< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مسلم الداوري

45/04/15

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: قراءة الصلاة

 

ومنها صحيحة سالم بن مکرم ابي خديجة[1] ، وقد ذکر السيد& انّه استدل صاحب الحدائق بهذه الصحيحة علی هذا القول وهي من جهة السند صحيحة فان سالم ابا خديجة قد وثقه النجاشي مرتين، وتضعيف الشيخ في موضع وتوثيقه في موضع آخر علی ما حکاه العلامة& في الخلاصة، لا يخدش توثيق النجاشي، وذلک امّا لان بين تضعيف الشيخ و توثيقه يقع التعارض ويتساقطان فيبقى توثيق النجاشي سالماً، وهذا الوجه رده السيد& بان التعارض يقع بين توثيق النجاشي مع تضعيف الشيخ ايضاً، فلا يثبت توثيق النجاشي. وجمع بينهما بان الظاهر اشتبه علی الشيخ وتختل ان سالم بن مكرم هو سالم بن ابي سلمة السجستاني الضعيف، مع انّه ليس کذلک بل هما شخصان، فيبقی توثيق سالم بن مکرم سالماً، ولنا وجه آخر ذکرناه في خاتمة اصول الرجال، وهو انّه بعد ارتداده تاب، فامّا ان الشيخ يقول بعدم قبول توبته بخلاف النجاشي وهذا وجه اختلافهما، وامّا ان الشيخ لم تثبت له توبته اولاً فضعفه وبعد حين ثبتت عنده، او التفت الى ذلک فوثقه، وعلی هذا الاحتمال ايضاً يکون الترجيح لتوثيق النجاشي.

وعلی کل تقدير فيحکم بصحة الرواية، ولکن لا تتم من جهة الدلالة، لانّ الامام× في مقام بيان الفرق بين الامام والمأموم في الرکعتين الأولتين والاخيرتين ففي الاولتين يقرأ الامام دون المأموم بل يسبح الماموم، بخلاف الرکعتين الاخيرتين اذا اقتدی المأموم فعليه ان يقرأ دون الامام، بل عليه ان يسبح مثل تسبيح المأموم في الأخيرتين فهما سواء، امّا انه باي کيفية وانّه يقرأ مرّة او اکثر فليست الرواية في مقام بيان ذلک. نعم، اذا کانت العبارة مثل ما يسبّح القوم في الرکعتين الاولتين، فيمکن الاستدلال بها، بظهور ان القوم يقرأون في الاولتين خلف الامام مرّة واحدة، وقد نقل في الرواية في نسخة «في الاولتين» بدل الاخرتين، نقل ذلک عن الوسائل في باب الجماعة[2] ، ولکن الموجود في الطبقه الجديدة من موسسة ال البيت، ليس فيه النسخة وکذلک فی کتاب جامع الاحاديث.

 

ومنها معتبرة محمد بن عمران[3] ، وهذه الرواية وان ناقش فيها من جهة السند لعدم توثيقه لمحمد بن عمران لرواية ابن ابي عمير عنه في طريق الصدوق& اليه، فان طريقه اليه محمد بن علي ماجيلوية ـ حيث ترضی عليه الصدوق ـ عن عمه محمد بن ابي القاسم عن احمد بن ابي عبدالله عن ابيه عن ابن ابي عمير عنه، فيمکن الاستدلال بهذه الرواية علی الاکتفاء بالمرة الواحدة، حيث ان المنقول عن النبي| مرة ولو کان اکثر لنقل ذلک، فعدم النقل ظاهر في الاکتفاء بمرة واحدة وان کان الامام× فی مقام بيان افضلية التسبيح على القراءة في الاخيرتين.

 

ومنها رواية محمد بن حمزة[4] رواها الصدوق& فی العلل[5] ، وهذه الروايه مثل رواية محمد بن عمران، تقدم الکلام في سندها في العلل وقلنا يمکن تصحيحها، الا من جهة محمد بن حمزة فانه مشترک بين جماعة ولم يرد توثيق، الّا اذا کان محمد بن ابي حمزة کما في الحدائق وهو ثقة، ابن ثابت بن دينار، ابو حمزة الثمالي، ونقل في الجواهر انها في نسخة ابن ابي حمزة، ولکن الموجود في الوسائل والجامع، محمد بن حمزة، وان قلنا بان محمد بن حمزة مشترک بين جماعة ولکن المعروف منهم محمد بن حمزة بن اليسع الاشعري، لان له کتاباً، قال الشيخ& له کتاب روی عن کتابه محمد بن احمد بن يحيی، وقال اخذت هذا الحديث من کتاب محمد بن حمزة بن اليسع، رواه عن محمد بن الفضيل ولم اسمع انا منه، واستنبط ابن الوليد& بان رواية محمد بن احمد بن يحيي عن هذا الرجل وفي يستثته ابن الوليد دليل علی عدالته، ولکن ناقش السيد& فيه، وقال: بان ابن الوليد استثنی ما يرويه محمد بن احمد بن يحيي عن کتاب ولم يروه. فمجرد نقله عن کتابه لا يکون داخلاً في المستثنی منه، علی فرض القول بانه يدل علی توثيقه.

 


[1] عَنْ سَالِمٍ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا كُنْتَ إِمَامَ قَوْمٍ فَعَلَيْكَ‌ أَنْ‌ تَقْرَأَ فِي‌ الرَّكْعَتَيْنِ‌ الْأَوَّلَتَيْنِ وَ عَلَى الَّذِينَ خَلْفَكَ أَنْ يَقُولُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ- وَ هُمْ قِيَامٌ فَإِذَا كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ فَعَلَى الَّذِينَ خَلْفَكَ أَنْ يَقْرَءُوا فَاتِحَةَ الْكِتَابِ- وَ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُسَبِّحَ مِثْلَ مَا يُسَبِّحُ الْقَوْمُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ. وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 126 ب51 ح13.
[2] وسائل الشيعة، ج‌8، ص: 362.
[3] مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ فِي حَدِيثٍ‌ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لِأَيِّ عِلَّةٍ صَارَ التَّسْبِيحُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ قَالَ إِنَّمَا صَارَ التَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ لِأَنَّ النَّبِيَّ ص لَمَّا كَانَ فِي الْأَخِيرَتَيْنِ ذَكَرَ مَا رَأَى مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَدَهِشَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَلِذَلِكَ صَارَ التَّسْبِيحُ أَفْضَلَ مِنَ الْقِرَاءَةِ. وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 123 ب51 ح3.
[4] وسائل الشيعة، ج‌6، ص: 123 ب51 ح3، و علل الشرائع- 322- 1 الباب12.
[5] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ‌ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَة عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‌ مِثْلَهُ‌.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo