موضوع:الدرس الثاني كيفية التحضير لدرس بحث خارج الفقه والأصول؟

كيفية التحضير لدرس بحث خارج الفقه والأصول؟

كان البناء أن نشرع اليوم في بحث خارج الخمس من كتاب العروة الوثقى للمرحوم السيد كاظم اليزدي ـ رحمه الله ـ لكن نزولاً لرغبة بعض الإخوة حول كيفية التحضير لدرس البحث الخارج نتطرق إلى مقدمات وأمور تسهم في تنوير وتنوية وتنمية وعي الطالب في كيفية تحضير المادة العلمية للدرس الفقهي والأصولي.

المقدمة الأولى

مراحل الدراسة في الحوزة والجامعة معاً، ومن المعروف أن مراحل الدراسة في الحوزة والجامعة أربع مراحل، وهي كما يلي:

المرحلة الأولى المقدمة في الحوزة والدبلوم في الجامعة، والغرض من هذه المرحلة تكوين فكرة عن المادة العلمية.

المرحلة الثانية مرحلة السطوح الدنيا ويقابلها في الجامعة مرحلة البكالوريوسأوالليسانس والغرض منها بيان فكرة.

المرحلة الثالثة مرحلة السطوح العليا في الحوزة، ويقابلها مرحلة الماجستير في الجامعة، والغرض منها نقد فكرة.

المرحلة الرابعة والأخيرة وهي مرحلة البحث الخارج في الحوزة ويقابلها مرحلة الدكتوراة في الجامعة والغرض منها طرح فكرة.

إذا هذه المراحل الأربع تشترك في الفكرة وتختلف في المضاف إلى فكرة فهل المضاعف هو التكوين كما في المقدمات؟ والدبلومأوالبيان كما في السطوح الدنيا والبكالوريوسأوالنقد كما في السطوح العليا والماجستيرأوالطرح الجديد كما في البحث والدكتوراة.

سميت المقدمات بمقدمات لأنها مقدمات لما بعدها من السطوح فالطالب يدرس المنطق واللغة العربية وآدابها من النحو والصرف والبلاغة لأنها مقدمة للفقه والأصول والعقائد والتفسير

وسميت السطوح سطوحان لأنها سطحية بالنسبة إلى ما بعدها من البحث الخارج وسميت السطوح دنيا لأن مستواها أقل وأدنى من السطوح العليا وسميت لأن مستواها أعلى من السطوح الدنيا

وسمي البحث الخارج بالبحث الخارج لأنه يبحث خارج نطاق الكتب

فالطالب في المقدم والسطوح العليا والسطوح الدنيا يلتزم بكتب ومقررات معينة فيدرس المتون الدراسية.

وأما البحث الخارج فهو لا يتقيد بمتن معين نعم يسير على متن معين كالعروة الوثقى في الفقه وكفآية الأصول في علم أصول الفهم لكنه لا يتقيد بمطالب وأفكار صاحب العروة وصاحب الكفآية .

والغرض من بيان هذه المقدمة الأولى بيان موقع بحث الخارج، موقع بحث الخارج ليس مجرد نقد الأفكارأومعرفة الأفكارأوتكوين صورة فكرية في الفقه والاصول بل موطن البحث الخارج هو طرح الأفكار وبيان النظريات.

فالطالب في مرحلة في مرحلة الدبلوم ومرحلة المقدمات يطلب منه أن يكون فكرة معينة وأن يلم بفكرة في الأصول والفقه والمنطق اللغة العربية وأما في مرحلة السطوح الدنيا فالمطلوب منه بيان هذه الفكرة.

لذلك في مرحلة بكالوريوس يقال للبحث الذي يقدمه الطالب للتخرج يقال له بحث تخرج وأما في مرحلة الماجستير يقال لهذا البحث رسالة تخرج لأنه ينقد هذه الرسالة يطلب فيها النقد وأما في مرحلة في مرحلة الدكتور فيقال لمثل هذا البحث أطروحة، يقال أطروحة الدكتوراه ولا يقال رسالة دكتوراة أو بحث دكتوراه، لأن المراد بالبحث بيان والمراد بالرسالة مناقشة فكرة ونقد فكرة، وأما المراد بالأطروحة هو طرح فكرة وطرح نظرية وترجيح نظرية.

إذا المراد بالدكتور هو الباحث الذي له أطروحة الباحث القادر على بيان أطروحة فكرية وليس مجرد الباحث القادر على نقد فكرة هذا هو باحث الماجستير وليس الباحث الذي له قدرة على بيان فكرة هذا باح مرحلة البكالوريوس أو الليسانس.

إذا المطلوب في مرحلة الدكتوراة ومرحلة البحث الخارج أن يتعلم الطالب كيفية ترجيح الفكرة أي كيفية مناقشة الآراء والأفكار وترجيح فكرة من بينها أو بيان أطروحة جديدة، وهذا ما يسمى بالعرف الحوزوي تحصيل الملكة التي يمكن من خلالها استنباط الأحكام الفقهية.

الغرض من المقدمة الأولى

إذا الغرض من المقدمة الأولى وهي بيان المراحل الأربع للدراسة الحوزوية والجامعية الأكاديمية هو بيان موقع مرحلة البحث الخارج والغرض منها إذ الغرض هو بيان النظريات وطرح الأفكار والتوصل إلى آراء بعد مناقشة الآراء مختلفة وترجيح وأحد من بينها أو بيان نظر جديد، هذا تمام الكلام في المقدمة الأولى.

المقدمة الثانية

مناهج واتجاهات البحث الفقهي والأصولي والمراد بالمنهج ما يشير إلى المصدر والمراد بالاتجاه ما يشير إلى المشرب فمثلاً في التفسير المناهج القرآنية يعني مناهج تفسير القرآن الكريم أهمها خمسة مناهج:

المنهج الأول المنهج القرآني تفسير القرآن بالقرآن.

المنهج الثاني المنهج الروائي تفسير القرآن بالروآية .

المنهج الثالث المنهج الفلسفي تفسير القرآن بالأسلوب العقلي والفلسفي.

المنهج الرابع المنهج العرفاني يعني تفسير القرآن بالشواهد والمكاشفات العرفانية.

المنهج الخامس المنهج التجريبي، تفسير القرآن بمعطيات الحس والتجربة.

وإذا لاحظنا هذه المناهج فإنها تشير إلى مصدر ومنبع المعرفة، ما هو مصدر هذه الطريقة في التفسير؟ هل هو القرآن فقط؟ أو الروآية فقط؟ أو الفلسفة فقط؟ أو العرفان فقط؟ أو التجربة فقط أو التلفيق بين هذه المصادر الخمسة القرآن والسنة والتجربة والفلسفة والعرفان.

فمصدر التفسير يشير إلى منهج التفسير بخلاف الاتجاه الاتجاه يشير إلى المشرب والذوق، فتقول مثلاً تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطبطبائي؟ منهجه قرآني ولكن مشربه فلسفي أي أن الذي يركز عليه صاحب الميزان هو تفسير القرآن بالقرآن لكن الاتجاه والذوق والمشرب هو فلسفي، أو الاتجاه جامع يشير إلى عدة مشارب من فلسفة وعرفان وروآية أحيانا يكون الاتجاه اجتماعي مثل تفسير الكاشف للشيخ محمد جواد مغنية أحيانا يكون الاتجاه علمي إذا المنهج يشير إلى المصدر والاتجاه يشير إلى المشرب والكثير لا يفرق بين الاتجاه منهج.

أهم مناهج البحث الفقهي

إذا اتضح معنى المنهج ومعنى المشرب، نسأل هذا السؤال: ما هي أهم المناهج الفقهية؟ وما هي أهم الاتجاهات الفقهية والأصولية؟

الجواب: أهم مناهج البحث الفقهي منهجان:

المنهج الأول المنهج إخباري الذي يرى أن مصدر البحث الفقهي هو الكتاب الكريم وهو القرآن والسنن المطهرة فقط.

المنهج الثانی المنهج الأصولي الذي يرى أن منهج البحث الفقهي يتمثل في مصادر التشريع الأربعة: الأول القرآن الكريم، الثاني السنة المطهرة، الثالث الإجماع، الرابع العاقل.

فمنهج البحث إما أن يكون أصوليا وإما أن يكون إخبارياً هذا على المشهور، وإن كان رأيت بعضهم حينما سألته وهو المرحوم الصادقي صاحب تفسير الفرقان في تفسير القرآن وقد سألته حينما زرته في بيته قبل ثلاثين سنة قلت له انت اصولي أو إخباري؟ قال لا هذا ولا ذاك بل قرآني قلت هذا موديل جديد؟ وهو مرجع عنده رسالة عملية وسألته ما هو أفضل تفسير؟ قال بعد الفرقان الميزان ـ رحمة الله عليه ـ فهذا إشارة إلى منهج يقول أنا منهجي قرآني، ولكن المشهور والمعروف أن المنهج إخباري أو أصولي.

اتجاهات البحث الفقهی

وأما الاتجاه فالاتجاهات مختلفة فالميرزا نائيني اتجاهه عرفي يعني مشربه وذوقه العرف والمحقق الأصفهاني اتجاهه فلسفي يميل إلى العقليات والأمور الفلسفية والمحقق العراقي منهجه علمي يميل إلى محاكمة المعلومة بشكل علمي بقطع النظر عن أي شيء، هذا تمام الكلام في المقدمة الثانية وهي مناهج واتجاهات البحث الفقهي والأصولي.

المقدمة الثالثة

طرق وأساليب البحث الخارج ويمكن الإشارة إلى ثلاث طرق متداولة:

الطريقة الأولى منهج البحث التحقيقي وهذا ما يرى في بحث سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني وسماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخرساني وسماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر، والمنهج التحقيقي يعتمد على استقصاء أغلب أو جميع الآراء والأفكار في المسألة العلمية وبيانها ومحاولة تقويتها ثم مناقشتها مناقش بمختلف المناقشات.

فإذا شرع في بحث صلاة الجمعة مثلاً فإنه يتطرق إلى الآراء المطروحة في المسألة:

الأول أن صلاة الجمعة في عصر الغيبة واجبة علينا.

القول الثاني أن صلاة الجمعة في عصر الغيبة واجبة تخييراً.

القول الثالث أن صلاة الجمعة في عصر الغيبة مستحبة.

القول الرابع أن صلاة الجمعة في عصر الغيبة غير مشروعة.

القول الخامس أن صلاة الجمعة في عصر الغيبة حرام شرعاً، لأنها تقمص لمنصب الإمام المعصوم ـ عليه السلام ـ .

ثم يتطرق لكل قول من الأقوال الخمسة يطرح جميع الأدلة ثم يحاول تقوية هذه الأدلة حتى الضعيف منه يحاول يقويه ثم يناقشها بمختلف المناقشات إلى أن ينتهي في الأخير إلى القول المختار، فإذا أبطل القول بحرمة صلاة الجمعة أو أنها غير مشروعة أو أنها مستحبة أو أنها واجبة بالوجوب العيني كما يقول أكثر الإخباريين ينتهي إلى القول بأنها واجبة تخييراً في عصر الغيبة كما عليه أكثر الأعلام المعاصرين، هذا منهج تحقيقي هذا يطول يطول يحتاج إلى زمان يحتاج إلى مزاج لذلك دورة شيخنا الأستاذ الشيخ الوحيد الخراساني في الأصول تطول اثنين وعشرين سنة، الشهيد الصدر اثنا عشر سنة الدورة الثانية، السيد الخوئي ست سبع سنوات.

المنهج الثاني المنهج الملاكي أو المعياري هذا حسب تسميتي وهو منهج شيخنا الأستاذ آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي ـ رحمه الله ـ وهو قريب من منهج أستاذه وسيد أساتذتنا السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ـ رضوان الله عليه ـ ولعله قريب من منهج السيد الإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ كان أستاذنا المرحوم التبريزي يقول فلان قال وفلتان ماذا قال؟ هذا ليس شغلي، المهم اختيار القول الراجح الذي ينطبق عليه الملاك والضابطة العلمية واعمل على تقويته فإذا قويته وبينته ببيان من شاف وواف بان ضعف البقيع، وهذا لا يعني أنه لا يتطرق إلى بقية الأقوال لكنه ليس ملزم ببيان جميع الأقوال في المسألة أو أغلب الأقوال مسألة بل يتطرق إلى القول الذي يعتد به، فلو كان في المسألة عشرة أقوال وما يعتد به قولان أو ثلاثة اقتصر على الاثنين أو الثلاثة من دون إضاعة الواو في الأقوال العشرة.

وأتذكر في مجلس الدرس ميرزا جواد ـ رحمه الله ـ أراد أن يطرح المطلب وينهيه فاعترضه معترض لكن الميرزا جواد لم يعطه مجالاً كان آخر سنة من عمره ـ رحمة الله عليه ـ السنة اللتي بعدها مرض وتوفي يعني سنتين من عمره لأنه درس آخر سنة وسنة مرض وتوفي ـ رحمه الله ـ فكان الميرزا جواد ـ رحمه الله ـ في ذلك السن حتى قال امسك شيبته المباركة قال ارحم هذه الشيبة لا توجد لدي قدرة تكوينية على إجابتك ـ رحمة الله عليه ـ .

ولكن المشكل والمستشكل أصر، فقال له ميرزا جواز التبريزي تريد ان تقول كذا وكذا وكذا وهذا مذكور في الكتاب الفلاني صحيح؟ قال نعم.

قال ولكن لا أريد ان أتطرق له ثم قال الميرزا جواد ـ رحمه الله ـ هذا الدرس ليس كبقية الدروس يحضر المادة العلمية ويأتي لكي يلقيها هذا الدرس لبيان عصارة ما توصلت إليه من أفكار ولست بحاجة إلى بيان جميع ما ذكر فقد طالعته ولا حاجة إلى التعرض إليه.

إذا هذا المنهج الثاني المنهج الملاكي المعياري يعني بيان الآراء التي انطبق عليها الضابط والمعيار والآراء التي يعتد بها فبتقوية البناء للقول القوي تنهدم الأقوال الضعيفة.

المنهج الثالث المنهج التنقيري أو النكادي وهذا ما يتراءى في بحث المرحوم السيد محمد الرجائي والسيد أحمد المدني ـ حفظه الله ـ وربما يلوح من بحث أستاذنا السيد موسى الشبيري الزنجاني ـ حفظه الله ـ وهذا البحث يعمد إلى إبراز نكته والتنقير فيها فهو أشبه بالبحث الاستطرادي أي أنه يبحث المسألة العلمية لكنه إذا وجد نكته علمية نكته فقهية نكته اصولية نكته رجالية نكته لغوية مهمة يحاول أن يركز عليها فيبحث هذه النكته أسبوع أسبوعين ثلاثة هو بحث فقهي لكن حصل على نكته رجالية يصير الدرس أسبوعين ثلاثة رجال وبحث فقهي وصل إلى نكته أصولية يصير بحثه أسبوعين ثلاثة أصول فهو بحث نكاتي أو بحث تنقيري يعني لا يركز على كل المباحث وكل الأقوال وكل الآراء وإنما يعمد إلى الالتفات إلى نكته علمية مهمة وينقر فيها ويبحث فيها ويتعمق فيها.

هذه طرق ثلاث للبحث الخارجي المنهج التحقيقي والمنهج الملاكي والمنهج التنقيري والجمع أكمل اذا شخص استطاع أن يجمع هذا جيد ولا تنحصر الطرق بهذه ولكن أبرزها.

طريقتنا في الفقه والأصول

نحن إن شاء الله في بحثنا سنركز على البحث الملاكي في الفقه ولكن في الأصول ربما نعمل إلى المنهج التحقيقي في المسائل العملية المهمة وأما المسائل غير العملية يكفي بيان الضابطة والملاك هو المرور سريعاً بالتالي بحثنا موافق لمنهج وطريقة السيد أبو القاسم الخوئي ـ رضوان الله عليـه ـ وأستاذنا الميرزا جواد التبريزي ـ قدس الله نفسه الزكية ـ هذا تمام الكلام في المقدمة الثالثة طرق وأساليب البحث الخارج.

المقدمة الرابعة

مصادر التحضير في بحث الخارج، الطالب إذا أراد ان يحضر للبحث الخارج في مسألة فليعمد إلى البحث عن أهم التقريرات والكتب العلمية الدقيقة التي كتبت في هذا المجال.

فمثلاً إذا أراد ان يبحث عن طرق ثبوت الهلال يبحث من هنا وهناك فسيجد رسالة للسيد أبو القاسم الخوئي خاصة تحت عنوان طرق ثبوت الهلال كتبها السيد محمد الحسيني طهراني وهي عبارة عن مراسلات بينه وبين السيد أبو القاسم الخوئي أو أراد أن يبحث الصلاة في اللباس المشكوك فعليه بكتاب ورسالة الصلاة في اللباس المشكوك للميرزا النائيني التي كتبها ونقحها في عشرين سنة ويقول شيخنا الأستاذ الوحيد الخرساني من يفهم رسالة الصلاة في اللباس المشكوك للميرزا النائيني وأعطيه إجازة اجتهاد فالطالب إذا أراد أن يبحث أي مسألة فقهية أصولية رجالية يبحث عن أهم الكتب الحديثة أهم التقريرات والكتب الحديثة لعلماء معتد بهم ويطالعها ولكن عليه أن يلم بمصادر مهمة بعضها دورات وبعضها كتب لا بد أن يرجع إليها هذه الدورات أشرنا اليها في الدرس السابق ولا بأس بتكرارها سريع أهمها ثمان دورات.

مصادر البحث الفقهي

الدورة الأولى الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة ثلاثة وعشرين مجلد للشيخ يوسف البحراني وتتميز بقوة الاستظهار والذوق الفقهي.

الدورة الثانية جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ثلاثة واربعين مجلد للشيخ محمد حسن النجفي وتتميز باستقصاء الأقوال إذا أردت أن تتبع الأقوال عليك بجواهر الكلام مفتاح الكرامة للسيد محمد جواد العاملي جواهر الكلام يتميز باستقصاء وتتبع الأقوال في المسألة وبالتحقيق والمناقشة العلمية.

الدورة الثالثة جامع المقاصد في شرح القواعد ثلاثة عشر مجلد للمحقق الثاني الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ويتميز بالتحقيق العلمي والفقاهة الراقية.

الكتاب الرابع مستند الشيعة للمحقق الشيخ أحمد النراقي، ويتميز بالفقاهة الراقية والقوة العلمية طبع في واحد وعشرين مجلد.

الدورة الخامسة مستمسك العروة الوثقى للسيد محسن الطباطبائي الحكيم طبع في ثلاثة عشر مجلداً، ويتميز بتتبع الأقوال وبالذوق الفقهي وقوة المناقشة والفقهاء راقية.

الدورة السادسة والأخيرة موسوعة الإمام الخوئي تنقيح في شرح العروة الوثقى تقرير الشيخ الميرزا علي الغروي مستند الشيعة تقرير الشهيد مرتضى البروجردي بالتنقيح تقرير الشهيد الغروي مباني العروة الوثقى معتمد العروة الوثقى تقرير الخلخالي مباني والوثقى تقرير السيد محمد تقي الخوئي ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ ويتميز بحث السيد الخوئي بالصناعة العلمية.

السيد الخوئي يتميز بالدقة الفقهية والدقة الأصولية وأفضل اأفضل كتب في الفقه والأصول التعليمية كتب السيد الخوئي وأفضل أستاذ حضرت عنده في الفقه التعليمي أستاذنا المرجع الديني سماحة آية الله العظم السيد كاظم الحسين الحائري صاحب ذوق فقهي ويعلم الطالب كيف يفكر؟ كيف يستنتج؟ هذه أهم ثمان دورات.

يبقى الكلام هناك

كتب لابد منها مثلاً كتب شيخ الأساطين الشيخ جعفر كاشف الغطاء كتب الشيخ مرتضى الأنصاري الشيخ الأعظم ودورات أخرى لها امتيازات مثل تعرف كل دورة ولها امتيازها مثلا دورة مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة في معرفة الأقوال مهمة، دورة رياض المسائل السيد علي الطباطبائي فائدتها في ماذا؟ في معرفة الإجماعات المنقولة من نقل الإجماعات المنقولة هذا تمام الكلام في المقدمة الرابعة وهي مصادر البحث الفقهي.

مصادر البحث الأصولي

أشرنا إليها في درس الأصول الدرس الأول منه خارج الأصول.

المقدمة الخامسة والأخيرة وهي لبّ الموضوع

كيفية تحضير الدرس ويمر بثلاث خطوات:

الخطوة الأولى الاستيعاب التام للمطلب.

المقدمة الثانية البحث والتنقيب والتحري.

الخطوة الثالثة النقد والمحاكمة.

ويجدر الإشارة إلى نكته مهمة جداً وهي أن الطالب في مرحلة المقدمة والسطوح الدنيا وحتى السطوح العليا غالباً ما يحضر الدرس بعقلية المتلقي بينما الطالب في مرحلة البحث الخارج ينبغي أن يحضر بعقلية المحاكم وفرق كبير بين عقلية وذهنية من يحاول التلقي والاستيعاب وبين عقلية من يحاول النقد والمحاكمة والمناظرة وترجيح الأفكار لذلك لا بد من هذه الخطوات الثلاث تباعاً.

الخطوة الأولى الاستيعاب التام، الإنسان عدو ما يجهل لا بد أن يستوعب استيعابا تام بتعبير بعض الأساتذة خلي المطلب أول شي ينقع ينقع بعدين ناقش أول افهم جيدا ثم ناقش جيدا لذلك الخطوة الاولى الاستيعاب التام من يحضر بحث الخارج في بداية دراسته يحتاج أن يركز على الخطوة الأولى أن يستوعب يفهم يتعلم كيفية فهم هذا الكتاب وهذه المادة الخطوة الثانية البحث والتحري ينقب فمثلاً يقرأ بحث السيد الخوئي كما سيأتي في الخمس نسب شيء إلى صاحب الحدائق ثم ناقش صاحب الجواهر صاحب الحدائق الخطوة الأولى أولا افهم كلام الخوئي ثانيا افهم كلام صاحب الحدائق ثالثا افهم كلام صاحب الجواهر هذه في الخطوة الاولى الاستيعاب التام.

الخطوة الثانية البحث والتحري تفتح الحدائق هل ما ذكره السيد الخوئي مطابق لما في الحدائق أولا؟ افتح الجواهر هل ما ذكره صاحب الجواهر؟ ومناقشته لصاحب الحدائق صحيح أو لا؟ هل فهم صاحب الجواهر لكلام صاحب الحدائق صحيح أو لا؟ وهل فهم السيد الخوئي لكلام صاحب الجواهر؟ ومناقشته لصاحب الحدائق صحيح أو لا؟ هذا مهم البحث والتنقيب.

المرحلة الثالثة النقد والمحاكمة طبعاً ستنقل وفقاً لفهمك واستيعابك.

وثانيا وفقاً لتحريك وتتبعك والله هذا الفهم غير صحيح، هذه النسبة غير صحيحة، ثم بعد ذلك تناقش صاحب الجواهر، صاحب الحدائق، السيد الخوئي، وتطرح الرأي المختار.

إذا اتضح في نهاية هذا الدرس كيفية تحضير الدرس الفقهي أو الدرس الأصولي أنت تمسك في الأصول بحث السيد الشهيد الصدر أو بحث السيد الخوئي أو بحث السيد الإمام أولا تحاول تستوعب كلامه إذا ما استوعبت كلامه تحاول تقرأ كتب أخرى تعينك على استيعاب كلامه.

مثلاً ما استوعبت تقرير الخمس للشيخ البروجردي حاول تستوعب تقرير الخمس للسيد مجتبى الرودباري أو تقرأ بحث خمس آخر حتى تفهم كلام السيد الخوئي هذي مرحلة الاستيعاب.

ثم تأتي المرحلة الثانية مرحلة التنقيب والتحري نسب إلى صاحب الحدائق نسب إلى صاحب الجواهر نسب إلى صاحب مفتاح الكرامة نسب إلى جامع المقاصد ترجع إلى الكتاب.

المرحلة الثالثة النقد والمحاكمة النقد يدخل فيه الفهم والاستيعاب يدخل فيها النسبة ويدخل فيها الملاك والمبنى اللي أنت تبنيه والذي على أساسه تناقش كلام السيد الخوئي أو كلام الميرزا نائيني أو المحقق العراقي أو المحقق الأصفهاني.

فإن المناقشة على نحوين:

مناقشة مبنائية ومناقشة بنائية.

المناقشة البنائية يعني بناء على مبناك لو سلمنا به يرد عليك كذا والمناقشة المبنائية نحن لا نلتزم بمبناك وإنما نلتزم بهذا المبنى فالمناقشة المبنية عادة تكون نقضية ننقض عليك بناء على مبنى هكذا والمناقشة المبنائية مناقشة حلية يعني حل الإشكال باتخاذ هذا المبنى.

وفقنا الله واياكم جميعاً للبحث العلمي والتنقيب والمعرفة وإن شاء الله نشرع غداً ان شاء الله في بداية كتاب الخمس من العروة الوثقى للمرجع الكبير السيد محمد كاظم اليزدي ـ رضوان الله عليه ـ واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.