< قائمة الدروس
ضل

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

44/04/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: بحث الهلال:

     القول الثاني: بداية الشهر هي من حين الرؤية الفعليّة بالعين المجرّدة، وهو المشهور.

     من الادلّة: القرآن: ﴿يسألونك عن الأهلّة﴾، والروايات: " الصوم للرؤية ".

     الجواب: المراد من الرؤية هو وصول القمر إلى مرحلة يمكن ان يراه جميع الناس مع عدم مانع من غيم او غبار أو غيرهما.

     استظهار هذا المراد من الجمع بين روايات الرؤية وروايات ثبوته بالبيّنة وبرؤيته في بلد آخر، وغيرها.

قلنا الفول الأوّل ان الشهر القمري يبدأ بالتولّد، واجبنا على ذلك.

القول الثاني: وهو إن بداية الشهر هي من حين الرؤية الفعليّة بالعين المجرّدة، وهو المشهور.

قلنا سنبحث أولا: ما يمكن الاستدلال عليه، وثانيا: ما يمكن الجواب الأدلّة.

الأدّلة الرئيسية الروايات، وقلنا ان اللفظ عندما يؤخذ في لسان الرواية يكون ظاهرا في الموضوعيّة، أي عندما يرد لفظ في نص يعني ان اللفظ عنوان مأخوذ في موضوع الحكم، إلا أن يقوم دليل على خلاف ذلك من قرينة عامة أو خاصّة.

ومن الروايات التي دلّت على ذلك:

ح 4 – محمد بن الحسن ( الطوسي (ره) [1] ) عن علي بن مهزيار (ثقة)، عن الحسن بن علي (ابن فضال ثقة فطحي)، عن القاسم بن عروة (ثقة من الأجلاء وان لم يوثقه السيد الخوئي (ره) وغيره)، عن أبي العباس (ثقة)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصوم للرؤية والفطر للرؤية وليس الرؤية أن يراه واحد ولا اثنان ولا خمسون.

ورواه الصدوق بإسناده عن القاسم بن عروة. [2]

من حيث السند: الرواية معتبرة، فالقاسم بن عروة ثقة لرواية ابن ابي عمير والبزنطي عنه، وقلنا انها قاعدة عندنا نرجع اليها عند الشك وليست حكما مقابل حكم، ورفضها السيد الخوئي (ره).

اما عندنا فالقاعدة تامّة وهذا كاف للتوثيق عندنا حيث لم يُروَ فيه ذمّ، ويؤيد التوثيق رواية بعض الأجلاء عنه، وقلنا ان هذه الرواية من الأجلاء ليست دليلا عندنا للتوثيق. ثم إن إسناد الصدوق عن القاسم بن عروة صحيح، فالسند صحيح.

أما من حيث الدلالة: " قال (ع): الصوم للرؤية والفطر للرؤية " مسند ومسند اليه، فان تعريف المسند إليه يشير إلى الحصر، كما في قولنا: " المنطلق زيد " أو قلنا: " الكتاب لفلان " أي لا لغيره، وانما قلنا يشير لعدم ظهور نعتبر في ذلك.

كذلك فالرواية ظاهرة في الرؤية بالعين المجرّدة حيث اشترط شياع الرؤية في قوله:" أن يراه واحد ولا اثنان ولا خمسون ".

ونقول ملخصا لما سنصل إليه: أنا عندما أرى الهلال على الحاسوب أو في المنظار الكوني، أنا في الواقع لم أره، أنا رأيت القمر، الهلال ما رآه الناس، هو الذي هلّ، معنى الهلال أن يكون في حالة يمكن ان يرى عند الناس عموما بالعين المجرّدة.

الجواب على الرؤية الفعليّة بالعين المجرّدة:

نقول: لا شك أن مبدأ الشهر القمري أمر واحد، بداية واحدة، يشير إليه أمور متعددة منها الرؤية التي تثبته، ومنها إكمال العدّة، ومنها البيّنة، ومنها الحساب، كما في نص بعض الروايات، ولا شك انها ماهيات متباينة تشير إلى أمر واحد وهو بداية الشهر القمري. فلا تعارض بينها، وسنشير لاحقا إلى كيفية الجمع بينها:

عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير

ومثل: تعددت الأسباب والموت واحد.

وفي مقام الجمع بين هذه الماهيات المتعددة نقول:

ليس المراد تحقق الرؤية المجرّدة الفعليّة، بل المراد من بداية الشهر هو وجود القمر بحالة لو لم يكن مانع من غيم أو غبار أو جبل أو غير ذلك لأمكن رؤيته، وهذا ما نسميّه بالرؤية الامكانيّة، أي هي قضيّة شرطيّة: " إذا لم يمنع مانع أمكن رؤيته " فإمكان الرؤية بالعين المجرّدة مع عدم وجود مانع هو ما تؤدّي إليه الأدلّة. سنرى انه ليس هناك تعارض بين كفاية البيّنة وروايات الألف والعشرة آلاف.

وهو ما سنختاره في القول الثالث.

القول الثالث: ان بداية الشهر هو وصول القمر إلى مرحلة يمكن أن يرى بالعين المجرّدة، ما يعبّر عنه بالرؤية الامكانية وتكون الوسائل الأخرى وسائل اثبات، والدليل عليه وما يمكن ان يؤخذ عليه.

 


[1] الفرق الزمني بين الطوسي (ره) وعلي بن مهزيار مئتي سنة، اي ان الطوسي لم يسمع من على بن مهزيار، الظاهر ان يكون باسناده عن عالي بن مهزيار.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo