< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

45/10/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أحكام الأيمان.

- يمين اللغو.

- لها تفسيران، الأول: وهو الذي لم ينعقد عليه القلب، وهو المختار. والثاني: الذي لا أثر له وهو مختار صاحب الجواهر (ره)، وذكر ادلّة كل منهما.

- يمين العقد: وهي التي تقع بيان لما التزم به مع تأكيد الالتزام، كما في بيان اقسام اليمين واحكامها، وذكرنا القسم الاول: وهو اليمين على امر مضى، أو في الحال، أو الاستقبال، وفصلنا في الحكم بين الصادقة والكاذبة، وذكرنا القسم الثاني: وهو يمين المناشدة وبيّنا ان لا أثر لها على الحالف ولا على المحلوف.

3- يمين اللغو: وهي الواردة في قوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ...﴾ [1] نلاحظ أن معنى اللغو هو ما لم ينعقد عليه القلب وما لم يقصد معناه. ونفهم ذلك بقرينة التقابل بل في ذيل الآية الكريمة.

وقد اختلف في تفسير يمين اللغو على قولين:

احدها: ان المراد ما لا ينعقد عليه القلب.

ففي الوسائل: ح 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله عز وجل: " لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم " قال: اللغو قول الرجل: لا والله وبلى والله، ولا يعقد على شيء. ورواه العياشي في تفسيره عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه الشيخ باسناده عن محمد بن يعقوب مثله. [2]

من حيث السند: الرواية معتبرة موثقة.

ومن حيث الدلالة: واضحة في ان المراد من يمين اللغو هو ما لم ينعقد القلب فيه على شيء.

الثاني: أن المراد من يمين اللغو هو اليمين التي لا مؤاخذة فيها. وذهب إلى ذلك صاحب الجواهر حيث قال:

وفي مرسل ابن أبي عمير المروي عن تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم - إلى آخرها - قال: نزلت في أمير المؤمنين وبلال وعثمان بن مظعون، فأما أمير المؤمنين عليه السلام فحلف أن لا ينام في الليل أبدا، وأما بلال فحلف أن لا يفطر في النهار أبدا، وأما عثمان بن مظعون فإنه حلف أن لا ينكح أبدا - إلى أن قال -: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ونادى الصلاة جامعة، وصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات؟! ألا أني أنام الليل وأنكح وأفطر في النهار، فمن رغب عن سنتي فليس مني، فقام هؤلاء، فقالوا: يا رسول الله فقد حلفنا على ذلك؟

فأنزل الله تعالى: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان"، ومن هنا قلنا: إن تفسيرها بمطلق غير المؤاخذ بها أولى. انتهى كلامه رفع مقامه. [3]

وانما اراد النبي (ص) أن لا يجعلها سنّة، مثلا كان بعض اصحاب رسول الله (ص) يقول احيانا كان الرسول يفطر حتى نقول انه لا يصوم، وكان يصوم حتى نقول انه لا يفطر، وكذلك في بعض روايات ابناء العامّة في الجمع بين الصلاتين بان رسول الله (ص) كان يجمع بين الصلاتين احيانا من دون سبب أي من دون سفر أو مطر أو برد أو حاجة، وكان يفرّق، كي يبيّن انه لا يجب الجمع ولا التفريق. واحيانا قد يفعل الرسول الاكرم المباح حتى يبيّن عدم الوجوب في مقام بيان الأحكام الشرعيّة.

إذن هناك تفسيران ليمين اللغو، الاول: بما لم يعقد عليه القلب، ويدلّ عليه الآية القرآنيّة وتقابل موضوعي حكمي المؤاخذة وعدمها، ﴿لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ...﴾ [4] ويؤيده انسباق اللغو لذلك.

التفسير الثاني: هو اليمين الذي لا أثر له.

ويشكل على هذا التفسير حيث قال: "ومن هنا قلنا: إن تفسيرها بمطلق غير المؤاخذ بها أولى". فسّر اللغو بأثره، وهل يجوز أخذ الاثر في متعلّق الحكم؟ هذا محال حيث ان هناك اشكالا عقليا، فكأن الآية تقول: "لا يؤاخذكم الله في اليمين التي لا مؤاخذة بها". وللزم الدور أي اخذ المتقدّم في المتأخر.

ثانيا: الآية القرآنية تقابل انه ما لم يعقد عليه القلب هو اللغو، وتكاد تكون الآية ظاهرة في هذا المعنى.

4- يمين العقد: وهي التي تقع بيان لما التزم به مع تأكيد الالتزام، مثل: "والله لأصومنّ" أو "والله لن اخالف النظام العام" والنظام العام هو ما فيه مصالح الناس. أنا اذكر هذه الامثلة التي يجب ان نعيشها بالرغم ان الفقهاء لا يمثلون بها عادة، وذلك كي لا تكون من الأحكام التي غابت عن أذهان عموم الناس.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo