< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/21

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الثابت والمتغير و المتقدم والمتأخر

 

الدرس الخامس عشر

الثابت والمتغییر [1]

آراء وأفكار

توضيح الدرس

يذكر المصنف في البداية آراء مختلفة ومتعددة حول الحركة سواءاً كانت حركة جوهرية أو حركة عرضية فبعض الفلاسفة القدماء كان يؤمن بالحركة والبعض الآخر لم يكن مؤمناً بالحركة فهناك اتجاهان على مستوى طرفي نقيض.

المستوى الأول من قال بالحركة الدائمة والمتجددة حتى قال أنك أّذا وضعت رجليك في النهر وأخرجتهما ثم أدخلتهما مرة أخرى فأن الشخص الأول يختلف عن الشخص الثاني فهناك تجدد وتغاير في الحركة إلى هذه الدرجة يختلف الشخص الأول عن الشخص الثاني وهذا ما قال به أحد قدماء اليونان.

وفي مقابلة قديم آخر من قدماء اليونان أنكر الحركة وقال هذه الحركة ليست عبارة عن سكونات متعددة وسنقرأ أن شاء الله هذه الآراء المتعددة.

الحركة ولوازمها

تكلمنا فيما سبق و قلنا أن التغيير أو التغيير أما أن يكون دفعياً مرة واحدة وأما يكون تدريجياً كتغير النطفة إلى علقة والعلقة إلى المضخة إلى الجنين والجنين إلى طفل والطفل إلى شاب والشاب إلى كهلاً كبير فل الإنتقال من عالم القوة إلى عالم الفعل يقال له حركة والإنتقال من الإستعداد إلى التحقق يقال له حركة ومن هنا يعلن أن الحركة إنما تكون في الأمور المادية للأمور المجردة عن المادة وبالتالي كما توجد حركة بالأعراض توجد أيضاً حركة في الجواهر ولكن إنما تكون الحركة في الجواهر المادية لا مطلق الجواهر فالعقول من الجواهر المجردة من المادة.

إذن الحركة كما تكون في الأعراض كالأين والكم والكيف أيضاً تكون الحركة في الجواهر المادية وتكون أيضاً في الجواهر المجردة المتعلقة بالمادة كالنفوس فإن النفس والروح ترتبط بالبدن وبالتالي كما تطرأً الحركة على البدن المادي تطرأ الحركة على النفس المرتبطة بالجسم المادي والجسمانيات هذه الحركة التي هي عبارة عن التغيير والإنتقال من عالم الأستعداد إلى عالم التحقق من عالم القوة إلى عالم الفعلية فالبذرة بذرة بالفعل ونبات بالقوة والنبات نباتاً بالفعل وخشب بالقوة والاستعداد.

إذن هذه الحركة لها لوازم ستة:

اللازم الأول المبدأ النطفة والنبته المنتهى كالكهولة والخشبية في المثال

اللازم الثاني المنتهى

اللازم الثالث المسافة وهي المقولة التي جرى فيها التغيير قد يكون التغيير في عالم الكم قد يكون التغيير في عالم الكيف كما لو أنتقلت التفاحة من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر أو الأصفر هذا أنتقال في الكيف

اللازم الرابع الموضوع والمراد من الموضوع الشيء المتحرك التفاحة هي التي تحركت النطفة هي التي تحركت النبته هي التي تحركت.

اللازم الخامس الفاعل وهو المحرك الذي حرك النبته وجعلها تسير من البذره إلى الخشب والذي حرك النطفة وجعلها تسير من النطفة إلى الكهولة وهو الله عزوجل

اللازم السادس والأخير الزمان والمراد بالزمان الوقت الذي يستغرقه الوجود في حركة من عالم القوة إلى عالم الفعل ومن هنا يعلم أن الوقت والحركة إنما هما من لوازم المادة والماديات والحركة تقابل السكون مقابل تقابل الملكة والعدم فالملكة والسكون يطلقان للأمور التي فيها قابلية الحركة والسكون فلا يطلقان على الله عزوجل الذي هو مجرد تام فيقال الله ثابت ولا يقال الله ساكن متحرك لإن الحركة والسكون من شأن الأمور المادية فالأمور المادية فيها قابلية للحركة والسكون الله عزوجل ليس مادة ومادي فلا يقال في حقه أنه متحرك كما لا يقال في حقه أنه ساكن.

إذن حقيقة الزمان عبارة عن الوقت الذي يستغرقه الموجود المادي في حركة من القوة إلى الفعل.

الخلاصة

عندنا مفهومان يرتبطان بالمادة والماديات:

المفهوم الأول الحركة

المفهوم الثاني الزمان

الحركة تقال للتغيير التدريجي للماديات فإذا تدرجت الماديات وانتقلت من عالم القوة والاستعداد والقابلية إلى عالم التحقق والفعلية فهذا التغير والتغيير التدريجي يقال له حركة.

وأما الزمان عبارة عن الوقت الذي يستغرقه التغيير التدريجي الحركة من عالم الاستعداد والقوة إلى عالم الفعلية والتحقق تستغرق وقتاً معين هذا هو الزمان.

إذن الحركة يلزم منها ستة أمور الأمر الأول المبدأ الأمر الثاني المنتهى الأمر الثالث المسافة الأمر الرابع الموضوع الأمر الخامس المحرك الأمر السادس والأخير الزمان .

نقرأ هذا المقدار.

 

تطبيق المتن

الدرس الخامس عشر

الثابت والمتغيير

آراء وأفكار

تعددت الآراء والأفكار المتعقلة بالحركة الجوهرية فقد اختمرت الحركة الجوهرية في الفلسفة الإسلامية بعد أن بنى ركائزها وثبت قواعدها الملا صدرا الشيخ محمد ابراهيم صدر الدين الشيرازي هو الذي أثبت الحركة الجوهرية يعني الجواهر المادية لها حركة من عالم القوة إلى عالم الفعل وحل بفضلها العديد من المشكلات الفلسفية العويصة يعني هذه المشكلات لم يكن لها حل ولم يكن لها إجابه أجاب عليها بالأستناد إلى إثبات الحركة الجوهرية الحاشية يقول كمشكلة علاقة النفس بالبدن ما هي هذه المشكلة البدن متغيير وهو مادي النفس كيف تتعلق بالمتغير وهي متغير فلم أثبت الملاصدرا الحركة الجوهرية النفس جوهر وجوهر مجرد لكنه متعلق بالماديات فأثبت وجود حركة للنفس الجوهرية كما أن البدن المادي له حركة مادية إذن انتفت المشكلة كلاهما فيه حركة الثاني وصلة القديم بالحادث الحادث متغيير مو متحرك القديم كيف يكون متغيراً وهو قديم والحال أن الحادث مرتبط بالقديم فالحادث متغيير كيف يرتبط المتغيير سيأتي البحث عند الفلاسفة أن شاء الله ومشكلة الزمان الزمان متصرم يعني اللحظة الثانية تعدم اللحظة الأولى فكيف يحصل هذا التصرم في الزمان أثبت أيضاً من خلال حركات تفصيلة في بحوث أعلى في الوقت الذي رفض فيه الآن بين الأتجاه الأخير وهو رائد مدرسة الحكمة المتعالية صدر المتألهين أثبت وجود الحركة الجوهرية كما أن الأعراض فيها حركة في الوقت الذي رفض فيه فلاسفة الأقدمون ومن جملتهم ديمقروطیس،

في الحاشية أثنين: ديمقروطیس من القرن الخامس قبل المیلاد فيلسفوف يوناني قال أن كل كائن مركب من ذرات لا تحصى وأن السعادة تقوم بضبط أهواء النفس يعتبر مؤسساً للفلسفة المادية يعني المادية الموجودة من قبل ميلاد المسيح بخمسة قرون إلى يومنا هذا.

ومن جملتهم ديمقروطیس من فلاسفة يونان القديمة وجود أي حركة هكذا يقول ومن جملة ديمقروطیس رفض ماذا ؟ يقول هكذا نعيد العبارة في الوقت الذي رفض فيه الفلاسفة الأقدمون ومن جملتهم ديمقروطيس وجود أي حركة رفضوا وجود أي حركة في صميم وجوهر الأشياء يعني رفضوا أن الجواهر متحركة نعم كان هريقلطيس

في الحاشية هريقلطيس ولد 540 قبل الميلاد وتوفي 480 قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) فيلسفوف يوناني ولد في أفسس قال أن العالم واحد ومتعدد أن مادة الأولى هي النار

القدماء كانوا يقولون أربعة أشياء موجوده النار والتراب والهواء والماء لذلك الأبراج يقولون هذا برج ناري غضوب وهذا برج مائي وهذا برج هوائي وهذا برج ترابي ويذكرون في عالم الأبراج هذا مثلاً الناري أكثر شيء لا ينسجم مع ماذا؟ مع المائي لأن الماء يطفي النار هذا في الدرجة الأولى في الدرجة الثانية التراب لإن التراب أحياناً يطفي النار ليس كأطفاء النار لكن الهوائي يتناسب النار لأن يشعلل النار ويجعله أكثر أشتعالاً فيقولون هكذا مثلاً بالنسبة إلى المتزوجين مثلاً هذا هو الزوج ناري في الفلة والزوجة مائي اتصير بينهم مشاكل كثيرة ولكن إذا هي هوائية أو هي نار وهكذا هذا أمور قديمة موجوده عند فلاسفة القدماء وموجود عند من يتكلمون في الأبراج وكثير منها قديم.

نعم كان هريقلطيس مؤمناً بشمول التغيير والحركة لكل شيء ظاهري وجوهري فلا يوجد موجود واحد على كل حال واحد في لحظتين يعني كان يؤمن بالحركة الجوهرية قبل صدر المتألهين وقد أثر عنه قوله لا يمكن أن تضع رجليك مرتين في نهر واحد فلا الشخص الذي وضع رجليه في المرة الأولى هو نفس الشخص الذي وضع رجليه في المرة الثانية ولا النهر في المرة الأولى ذات النهر في المرة الثانية بحكم التغيير الشامل للأعراض والجوهر في كل لحظة ووقت.

ومن الغريب أن بعض الفلاسفة اليونان الأقدمين من أمثال بارمنديس وزينون ايلي لم يكتفو بإنكار الحركة الجوهرية للأشياء فحسب بل تعدو في أنكارهم إلى ما هو ظاهر من الحركات حتى الأنتقالية منها حتى الحركة الإنتقالية قالوا هذه ليست حركة مجموعة سكونات يعني شخص الآن انتقل من هذه الضفة إلى هذه الضفة يقولون هذه ليست حركة هذه سكونات متصلة وذهبوا إلى أن حركة شخص من نقطة إلى نقطة أخرى ليست إلا سكونات متعددة لأشخاص متعددين.

في الحاشية رقم 1: بارمنديس ولد سنة 540 قبل الميلاد وتوفي 450 قبل ميلاد المسيح فيلسوف يوناني له قصيدة في الطبيعة قال فيها بالتوحيد المطلق وعدم التغيير وأزلية كل شيء. وقدم كل شيء.

الحاشية رقم الثاني: زينون اليلي زينون من فلاسفة اواخر القرن الخامس قبل الميلاد فيلسوف يوناني تعلم على بارمنديس صاحب براهين على عدم وجود الحركة.

الحركة ولوازمها

ومما تقدم يظهر أن الحركة عبارة عن التغير التدريجي وخروج الشيء من القوة إلى الفعل فالإنسان حينما يخرج من منزله إلى محل عمله والنبته حينما تكون شجره هذه أمثلة بعد ذلك سيفصله المبدأ والمنتهى على وفق هذه الامثلة والشجرة حينما تعطي ثمرة والثمرة حينما يكون لهه لون في ظهورها ثم تتغير إلى لون آخر ثم تستقر على لون وحالة أخيرة والماء حينما ترتفع درجة حرارة بالنار من الصفر إلى درجة مئه مئوية ففي كل ما تقدم تظهر تغييرات وتحولات وحركات ويلازم تلك التغييرات والحركات عناصر سته إليك ذكرها مجملة:

الأول المبدأ وهو نقطة الأنطلاق في الحركة وهو في المثال الأول المنزل الذي بدأ الشخص حركته من متجها صوب مقصده وهدفه.

الثاني المنتهى وهو المقصد الذي استهدف الشخص الوصول إليه وهو محل العمل في المثال.

الثالث المسافة وهي المقولة التي جرى فيها التغير إذن ليس المراد بالمسافة الفلسفة المسافة في الهندسة متر أو كيلو متر أو سانتي متر المراد بالمسافة المقولة التي وقعت فيها التغيير وهي المسافة وهي المقولة التي جرى فيها التغيير وهي الأين في مثال الشخص المتحرك من منزله إلى محل عمله والكيف في مثال تغيير درجة الحرارة الماء ولون الثمرة والكم في مثال النبته ونموها إلى شجرة.

الرابع الموضوع والمراد من الموضوع هنا الشيء المتحرك فبدن الشخص الذي خرج من منزله والنبته والشجرة والثمرة والماء على الترتيب في الأمثلة المتقدمة فإنها جميع المتحركة أي أنها موضوع للحركة.

الخامس الفاعل هي المحرك وهو واهب الحركة ومانحها للموضوع المتحرك فواهب الحركة للنبته والشجرة والمثرة هو الله كما أن واهب الحركة لبدن الشخص المتحرك هو الله أيضاً وأن كانت علة حركته المباشرة هي الروح إلا أن مآل كل ما في الكون من فاعلين إليه جل وعلا لإنه علة العلل ومنتهى كل سبب ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾[2] .

السادس الزمان وهو الوقت الذي يستغرقه الموجود في تغيره وحركته كما هو الحال بالنسبة للوقت الذي يستغرقه الشخص في خروجه من منزله حتى وصوله إلى محل عمله وكما بالنسبة إلى النبته فيما تمضيه من وقت حتى تكون شجرة

حقيقة الزمان

ومما تقدم يعلم أن الزمان أنما يمكن فرضه في الموجودات المادية دون المجردة وذلك لإن الموجودات المادية في حركته دائمة في عوارضها وجواهرها بحكم القوى والإستعدادات الموجودة فيها في الموجودات المادية إن موجودات المادية متحركة بمادتها يعني بجواهرها المادية وبجواهرها المرتبطة بالمادة بينما لا توجد هذه القوى والإستعدادات في الموجودات المجردة حتى يترتب على أثرها تغير من القوة الى الفعل أصلا القوة وإستعداد وقابلية ما موجودة هي فعلية موجودات المجردة فعلياً و حتى يرتبت على أثرها تغيير من القوة إلى الفعل ومن ثم حركة أو بالتالي زمان لأن الزمان كما عرفناه تواً هو الوقت الذي يستغرق الموجود في تغييره وحركته بفعل مسيره يعني بسبب ميره من القوة إلى الفعل.

هذا تمام الكلام في الدرس الخامس عشر.

الدرس السادس عشر

السبق واللحوق (التقدم والتأخر)

الحادث والقديم [3]

توضيح الدرس

البحث في القديم والحادث وبما أن القديم متقدم وسابق والحادث متأخر ولاحق طرح هذا البحث السبق واللحوق وبحث السبق واللحوق يبحث في الفلسفة ويبحث أيضاً في علم الأصول.

مثال السبق واللحوق:

1،2،3 فالأثنين متقدم على الثلاثة بالنسبة إلى الواحد والثلاثة متأخرة عن الأثنين بالنسبة إلى الواحد ولو قلنا 1،2،3،4 لقلنا الثلاثة متقدمة على أربعة بالنسبة إلى الأربعة ومتأخرة بالنسبة إلى 1 و2

إذن التقدم والتأخر للشيء السبق واللحوق لشيئين إنما هو بلحاظ أمر ثالث بلحاظ أمر أول أو الرابع فالأثنين بالنسبة إلى الواحد متقدم على الثلاثة والثلاثة بالنسبة إلى الواحد متأخر عن الأثنين الأُثنان بالنسبة إلى الواحد سابق على الثلاث الثلاثة بالنسبة إلى الواحد لاحق بالأثنين واضح أن شاء الله.

إذن هذه أمور اعتبارية لحاظية فيقال إن السبق واللحوق نسبة قائمة بين شيئين أثنين وثلاثة بالمثال بلحاظ أمر ثالث وهو الواحد.

المعية السوية

أحياناً لا يوجد سبق واللحوق أحياناً لا يوجد تقدم وتأخر يوجد تقارن ومعية يحصل انفجاراً في نفس الوقت نفس التوقيت ويموتون ناس وتنهدم مباني هنا لا يوجد سبق وللحوق لا يقول الأنفجار الأول سابق على الأنفجار الثاني أثنين يموتون في نفس الوقت تأتي سيارة تدعم أثنين وتقتلهم في نفس الوقت هذا ما يقال له المعية السوية ماتا سويتاً

اللطيف إذا تذهب إلى بهشت زهراء وتزور قبور الشهداء شهداء الحزب الجمهوري 72 وأيضاً هناك قبر الشهيد رجائي والشهيد باهنر شهيد رجائي كان رئيس الجمهورية والشهيد باهنر كان رئيس الوزراء وتلحظ التاريخ تجد أن كليهنا ولدا في نفس اليوم وأستشهدا في نفس اليوم

بعد لو مجلس خطابة كان يجبنا كلام السيد الحيدر الحلي في حق الرضيع حينما أراد أن يقبله الحسين (عليه السلام) ومنحدر أنحى لتقبيل طفلة فقبل منه قبله سهماً حرام يعني سبقه السهم إلى ثغر الرضيع سلام عليك يا أباعبدالله.

إلى هنا أنتهينا من بيان السبق واللحوق والتقدم والتأخر الحادث والقديم الحادث في اللغة بمعنى الجديد ويقابل الجديد القديم والمراد بالقدم والحدوث في الفلسفة ليس المراد في اللغة المراد بالحادث المسبوق بالعدم والمراد بالقديم الذي ليس مسبوق بعدم فحينما تقول الله قديم يعني ليس قديم بمعنى أنه ليس جديداً كما في اللغة قديم يعني لم يسبق بعدم وحينما تقول الإنسان حادث يعني كان معدوماً ثم وجد حينما تقول الحيوان حادث النبات حادث الكون حادث يعني كان معدوماً ثم وجد.

موجود في الرواية كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الأشياء[4] هذا حديث قدسي الله عزوجل كنت يعني ولم يكن شيء من قبل كنت يعني قبل الزمان والمكان لأن الزمان والمكان للماديات الله عزوجل ليس بمادي أحنه لإن ماديين ننأس بالماديات يصعب علينا أن نجرد الشيء من الزمان والمكان وإلا الموجود المجرد مجرد من الزمان والمكان. وهذا المعنى ورد في دعاء الجوشن الكبير يا من خلق الأشياء من العدم وموجود أنه يا من لم يسبق بعدم الله عزوجل ليس مسبوقاً بعدم

إذن المراد بالقديم في الفلسفة الموجود الذي لم يسبق بالعدم والمراد بالحادث في الفلسفة هو الموجود الذي مسبوق بعدم.

ومن هنا وقع الخلاف في الكون فهل الكون قديم أو حادث الله عزوجل خلق الكون وخلق الجن قبل الأنسان بأربعة ألاف عام قال ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[5] من أين علم الملائكة بوجود فساد في الأرض وسفك للدماء تقول الروايات ويقول المفسرون أن الله عزوجل خلق الجن قبل خلق الإنسان بأربعة ألالاف عام والجن عاشوا في الأرض فساداً فكيف بالإنسان الذي هو موجود مادي وفيه شهوات ونزوات من هنا أعترض الملائكة.

إذن الإنسان حادث الجن حادث لكن هل الكون حادث أو قديم خلاف الفلاسفة والمتكلمون ذهب المتكلمون وهم علماء الكلام علماء العقائد وسمي علم الكلام بعلم الكلام لعدة اعتبارات أختلف فيها قال بعضهم سميوا بعلم الكلام لأنهم يبحثون كلام الله بعضهم قال سميوا بعلم الكلام لأن كثر كلام بعلم التوحيد بعضهم قال سميوا بعلم الكلام لإختلافهم في كلام الله هل هو حادث أم قديم.

الخلاصة علم الكلام يشير إلى علم العقائد علماء الكلام قالوا القديم واحد فقد وهو الله وكل ما عدى الله فهو حادث

وأما الفلاسفة فقالوا بتعدد القدماء الله قديم والكون قديم لكن الإنسان حادث الجن حادث لكن الكون الأفاضة الأولى لله عزوجل هذا قديم ثم قالوا الله عزوجل قديم أزلي وأفاض الوجود على الأشياء فهي قديمة أزلية الكون وفرق الفلاسفة بين مفهوم القدم والحدوث ومفهوم الغنى والفقر فقالوا قد يكون قديم وهو غني وهو الله وقد يكون قديم وهو فقير وهو الكون فالكون قديم لإنه الأفاضة الإولى لله وهذه أفاضة أزلية من الأزل الأزل يعني القدم تقوم الله أزلي سرمدي، أزلي أشاره إلى البداية يعني منذ القدم أبدي أشارة إلى النهاية إلى الأبد تقوم الذات الألهية أزلية أبديه يعني موجودة حيث لا تكون بداية وباقية حيث لا توجد نهاية فتقول الله أزلي أبدي فإذا قلت الله منذ الأزل يعني منذ القدم خلق الكون يعني صار الكون قديم لإن أزلي ولكن هذا الكون محتاج وفقير إلى علة التي أوجدته ففكك الحكماء والفلاسفة بين مفهوم القدم ومفهوم الغناء وبين مفهوم الحدوث والفقر فقالوا لا توجد ملازمة بين القدم والغناء يوجد عندنا قديم غني وهو الله وحده ويوجد عندنا قديم ليس بغني وإنما هو بفقير وهو الكون الذي خلق منذ الأزل بينما المتكلون قالوا أستغفرالله هذا غير صحيح القديم واحد وهو الله والحادث كل ما عدى الله من الممكنات تفصيل إلى بحوث أعلى أراد المصنف أن يلقي هذا التفصيل في ذهن الطالب لكي يتوسع فيه في المستقبل نقرأ هذا المقدار.

 

تطبيق المتن

الدرس السابع عشر

السبق واللحوق (التقدم والتأخر)

السبق واللحوق نسبة قائمة بين شيئين بسبب أختلاف نسبتهما يعني لحاظهما إلى شيء ثالث نسبة قائمة بين شيئين أثنين وثلاثة في المثال بسبب نسبتهما الأثنين وثلاثة إلى شيء ثالث الواحد زيادة في أحدهما وهو الثلاثة ونقيص في الآخر الأثنين فيسمى الأول الأثنين يسمى متقدماً أو سابقاً هذا الأثنين ويسمى الثاني الذي هو رقم ثلاثة متأخراً أو لاحقاً وتسمى النسبة بالسبق واللحوق أو التقدم أو التأخر كما في الأثنين والثلاثة قياساً إلى الواحد فإن الأثنين تسمى متقدماً أو سابقاً لإنها متقدمة على الثلاثة بالقياس وبالنسبة إلى الواحد وتسمى الثلاث متأخراً أو لاحقاً لأنها متأخرة عن الأثنين قياساً إلى الواحد

وأما لو تساوت نسبة شيئين إلى شيء ثالث فتسمى النسبة حينا بالمعية أو السوية أنفجاران في وقت واحد سيارة تصدم أثنين في وقت واحد وتقتلهما ويسمى كل من الشيئين بالمعان كما لو وقعت حادثتان في زمن واحد.

الحاشية يقول: فقد قسم الفلاسفة السبق واللحوق أٌقساماً عثوراً عليها بالاستقراء نذكرها مجملة ونوكل تفصيلها إلى دراسات متقدمة من بحوث الفلسفة: الأول السبق واللحوق الزماني الثاني السبق واللحوق بالطبق الثالث السبق واللحوق بالعلية الرابع السبق واللحوق بالماهية الخامس السبق واللحوق بالحقيقة السادس السبق واللحوق الدهري السابع السبق واللحوق بالرتبة التاسع السبق واللحوق بالشرف.

وما يهمنا من بحث السبق واللحوق اعتباره مقدمة للدراسة القديم والحادث باعتبار أن أحدهما سابق والآخر لاحق فهلم نلقي نظرة سريعة اليهما.

الحادث والقديم

الحادث لغة يعني الجديد ويقابله القديم وهما مفهومان نسبيان أضافيان بمعنى أن كلا منهما يصدق على شيء بالقياس وبالنسبة إلى غيره فكتاب الأسفار للملا صدرا

قصة فكاحية عن الكتاب الاسفار الاربعة

كان أحد الطلبة من أهل المزاح كتاب الأسفار الأربعة معروف كتاب جليل القدر تسعة أجزاء أسمه الحكمة المتعالية قال أحد الزملاء والطلبة أريد أن أذهب إلى مجمع بيع الكتب وأشتري كتباً تأتي معي قال نعم فضل وصل إلى المكتبة قال صاحب المكتبة عفواً كتاب الأسفار الأربعة نعم ها هو على الرف قال فلان أنزله أنزله دفع المبلغ قال فلان أحملة فلان ضعه في التأكسي وضعه في التأكسي إلى ان وصل البيت دخل البيت فلان ضعه على المكتبة يا فلان تعرف لماذا أحضرتك معي؟ قال لماذا؟ قال حتى لا تصدق علي الآية ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾[6] توفي رحمة الله عليه كان من أهل النكته قال حتى لا تصدق علي الآية ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾[7] ولا بأس يقولون جاء رجل أستخار عند السيد أبو الحسن الأستخاري المرجع الكبير المعروف أستخار أبو الحسن قال الأستخارة جيدة قال العفو سيدنا شنو الآية هو هذا الي جاي يستخير جاي يستخير يشتري حمار قال عفوا سيدنا أريد أشتري حمار استخير الي أستخار جيدة، قال العفو شنو الآية، قال الأستخارة جيدة، قال العفو شنو الآية، قال أنه لا تسأل عن أشياء تبدو لكم تسوكم خرجت الآية ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾[8] على كل حال هذه سوالف أو واحد أراد يخلي هو طالب علم وأراد ولده يدرس طلب العلم فاستخار أن يبعث ولده لطلب العلم فخرجت الآية ﴿نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ﴾[9] قال يا ولدي اقعد بالبيت أنت مو مال دراسة عموماً.

ادامة التطبيق

فكتاب الأسفار للملا صدرا قديم قياساً بالنسبة إلى كتاب المنظومة للملا هادي السبزواري لأن الكتاب الأول الأسفار الأربعة قد كتب قبل أربعة قرون بينما كتب الثاني المنظومة قبل قرنين من الزمان فالأول وهو كتاب الأسفار قديم بالنسبة للقياس إلى الثاني يعني بالنسبة للمنظومة والثاني المنظومة حادث بالقياس إلى الأول يعني الأسفار بينما يعتبر الكتاب الثاني كتاب المنظومة قديماً بالقياس إلى كتابي البداية والنهاية بداية الحكمة ونهاية الحكمة للعلامة محمد حسين الطباطبائي حيث تم تأليفهما بعد قرنين من تأريخ تأليف المنظومة.

في الحاشية العلامة طباطبائي ولد سنة 1321 هجرية قمرية توفي سنة 1402 هجرية قمرية 1981 ميلادي بدايات الثورة توفي رحمة الله هو محمد بن حسين هذا غير صحيح اسم مركب اسمه محمد حسين وأخوه الأصغر اسمه محمد حسن أبوه أسم سيد محمد، سيد محمد القاضي الطباطبائي فهذا من الأشتباه مفروض يقول هكذا هو محمد بن حسين بن محمد اشتباه هو محمد حسين أنا اتصور هذا الذي كتب هو محمد حسين أيضا هذا ما مصصحينه في الطبعة الأخيره هو محمد حسين بن محمد المعروف بالعلامة طباطبائي القاضي الطباطبائي لذلك السيد على القاضي من أرحامهم والسادة الطباطبائين الذين ينتسبون إلى الإمام حسن الزكي حسن بن علي ابن أبي طالب كل طباطبائي حسني ولد في مدينة تبريز أحدى مدن ايران وفي أسرة عريقة بالعلم والثقافة توفيت أمه وعمره 5 وتوفي أبوه ولعل عمره 8 سنوات يتيم ، يتيم الأب والأم وفي أسرة عريقة بالعلم والثقافة وقد تمتع بذهنية وقادة ومنفتحه على أكثر العلوم فارتشف من معينها ونبغ فيها وهو في مجال التفسير مفر بارع وفي مجال الفلسفة فيلسوف اسلامي كبير كما أنه بلغ مرتبة الإجتهاد ومن أشهر كتبه تفسير الكبير الميزان وكتاب البداية والنهاية أنتقل العلامة الطباطبائي إلى ربه بعد أن عاش 80 سنة و18 يوماً وري جثمانه الطاهر في حرم السيدة فاطمة بنت الإمام كاظم (عليهما السلام) في قم المقدسة بجوار السيد أحمد الخوانساري (رضوان الله عليهما) هذا الصف لجنبه كل العرفاء يعني السيد أحمد الخوانساري من المراجع والعرفاء حتى قيل في حقه أنه معصوم عملياً سيد الإمام يقول تسألوني عن عدالته سلوني عن عصمته أيضاً إلى جوارهه السيد عبد الكريم كشميري كثير من العرفاء في هذه الصفحة مدفونين (رحمة الله عليهم)

ادامة التطبيق

وهذا المعنى للقدم والحدوث متداول عند العرف العام الناس وأما في الاصطلاح الفلسفي فإن الحادث يعني المسبوق بوجوده بعدم سواء كان السبق سبقاً زمانياً أو غير زماني كالإنسان في ذاته وماهيته هو خلو من كل وجودٍ خالي من وجود شأنه شأن بقية الماهيات التي يفاض عليها الوجود بعد ذلك فهي في ذاتها مفتقرة إلى الوجود وعلى خلافه القديم وعلى خلاف الحادث القديم أي انه في وجوده غير مسبوق بعدم كوجود الله جل وعلا.

وقد وقع خلاف شديد بين الفلاسفة والمتكلمين فيما يتعلق بتحديد حادث من الموجودات بعد تسليم الجميع بقدم الله سبحانه فذهب المتكلمون إلى أن كل ما سوى الله حادث تجنباً من محذور تعدد القدماء المنافي لإدلة توحيد الله تعالى. بينما خالفهم الفلاسفة في ذلك في وحدة القديم وقالوا بتاريخ القدماء وذهبوا إلى القول بان مقتضى كونه تعالى علة للكون منذ الأزل إذن مقتضى أزلية الله وهو قدمية الكون وأزليته أيضا فالله علة والكون معلوله الأول بأعتبار أنه تعالى فياض على الإطلاق وقديم الأحسان والكون نفحة من نفحات فيضة وإحسانه والتعدد في القدماء إنما يكون محذوراً إذا كان كل قديم غنياً بذاته (واجب الوجود) يعني قلنا توجد ملازمة بين القدم وبين الغنى فلاسفة يقولون لا ملازمة بينهما والحال إذا قلنا أن القديم بمعنى واجب الوجود من قال أن القديم بمعنى واجب الوجود الكون قديم وهو ممكن الوجود يعني صار خلاف في التسمية فقط فلاسفة يقولون قديم الكون قديم والمتكلمون يقولون الكون حادث كل منهما يتفق بأنه مسبوق بالعدم وأنه فقير فقط المصطلح أتغير إنما يكون محذورا إذا كان كل قديم غني بذاته واجب الوجود والحال انه لا ملازمة بين القول بتعدد القدماء وبين واجبية وجودهم وغناهم بل أن صفة الفقر والإمكان يجب أن تكون ملازمة لوجود القدماء على الرغم من قدمهم وأزليتهم باعتبارهم معلولين لعلة وهي الله تبارك أسمه وقد أتضح في بحث العلية أن المعلول يمثل عين الأرتباط بعلة معلول هو عين الفقر عين الربط وعين التعلق العلة وهي الله تبارك أسمه وقد أتضح في بحث العلية أن المعلول يمثل عين الأرتباط بعلة فلا وجود استقلالي له من معلول من دون علته المفيضة عليه بالوجود والتحقق وعلى هذا فلا معنى لأرتباط المعلول غنيا وواجباً حتى ولو كان قديماً وأزلياً في وجوده. فالشعاع المنبثق عن الشمس يبقى بحاجة إلى الشمس حتى لو فرضنا جدلا قدم الشمس وبالتبع قدم الشعاع المنبثق عنها أو اقترانهما عنهما معاً

إن استيعاب الكلام في ما يرتبط بهذا الموضوع مفصل وإنما أردنا أن نطل عليه اطلالة محدودة عبر لمحة فلسفية خاطفة.

هذا تمام الكلام في الدرس السادس عشر الدرس.

السابع عشر مهم جداً جداً المعقولات الأولى والثانية يأتي عليها الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo