< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/04/06

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

اما المورد الثاني في الامام: فقد تضمنت عدة من الروايات الامر بقراءة الفاتحة: منها صحيحة معاوية بن عمار[1] .، وصحيحة منصور بن حازم[2] . المتقدمتين الظاهرتين في الوجوب، و أيضاً: صحيحة جميل بنِ دَرَّاجٍ المتقدمة[3] .

ولکن تحمل هذه الرويات علی الاستحباب بقرينة صحيحة سالم بن مکرم ابي خديجة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ × قَالَ: إِذَا كُنْتَ إِمَامَ قَوْمٍ فَعَلَيْكَ أَنْ تَقْرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ وَ عَلَى الَّذِينَ خَلْفَكَ أَنْ يَقُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَ هُمْ قِيَامٌ فَإِذَا كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَعَلَى الَّذِينَ خَلْفَكَ أَنْ يَقْرَءُوا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُسَبِّحَ مِثْلَ مَا يُسَبِّحُ الْقَوْمُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ[4] . فيستفاد من ذيلها الأمر علی الامام ان يسبح، فمقتضی هذه الرواية الصراحة في التسبيح للامام، و تقدم ان سالم بن مكرم ضعيف كما في المعجم، و الصحيح انه ثقة ثقة كما قال النجاشي&

وکذلک بصحيحة زرارة عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ × أَنَّهُ قَالَ: لَا تَقْرَأَنَّ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ مِنَ الْأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ شَيْئاً إِمَاماً كُنْتَ أَوْ غَيْرَ إِمَامٍ قَالَ قُلْتُ: فَمَا أَقُولُ: فِيهِمَا فَقَالَ‌: إِذَا كُنْتَ إِمَاماً أَوْ وَحْدَكَ فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تُكَمِّلُهُ تِسْعَ تَسْبِيحَاتٍ ثُمَّ تُكَبِّرُ وَ تَرْكَعُ[5] . فالرواية نهت عن القراءة في الاخيرتين.

وصحيحته الاخری عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَقْرَأُ فِيهِمَا لِأَنَّ الصَّلَاةَ إِنَّمَا يُقْرَأُ فِيهَا فِي الْأَوَّلَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَ سُورَةٍ وَ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ لَا يُقْرَأُ فِيهِمَا إِنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَ تَكْبِيرٌ وَ تَهْلِيلٌ وَ دُعَاءٌ لَيْسَ‌ فِيهِمَا قِرَاءَةٌ[6] .

وکذلک بالظاهر من رواية مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ فِي حَدِيثٍ‌ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ× فَقَالَ لِأَيِ‌ عِلَّةٍ صَارَ التَّسْبِيحُ‌ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ قَالَ إِنَّمَا صَارَ التَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ لِأَنَّ النَّبِيَّ| لَمَّا كَانَ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ ذَكَرَ مَا رَأَى مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَدَهِشَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلِذَلِكَ صَارَ التَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ.

وَ رَوَاهُ فِي الْعِلَلِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ‌ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‌ مِثْلَهُ‌[7] . فانّها تدل على اجزاء التسبيح.

و اما رجال السند من طريق الفقيه، فمحمد بن عمران، مشترک بين جماعة، والظاهر هنا العجلي، ذکره الشيخ& في اصحاب الصادق× ولم يرد فيه توثيق والقرينة ان الشيخ الصدوق رواه بسنده عنه، وطريقه فی المشيخة: محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه[8] عن محمد بن ابي القاسم عن احمد بن ابي عبدالله عن ابيه عن محمد بن ابي عمير عنه. وطريقه معتبر بناء على وثاقة ماجيلويه من جهة الترضي، ومحمد بن عمران ثقة لرواية ابن ابي عمير عنه فالسند معتبر عندنا.

وامّا طريق العلل: فرواها عن حمزة بن محمد العلوي، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن محمد بن حمزة عنه×:

امّا حمزة العلوي: فقد ترضى عليه الصدوق&، وامّا علي بن معبد وان لم يرد فيه توثيق فقد ورد في نوادر الحکمة.

واما محمد بن حمزة: فلم يرد فيه شیء، وفي الحدائق (محمد بن ابي حمزة) وهو ثقة وثقه الکشي أو لأنه روى کتابه ابن ابي عمير، وورد في نوادر الحکمة، ولکن المذکور في الوسائل والجامع محمد بن حمزة، وهو مشترک بين جماعة ولم يرد فيه شيء.

وبرواية محمد بن قيس. مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ × إِذَا صَلَّى يَقْرَأُ فِي الْأَوَّلَتَيْنِ مِنْ صَلَاتِهِ الظُّهْرِ سِرّاً وَ يُسَبِّحُ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ مِنْ صَلَاتِهِ الظُّهْرِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ صَلَاتِهِ الْعِشَاءِ وَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأَوَّلَتَيْنِ مِنْ صَلَاتِهِ الْعَصْرِ سِرّاً وَ يُسَبِّحُ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ صَلَاتِهِ الْعِشَاءِ الْحَدِيثَ[9] . فكان عمله عليه السلام التسبيح في الركعتين الاخيرتين، و معلوم ان اكثر صلواته× كانت جماعة.

و اما سنداً فکلهم اجلاء، وامّا يوسف بن عقيل، قال النجاشی& انه کوفي ثقة قليل الحديث.

و الجميع بين الطائفتين من الروايات هو التخيير بين القراءة و التسبيح، و اما الافضلية فيأتي الكلام فيه و اما السيد الاستاذ& فيرفع اليد عن الظهور في وجوب الفاتحة عليه، وتحمل علی الجواز او الاستحباب، وعلی فرض القول بالتعارض تقدم الاخبار الاخرى لحمل الاولى على التقية، لانها مخالفة للمشهور بين العامة، ويأتي من السيد& في المسألة الثانية الاشکال في کلا الحملين.

 


[1] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 108 ـ ب42 ح2.
[2] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 126 ـ ب51 ح11.
[3] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 108، ب42 ح4.
[4] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 126 ـ ب51 ح13.
[5] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 122، ب51 ح1.
[6] وسائل الشيعة، ج‌8، ص: 388، ب47 من الجماعة ح4.
[7] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 123 ب51 ح9.
[8] و الترضي يدل على الوثاقة و ان كان السيد الخوئي& لا يقول بدلالته عليها.
[9] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 125.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo