< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/03/23

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

 

مسألة 50: الأحوط القراءة بإحدى القراءات السبعة و إن كان الأقوى عدم وجوبها، بل يكفي القراءة على النهج العربي، و إن كانت مخالفة لهم في حركة بنية أو إعراب.

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

في هذه المسألة وجوه:

الاول: ما ذکره الماتن من عدم وجوب القراءة باحد القراءات السبعة، بل يکفي القراءة علی النهج الصحيح في لغة العرب، وان کانت مخالفة لهم في الحرکة بناء او اعراباً ويظهر ذلك ايضاً من کلمات صاحب الجواهر&.

الثاني: الاقوی الوجوب علی أحدی القراءات السبع وان کان بعضها أولی کقراءة عاصم، وبعده قراة أبي بن کعب، قال به جماعة منهم السيد البروجردي والنائيني والشاهرودي والسيد الامام.

الثالث: انه يجب القراءة بما هو متداول في عصر الائمة^ سواء کانت من السبعة أو غيرها، ولا يکتفی بالقراءة خارجاً عنها، وان کانت علی النهج العربي الصحيح ذکره جماعة کما عن السيد الحکيم و السيد الاستاذ& وبعض تلاميذه.

و السبعة هم نافع و ابن کثير و ابو العلاء و ابن عامر و عاصم و حمزه و الکسائي، و الثلاثة يعقوب و ابو ‌جعفر و خلف وقد تقدم الدليل علی لزوم القراءة علی طبق قراءتهم، و الاستدلال بالوجهين و المناقشة فی الاول، و الاحتياط في الثاني، لوجود روايات اربعة

و امّا التواتر کما هو المشهور عند العامة، و بعض الامامية ومنهم صاحب الوسائل، فقد ناقشنا فيه و قلنا بعدم ثبوته،

و الحاصل انّه من جهة الروايات التی عدة منها معتبرة، قلنا: الاظهر وجوب القراءة علی طبق القرآءات المتداولة فی زمان الامام الباقر و الصادق‘ و المعروف منها هو القراءات السبع، فلا بد من القراءة على وفق ما هو المتفق بينهم، و امّا موارد الاختلاف فانه و ان کان مقتضی القاعدة هو الجمع و التکرار حتی يحرز الصحيح، و لکن من جهة المستفاد من الروايات فانه يکتفى باحداها، و لا تعتبر القراءة علی طبق جميعها، بل بما هو المتداول و المعروف عند المصلين، هذا بناءً علی القول باعتبار الروايات کما اخترناه، و اما بناء علی القول بضعف جميعها کما ذکره السيد الاستاذ&، و ان کان المقرر قد ذكر في الهامش ان واحدةً منها معتبرة بناء علی مبناه فی المعجم.

وکيف کان فقد استدل& علی الاکتفاء بانه من جهة سيرة المتشرعة و عدم بيان من الأئمّه^، مع اهمية المسألة و کثرة الابتلاء فلو کان غير ذلک لبان، و صدر منهم^ ذلک ونقل الينا بطريق التواتر، کيف و لم يرد منهم^ تعيين حتی بخبر واحد، و رواية داود بن فرقد و المعلی أيضاً لا تدل علی التعيين، فهي محمولة على ارادة مورد خاص کانت القراءة فيه شاذة او مغيّرة للمعنی، کما هو صادر عن ابن مسعود في موارد کثيرة، فلو کان التعيين ثابتاً لنقل بالتواتر، و کان من الواضحات، کيف و قد ادعي الاجماع علی جواز القراءة بکل قراءة متعارفة.

فالنتيجة عنده+ ان الاقوی جواز القراءة بکل ما قام التعارف بين المسلمين و کان مشهوراً متداولاً بينهم، کي لا تحصل التفرقة بينهم، و لا شک ان المشهور ليس منحصراً فی السبع المعهودة فلا خصوصية و لا امتياز لها بين القراءات ابداً، فکل معروف يجزئ و ان کان من غير السبع، هذا ما ذکره&، و لکن علی ما ذکرناه انّ السبعة هی المعروفة بين البلدان دون غيرها، فالاحوط القراءة علی طبقها، و الاحوط منه علی طبق قراءة الثلاثة، الذين ينتهي سندهم الی اميرالمؤمنين×، و هي عاصم و حمزة و الکسائي و الله هو العالم.

 

مسألة 51: يجب إدغام اللّام مع الألف و اللّام في أربعة عشر حرفاً و هي التاء، و الثاء، و الدال، و الذال، و الراء، و الزاي، و السين، و الشين و الصاد، و الضاد، و الطاء، و الظاء، و اللّام، و النون، و إظهارها في بقيّة الحروف فتقول في (اللَّه)، و (الرّحمن)، و (الرّحيم)، و (الصراط)، و (الضالين)، مثلًا بالإدغام، و في (الحمد)، و (العالمين)، و (المستقيم)، و نحوها بالإظهار[1] .

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

يجب ادغام الالف و اللام في الحرف الشمسية و هی اربعة عشر حرفاً و لزوم اظهارها فی الحروف القمريّة و هی غير الحروف الشمسية من سائر الحروف، فمثال الاول: الصراط و الضالين، و الثاني: کالمستقيم و الحمد، و العالمين.

والظاهر عدم الخلاف فی الحکمين الادغام والاظهار، فانه مع الاخلال بها يعد لحناً فی محاوراتهم، و لذلک وافق الماتن جميع المحشين الا واحداً، وقال بعضهم بلزوم الادغام دون الاظهار و هو ضعيف.

 

مسألة 52: الأحوط الإدغام في مثل: اذهب بكتابي، و يدرككم ممّا اجتمع المثلان في كلمتين مع كون الأوّل ساكناً، لكن الأقوى عدم وجوبه[2] .

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

الادغام علی ثلاثة اقسام:

1 . اذا اجتمع المثلان فی کلمتين و کان اولهما ساکناً کقوله تعالى: اذْهَبْ بِكِتابي‌ هذا[3] و قوله : يُدْرِكْكُمُ‌[4] ، و يسمى بالادغام الصغير.

2 . اذا اجتمع المتقاربان في کلمتين، و کان اولهما ساکناً کقوله تعالى: إِذْ ظَلَمُوا[5] ، و قوله : قَدْ تَبَيَّنَ‌[6] ، و قوله : وَدَّتْ طائِفَةٌ[7] وقوله تعالى: فَرَّطْتُ[8] ، وهذا القسم أيضاً يسمی بالادغام الصغير.

3 . اذا اجتمع المتماثلان او المتقاربان و کانا في کلمتين و کانا متحرکين، کقوله تعالی: عَيْناً يَشْرَبُ‌ بِها عِبادُ اللَّهِ[9] وقوله: يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْديهِمْ‌[10] و قوله : ما سَلَكَكُمْ‌ في‌ سَقَرَ[11] ، باسکان الاول و ادغامه في الثاني، او کانا متقاربين کذلک فی کلمتين او کلمة واحدة کقوله تعالى: خَلَقَكُمْ[12] ‌و قوله : يَرْزُقُكُمْ‌[13] و قوله : ميثاقَكُمْ‌[14] بادغام القاف فی الکاف، و قوله تعالى : فَمَنْ زُحْزِحَ‌ عَنِ النَّارِ[15] ، بادغام النون فی الزاي، و يسمّی هذا بالادغام الکبير.

امّا الاول: فالماتن وجماعة بل اکثر المحشين کالسيد الاستاذ& قالوا ان الاقوی عدم وجوب الادغام لعدم کونه لحناً فی کلام العرب، و لکن عن جماعة قالوا: بان الاحتياط لا يترک کالسيد البروجردی و السيد الحکيم&.

و امّا الثالث: و ان کان الظاهر من کلام الماتن انّ متابعة علماء التجويد احسن حتّی فی الادغام في القسمين الاخيرين، ولکن عن جماعة الاحوط ترک متابعتهم، کما عن السيد الامام&، و بعض المعاصرين و السيّد الاستاذ& فی رسالته: المسائل المنتخبة في المسألة:279

و امّا الثاني: فقد ذکر الماتن انه غير لازم و الاحسن متابعتهم و لم يعلق عليه.

 

مسألة 53: لا يجب ما ذكره علماء التجويد من المحسّنات كالإمالة، و الإشباع، و التفخيم، و الترقيق، و نحو ذلك، بل و الإدغام غير ما ذكرنا، و إن كان متابعتهم أحسن.

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

فهي كلها محسنات للكلام توجب تزينه و ليست دخيلة في صحته فيحسن الاتيان بها.

مسألة 54: ينبغي مراعاة ما ذكروه من إظهار التنوين و النون الساكنة، إذا كان بعدهما أحد حروف الحلق، و قلبهما فيما إذا كان بعدهما حرف الباء، و إدغامهما إذا كان بعدهما أحد حروف يرملون، و إخفاؤهما إذا كان بعدهما بقيّة لحروف، لكن لا يجب شي‌ء من ذلك حتى الإدغام في يرملون كما مرّ.

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

حالات التنوين و النون الساكنة أربعة:

الاظهار : و ذلك فيما إذا وقع بعدهما أحد حروف الحلق، و هي الهمزة، و الهاء، و الحاء، و الخاء، و العين، و الغين.

القلب : فيما إذا وقع بعدهما حرف الباء.

الإدغام : فيما إذا كان الواقع أحد حروف يرملون مع مراعاة الغنّة فيما عدا اللّام و الراء.

و الإخفات : لو كان الواقع بقية الحروف.

وبعد اداء الکلمة صحيحة لا لحن فيها، لا يجب شيء مما ذكروه وان کان الاحسن ذلک فهي من محسنات الكلام الفصيح.

 


[1] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 444.
[2] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 445.
[3] سورة النمل، اية 28.
[4] النساء، اية 78.
[5] سورة النساء اية 64.
[6] البقرة اية 256.
[7] ال عمران اية 69.
[8] سورة الزمر اية 56.
[9] (الانسان 6).
[10] (البقرة، 255).
[11] (المدثر 42).
[12] . (نوح14).
[13] .(الملك 21).
[14] (الحديد 8).
[15] ال عمران اية 185.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo