< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

35/03/15

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: النظر إلى الأجنبية

الحكمة من عدم جواز النظر للأجنبية.
المختار في المسألة.
كان الكلام في تعليقة الشيخ الانصاري (ره) على كلام العلامة (ره) في قوله انه لا يجوز النظر إلى الأجنبية إلا لحاجة، وفسرت الحاجة بالضرورة. أجاب (ره) انه ليس فقط للضرورة بل تشمل غير الضرورة، وضرب لذلك بعض الأمثلة، ونزيد عليها.
ومنها: وجوب كشف الوجه للمرأة في الطواف حيث ورد في الحديث (احرام الرجل في رأسه وإحرام المرأة في وجهها) ولا معنى لتخصيص الحكم بحالة عدم وجود الرجل، وهذا التخصيص لا يمكن حمل الامر عليه لاختلاطهم زمن المعصومين (ع) بالنساء في الطواف.
ومنها: فحص الاماء عند شرائهنَّ ففي بعض الروايات يجوز رفع الثوب لاختبارهن. وقد ذكر الشيخ هذه الحالة.
الحكمة من عدم جواز النظر للأجنبية:
من المجموع المكوّر الذي قرأناه في الروايات المحرّمة والمبيحة للنظر، نستفيد أن الحكمة والغاية من حرمة النظر أمران: الاول: أن للمرأة موقعية خصّها الله بها وجعلها كرامة لها، وهي أن لها حرمة، وهذه الحرمة متعددة الجهات، فكما لا يجوز ضربها والتعدي عليها بأذية أو إهانة أو غيبة أو ظلم أو غير ذلك، كذلك لا يجوز التعدي على بدنها من عدّة جهات، فكما لا يجوز جرح البدن أو ضربه أو أذيته، كذلك لا يجوز النظر إليه والتفحص فيه من دون حاجة.
وبهذا نفسر الروايات الواردة في جواز النظر إلى اللواتي إذا نهين لا ينتهين؛ حيث إن هؤلاء النسوة قد أسقطن هذه الموقعيّة وهذه الكرامة التي خصها الله بها، فجاز النظر اليهنَّ.
الحكمة الثانية: عدم الإثارة للرجل عند النظر إليها، وهذا موجود عند البشر، وإننا لنرى طبع البشر في العالم كله، حتى الكفار منهم - والإسلام دين الفطرة -، لا يرى مشكلة في النظر إلى المرأة الاجنبية نظرة عابرة، أو اتفاقية، أو متعمدة من غير استحسان، بل لغاية التعارف مثلا أو غير ذلك من الغايات، أو متعمدة باستحسان ولكن من دون إثارة أو تهييج. أما النظر المتفحص بإثارة وتهييج فهي نظرة مستقبحة أو على الأقل مستهجنة حتى عند غير المتدينين من البشر.
المختار في المسألة:
-النظرة الاتفاقية جائزة.
-النظرة المعمدة من غير اعجاب واستحسان لغاية محللة جائزة مثلا: للتعارف أو الشهادة.
-النظرة المتعمدة مع اعجاب بالحسن من دون إثارة أو تهييج جائزة لغير المتزوجة.
-النظرة المتعمدة مع إثارة وتهييج محرّمة.
والله العالم واسأل الله السداد. إذن فالنتيجة: أن كل نظرة مثيرة مهيجة تحرم شرعا إلا ما قام الدليل على خلافه.
وقبل أن ننهي هذه المسألة وننتقل إلى الحالات والمواقع كالشعر والكفين والنظر إلى باقي البدن، فقد وعدنا بحث الروايات الموجودة في ابواب النوادر سنعرج على ذلك قليلا، قد اخرنا هذا البحث عن موضعه في بحث سند رواية زرعة بن محمد حتى لا نضيع البحث.
فنقول والله العالم. وردت أبواب النوادر في عدّة كتب حديثية مثل نوادر ابن أبي عمير والاشعري وذكر النجاشي اكثر من 100 كتاب، ولعلَّ الأصل الحديث المشهور عند تعارض الروايتين: خذ ما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذ النادر. وعليه يكون الخبر الموجود في أبواب النوادر حجة عند عدم التعارض، ويترك العمل به مع معارضته لخبر مشهور.
واختلفت الانظار في استعمال عنوان النوادر، مما يؤثر في اعتبار الحديث
نكمل غدا أن شاء الله الكلام في النوادر.






BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo