< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/03/11

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

 

مسألة 36: يجب الترتيب بين آيات الحمد و السورة و بين كلماتها و حروفها، و كذا الموالاة فلو أخلّ بشي‌ء من ذلك عمداً بطلت صلاته[1] .

الظاهر عدم الخلاف في وجوب الترتيب في القراءة وکذلک وجوب الموالاة فيها، وذلک بين الحمد والسورة وکذلک بين الآيات والکلمات وحروفها، اما بين الحمد والسورة فلما تقدم من الادلة علی البدء بالحمد ثم الاتيان بسورة بعدها.

واما بين الآيات والحروف فيهما فاذا قدم ما هو متاخر او عكس ذلك، لا يصدق عليه الاتيان بما هو واجب عليه، ومتعلقاً للتکليف، فلم يتحقق المأمور به فيحکم بالبطلان، ولا يتدارک بالتکرار مع رعاية الترتيب، لتحقق الزيادة العمدية المبطلة لصدق الزيادة بالقراءة الاولی المبطلة، لانه اتی بها بقصد الجزئية، فلا اثر للاتيان بها ثانياً، نعم. اذا لم يقصد الجزئية بل اتی بها بعنوان مطلق القرآن فلا يصدق الزيادة فلا يوجب البطلان حينئذ.

واما الموالاة: فالظاهر عدم الخلاف في اعتبارها فيها، وذلک لتقوم مفهوم الآية او الکلمة بالموالاة والوحدة الاتصالية العرفية بينهما، فلو تخلل فصل طويل کالسکوت ـ مثلا ـ الماحي للصورة والهيئة الکلامية لخرجت الآية والکلمة عن حقيقتها، فمثلاً لو قال: ما وبعد مدة قال: لـِ وبعد مدة اخری قال: كِ ، لم يعد ذلک مصداقاً لکلمة مالک بل يعد غلطاً عرفاً ولغةً، بل خارجاً عن العربية، وکذلک اذا قال: مالک، وبعد مدة طويلة قال: يوم: وبعد مدة اخری قال: الدين، لم يعد مصداقاً للاية المبارکة، بل يعد خارجاً عن نظام المحاورة وعن الکلام العربي، وکذلک الحال بين الآيات بعضها مع بعض، فصدق عنوان السورة او الآية او الکلمة موقوفٌ علی مراعاة الهيئة الاتصالية الملحوظة بين الاجزاء، بحيث لو اخل بها لخرجت عن الکلام العربي، بل يعد غلطاً.

ومن ذلک يظهر انه اذا کان بانياً من الاول علی الاخلال کذلک، فهو موجب للبطلان من جهتين:

الاولى: لاجل الزيادة العمدية.

و الثانية: لصدق کلام الادمي عليه، لخروج ما صدر منه عن القران والذکر والدعاء.

ولا يفيد التدارک بتکرار القراءة بعد حصول ما يبطل الصلاة، کما نسب الی جماعة، وکذلک ظهر ان الاخلال بالموالاة اذا کان سهواً فلا موجب لبطلان الصلاة لحديث: لا تعاد، وعدم ما يوجب البطلان، ولکن اذا کان في محله فلابد له من التدارک، باعادة القراءة مع الموالاة.

 

مسألة 37: لو أخلّ بشي‌ء من‌ الكلمات‌ أو الحروف‌ أو بدّل حرفاً بحرف حتى الضاد بالظاء أو العكس بطلت، و كذا لو أخلّ بحركة بناء أو إعراب أو مد واجب أو تشديد أو سكون لازم، و كذا لو أخرج حرفاً من غير مخرجه بحيث يخرج عن صدق ذلك الحرف في عرف العرب[2] .

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

الاخلال في القراءة تارة: يقع في المادة. وثانية: في الحروف کتبديل حرف الضاد بالظاء بناء علی ان لا يکونا حرفاً واحداً. وثالثة: يکون في الهيئة. ورابعة: يکون في الحرکات من الاعراب والبناء. وخامسة: يکون في المد والتشديد. وسادسة: في اداء الحروف وخروجها عن مخارجها.

اما الاول: فلا اشکال في انه اذا صدر منه عمداً، فهو موجب للبطلان کتبديل الحمد بالشكر، فيقول بدل الحمد لله الشكر لله، او بدل يوم الدين يوم الجزاء ونحو ذلک فانه يلزم منه البطلان مع العمد، لانه لا يصدق عليه القراءة المأمور بها، وانه من القرآن أو الذکر أو الدعاء، بل يعد کلام آدميٍّ، فاذا تدارک يلزم الزيادة ومع عدمه يلزم النقص، واما اذا صدر منه سهواً فتصح القراءة مع التدارک.

واما الثاني: وهو الاخلال بحرف واحد کتبديل حرف بحرف آخر فيأتي نفس الکلام المتقدم، ومع الصدور عمداً يلزم البطلان، لعين ما سبق وادعي الاجماع علی ذلک، عن المعتبر والمنتهی وکشف اللثام وغيرها.

واما الثالث: وهو الاخلال بالهيئة کتقديم بعض الحروف علی بعضها الآخر مع اتحاد المعنی، او تقديم کلمة علی کلمة کما اذا قال: لله الحمد رب العالمين، او قال: قل الله هو الاحد، الصمد الله، ونحوهما فأيضاً يوجب البطلان کما تقدم مع العمد، ويصح سهواً مع التدارک.

 


[1] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 428.
[2] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 430.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo