< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفلسفة

41/10/24

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الإدراك، وخالق الكون

الدرس التاسع عشر

الإدراك

خلط ولبس

تجرد المدرك والمدرك [1]

توضيح الدرس

في هذا الدرس التاسع عشر قبل الأخير وكذلك الدرس العشرون وهو الدرس الأخير نذكر لب المطلب ولب الفكرة بصورة موجزة ثم بعد ذلك نقرأ ونطبق العبارة في هذا البحث.

بحث الادراك من الدرس التاسع عشر يشير المصنف الى أن الادراك صفة من صفات النفس والنفس مجرد عن المادة وليس جسما ولا مادك لكنها تتصل بالمادي فروح الانسان مجردة عن المادة ولكنها تتصل بالمادة.

ثم يشير الى ما ذهب الية كارل ماركس وما ذهب إليه أيضا فردريك انكلز وكلاهما فيلسوفان المانيان وقد وضعا البيان الشيوعي وقام الاتحاد السوييتي السابق وقامت الأشتراكية على أفكار ماكز وانكلز حتى سميت بالماركسية وهذان الفيلسوفان أشارا إلى أنه لا يعقل التفكيك بين التفكير والمادة وذكر بعضهم أن مخ الانسان وهو جسم عضوي مادي ومألف من عدة أجزاء وفصوص فالفص الذي يكون في مؤخرة الدماغ فائدته الأبصار وكل فص من هذه الفصوص له فائدة بالادراك. اذن الادراك مادي.

الادراك والمدرِك مجردان

المصنف يرد على هؤلاء قائلا لا بد أن نفرق بين المقدمة وبين ذي المقدمة. لا بد أن نفرق بين الشيء وادوات الشيء فنفس الادراك فعل من افعال النفس لكن هذا الادراك له أدوات منها الحواس الخمس كالعين الباصرة والأنف الشام والفم الذائق والأذن السامعة واليد اللامسة فهذه الحواس الخمس الباصرة والذائقة والشامة واللامسة هذه أدوات الادراك هذه مقدمات الادراك وليست هي نفس الادراك الادراك عمل من اعمال النفس بل نترقى ونقول ليس المدرك فقط هو المجرد بل حتى المدرك أيضا مجرد.

فالانسان حينما يلمس الحرارة ويرفع يده فان المدرك هو النفس والمدرك ليس الحرارة الخارجية وإنما صورة الحرارة الخارجية حينما يتذوق فان الذي ينتقل إلى ذهنه صورة المذوق وليس نفس المذوق. نفس المذوق يلامس المقدمة والأدات وهي الفم وهكذا حينما تبصر العين الموجودات فان الذي ينتقل إلى الذهن ليس نفس الموجودات لو كان الذي ينتقل إلى الذهن نفس الموجودات لثلج المخ حينما يبصر الثلج ولاحترق المخ حينما يبصر النار فالانسان أولاً وبالذات يدرك الصور الذهنية للاشياء ثانياً والعرض يدرك الأشياء الخارجية اذن المدرك هو الروح والنفس وهي المجردة والمدرك هو الصور الذهنية للاشياء وهو أيضا عبارة عن صورة ذهنية مجردة عن المادة والماديات.

ثم يذكر المصنف ثلاثة ادلة على تجرد النفس المدركة وانها ليست مادية ولن الادراك في سنخ المجردة لا الأمور المادية يذكر ثلاثة امور ذكرها الفلاسفة:

الأمر الأول أن الإنسان قد يذهل عن بدنه فمثلا لو ركض ورائه قاتل يريد قتله او كلب مسعور يريد عضه أو اسد يريد أن يفترسه فان هذا الانسان الراكض والهارب قد يطئ زجاجة فتجرح رجله ويسيل الدم لكنه لا يحس بذلك يا روح ما بعدك روح متى يستشعر اذا توقف بعد ساعتين أو ثلاث من العدو واطمئن أنه نجى يشعر بالالم في رجله وهكذا حينما تفكر في شيء كما لو اصاب الإنسان مصيبة ألمت به أو وقع في مشكلة بحيث أصبح يسرح ويذهل فإنه قد يغفل عن كثير من الأشياء التي يدركها بحواسه الخمس فهو ما يسمع ماذا يقال له يصارخون عليه ولا يسمع فهو في عالم آخر يأكل الطعام لا يتذوق ولا يتذكر طعم الطعام لأن نفسه متوجهة إلى المشكلة.

الدليل الاول مما يدلل على أن الذي يدرك ليس هو الفم العين ﴿فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾[2] اشارة إلى الروح وليس القلوب يعنى القلب الصنوبري هذا الدليل الأول

الدليل الثاني الاحلام الانسان ينام ويذهب إلى بلدان بعيدة وشاسعة وينتقل إلى أمور قد لا تنالها المادة مما يدلل وهو في النوم وفي الحلم يدرك مما يعني أن الادراك أمر نفسي وروحي ومجرد عن المادة وليس أمرا نفسيا

الدليل الثالث ذهن الانسان خلاياه محدودة لكنه يدرك أشياء غير محدودة فيبصر اراضي شاسعة وبعيدة مما يعني ان المدرك ليس مادة ولو كان المدرك مادة لكان حيز الادراك محدودا جدا النتيجة النهائية المدرك والمدرك مجرد عن المادة المدرك هو النفس والروح الإنسانية وهي مجردة عن المادة الا أنها تدرك من خلال أدوات مادية من خلال مقدمات مادية وهي الحواس الخمس كما أن المدرك والصور الذهنية أيضا امور مادية. نقرأ هذا المقدار. هذا لب الدرس وخلاصته.

تطبيق العبارة

الادراك

ونريد في هذا الدرس أن نطل على بحث الادراك ليتبين لنا إذا كان الادراك ظاهرة مادية كما يقول الماديون والماركسيون توجد في المادة حين بلوغها المادة مرحلة خاصة من التطور والكمال أو أنها ظاهرة الادراك تعبر عن لون من وجود مجرد عن المادة وظواهرها المادة وقوانينها المادة

خلط ولبس

خلط بين ماذا وماذا بين الادراك المجرد وادوات الادراك المادية خلط بين الادراك المجرد عن المادة ومقدمات الادراك وادوات الادراك التي هي مادية

لقد أكدت بعض المدارس المادية ومنها الماركسية على المفهوم المادي للفكر وهو ما يظهر من آرائهم وتصريحاتهم المأثورة عنهم

قال ماركس

لا يمكن فصل الفكرة عن المادة المفكرة فان هذه المادة المفكرة هي جوهر كل التغيرات

في الحاشية فردريك انكلز ولد في سنة ١٨٢٠ وتوفي سنة ١٨٩٥ يعني كان ماركس ولد قبله سنتين ولد سنة ١٩١٨ ولكن توفي قبل انكلز اشتراكي وفيلسوف الماني اشترك مع ماركس في وضع البيان الشيوعي عام ١٨٤٨ ميلادية.

وقال انكلز:

ان شعورنا وفكرنا مهما ظهر لنا متعاليين ليسا سوى نتاج عضوي مادي جسدي هو الدماغ هذا الدماغ من دون روح اذا خرج الروح لا يعمل هذا الدماغ يعنى بمثابة الآن التلفون ينقل الصوت هذا ما فيه روح لا حركة في هذا التلفون ولا يعمل شيئا الدماغ يحتاج الى روح

ومما يوهم صواب الماركسية في فهمها للادراك ما توصل إليه العلم من مكتشفات على مستوى فيزيولوجيا حيث استكشفت الفيزيولوجيا يعني الأحياء الطبيعية تاریخ الطبيعة علم الاحياء عدة احداث وعمليات تقع في أعضاء الحس وفي الجهاز العصبي بما فيه الدماغ وهي وان كانت الجهاز العصبي يتكون من النخاع وغير ذلك الأعصاب ومنها الدماغ مركز التحكم ذات طبيعة فيزيائية كيميائية ولكنها تمتاز بكونها احداثا تجري في جسم الحي فهي ذات صلة بطبيعة الأجسام الحية. وقد استطاعت الفيزيولوجيا بكشوفها تلك أن تحدد الوظائف الحيوية للجهاز العصبي وما لاجزائه المختلفة من خطوط في عمليات الادراك. فالمخ مثلا ينقسم بموجبها إلى أربعة فصوص هي فص الجبهي والفص الجداري والفص الصدري والفص المؤخري ولكل فص وظائفه الفيزيولوجية الطبيعية فالمراكز الحركية تقع في الفص الجبهي والمراكز الحسية التي تتلقى الرسائل من الجسم تقع في الفص الجداري وكذلك حواس اللمس والضغط. أما مراكز الذوق والشم والسمع الخاصة فتقوم في الفص الصدري في حين تقوم المراكز البصرية في الفص المؤخري إلى غير ذلك من التفاصيل [3]

كتاب فلسفتنا للشهيد السيد محمد باقر الصدر صفحة ٣٧٥

فلذلك أجارنا الله الا يعمل حادث سياقة ويتأثر دماغه أو جزء منه الجزء الذي يذهب، يذهب مدركه بحسب التخصص يعني اذا راحت الفص المؤخر يتأثر الالوان اذا ما يتعلق بالحركة حصل له الشلل ثم يعلق المصنف

وواضح من كلمات أصحاب اتجاه المادي وامثالهم الخلط بين الادراك وبين ما يعتمد عليه الادراك من مقدمات ومعدات تمهد له للادراك فالتبس عليهم الأمر فظنوا ان المقدمة هي بنفسها ذو المقدمة في حين يرى الفلاسفة الالهيون أن الروح مركز لكل الوان الادراك الا أن كل ما يصدر عنها الروح من نشاط ومنه الادراك والاحساس لا يتحقق بشكل مجرد لا يتحقق الا من خلال المادة لا يتحقق الا عبر البدن وأجهزته الادراكية كالباصرة واللامسة والذائقة والشامة والسامعة فالروح تدرك عبرها المبصرات والملموسات والمذوقات والمشمومات والمسموعات كما وأن الروح تدرك عبر المخ بعض المفاهيم والاستنتاجات الكلية التي لا تمت إلى الحس الخارجي بصلة يعني الروح لا يقتصر ادراكها على المحسوسات تدرك المعنويات أيضا ويكون المخ قناتا لوصول الروح إليها إلى هذه المفاهيم فالادراك مركزه الروح وليس البدن بما فيه من أجهزة حسية وعصبية مخية الا وسيلة للوصول اليه للوصول إلى الادراك وهذا لا يعني بحال الغاء دور ما سوى الروح في عملية الادراك بل ان له ما سوى الروح من عين وفم وأنف وأذن ويد دورا مهما وأساسيا في عملية الادراك اذ بدون حواس الخمس لا يتحقق ادراك عند موجود مدرك الا أن دوره لا يتعدى دور المقدمة لتحقق ذلك تحقق الادراك هو أداة هو مقدمة لتحقق الادراك وهو أشبه ما يكون بجهاز الهاتف الناقل للصوت بين متخابرين اثنين فلو لا الهاتف لم يسمع أحدهما صوت الآخر الا أن الذي يسمع الصوت ليس جهاز الهاتف بل الطرفان اللذان يقفان خلف الهاتف.

وكذلك الحال في ما نحن فيه اذ يمكن القول ان مركز الادراك جهة أخرى غير البدن وهو ما يعبر عنه الفلاسفة الالهيون بالروح وهي موجود مجرد عن المادة ولا يخضع لقوانين المادة وضوابطها.

تجرد المدرك والمدرك

وقد أقام الفلاسفة ادلة كثيرة على أن الادراك يجري في جهة غير بدننا المادي يطلق عليها اسم الروح وهي مجردة عن المادة هذه الروح نكتفي بذكر السهل اليسير منها:

الأول

يذهل أحدنا بعض الأحيان عن بدنه وآلامه التي يعاني منها حينما يشغل نفسه بقضية مهمة بالنسبة اليه كزيارة صديق عزيز عليه وهكذا حينما يسرح الانسان في تأمله برؤية منظر طبيعي فان سمعه لا يدرك احيانا الاصوات المرتفعة إلى جنب اذنيه والسبب واضح وهو أن الإنسان لا يتمثل وجوده ببدنه المادي الترابي فقط بل يوجد إلى جانبه موجود آخر لا مادي أي غير مادي وهو الروح التي يعتبر مركز احساسنا ومحل الذي يتحقق فيه ادراكنا.

الدليل الثاني

أحلام المتمثلة بالاحداث التي يراه النائم في منامه والتي تجد مصداقيتها في عالم اليقضة بتفاصيلها وارقامها وجزئياتها خصوصا لاصحاب الرؤى الصادقة لا يمكن أن تجد لها تفسيرا ماديا ما لم يفترض وجود شيء غير مادي إلى جانب البدن المادي له قدرة على العلم بالمستقبل وهذا المدرك ليس هو سوى الروح لان البدن لا يتسنى له الاطلاع الا على الموارد التي تخضع له حواسه الخمس والموجود بالخارج بالفعل لا تلك التي توجد في المستقبل.

الدليل الثالث

ان ذهننا وخلايانا المخية المحدودة لا يمكنها استيعاب ما هو أكبر منها حجما واوسع منها مساحة كادراكنا لرؤيتنا منظر تتجاوز مساحته عشرات الكيلو مترات بلا نقيصة في مساحته فلا بد وان يكون مركز ادراكنا هذا في محل آخر كي يصلح أن يكون ظرفا لمظروفها المدرك وليس هو الا روحنا التي بين جنبينا.

وهكذا اتضح أن المدرك لحقائق الاشياء انما هو الروح وهذه الروح غير البدن المادي فهي مجردة عن البدن المادي وعن قوانین المادة.

ومما تقدم يتضح كذلك أن الصور المدركة وهي الصور الذهنية مجردة عن المادة أيضا بحكم كونها نتاجا للروح وادراكها. هذا تمام الكلام في الدرس التاسع عشر قبل الأخير.

الدرس العشرون والأخير

خالق الكون على ضوء ما سبق

دلیل الامكان والوجود

خرافة ازلية المادة وغناها

وهم ورد [4]

توضيح الدرس

خالق الكون على ضوء ما سبق

قلنا ان مباحث الفلسفة بالمعنى الاخص قلنا عندنا فلسفة بالمعنى الاعم تشمل الفلسفة النظرية باقسامها الثلاثة الرياضيات والطبيعيات والالهيات وتشمل الفلسفة العملية باقسامها الثلاثة وهي تدبیر المنازل والسياسة والفقه على بعض الاقوال وبعضهم أيضا ضم لها الموسيقى

الفلسفة النظرية قسم منها الالهيات هذه الالهيات الآن يطلق عليها فلسفة اما الهيات بالمعنى الاعم اما الهيات بالمعنى الاخص الهيات بالمعنى الاعم هي تدرس الموجود بما هو موجود الهيات بالمعنى الاخص تدرس خصوص وجود الله عز وجل الدروس التسعة عشر المتقدمة تدرس الفلسفة بالمعنى الأعم يعني الالهيات بالمعنى الاعم.

وأما الدرس العشرون فهو يدرس الالهيات بالمعنى الاخص خصوص وجود الله عز وجل الدليل دلیل الامكان والوجود هذا الذي أشارت اليه التلبيات في الحج لبيك ذا المعارج لبيك إلى يقول لبيك تستغني ويفتقر اليك لبيك أشار له سيد الشهداء في دعاء عرفة سلام الله علیه الهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري

والخلاصة دلیل الامكان والوجود الامكان هو عين الفقر المحض. عين الفقر المحض يعني هو يحتاج لكي يوجد إلى علة خارج نفسه لكي يخرج من العدم الى حيز الوجود.

اذن هذا المعلول هذا الممكن ألف لكي يوجد يحتاج الى علة خارج ألف لكي توجده فما هي هذه العلة؟ افترض هذه العلة باء ثم نسأل باء أيضا فقيرة يعني تحتاج إلى علة خارجها لكي توجدها فما الذي أوجدها إن قلت ان الذي أوجد باء هو ألف يلزم الدور صار ألف يتوقف على باء ووجود باء يتوقف على وجود ألف فصار وجود ألف يتوقف على وجود ألف ووجود باء يتوقف على وجود باء فهذا دور أي توقف الشيء على نفسه وهذا باطل.

وإن قلت ان الذي أوجد باء هو جيم نسأل من الذي أوجد جيم تقول دال من الذي أوجد دال؟ هاء. من الذي أوجد هاء؟ زاء. فيلزم التسلسل إلى ما لا نهاية والتسلسل باطل اذن الموجود الممكن لا بد أن ينتهي إلى موجود واجب الموجود الفقير لا بد أن ينتهي إلى موجود غني هذا الموجود الواجب والغني هو الله عز وجل هذا دليل الامكان والوجود يعني كل موجود ممكن يحتاج الى موجود واجب لكي يوجد كل مخلوق يحتاج الى خالق كل معلول يحتاج الى علة كل مسبب يحتاج الى سبب.

سوال هذا القانون ما يشمل واجب الوجود الغني لماذا؟

جواب لأنه ليس بمعلول وليس بمسبب وليس بممكن وليس بفقير بل هو الغنى المطلق

اشكال قد نلتزم بما التزم به بعض الفلاسفة فقد ذهب المتكلمون إلى أن الله قديم أزلي وكل ما سوى الله ممكن حادث فبناءا على مبنى المتكلمين لا يوجد إشكال ولكن بناءا على مبنى الفلاسفة الذي تقدم إذ قالوا أن الله قديم منذ الأزل ومنذ الأزل أفاض الوجود على الكون فالكون قديم أزلي فقالوا بتعدد القدماء

الجواب حتى لو التزمنا بمبنى الفلاسفة فانهم لا يرون أن القديم واجب بل يررن أن القديم ممكن وفقير فهو يفقتر إلى من افاض عليها الوجود الازلي وهو واجب الوجود وهو الله فاذن لو التزمنا بهذا الكلام وأن المادية ازلية هذا خرافة من قال أن المادة أزلية المادة لا أزلية ولا سرمدية الازلية يعني موحودة منذ الازل والقدم سرمدية يعني الى الابد من قال ان المادة ... المادة لم تكن موجودة فوجدت وستعدم في المستقبل.

نقرأ هذا المقدار.

تطبيق العبارة

الدرس العشرون

خالق الكون على ضوء ما سبق

بعد تطرف سريع حول أمهات مسائل الالهيات بالمعنى الاعم المتناولة أحكام الموجود بما هو موجود آن الأوان أن نقطف ثمارها في البحث عن الالهيات بالمعنى الاخص المتناول لوجود الله وصفاته جل وعلا وهي في مسائلها مفصلة نقتصر على النزر اليسير منها توخيا للاختصار بما يناسب نافذتنا الفلسفية الصغيرة التي بين يديك ونوكب تفاصيل البحث فيها إلى دراسات مقبلة ان شاء الله تعالى.

توجد بعض الكتب الميسرة مثل فلسفتنا الميسرة تلخيص سيد علي مظفر لكتاب فلسفتنا للشهيد الصدر يوجد كتاب الخلاصة الفلسفية سيد علي مطر لخص وذكر خلاصة لطلاب السطوح الحوزة العلمية ذكر قسمين نظرية المعرفة ومباحث الوجود يعني الفلسفة الحديثة نظرية المعرفة والفلسفة القديمة الوجود وأما كتب الفلسفة القديمة فكثيرة في الحوزة مثل كتاب بداية الحكمة ونهاية الحكمة للسيد محمد حسين الطباطبائي كتاب المنظومة للملا هادي السبزواري كتاب اصول الفلسفة والمنهج الواقعي أيضا للسيد محمد حسين الطباطبائي

دلیل الامكان والوجوب

ان الادلة على وجود الخالق الحق أكثر من أن تحصى فهي بعدد أنفاس الخلائق وذرات الرمل وأوراق الشجر

وفي كل شيء له آية // تدل على أنه واحد

هذا الشعر يشير الى برهان النظم أقرب برهان إلى الناس برهان النظم إن النظم يدل على وجود منظم فتنتقل من المعلول إلى العلة ان النظم وهو معلول ومسبب يكشف عن وجود منظم يعني وجود علة وفاعل وسبب.

ونحن نذكر واحدا منها من الادلة على وجود الخالق من باب لا يترك الميسور بالمعسور هو دلیل الامكان والوجوب واليك بيانه:

لا شك أن لكل ممكن علة ولكل مخلوق خالق لاحظ قال لكل ممكن علة ولا تقل لكل موجود علة لكل موجود الله موجود ليس له علة لا يفتقر إلى علة ولكل مصنوع صانع ولا يختلف في ذلك اثنان ويعود السبب إلى أن ما فرض أنه معلول أو مخلوق أو مصنوع يضمر في ذاته حاجته وافتقاره إلى علة أو سبب أو صانع يمنحه الغنى يضمر في ذاته يعني فقر ذاتي هو عين الفقر يقولون الممكن هو عين الربط بالواجد الوجود الممكن قائم بالواجب حدوثا وبقاءا ابتداءا واستمرارا يعني الموجود الممكن يحتاج الى افاضة الواجب افاضة الوجود من الواجب ابتداءا واستمرارا حدوثا وبقاءا بمجرد أن ينقطع الفيض يموت الممكن فلو فرضنا أن عالم الكون في ذاته محتاج وفقير إلى الوجود يعني حدوثا وبقاءا ابتداءا واستمرارا فهو بلا شك معلول ومصنوع ومخلوق يحتاج الى جهة تغنيه وتمنحه التحقق والوجود ولا مناص من ارجاعه إلى علته التي تمنحه ذلك لأن العلاقة القائمة بين المعلول وبين علته تمثل عين الربط والتعلق بعلته أي أن المعلول في وجوده مفاض من علته وبانقطاعه عنها ينقطع الفيض والغنى. وبانقطاعه عنها اشارة إلى العلة المبقية إلى علة الاستمرار وهذه العلة المحدثة المبقية المبتدئة المستمرة إما أن تكون غنية بذاتها وهي التي يعبر عنها في علم الكلام بواجبة الوجود وهي التي لا تحتاج في ذاتها إلى أي سبب وعلة لفرض انها غنية مطلقا في ذاتها وصفاتها وهذه العلة من شأنها التكفل بعالم الكون فتمنحه التحقق والوجود أو أن تكون علة الكون الموجدة له غير غنية بذاتها ممكنة بذاتها ومحتاجة إلى غيرها فلا بد حينها من فرض انتهاء هذه العلة الممكنة إلى علة واجبة وكل علة مثلها يعني ممكنة إلى علة هي في ذاتها غنية وواجبة والا سوف نضطر إلى فرض علة لهذه العلة التي هي مثلها في الاحتياج والافتقار اختك مثلك وهذه العلة إما أن تكون نفس المعلول (وهو عالم الكون في المثال) الذي كنا في صدد البحث عن علته وهذا هو الدور الواضح في بطلانه. الف يتوقف على باء وباء يتوقف على ألف صار ألف يتوقف على ألف لانه مسلتزم لتوقف الشيء على نفسه أو تقدم ما هو متأخر وتأخر ما هو متقدم صار ألف هو متقدم وهو متأخر فالكون الذي فرض أنه معلول متأخر سوف يكون في نهاية المطاف متقدما لأنه علة والعلة للكون التي كانت متقدمة بحكم كونها علة للكون سوف تكون متأخرة لماذا متأخرة؟ لأنها سوف تكون في المآل في النهاية معلولة للكون فكيف يوجد الشيء نفسه بنفسه بعد أن كان عدما فاقد الشيء لا يعطيه وكيف يكون المتأخر متقدما والمتقدم متأخرا؟! هذا اذا توقف الشيء على نفسه اذا توقف على شيء آخر وهو فقير والآخر على غيره وهو فقير يلزم التسلسل.

وإما أن نفرض لعلة الكون علة أخرى غیر المعلول الأول والعلة الأخرى يفرض لها علة بعدها هكذا يجري فرض سلسلة علل ومعلولات متصاعدة وبلا توقف وهو المعبر عنه بالتسلسل يعني تسلسل سلسلة العلل والمعلولات وهو تسلسل كالدوري باطل ويرجع السر في بطلانه إلى أن كل حلقة في هذه السلسلة فقيرة ومحتاجة ذاتا هي محتاجة فقيرة فكيف يمنح بعضها البعض الآخر وجودا وتحققا مع فرض أن الجميع مفتقرا إلى الوجود والتحقق وهل يعقل أن يمنح الفقير في الوجود نفسه أو غيره غنى الوجود؟ فاذا امكن للصفر أن يمنح نفسه أو غيره عددا من الاعداد أمكن ذلك أيضا اذا هذا الباطل صار اذن الباطل الغيرة ايضا يتحقق وهو محال كما ترى الصفر يمنح نفسه وجود لحكم العقل القطعي بأن فاقد الشيء لا يعطيه.

خرافة أزلية المادة وغناها

حتى لو افترضنا أنها أزلية فهذا لا يستلزم الغنى وقد تقول لماذا لا نفترض المادة أزلية حتى لا نقع في دوامة البحث عن خالقها وبارئها ومن ثم لا نقع في مشكلة الدور والتسلسل.

وقد رد المتكلمون والعلماء على الوهم المزبور أن المادة أزلية بردود شتى نكتفي منها بما اختاره فرانك ألن استاذ الطبيعة البيولوجية حيث أكد ...

الحاشية فرانك ألن ماجيستير ودكتورا من جامعة كررلل استاذ الطبيعة الحيوية بجامعة مانيتوبا بكندا من سنة ١٩٠٤ إلى ١٩٤٤ ميلادية أخصائي في ابصار الالوان والبصريات الفيزيولوجيا وإنتاج الهواء السائل الحائز على وسام كرر الذهبي للجمعية الملكية بكندا.

ماذا يقول؟

ان أجزاء العالم تتجه إلى حالة تساوي درجات الحرارة بعد أن تفقد الأجزاء الأكثر حرارة تفقد حرارتها لتكون متساوية مع غيرها في درجة واحدة وقد استند في ذلك إلى الأصل الثاني من أصول الثرموديناميك والذي يعبر عنه بالسلاح "انتروبي" أو "الاستنزاف والبلي" يعني المادة في حالة الاستنزاف وتغير الغني ما يتغير ويستنزف المادة فقيرة فالمادة لو كانت أزلية لتساوت الدرجة الحرارة الموجودة فيها منذ زمن سحيق يعني ولم تتغير وحيث انها لم تكن كذلك بل تنتظر يوما موعودا بحيث تنزل من الدرجة الحرارة العالية وتهبط فالمادة اذن حادثة وليست قديمة لماذا؟ لأنها متغيرة يعني يريد أن يقول العالم متغير المادة متغيرة وكل متغير حادث اذن المادة حادثة

الا أن الأولى أن يقال وكما المحنا في ما تقدم في الجواب إن أزلية ... الدرس السادس عشر حينما تطرق إلى وحدة القدماء عند المتكلمين وتعدد القدماء عند الفلاسفة إن أزلية وقدم موجود ما لا تمنع من حاجته إلى علة توجده وتمنحه الغنى يعني لا ملازمة بين القدم والغناء قد نلتزم أن الكون قديم أزلي لكنه فقير ومحتاج إلى الله لأن السر في رجوع المعلول الى علته امكانه واحتياجه وافتقاره فاذا ثبت لموجود من الموجودات أنه ممكن محتاج فلا شك حينئذ في لزوم رجوعه إلى علة تمنحه الغنى والتحقق.

وقد اثبت الفلاسفة من خلال بحوثهم أن المادة العلمية لا يصح أن تكون منشأ لنفسها

حاشية رقم ثلاثة يقول المقصود من المادة العلمية هذا مصطلح علمي يعني حسي نحن بعصر العلم يعني عصر الحس والتجربة مادة علمية يعني مادة تخضع للحس والتجربة حاشية رقم ثلاثة المقصود من المادة العلمية كل ما يخضع للحس والتجربة فما يوجد اصطلاح آخر للمادة وهو اصطلاح فلسفي ويعبر عنه بالهيولا أو المادة الأولى هذا اصطلاح يوناني وقد تقدم الكلام عن الاصطلاح الفلسفي في الدرس السابع فراجع. مادة الهيولا يعني المادة الأولى التي تكونت منها الأشياء ... جيد.

وقد اثبت الفلاسفة من خلال بحوثهم أن المادة العلمية يعني المادة التي تخضع للحس والتجربة في المختبر لا يصح أن تكون منشأ لنفسها ولا حتى للظواهر المرتبطة بها لماذا؟ يقول لأن المادة مؤلفة من مادة وصورة يعني مركبة والمركب محتاج إلى اجزائه يعني المادة محتاجة إلى الصورة والصورة محتاجة إلى المادة. لائتلافها هذه الظواهر من مادة وصورة ولا يمكن لكل من المادة والصورة أن توجد مستقلة عن الأخرى يعني المادة مفتقرة إلى الصورة والصورة مفتقرة إلى المادة فيجب أن يوجد فاعل أسبق لعملية التركيب ركب الظاهر من مادة وصورة تلك التي تحقق للموجودات المادية وجودها وذلك لأن المركب الجامع للمادة والصورة محتاج إليهما وكل جزء محتاج الى الآخر.

حاشية رقم أربعة وبهذا البيان يتضح أن الله تعالى يستحيل أن يكون مركبا الله بسيط وليس مركب للزوم احتياجه لاجزائه واحتياج كل جزء إلى الجزء الآخر ومن هنا فانه تعالى مجرد لا مادي. غير مادي لأن المادي يحتاج الى ... المركب يحتاج الى بعض الأجزاء.

فلا يوجد من بينهم ما هو غني بذاته ووجوده فيبقى الافتقار حاكما وقاضيا بوجود علة غنية تعد محطة تنتهي اليها قافلة الموجودات الامكانية لتضخها بالوجود والتحقق ومثال ذلك أن العلوم الطبيعية تبرهن على امكان تحویل العناصر بعضها إلى بعض وهذه حقيقة علمية تتناولها الفلسفة كمادة لبحثها وتطبق عليها القانون العقلي طبعا في البحوث العلمية العنصر ما يتحول إلى عنصر المركب يتحول إلى مركب أما العنصر يبقى على عنصريته يقولون العناصر في العالم كانت ١١٠ فالحديد والزئبق والرصاص والنحاس والالمينيوم اليوتاسيوم والصوديوم إلى آخره ... المركبات تختلف مثلا كلوريد الصوديوم ملح الطعام ؟؟؟ ؟؟؟ أو يوديد البوتاسيوم ؟؟؟ فالمركبات هي التي تتحول وليس العناصر المتخصص في الكيمياء يعرف القائل بأن وصف الذاتي لا يتخلف عن الشيء فنستنتج أن صورة العنصر البسيط كالصور الذهبية ليست ذاتية لمادة الذهب والا لما زالت عنها وانما هي صفة عارضة لذلك فيه ذهب ابيض وذهب أصفر ثم تمضي الفلسفة اكثر من ذلك وتطبق القانون القائل إن لكل صفة عرضية علة خارجية وتصل إلى هذه النتيجة إن المادة لكي تكون ذهبا أو نحاسا أو شيئا آخر بحاجة إلى سبب خارجي[5] وذلك السبب هو الأول الذي لا أول قبله والآخر الذي لا آخر بعده... لأن هذه كلها صفات لله وهو الذي أين الأين يعني أوجد الأين اذ لا اين وكيف الكيف اذ لا كيف وهو الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ولا غرابة في ذلك ما دام الله غنيا بذاته مستغنيا عن ما سواه بل إن كل ما سواه محتاج اليه ومن كان هذا شأنه وهذه منزلته فان من العبث السؤال عن موجده وخالقه وهو قريب من قول القائل إن الملح مع كونه ملحا يحتاج الى ملحا كي يكون مالحا وإن السكر مع كونه سكرا يحتاج إلى سكر حتى يكون حلوا يريد أن يقول الحلاوة من ذاتيات السكر رالملوحة من ذاتيات الملح.

وهم ورد

وقد تقول الا يعني هذا الا الدور الواضح في بطلانه لان استغناء الله عن علة توجده موجب للقول بأن الله توقف في وجوده على نفسه أي أن الله تعالى هو الذي أوجد نفسه بنفسه. القاعدة تقول لكل موجود ممكن علة وليس لكل موجود الله عز وجل قبل الزمن قبل المكان نحن بتخيلاتنا لل نفكك الموجود عن الزمن وعن المكان لأنسنا بالماديات والا الله عز وجل العلة الأولى علة العلل مسبب الاسباب.

والجواب على ما قيل، وأن هذا المعنى يصدق في ما لو كان الله فقيرا في وجوده أو أن له بداية بدء بها ولكننا قلنا واثبتنا بأنه تعالى غني بالذات بمعنى أنه لم يكن في زمن من الازمان بمفتقر إلى الوجود أو معدوما حتى يحتاج الى من يغنيه أو يخرجه من العدم الى حيز الوجود وعلى هذا وكما تقدم فان الله لا يصدق عليه أنه مخلوق ومعلول ومصنوع حتى نسأل عن خالقه وعلته وصانعه أو أن نقول بأنه خلق نفسه بنفسه. بعض الأحيان بعض الأطفال بابا من خلق الله؟ الله مو مخلوق حتى يحتاج الى خالق. ومن الغريب جنوح البعض إلى أزلية المادة وغناها قالوا المادة غنية وارجاعه كل ما تحتضنه المادة من انماط الوجود وصوره البديعة إلى المادة الأولى غريب يعني هم يقولون هذه أشياء أزلية لكن ترجع إلى المادة الأولى لكن تقول لهم هذه أشياء غير أزلية ترجع إلى الله ما يقبلون يريدون شهواتهم. أنا أعرف واحد ابنه الحد أرسله إلى أمريكا رجع ملحد يقول هذا ولدي بطال ؟؟؟ اطرده من البيت هذا مو ان ما يؤمن بالله بشبهة عقلية لا يريد يصلي ولا يصوم ؟؟؟ ما يريد يتعبد فليش يقعد يناقشنا؟يقول الله ما موجود. ؟؟؟ كثير منهم هكذا يريد شهواته ونزواته لذلك بعدين اذا يكبر يمكن يؤمن بالله بس ما يصلي ولا يصوم انتهى العمر. ومن الغريب جنوح البعض إلى أزلية المادة وغناها وارجاعه كل ما تحتضنه انماط الوجود وصوره البديعة إلى المادة الأولى يعني الهيولا مع أنها المادة الأولى يعني الهيولا خرساء طرشاء يعني صامتة وفاقدة لكل ... يعني لا حياة فيها وفاقدة لكل معلم من معالم الفكر والادراك متغافلة عن دور قوة حكيمة وعظيمة وعقل مدبر وكبير وهو الله جل اسمه فلماذا يسمح هؤلاء لأنفسهم اعطاء صفة الأزلية والغنى الذاتي للمادة الأولى الهيولا ولا يسمحوا للموحدين وصف الله بذلك أنه غني قديم. بل إن البعض منهم يظهر اشمئزازه وسخطه من ذلك مع أن ذات الله القدسية أولى بتلك الأوصاف مما سواها وعلى اكبر الظن إن من أهم الاسباب التي دعت هؤلاء إلى ذلك رغبتهم بالتحلل وعدم الالتزام ولا شك أن الإيمان بوجود الله يعني الإيمان باحكامه ووعده ووعيده فمن أجل أن يريح وجدانه من التفكير في يوم موعود يعاقب فيه المسيئون أشد العقاب ويجازى فيه المحسنون بأحسن الثواب يجحد وجود الله ووعده ووعيده ﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا﴾[6] . في احدى المؤتمرات أحد الضيوف قال لي أنا ذهبت إلى النجف الأشرف سنة ونصف أدرس قال وبعدين إلى موسكو صار شيوعي ترك الصلاة وكل شيء ثم أخرج صورة قال هذه بنتي أنا ارجعتها لبلد وتحجبت صارت زينه لما رجعت اوروبا ردت اختربت وفسخت الحجاب يعني جذور الإيمان والتدين موجودة ولكن ما ؟؟؟ شهواته يريد يشرب خمر ويريد إلى آخره. ﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا﴾[7] ويحاول انكاره بأدلة واهية راحة لوجدانه وتبريرا لفجوره وفسوقه ﴿أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه بل يريد الانسان ليفجر أمامه﴾[8]

اعاذنا الله واياكم من الفسق والفجور وبهذه الآية الكريمة مسك الختام في نافذة على الفلسفة للشيخ الدكتور صادق الساعدي. نختم هذا الكتاب اليوم الثلاثاء ٢٤ شوال ١٤٤١ هجرية قمرية الموافق ١٦ /٦ يونيو يعني ١٦ شهر يونيو ٢٠٢٠ عام الفين وعشرين ميلادية المصادف ٢٧ خرداد يعني ٢٧ /٣ عام ١٣٩٩ هجرية شمسية واسئلكم الدعاء كثيرا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo