< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/03/25

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

 

مسألة 55: ينبغي أن يميّز بين الكلمات، و لا يقرأ بحيث يتولّد بين الكلمتين كلمة مهملة كما إذا قرأ (الحمد للَّه). بحيث يتولد لفظ دلل، أو تولد من (للَّه رب) لفظ (هرب) و هكذا في (مالك يوم الدين) تولد (كيو) و هكذا في بقية الكلمات، و هذا معنى ما يقولون إنّ في الحمد سبع كلمات مهملات و هي: دلل، و هرب، و كيو، و كنع، و كنس و تع[1] ، و بع[2] -[3] .

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

الظاهر عدم الاشکال فيما اذا تولدت هذا الکلمات المهملة، من تاخير الحرف الاخير من کلمة والاتيان به بعد فصل مع تقديم الحرف الاول من کلمة اخری، او تولد من التأخير و التقديم فقط. و امّا اذا حصل هذا من کيفية التلفظ و الصوت فقط فهل يوجب الاخلال او لا؟

الاحوط ذلک فلا بد من ان يكون اللفظ في القراءة بحيث لا يلزم ذلک منه ذلك، فانه خلاف القراءة المتعارفة، فلا بد من عدم التسرع و العجلة حتی لا يتحقق ذلك، و هذا لا يوجب الوسوسه کما جاء في کلمات البعض.

 

مسألة 56: إذا لم يقف على (أحد) في (قل هو اللَّه أحد) و وصله ب (اللَّه الصمد) يجوز أن يقول: أحد اللَّه الصمد، بحذف التنوين من أحد و أن يقول: أحدن اللَّه الصمد، بأن يكسر نون التنوين و عليه ينبغي أن يرقق اللام من اللَّه، و أما على الأوّل فينبغي تفخيمه كما هو القاعدة الكلية من تفخيمه إذا كان قبله مفتوحاً أو مضموماً، و ترقيقه إذا كان مكسوراً[4] .

ـ ــ ـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــ ـ

الظاهر عدم الاشکال فی الوجه الثاني بان يقول «اَحَدُنِ الله الصمد» باثبات النون و کسره لالتقاء الساکين، وامّا الوجه الاول و هو ان يقول يقول: احدُ الله بحذف النون و ضم الدال فهو مورد خلاف، فعن صاحب العروة و جماعة کالمحقق العراقي& و الحائري والسيد الشيرازي و السيد الحکيم بجوازه، و عن اکثر المحشين کالسيد الاصفهاني والنائيني، والسيد البروجردي و السيد الشاهرودي و السيد الگلپايگاني و السيد الامام و السيد الاستاذ فيه اشکال.

و استدلال علی الاول: بانه قرئ کذلک من بعض القراء، حکاه الزمخشري و الشيخ الرضي، ونسبه الطبرسي الی ابی عمرو، و قراءته حجة.

اما الدليل علی الوجه الثاني: ان المعروف عند اهل العربية انه لا يحذف التنوين فی الاسم المتمکن المنصرف الا فی المضاف الی «ابن» الواقعة بين علمين مثل جاء زيدُ بنِ عمرو و الاية الشريفة لم تکن کذلک، و لذلک ناقش فی جوازه بأنه مخالفة للقاعدة فان مقتضی القاعدة فی حذف التنوين فيما اذا وقع العلم الذي بعده لفظ ابن کما يقال: علي بن ابی طالب×، محمد بن عبدالله| بحذف التنوين لثقله، وامّا فيما عداها فالسقوط علی خلاف القاعدة، فتبقی دعوی قراءة ابي عمرو الذي هو احد القراء و لم تثبت، فلم يحرز انه من القراءات المتعارفة حتی تکون حجة، و لکن يظهر من المجمع انّ النون تشبّه بالواو و الياء من حروف اللين من جهات، فلما شابهت حروف اللين اجريت مجراها في ان حذفت ساکنة لالتقاء الساکنين کما حذفت الالف و الواو و الياء فی نحو رمی القوم و يغزو الجيش و يرمي القوم، و من ثم حذفت ساکنة في الفعل فی نحو قوله تعالى: فَلا تَكُ في‌ مِرْيَةٍ مِنْهُ[5] و قوله تعالى: وَ لَمْ يَكُ شَيْئا[6] .

فحذفت فی >احد الله< لالتقاء الساکنين، کما حذفت هذه الحروف فی نحو هذا زيد بن عمرو، و ذکر نفس الکلام الرازي فعلی ثبوت هذا الوجه و ثبوت قراءة ابي عمرو الدمشقي، يجوز حذف التنوين، کما ذکره الماتن&، و نقل عنه انه ادرک القراء يقرؤون احد الله الصمد - بالسکون - وصلاً لکثرة التلفظ و تکراره في الألسن فعلی هذا يجوز بوجوه ثلاثة، و الاولی اختيار الاول.

 


[1] انعمت عليهم.
[2] مغضوب عليهم.
[3] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 446.
[4] في شرح العروة الوثقي، ج‌14، ص: 446.
[5] هود : 17.
[6] مريم : 67.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo