< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/04/14

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

 

القول الثاني: انها عشر تسبيحات، وهی سبحان الله والحمد لله ولا اله الّا الله ثلاث مرات ثم الله اکبر، فيکون المجموع عشراً، نسب ذلک الی السيد المرتضی والشيخ فی الجمل والمبسوط وابن ادريس و سلار وابن البراج، ومال اليه في الحدائق مع اعترافه بانه لم يقف علی رواية تدل علی ذلک، بل تصدی لا ثباته من ضم بعض الاخبار الی بعض، وهو ما رواه زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ× أَنَّهُ قَالَ: لَا تَقْرَأَنَّ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ مِنَ الْأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ شَيْئاً إِمَاماً كُنْتَ أَوْ غَيْرَ إِمَامٍ قَالَ قُلْتُ: فَمَا أَقُولُ: فِيهِمَا فَقَالَ‌ إِذَا كُنْتَ إِمَاماً أَوْ وَحْدَكَ فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تُكَمِّلُهُ تِسْعَ تَسْبِيحَاتٍ ثُمَّ تُكَبِّرُ وَ تَرْكَعُ[1] . کما رواه الصدوق& في الفقيه.

بناءً علی ان ثم تکبر يکون متمماً للتسع فيکون عشراً لا انه يکون تکبيراً للرکوع، ولکن من المعلوم انه خلاف ظاهر الرواية حيث ان ظاهرها هو انّ التکميل بالتسع، والتکبير ذکر مستقل يکون للرکوع، ولذا عطف بثم الظاهر في الانفصال. نعم، لو کان تکمله تسع تسبيحات وتکبر ثم ترکع، او کان تکمله عشر تسبيحات ثم تکبر وترکع فيتوافق مع هذا القول. وقد حاول صاحب الحدائق ان يستند في التسع الی هذه الرواية وفي اضافة التکبير اليها من ثبوته في روايات اخرى، وهذا بعيد ايضاً. والحاصل: انّ هذا القول ضعيف لا مستند له.

 

القول الثالث: انها تسع تسبيحات وهي: سبحان الله والحمد لله ولا اله الّا الله، ثلاث مرات، نسب الی الصدوق& ووالده وابي الصلاح والی حريز الراوي للحديث الذی نقله الصدوق في الفقيه عن زرارة، ورواه ابن ادريس في آخر السرائر نقلاً عن کتاب حريز، والرواية صحيحة سنداً ودلالة،

امّا سنداً فلصحة طريق الصدوق الی زرارة، وامّا دلالة فهي واضحة وصريحة في الامر بهذه الکيفية الّا اذا ورد جواز الاکتفاء باقل منها. وامّا عدم جريان قاعدة أصالة عدم الزيادة مع ما رواه ابن ادريس في اوّل السرائر بزيادة والله اکبر، لما تقدم من الامر بينهما من جهة التنافي بينهما، فلا بد من الحکم بالتعارض وترجيح احدهما مع وجود المرجح، ومع عدم المرجع فيحکم بالتساقط، و مقتضی الاصل عدم وجوب الزائد، هذا اذا لم يمکن الجمع بينهما، وفي المقام يمکن الجمع بان يقال بان صحيحة ابن ادريس مطلقة لم يرد فيها تکمله تسعاً بخلاف ما رواه في الفقيه، فانها صريحة في الاقل فيحکم بالاجزاء ثلاث تسبيحات، وتحمل الاربع علی الاستحباب هذا بناءً کونهما روايتين، وامّا بناءً علی انهما رواية واحدة لاتحاد الراوي فان کليهما رواية حريز عن زرارة، ومن جهة المتن الّا في الجملة الاخيرة، فيدخل في اشتباه الحجة بلاحجة فيمکن العمل بهما، بان ياتي بالثلاث بقصد الوجوب والتکبير رجاءً، ثلاث مرات حينئذٍ يقطع بالفراغ.

فهذا القول يثبت اذا لم يات روايات اُخر تدل علی الاجتزاء باقل من ثلاث تسبيحات ثلاث مرات، والا تحمل هذه ايضاً علی الاستحباب.

 

القول الرابع: الاجتزاء بالتسبيحات الاربع مرة واحدة، نسب الی المشهور واختاره جمع کثير من القدماء کالکليني والصدوق والشيخين وجماعة من المتاخرين کالماتن وجلّ المعلقين، بل في المصابيح الطباطبائية انه المشهور من عصر الفاضلين الی زماننا هذا.

ومستند هذا القول روايات منها رواية الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ × مَا يُجْزِئُ مِنَ الْقَوْلِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ قَالَ أَنْ تَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ تُكَبِّرَ وَ تَرْكَعَ[2] .

وهي من جهة الدلالة صريحة في المطلوب لان السؤال عن الاجزاء فيما يقال في الرکعتين الأخيرتين فاجاب الامام× بهذه التسبيحات ثم قال تکبر وترکع، فلو کانت المرة الواحدة لا تجزي فلا بد من بيان ذلک، فالاکتفاء بمرة واحدة والامر بالتکبير والرکوع بعدها نص في الاکتفاء بها، وامّا من جهة السند فقد يناقش فيها بان محمد بن اسماعيل الراوي عن الفضل ليس هو البزنطي ولا البرمکي الثقتان، و ذلك لبعد الطبقة بينهما مع الکليني&، بل هو النيشابوري الذي لم يرد فيه توثيق[3]

وهذا هو الاشکال الذي ذکره السيد الاستاذ& في مواضع من أبحاثه، ولکن لم يتعرض له في هذا المورد بل عبر عنها بالصحيحة، وهو الصحيح، وذلک لما ذکرنا في المعجم، بانّ الذي يظهر من روايات الکليني عن الفضل بن شاذان، انّ طريقه لا ينحصر بمحمد بن شاذان بل له طرق اخرى، وذلک

اولاً ان الکليني& في کثير من رواياته الی محمد بن اسماعيل، علي بن ابراهيم عن ابيه، و تارة مکان علي بن ابراهيم محمد بن عبد الجبار وتارة مکانه محمد بن الحسين وغيرهما.

وثانياً: وجدنا بعض الروايات التي رواها الشيخ& في التهذيبين عن الفضل بن شاذان بواسطة الکليني، رواهما بطريقين

احدهما: عن محمد بن اسماعيل عن الفضل.

وثانيهما: عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن الفضل.

مع انّ الکليني روى نفس الرواية بطريق واحد وهو عن محمد بن اسماعيل عن الفضل، فمن هنا يحصل الاطمئنان بعدم انحصار طريقه بمحمد بن اسماعيل.

 


[1] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 122 ب51 ح1.
[2] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 109 ب42 ح5.
[3] واکثار الکليني& لا يدل علی وثاقته.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo