواحد لا يصدر الا من واحد أي أن العقل الثاني واحد ولا يصدر الا من العقل الأول الذي هو واحد وهكذا العقل الثالث واحد ولا يصدر الا من واحد وهو العقل الثاني والعقل الثاني واحد لا يصدر منه إلا واحد وهو العقل الثالث وهناك بحث هل هذه النظرية صحيحة والا اخذناها من اليونان العقول العشرة وما هو الدليل على حصرها في خصوص العشرة لماذا لا تكون مئة أو ألف أو مليون تفصيل هذا الكلام في بحوث أعلى في بداية الحكمة ونهاية الحكمة للسيد محمد حسين الطباطبائي أو منظومة السبزواري أو الحكمة المتعالية للملا صدرا رحمة الله عليهم اجمعين نقرأ هذا الدرس:

 

تطبيق المتن

درس الحادي عشر العلة والمعلول القسم الثالث من أقسام العلية

التناسب بين العلة والمعلول (السنخية)

ومفاد هذه القاعدة أن للعلل معاليل هذه المعاليل تناسب العلل وتسانخها كما أن للمعلولات عللا تناسبها وتسانخها فلا تصلح كل علة لكل معلول ولا يصلح كل معلول لكل علة فالحرارة لا تصدر عن الثلج والبرودة لا تنبعث من الحرارة والجاهل لا يكون مصدرا للعلم كما أن العلم لا يصدر عن جاهل لأن فاقد الشيء لا يعطيه والعطاء لا يصدر من لا شيء وبذلك يتضح بداهة قاعدة التناسب والسنخية بين العلة والمعلول السنخية أي التناسب.

وبفضل هذه القاعدة يمكن تعميم القوانين العلمية والا اذا ما يوجد قانون السنخية تبقى النتيجة جزئية لا تكون كلية تنتفي العلوم ببركك قانون السنخية توجد علوم كلية وبفضل هذه القاعدة يمكن تعميم القوانين العلمية في مختلف حقول المعرفة الإنسانية فكل حكم يستحيل تعميمه يعني فكل نتيجة جزئية يستحيل تعميمها كقانون علمي شامل لجميع موارده المفترضة انت عندك هذه الحديدة تمددت وهذه الحديدة تمددت لا يوجد عندك كل حديد يتمدد بالحرارة ببركة قانون السنخية أن الحرارة علة والتمدد معلول تقول كل حديد يتمدد بالحرارة شامل لجميع موارده المفترضة الا بالاعتماد على قانون السنخية والتناسب بين العلة والمعلول

الحاشية يقول وقانونها عقلي كما تقدمت الإشارة إليه في الدرس الثاني

لان مفادها السنخية أن كل مجموعة من الأشياء اذا كانت متفقة في حقيقتها يلزم انسجامها في أسبابها ونتائجها وعللها ومعلولاتها هذا كلام الشهيد الصدر كتابه فلسفتنا فعلى ضوء قانون التناسب نستطيع مثلا أن نعمم ظاهرة الاشعاع المنبثق من الراديوم يعني الراديوم من العناصر المشعة يعني عنصر له اشعاعات عن ذرة الراديوم لجميع ذرات الراديوم فنقول ما دام جميع ذرات هذا العنصر الراديوم متفقة في الحقيقة حقيقتها واحدة فيجب أن تتفق في أسبابها ونتائجها وهي انبعاث الاشعاعات معروف أول من اكتشف هذا مدام كوري كانت قد وضعت في درجها فلم ومفتاح فاكتشفت أن صورة المفتاح انطبعت في الفلم فتأملت ووجدت أن هناك عنصر من العناصر موجود في ذلك الدرج كاليورانيوم أو إلى آخره الراديوم ... ففرضت هذا الاحتمال أن هذا العنصر أصدر اشعاعات هذه الاشعاعات اصتدمت بالمفتاح فانعكس ضله في الفلم.

قاعدة الواحد

وبناءاً على قاعدة السنخية بين العلة والمعلول تتفرع قاعدة الواحد والتي تفيد قاعدة الأولى بلحاظ العلة أن الواحد لا يصدر عنه الا الواحد، الواحد يعني العلة الواحدة لا يصدر عنها إلا المعلول الواحد القاعدة الثانية بلحاظ المعلول وان الواحد لا يصدر الا عن واحد يعني وأن المعلول الواحد لا يصدر الا عن علة واحدة ومن أجل التوضيح نقول إذا كانت العلة ذات خاصية واحدة فلا يمكن أن يكون معلولها ذا خاصيتين أو أكثر كما أن المعلول اذا كان واحدا في خاصته فانه يستحيل صدوره عن علل تامة كثيرة اذ لو كان لكل علة من العلل المتعددة في خواصها أثر في معلولها لبان وظهر أُثرها يقولون لو كان لبان وحيث لم يبن اذن لم يكن ولكان في المعلول آثار وخواص متعددة بعدد العلل المؤثرة فيه في المعلول لا أثر واحد يعني وليس أثر واحد وخاصة واحدة والحال ان المعلول حسب الفرض لا يتضمن الا أثرا وخاصة واحدة فان وجود أثر في المعلول ينبئ عن وجود مؤثر واحد من مجموع المؤثرات لا جميعها فلم يكن لبقية العلل والمؤثرات دور وتأثير في ايجاد آثارها في المعلول اذ لو كان لبان.

وقد تقول أن تعدد العلل وتوارد العلل على معلول واحد مألوف في حياتنا اليومية يجتمع مجموع علاقة شخص واحد الجواب ليس القاتل هو الفرد الأول والثاني القاتل مجموع القتلة كما لو شاهدنا مجموعة من الأفراد يدفعون حافلة باس وعلى أثر ذلك فانها تتحرك باتجاه دفعهم لها وهو من ما يؤكد اجتماع علل كثيرة على معلول واحد وهو حركة الحافلة والصحيح ان العلة مجموع الدافعين وكا دافع يشكل علة ناقصة جزء العلة والصحيح أن العلل التي اجتمعت لتحريك الحافلة لم تكن مستقلة وتامة في ايجاد المعلول وهو حركة الحافلة بل انها علل ناقصة يكون مجموعها بمثابتة العلة التامة الواحدة وهذا ما هو تعنيه قاعدة الواحد بصيغتها آنفتي الذكر يعني التي ذكرت سابقا.

هذا تمام الكلام في الدرس الحادي عشر التقسيم الثالث للعلة والمعلول.

 

الدرس الثاني عشر

توضيح الدرس

الدرس الثاني عشر أيضا في العلية التقسيم الرابع للعلة والمعلول يذكر سبعة اقسام سهلة وواضحة تحتاج إلى التفات حتى لا يحصل اشتباه التقسيم الأول.

تقسیم العلة إلى علل أربعة:

علة فاعلية

علة صورية

علة مادية

علة غائية

فالنجار اذا أراد أن يصنع السرير أو الكرسي فان النجار هو علة معدة للكرسي فيقولون النجار ما منه الوجود منه حصل وجود الكرسي والطاولة أو السرير.

العلة الثانية هذا النجار كانت له غاية وهي حصول النوم على السرير أو الجلوس على الكرسي فالنوم والجلوس غاية يمثل علة غائية أي ما له الوجود فللنوم وجد السرير وللجلوس عمل الكرسي.

وعندنا علة ثالثة وهي المادة من خشب أو حديد فيقال ما فيه الوجود هذه علة مادية فيه الوجود يعني في الخشب والحديد قام وجود الكرسي والسرير

العلة الرابعة العلة الصورية هناك شكل للسرير هناك شكل للكرسي هذه يقال لها علة صورية يعني ما به الوجود

اذن عندنا علل أربعة علة فاعلية علة غائية علة مادية علة صورية العلة الفاعلية ما به الوجود العلة الغائية ما له الوجود العلة المادية ما فيه الوجود العلة الصورية والشكلية ما به الوجود.

في الختام نعلق هذه التعليقــات ولأن هذه الأقسام الأربعة انما تكون في الأمور المادية ولا تكون في الأمور المجردة فهي أولا لا تعم جميع الجواهر اذ لا تعم الجوهر المادي كالعقل والنفس لا تعم النفس المجرد عن المادة كالنفس والعقل هذا اولا وثانياً لا تعم الاعراض ما تشمل الاعراض

اذن تقسیم العلل الى علل أربع هذه تقسيمات ليست للعلة الحقيقية وانما هي للعلل المعدة من تعليق المصنف هنا في النهاية أن التقسيم لهذه الأمور الأربعة انما هو للعلل المعدة وتختص بخصوص الجوهر المادي ولا تشمل الجوهر المجرد ولا تشمل الاعراض من جواب المصنف هنا نجيب على ما أجاب المصنف في الدرس السابق حينما حصل اشتباه وقال ان البناء يبني ثم بعد ذلك يبقى البيت فقال العلة ليس هو البناء وانما استحكام المادة البناء هناك اجبنا بما في نهاية هذا الدرس الأمر السابع بل نجيب بما في تقسیم الأول في هذا الدرس لأن البناء الذي هو العلة الفاعلية والطابوق والآجر والاسمنت التي هي علة مادية انما هي علل معدة وليست علة حقيقية والعلة الحقيقية للبناء الله عز وجل نقرأ هذا المقدار:

 

تطبيق المتن

اقسام العلة

تنقسم العلة بحسب مواردها إلى أقسام عديدة نجملها في ما يلي:

العلة الفاعلية والغائية والصورية والمادية

ان صناعة سرير من خشب تتوقف على وجود نجار يصنعه اذ لا يمكن أن يوجد السرير صدفة وبلا علة فيعد النجار اذن النجار علة معدة فيعد يعني يحسب ويعتبر النجار علة فاعلية في صنع السرير كما أن السرير لا يوجد بلا خشب فالخشب علة مادية لوجود السرير كما أن السرير لم يكن ليوجد لو لا صورته وهيئته التي كانت في ذهن النجار والتي اوجد السرير على غرارها وتسمى الصورة والهيئة هنا بالعلة الصورية مضافا إلى ما تقدم من العلل الثلاث فان النجار حين صنعه للسرير كان له غاية لصنعه وهي الرقاد والاستراحة على السرير وهو ما يسمى بالعلة الغائية

الحاشية ويعبر عن العلة الفاعلية بما منه الوجود وعن العلة المادية بما فيه الوجود وعن العلة الصورية بما به الوجود وعن العلة الغائية بما له الوجود.

الحاشية الآن في المتن التعليق الأخيرة مهمة جدا ودقيقة

تجدر الإشارة إلى أن العلل الأربعة الفاعلية والمادية والصورية والغائية آنفة الذكر سابقة الذكر انما تكون عللا للاجسام ولا تشمل بقية الجواهر من الجوهر النفساني الجوهر العقلاني الجوهر الصوري بل ولا حتى الاعراض لا تشمل بقية الجواهر بل ولا تشمل حتى الاعراض كما أن المثال المذكور مبني على المسامحة اذ أن النجار ليس علة فاعلية حقيقتا وعلة معدة كما أن صورة الكرسي ليست علة حقيقية للكرسي.

اذن المصنف هنا يصرح أن النجار ليس علة حقيقية وإنما من باب التسامح يعبر عنه وان هذه العلل عندما تكون للاجسام المادية وليست علل حقيقية هي علل معدة من هذا نجيب على ما تقدم من كلامه حفظه الله صفحة ٩٠ من هذه النسخة[2] الدرس العاشر حينما تكلم عن التعاصر بين العلة والمعلول يقول وقد فات هؤلاء تشخیصهم الدقيق للمعلول المرتبط بعلته فان المعلول المرتبط بالبناء في هذا المثال ليس سوى عملية نقل وانتقال المواد من مكان ووضعها في مكان آخر الى أن يقول وعلة بقاء البيت حتى بعد توقف البناء عن العمل أو بعد موته فيعود إلى أن لهيئة البيت وشكله علة أخرى وهي القوة التماسكية للمواد المستخدمة في البناء.

وقد اتضح أن هذه الأقسام الأربعة انما هي للعلل المادية هي ليست علل حقيقية علل معدة التقسيم الثاني علة التامة والعلة الناقصة مثلا لو أدنيت النار من الورقة لاحترقت فالنار علة واحتراق الورقة معلول ولكن قد تكون الورقة مبتلة قد تكون الورقة غير قابلة للاشتعال قد لا يتوفر عنصر الاكسيجين قد لا تدنو النار من الورقة من هنا قالوا العلة التامة هي ما توفرت على ثلاثة شروط الشرط الأول المقتضي وهو قابلیة النار للاحراق وقابلية الثلج للتبريد الجزء الثاني توفر الشرط وهو دنو النار من الورقة ودنو الثلج من المبرد.

عناصر العلة التامة

نقطة الثالثة عدم المانع فلو كانت الورقة مبتلة لما احترقت ولو وجد حاجز بين الثلج وما يراد تبريده لما برد فيقولون العلة التامة هي ما توفرت على ثلاث عناصر:

اولا المقتضي اي القابلية والاستعداد

ثانيا توفر الشرط كدنو النار من الورقة وتوفر عنصر الاكسيجين

ثالثا انعدام المانع يعني عدم ابتلال الورقة فلو كانت النار موجودة لكن كانت الورقة مبتلة يقولون المقتضي فعلي لكن نظرا لوجود المانع تتوقف فعلية المقتضي يبقى على اقتضائه ولكي يكون المقتضي فعليا ويؤثر أثره وهو الاحتراق لا بد من انعدام المانع.

فيطلق على مجموع عناصر العلة الثلاث العلة التامة أي العلة التي فيها مقتض وتوفر الشرط وانعدام المانع ويظل ويطلق على كل واحد منها خصوصا الأول المقتضي والاستعداد يقال له جزء العلة يعني العلة الناقصة.

اذن اتضح المراد بالعلة التامة والعلة الناقصة العلة التامة هي العلة المتوفرة على العناصر الثلاثة توفر المقتضي والشرط وانعدام المانع والعلة الناقصة هي أحد أجزاء العلة الثلاث ككون المادة قابلة للاشتعال والاحتراق هذا شرط أو اقتضاء النار للاحراق هذا ومقتضي واستعداد وعدم الرطوبة وهذا انعدام المانع وأما كل واحد منهم خصوصا الأول قابلية والاقتضاء والاستعداد يقال له علة ناقصة المصنف في بيان العلة التامة والناقصة قال العلة التامة هي مجموع العلل الأربعة العلة الفاعلية والغائية والصورية والمادية والعلة الناقصة واحد منها فبمفرده لا يحققها لكن اذا اجتمعت تتحقق ننقض على هذا التمثيل لو اجتمعت العلل الأربعة النجار موجود والخشب موجود وشكل الخشب في ذهنه الذي يريد يشكل منه الكرسي أو السرير موجود والغاية موجودة فهل يتوفر السرير أو لا الجواب لو وجد الظالم أو المانع الذي يمنعه من أن ينجر ما يتحقق السرير فاجتمعت الأجزاء الأربعة ولم يتحقق المعلول وهو السرير اذن العلة التامة لا يراد بها اجتماع العلل الأربع العلة التامة مطلقة تشمل الماديات وغير الماديات يراد بها اجتماع العناصر الثلاثة المقتضي والشرط وانعدام المانع نقرأ هذا المقدار:

تقسیم الثاني

العلة التامة والناقصة

ومن جهة أخرى تسمى العلل الأربعة المتقدم ذكرها العلة الفاعلية والغائية والصورية والمادية في مثال السرير مجتمعة في العلة التامة وهذا غير صحيح هذا تسامح في التمثيل اذ باجتماعها تتم صناعة السرير لو اجتمعت ووجد المانع لو اجتمعت ولم يتوفر الشرط أن يكون إليه مزاج اذا هو تعبان نفسيا عنده مشاكل ما يقوى على رفع المطرقة كل العناصر موجودة النجار موجود والخشب موجود وصورة الكرسي والسرير موجودة والغاية موجودة المزاج ما موجود مريض امرض الشرط ما توفر وأما لو نقص يقول اذ باجتماعها تتم صناعة السرير وأما لو نقص منها علة واحدة كالعلة المادية أو أكثر العلة المادية أو العلة الصورية مثلا أو الغائية فسوف تكون العلة حينها علة ناقصة ولا يوجد المعلول أي السرير في المثال لنقص في علته التامة.

النقطة الثالثة

العلة المباشرة وغير المباشرة

يوجد في كتاب القصاص أمثلة حلوة يقول أحياناً السبب أقوى من المباشر كما لو حفر شخص حفرة وسترها أمام شخص فجاء الشخص ووقع فيها ومات فاذا قيل له قتلته يقول أنا لم اقتله هو الذي قتل نفسه هو الذي باشر السقوط في البئر والحفرة يقولون صحيح الساقط الميت الساقط هو المباشر ولكن السبب أقوى من المباشر السبب هو الذي حفر الحفرة فاذن عندنا علة مباشرة وهو الشخص الذي أوقع نفسه في الحفيرة وعندنا علة غير مباشرة وهو السبب الذي حفر الحفرة كذلك بالنسبة الي النجارة العلة المباشرة للنجارة أدوات النجارة من مطرقة والمنشارة والعلة الغير المباشرة النجار لكننا ننسب العلة إلى النجار لأنه سبب والسبب أقوى من المباشر اذ أن المطرقة والمنشار جماد لا يتحرك الا بمحرك وهو العلة الفاعلية أي النجار اذن تقسم العلة الي علة مباشرة وغير مباشرة مثل بنى الأمير المدينة الأمير علة غير مباشرة والبناء علة مباشرة

ثالثا العلة المباشرة وغير المباشرة

ومن ناحية ثالثة فان العلة إما أن تؤثر في معلولها من دون توسط شيء بينها وبينه فتسمى بالعلة المباشرة وأما أن يكون تاثیر العلة في معلولها بتوسط واسطة فتسمى العلة حينها بالعلة الغير المباشرة علة المباشرة اذا شخص هو ماذا رمى بنفسه من أعلى شاهق أو رمى بنفسه في حفرة أو علة مباشرة أم اذا حفر اليه الحفرة فهذا علة هو العلة المباشرة أما العلة الغير مباشرة هو من حفر الحفيرة وإما أن يكون تأثیر العلة في معلولها بتوسط واسطة فتسمى العلة حينها بالعلة الغير المباشرة فالنجار يصنع السرير بأدواته كالمنشار مثلا فالمنشار والمطرقة علة المباشرة في صنع السرير والنجار علة غير مباشرة في صنع النجار للسرير.

التقسيم الرابع

العلة المنحصرة والعلة غير المنحصرة

احيانا تكون العلة منحصرة كانحصار وجود الكون وسائر الاشياء بالله عز وجل لا يوجد شريك للباري أوجد هذه الموجودات الممكنة فهو علة منحصرة أحياناً تكون العلة غير منحصرة فمثلا النور والضياء قد يحصل من المصباح وقد يحصل من الشمس وقد يحصل من أمور متقده كالشمعة وغير ذلك فهنا العلة ليست منحصرة صار عندنا معلول وهو الضياء والنور ولكن قسم منه حصل من الكهرباء وقسم منه من الشمس وقسم منه من الشمعة تقسيم الرابع العلة المنحصرة وغير المنحصرة ومن ناحية رابعة اذن كله بلحاظ اللحاظات تحصل التقسيمات المختلفة لأنه اختلاف التقسيم باختلاف اللحاظ من ناحية رابعة

العلة المنحصرة وغير المنحصرة

ومن ناحية رابعة فأن المعلول إن لم يكن وجوده الا بعلة واحدة لا بديل لها كما لو تصور الطفل انطلاقاً من جهله ان أباه علة لا بديل لها في رعايته والعناية به فان العلة في مثل هذه الحالة تسمى بالعلة المنحصرة لا يحصل الاستدلال بتوهم الطفل لأننا ندرس الفلسفة وهي تدرس الامور الحقيقية ولا تدرس أمور وهمية والأولى التمثيل بايجاد الله للكون الله عز وجل علة منحصرة وأما لو أمكن وجود المعلول بعلل متعددة تستقل كل واحدة منها عن الأخرى في ايجاد المعلول كالنور الذي يمكن تحققه بالشمس كما يمكن تحققه بالشمعة المتقدة أو بالمصباح المتوهج أو بالنار المشتعلة فانها تسمى حينئذ بالعلة على البدل علة البديلة لإن كل علة من العلل المذكورة في مثال النور تصلح بصورة مستقلة أن تكون بديلة عن غيرها في ايجاد وتحقق النور

التقسيم الخامس

العلة الداخلية والعلة الخارجية

مثلاً العلة المادية الخشب للسرير علة داخلية النجار الذي هو علة فاعلية علة خارجية فهذا بلحاظ الداخل والخارج مثلاً هذا شخص مريض لماذا مرض عنده مشكلة في معدته هذه علة داخلية وضربه فلان هذه علة خارجية اجتمعت العلة الخارجية والداخلية.

الخامس العلة الداخلية والخارجية

ومن ناحية خامسة وإن العلة قد تكون داخلية وهي التي توجد في المعلول ولا تنفصل عنه كمادة الخشب التي هي علة للسرير فانها في نفس الوقت الذي تكون فيه علة مادية هي علة داخلية أيضا باعتبارها داخلة ضمن المعلول الذي هو السرير بخلاف النجار فانه علة خارجية بالنسبة للسرير باعتباره خارجا عن وجوده وحدوده.

التقسيم السادس

العلة البسيطة والعلة المركبة

العلة البسيطة الله عز وجل بسيط غير مركب يعني لا يتركب من أجزاء وجوده بسيط غير مركب لان المركب فيه افتقار يفقتر إلى اجزائه والله غني وليس بفقير اذن العلة الالهية علة بسيطة وهناك علة مركبة مثل الحافلة التي هي تنقل المسافرين هذه علة مركبة تتركب من عدة أجزاء التقسيم.

السادس العلة البسيطة والمركبة

ومن ناحية سادسة فان العلة إما أن تكون بسيطة كوجود الله الاقدس الذي هو علة في مخلوقاته فانه تعالى غیر مركب من أجزاء يعني لا يحتاج الى أجزاء هو غني فهو بسيط كما أثبته العلماء في كتبهم الكلامية والفلسفية استنادا إلى أنه غني ليس بفقير ولا محتاج والمركب محتاج وإما أن تكون العلة مركبة من أجزاء كوسائل النقل التي تنقل المسافرين من مكان إلى آخر فانها مركبة من أجزاء وقطع تشكل بمجموعها علة واحدة في تحقق المعلول وهو نقل المسافرين.

النقطة السابعة والاخيرة

العلة الحقيقية والعلة المعدة

العلة الحقيقية الله عز وجل والعلة المعدة النجار الذي يعد السرير والبناء الذي يعد البيت هذا مثال أوضح وليس فيه ماذا اشتباه المصنف ذكر مثال دقیق آخر قد لا يفهمه البعض يقع فيها يريد أن يقول هكذا العلة الحقيقية ادراك النفس للاشياء فاذا زالت النفس زالت صور الأشياء أنا الآن انظر اليك وانظر إلى الجدار واغلق عيني فأتصور الذي تصور هو النفس فالنفس علة حقيقية لادراك الاشياء فالنفس مدرك وصور الاشياء مدركة هنا علة حقيقية العلة الحقيقية لادراك النفس وهناك علل معدة لهذه الصور مثل ماذا؟ الحواس الخمس العين تنقل الصورة إلى النفس الذوق ينقل صورة الطعام إلى النفس السمع ينقل صورة إلى النفس اللمس ينقل صورة النفس من نعومة أو خشونة فالحواس الخمس الباصرة الشامة والذائقة والسامعة واللامسة هي علل معدة يعني أدوات للمعرفة وأما الذي يتعرف ليست الحواس وانما النفس والا من دون نفس تزول هذه الحواس فالحواس الخمس علل معدة والنفس علة حقيقية نقرأ هذا المقدار.

العلة الحقيقية والمعدة

ومن ناحية سابعة فان كل علة يمكن أن يكون المعلول متوقفا عليها بحيث يزول المعلول الصور النفسية الذهنية بزوالها بزوال النفس تسمى بالعلة الحقيقية ولو مثل الله عز وجل وان كان لا تزول هذه العلة قائمة وثابتة نظير ما تقوم به النفس من ابداع في عالم الذهن كنسجها لصور مدن كبيرة وعمارات عملاقة يشير الى قوة المتخيلة يعني النفس تخلق صور جديدة أولا تدرك ما هو موجود من عمارة ثم تتخيل صور أخرى هذه قوة متخيلة قوة الخيال نظير ما تقوم به النفس من ابداع في عالم الذهن كنسجها لصور مدن كبيرة وعمارات عملاقة بعد مشاهدتها لمدن وعمارات اصغر منها بكثير الا أنها تشابهها وتسانخها تماثلها من حيث المظهر والشكل

وكل علة لا يكون المعلول متوقفا عليها بل لها دخل في حصول الاستعداد لوجود المعلول تسمى بالعلة المعدة هذا ما قرأناه حينما رددنا على المصنف في الدرس السابق مثال للبناء والعلة المادية للبناء. تسمى بالعلة المعدة نظير ما يجمعه الانسان من صور ومعان حسية عن طريق الحواس الخمسة الباصرة والشامة والذائقة والسامعة واللامسة ثم نقلها إلى الدماغ وما يجري في هذا المجال من فعل وتفاعل كل هذا يعد كل هذا يعني مدركات الحواس ادراك الحواس يعد مقدمة لتحقق ادراك النفس للصور والمعاني الحسية يعني الحواس الخمس علل معدة للعلة الحقيقية وهي النفس التي تدرك الصور الحسية فالنفس علة حقيقية لادراك المحسوسات وما سوى النفس من علل وهي حواس الخمس تعتبر معدة لذلك يعني معدة للدراك النفسي معدة لذلك ليس إلا عن حواس الخمسة ليست الا معدات وليس علل حقيقية.

هذا تمام الكلام في الدرس الثاني عشر وبه ننهي القسم الرابع من أقسام العلة والمعلول.

الدرس الثالث عشر الدور والتسلسل يأتي عليه الكلام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo