< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

44/04/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المقدمة/الوضع/الجهة الثانية حقيقة الواضع

 

الجهة الثانية حقيقة الواضع

انتهينا بحمد الله عز وجل من الجهة الأولى وهي حقيقة الوضع واتضح أن الصحيح عندنا هو أن الوضع عبارة عن جعل الارتباط بين اللفظ والمعنى وهذا موافق لما ذهب إليه الشيخ ميرزا هاشم الآملي ـ رحمه الله ـ في كتابه بدائع الأفكار الجزء الأول صفحة ثمانية وعشرين. [1]

فحقيقة الوضع هي عبارة عن اعتبار اللفظ دالاً على المعنى اليوم إن شاء الله نشرع في بيان الجهة الثانية حقيقة الواضع ولابد من تشخيص الواضع، فمن هو الواضع؟ يوجد اتجاهان:

الاتجاه الأول القول بالإلهية الوضع، وقد اختار هذا القول جماعة منهم الميرزا النائيني ـ رضوان الله عليه ـ فوائد الأصول للكاظمي الجزء الأول صفحة ثلاثين، أجود التقريرات للسيد الخوئي الجزء الأول صفحة تسعة عشر.

الإتجاه الثاني القول ببشرية الوضع وهذا القول هو المعروف والمشهور بين الأصوليين.

وسيتضح إن شاء الله أن بشرية الوضع هي القول الصحيح وهذا مطابق لما هو الظاهر منذ نشوء اللغة في حياة الإنسان من عصر الإنسان البدائي إلى العصر الحديث.

فقد تطورت اللغة وتوسعت على يدّ الإنسان ولعل أفضل من وجدته قد بين بشرية الوضع ببيان وافي وشافي سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض في دورته الأصولية المباحث الأصولية الجزء الأول صفحة مئة وتسعة وأربعين. [2]

بيان ذلك:

إن الله تبارك وتعالى قد مَنّ على الإنسان بنعمتين:

الأولى نعمة العقل والإدراك.

والثانية نعمة البيان، قال تعالى ﴿خلق الإنسان علمه البيان﴾[3] .

إذا من ناحية الإنسان عنده نعمة العقل ونعمة البيان، ومن ناحية أخرى نجد هذا الإنسان بمقتضى علاقاته بالآخرين في المجتمع الإنساني لديه متطلبات حياتية فهو بحاجة إلى أن يفصح عن ما بداخله وبحاجة إلى وسائل وأسباب تنقل المعاني المطلوبة من داخله إلى خارجه وهذا أمر وجداني.

وإذا لاحظنا تاريخ البشرية نجد أنهم قد بدأوا بالعصر الحجري وبدأوا بالصور والرسومات ففي بداية المحاورات كانوا يحضرون ذات الشيء ثم استغنوا عن إحضار ذات الشيء برسم الشيء ثم استغنوا عنه بالإشارة إليه ثم استغنوا عنه بوضع اللفظه وهكذا تطورت اللغات واللهجات.

إنما الكلام والخلاف في نقطة أخرى وهي أن عملية وضع الألفاظ واللغات بكافة بأنواعها هل هي من صنع الله تعالى؟ بمعنى أنها كانت إلهام من الله الله ألهم الإنسان وأنطقه أم أن هذه الألفاظ كانت من صنع البشر؟ هذه هي نقطة الخلاف.

والصحيح أن الألفاظ واللغات هي من صنع البشر ومن استدل على أنها من صنع الإله ارتكز إلى نكتة واحدة وهي عدم تمكن البشر في حياتهم الأولى من الإتيان بالألفاظ من دون إلهام من الله تعالى رغم أن التحدث والكلام من متطلبات حياة الإنسان اليومية وحاجاته الضرورية لكن هذه الدعوة تقول إن الإنسان في بداية الخليقة لم يكن قادراً على النطق والبيان فعلمه الله عز وجل الألفاظ والتلفظ.

إذا من يرى أن الوضع والواضع عملية إلهية قد يدعي أنها بشكل مطلق وقد يدعي أنها في البداية إلهية أول ما خلق الله آدم علمه الأسماء وعلمه النطق ثم بعد ذلك تعلم الإنسان.

ولكننا نقول أن اللغة ليس لها واضع واحد بل اللغة لها واضعون كثر ونشأ الوضع بحسب متطلبات التعايش الإنساني وتطورت اللغات على يدّ الإنسان.

إلى هنا بينا النكتة الفنية لكون عملية الوضع بشرية وليست إلهية وذكرنا بعدين بعد داخلي وبعد خارجي.

البعد الداخلي الإنسان عنده نعمتان: العقل والبيان، البعد الخارجي الإنسان عنده متطلبات معيشية مفطور على الاجتماع وبحاجة إلى أن يفصح عما بداخله فبمقتضى الحاجة الخارجية فَعَلَ النعمتين الداخليتين وتكلم ثم تطور الكلام على مرّ العصور والدهور.

هذا تمام الكلام في بيان بشرية الوضع.

وأما من قال بإلهية الوضع فمستنده استبعاد أن يكون الإنسان قادراً على البيان منذ بدء الخليقة وقد ذكر الميرزا ـ رحمه الله ـ استبعادين وقد أضاف إليهما الشهيد الصدر أربعة استبعادات فيكون المجموع ستة استبعادات وقد أطال الكثير من الأعلام في مناقشتها والأخذ والردّ ولا داعي للإطالة لذلك اليوم نأخذها من تقرير السيد محمود الهاشمي الشاهرودي لأنه مختصر مقتضب حتى نخلصها في هذا الدرس لا داعي للإطالة نذكر الاستبعادات بشكل موجز ونردّ على بعضها وعلى الجميع بشكل عام.

الاستبعاد الأول أجود التقريرات الجزء الأول صفحة اثنا عشر[4] الأمر الأول ما نشاهده من استيعاب الأوضاع اللغوية طبعاً يكن مراجعة بحوث في علم الأصول الجزء الأول صفحة أربعة وثمانين:[5]

الأمر الأول ما نشاهده من استيعاب الأوضاع اللغوية لدقائق فنية سواء ما كان يرتبط بجانب اللفظ أو جانب المعنى وهذا يفوق عادة طاقة جماعة الناس وقدرتهم على نسجها وإبداعها فما ظنك بشخص واحد يضع اللغة؟!

الاستبعاد الثاني لو كان هناك واضع بشري معين قد أبدع كل هذا النظام اللغوي المنسق المتكامل لا نقل لنقل ذلك في التاريخ ولخلد ذكره في الشعوب بينما لا يوجد شيء من ذلك في تاريخ أي لغة من اللغات.

وقد نوقش الميرزا النائيني في عدة من الكتب يمكن مراجعات بدائع الأفكار الميرزا هاشم الآملي الجزء الأول صفحة ثمانية وعشرين[6] وهو من أبرز تلامذة المحقق العراقي ويمكن أيضاً مراجعة منهاج الأصول[7] للكرباسي الجزء الأول صفحة ثلاثة وعشرين وغيرهما من الكتب والموسوعات مثل مباحث الأصولية للشيخ محمد إسحاق الفياض ومحاضرات السيد الخوئي محاضرات في الأصول الجزء ثلاثة وأربعين صفحة أربعين وما بعدها. [8]

خلاصة مناقشة هذين المطلبين أنهما مبنيان على أن الوضع واحد ونحن لا نسلم أن الواضع واحد على الرغم من أنهم قد نقلوا أن اللغة العربية منسوبة إلى يعرب بن قحطان قد نسبت إلى رجل واحد لكننا لا ندعي أن اللغة قامت على أساس واضع واحد جاء بقاموس بل اللغة قامت على مجموعة من البشر وهذا ما يفسر الترادف وجود مفردات كثيرة وجود لهجات كثيرة وجود مشتركات كثيرة هذا نظراً لتعدد الواضعين.

فإذا هذا الإبداع ممكن نظراً للكثرة البشرية.

الاستبعاد الثالث الأمر الثالث أنه كيف قدر لإنسان ما قبل اللغة البدائي أن يلتفت إلى إمكانية الاستفادة من الألفاظ ووضعها بإزاء المعاني لولا إلهام من الله تعالى وتدخل منه بهذا الشأن. [9]

الجواب هذا ممكن هذا حتى في حياة الأطفال الأطفال لا يفقهون أي لغة لكن إذا أرادوا أن يبرزوا ما بداخلهم فقد يبتكر طفل من الأطفال مفردة ثم تنتشر في لغة الأطفال هذا موجود إلى يومنا هذا.

الاستبعاد الرابع أن ظاهرة اللغة في ضوء المسالك المعروفة في تفسير الوضع تتطلب درجة بالغة من النضج الفكري والتطور الاجتماعي تؤهل الإنسان البدائي لفهم معاني التعهد والالتزام أو الجمع والاعتبار مع أن مثل هذه المرتبة من النضج العقلي والاجتماعي إنما حصل للإنسان في مراحل متأخرة عن صيرورته إنساناً اجتماعياً قادراً على التفهيم ونقل أفكاره إلى الآخرين.

وفيه نحن لا نلتزم أن اللغة في بداياتها كانت معقدة ودقيقة بل نشأت بشكل عفوي وبسيط جداً يمكن مراجعة هذه الأمور في بحوث السيد محمود بحوث في علم الأصول الجزء الأول صفحة خمسة وثمانين.

الإستبعاد الخامس إنه لو سلم إدراك إنسان قبل اللغة لمثل هذه القضايا المعنوية الدقيقة مع ذلك يقال كيف قدر لهذا الإنسان أن يفهم الآخرين ويتفاهم معهم ويتفق في تلك الأفكار لأنها ليست إلى حد القضايا الساذجة المحسوسة في الخارج لكي يمكن التفاهم عليها بالرموز والإشارات.

وفيه ذكرنا وجود نعمتين: الأولى العاقل والثانية البيان فهاتان نعمتان داخليتان عند الإنسان فإذا اضطر خارجاً إلى التعامل وفعل هاتين النعمتين فإنه سيبدع شيئاً فشيئاً.

الإستبعاد السادس والأخير الأمر السادس كيف نفسر اتفاق مجموعة من الناس على لغة معينة؟ فهل كان ذلك من باب أنهم جميعاً قد انقدح في أذهانهم أن لفظة الماء يناسب وضعها بإزاء المعنى المعين ولفظة الهواء بإزاء المعنى الآخر وهكذا أو أن ذلك حصل عند أحدهم ثم أتبعه فيه الآخرون والتزموا بقراره.

أما الأول يعني حصل عند أحدهم ثم أتبعه فيه الآخرون..

أما الأول فبعيد جداً بحساب الإحتمالات يعني صدفة في الأذهان.

وأما الثاني يعني حصل عند واحد ثم بعد انتشر فغير متناسب مع وضع إنسان ما قبل اللغة البدائي فإن حالة التبعية الجماعية لرئيس أو شيخ عشيرة مثلاً إنما حصلت في تاريخ الإنسان متأخراً عن ظاهرة اللغة بكثير.

وفيه نحن لسنا بحاجة إلى البعد العشائري والبعد الرئاسي يكفي وجود النعمتين الداخليتين نعمة العقل ونعمة البيان، والله عز وجل مَن على الإنسان ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾[10] الله كرم الإنسان بالعقل ومَن عليه بنعمة البيان، فإذا واجه تحديات في الخارج فَعَلَ هاتين.

في الختام السيد الشهيد فذلكة الموقف في تشخيص الواضع يقول:

هذه الإيرادات قد ترد بناء على المسالك الأخرى مسلك الاعتبار أو مسلك الوضع أو مسلك السببية الواقعية ولكن لا ترد على مسلك القرن الأكيد الذي يرى أن اللغة أمر ماذا؟ أمر تكويني وليس أمر اعتباري فبما أن القرن الأكيد أمر تكويني أمر خلقي لا ترد هذه الاستبعادات لأنها قائمة على أن القول ببشرية الوضع ناظرة إلى ماذا؟ إلى المسالك المعروفة كنظرية الاعتبار والتعهد.

أقول هذه الإشكالات لا ترد لا على نظرية القرن الأكيد ولا على سائر المسالك وقد نصّ على ذلك السيد الخوئي ـ قدس الله نفسه الزكية ـ وهذا البحث أبدع فيه السيد الخوئي وحلل مراد أستاذة الميرزا النائيني لكن نحن المواطن اللي ما فيها ثمرة علمية كثيرة أو ثمرة عملية ما نحتاج نطول فيها وإلا هذا الدرس نقدر نخلصه في أسبوع لكن يوم واحد يكفي ما يحتاج نطول.

قال السيد الخوئي ـ أعلى الله في الخلد مقامه ـ محاضرات في أصول الفقه ثلاثة وأربعين صفحة أربعين[11] طبعاً السيد الخوئي من القائلين ببشرية الوضع السيد الإمام الخميني من القائلين ببشرية الوضع السيد الشهيد أيضاً من القائلين ببشرية الوضع أغلب يرون بشرية السيد محمد الروحاني في منتقى الأصول الشيخ الفياض في المباحث الأصولية نحن نذكر نصّ الأعلام الثلاثة محور بحثنا الأعلام الثلاثة المعاصرين.

قال السيد الخوئي في المحاضرة الجزء ثلاثة وأربعين صفحة أربعين[12] يقول:

فالمتحصل مما ذكرناه أمران:

الأول أن الله تبارك وتعالى ليس هو الواضع الحكيم.

الثاني أن الوضع لا ينحصر بشخص واحد أو جماعة معينين على جميع المسالك في تفسير حقيقة الواض

وقال صفحة تسعة وثلاثين:

ومما يؤكد ما ذكرناه ما نراه من طريقة الأطفال عندما يحتاجون إلى التعبير عن بعض المعاني فيما بينهم فإنهم يضعون الألفاظ لهذه المعاني ويتعاهدون ذكرها عند إرادة إبراز ما يختلج في أذهانهم من الأغراض والمقاصد ولا نجدهم يتخلفون عن هذه الحال.

حتى إنهم لو عاشوا في مناطق خالية من السكان لتكلموا بلغة مجعولة لهم لا محالة ولا نعني بالوضع إلا هذا التعهد وهذا الالتزام وإليه أشار تعالى بقوله ﴿خلق الإنسان علمه البيان﴾ سورة الرحمن الآية ثلاثة وآية أربعة.[13]

وذلك وإن كان ينتهي إليه تعالى لأنه من لطفه وعنايته يعني إشارة إلى نعمة البيان إلا أنه أمر آخر غير أنه هو الوضع الحكيم.

نحن لا نلتزم أن الله تبارك وتعالى هو الذي وضع هذا رأي السيد الخوئي.

السيد الامام أيضاً في تقريراته الثلاثة تهذيب الأصول الشيخ جعفر السبحاني وجواهر الأصول للنكرودي وتنقيح الأصول للاشتهاردي عبارة أصرح نحن العبارة الأصرح نأخذها قال في تنقيح الأصول لاشتهاردي الجزء الأول صفحة ثلاثين[14] قال:

فاتضح بذلك أن الوضع ليس هو الله تعالى ولا النبي عبارات السيد الإمام كلها صريحة فاتضح بذلك أن الوضع ليس هو الله تعالى ولا النبي ولا وصي نبي ولا شخص واحد معين بل أشخاص متعددة تدريجياً كما شاهد بالعيان وضع بعض الألفاظ في زماننا هذا لمعانٍ جديدة مخترعة لم تكن سابقاً وهو السر في وقوع الألفاظ المشتركة والمترادفة.

حيث إن الواضع للفظ لمعنى من المعاني وضعه له من دون إطلاعه على وضع شخص آخر لفظ آخر لذلك المعنى أو وضع هذا اللفظ لمعنى آخر. [15]

لكن الشهيد الصدر ـ رضوان الله عليه ـ بعد أن دفع الاستبعادات الستة هنا في تقرير السيد محمود ردّ فقط استبعادين لـ الميرزا النائيني والاستبعادات الأربعة بشكل عام ولكن في تقرير الشيخ حسن عبد الساتر تقرير السيد كاظم الحائري وتقرير الشهيد الصدر الثاني ردّها بشكل مفصل كل إيراد ورده ما في داعي اليوم نطول فيها.

في الختام قال لا يوجد دليل على نفي إلهية الوضع يعني صحيح رجحنا بشرية الوضع ولكن لا يوجد دليل ينفي إلهية الوضع خصوصاً في المراحل الأولى من البشرية أيام خلق آدم لا بس نقرأ هذا الكلام لدقته بحوث في علم الأصول الجزء الأول السيد محمود الهاشمي صفحة ستة وثمانين قال:

من المعقول افتراض أن مجموعة متقاربة من الناس في مواطن العيش وظروفهم الطبيعية قد اتفقوا فيما بينهم تدريجاً على اختيار ألفاظ مخصوصة وتعيينها بإزاء معاني مخصوصة بشكل بدائي ساذج ثم تطور ذلك عندهم بمرور الزمن وتنامي خبراتهم.

ولكن مع ذلك لا نملك برهاناً قاطعاً على نفي اتجاه إلهية الوضع وأن الوضع ونشوء ظاهرة اللغة في حياة الإنسان كان من صنع نفسه مئة بالمئة بل من المحتمل أن تكون قد بدأت هذه الظاهرة في حياة الإنسان أول ما بدأت بتدخل وعناية من الله سبحانه وتعالى بأن يكون قد ألهم آدم فعلمه الأسماء والألفاظ وكيفية استخدامها في مجال نقل أفكاره وخواطره إلى الآخرين بل فرضية الإلهام بأصل اللغة لعلها هي المناسبة مع ما هو الملاحظ في جملة من النصوص الدينية التي تؤكد على أن الخليقة الأولى من البشر آدم وزوجته كان على معرفة واطلاع بلغة من الحوار والتفاهم فيما بينهما قبل أن يهبطا إلى الدنيا ويمارسا نشاطهما الطبيعي والاجتماعي فيها.

وهذا من المستبعد جدا أن يحصل من دون افتراض إلهام رباني كان بذرة في طريق نشوء هذه الظاهرة بعد ذلك في حياة الإنسان.[16]

أقول ليس الكلام في الإلهام الإلهي نحن نسلم بالإلهام الإلهي ومن الإلهام إيداع النعمتين: نعمة البيان ونعمة العقل.

إنما الكلام كل الكلام في وضع الألفاظ هل الله عز وجل هو الذي وضع الألفاظ إلى آدم وحواء؟ أم أنهما تكلما بما ألهمهما الله يعني بما أودع فيهما من غرائز ونعم.

كما أنه لا يوجد دليل على النفي كما هو مدعى الشهيد الصدر لا يوجد دليل على الثبوت حتى الآيات والروايات وعلم آدم الأسماء كلها هذا ناظر إلى شيء مخصوص يعني علم خاص الله عز وجل علم آدم علم خاص لذلك لما عرضهم على الملائكة الملائكة لم يعرفوا ذلك وليس المراد أنه علمه لغة خاصة ووضع له ألفاظاً خاصة لذلك كلام سيد أساتذتنا السيد الخوئي ـ رضوان الله عليه ـ دقيق جداً صفحة سبعة وثلاثين آخر سطرين يقول:

وعلى الجملة إن مسألة الإلهام أجنبية عن تحقق معنى الوضع بالكلية فإن الإلهام من الأمور التكوينية الواقعية ولا اختصاص له بباب الوضع والمبحوث عنه هو معنى الوضع كان الوضع بإلهام إلهي أم لم يكن؟ كلام دقيق هذا تمام الكلام في الجهة الثانية حقيقة الواضع واتضح أن الاتجاه الراجح هو بشرية الواضع لا إلهية الواضع.

الجهة الثالثة يأتي عليها الكلام وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo