< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

42/08/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: العام والخاص، مساحة شمول الخطابات الشفاهيّة للمخاطبين؟

    1. مساحة شمول الخطابات الشفاهيّة للمخاطبين؟

    2. قول صاحب الكفاية (ره).

    3. ملخص كلامه.

    4. التحقيق: إمكان تكليف الغائب والمعدوم.

    5. توجيه الخطاب للمقصودين.

    6. حجيّة ظواهر الخطاب لغير المقصودين.

نكمل الكلام في الخطابات الشفاهيّة وهل تشمل الغائبين والمعدومين، أو حتى تشمل الحاضرين غير المقصودين؟

يقول صاحب الكفاية (ره): فصل: هل الخطابات الشفاهية مثل: ( يا أيها المؤمنون ) تختص بالحاضر مجلس التخاطب، أو تعم غيره من الغائبين، بل المعدومين؟ فيه خلاف، ولابد قبل الخوض في تحقيق المقام، من بيان ما يمكن أن يكون محلا للنقض والابرام بين الاعلام. فاعلم أنه يمكن أن يكون النزاع في أن التكليف المتكفل له الخطاب هل يصح تعلقه بالمعدومين، كما صح تعلقه بالموجودين، أم لا؟ أو في صحة المخاطبة معهم، بل مع الغائبين عن مجلس الخطاب بالألفاظ الموضوعة للخطاب، أو بنفس توجيه الكلام إليهم، وعدم صحتها، أو في عموم الألفاظ الواقعة عقيب أداة الخطاب، للغائبين بل المعدومين، وعدم عمومها لهما، بقرينة تلك الأداة.

ولا يخفى أن النزاع على الوجهين الأولين يكون عقليا، وعلى الوجه الأخير لغويا. الخ ... [1] انتهى كلامه رفع مقامه.

ملخّص كلامه (ره): إن النزاع يحتمل على ثلاثة وجوه:

الوجه الأول: هل يمكن تكليف الغائبين والمعدومين بالخطاب، أو يختص التكليف بخصوص المشافهين؟ والنزاع في هذا الوجه عقلي.

الوجه الثاني: هل يمكن خطاب الغائب والمعدوم؟ والنزاع فيه عقلي أيضا. وهذا الوجه يختلف عن الوجه الأول، الأول هو امكان التكليف والثاني هو امكان الخطاب. الجعل شيء والخطاب بيان للجعل.

الوجه الثالث: في وضع أدوات الخطاب، وهل هي موضوعة على شمولها للمعدومين والغائبين، أو هي موضوعة للدلالة على اختصاصها بالمخاطبين المشافهين؟ والنزاع على هذا الوجه لغوي لفظي، ما هو الموضوع له اللفظ؟ واتصور ان هذا يشمل كل لغات الدنيا

وكي لا نطيل في الأخذ والردّ واستعراض الآراء، ومن يريد التوسعة فعليه بالقوانين وغيرها، نقول:

التحقيق: تارة يكون الكلام في الجعل، وتارة في توجيه الخطاب.

    7. أما في الجعل: فلا شك في صحة تكليف الغائب بل المعدوم، لأن الأحكام مجعولة على نحو القضايا الحقيقيّة وموضوعها المكلّف. وهذا شأن كل الأعراف والقوانين البشريّة التي تجعل القوانين لسنوات عديدة، وكلها يكون الموضوع فيها المكلّف، وهذا المكلّف له أوصاف، فكلّما وجدت الأوصاف تعلّق التكليف به، أي الأحكام تتعلّق بالموجودين حال خطاب التكليف وكل من سيوجد بعده بهذه الاوصاف، ففي قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [2] يكون التكليف للحاضرين المستطيعين وكل من سيأتي على وجه الأرض ويستطيع.

    8. أما في توجيه الخطاب: فالكلام تارة في شمول الخطاب للغائبين، وتارة في حجيّة ظواهر الخطاب لغير المقصودين.

أما النقطة الأولى شمول الخطاب للغائبين: فإن الخطاب لا يعقل أن يكون لغير المقصودين، فلا يشمل الخطاب غير المقصود عقلا بالخطاب، فما بالك بالغائب أو بالمعدوم. أما قول الشاعر: " إياك أعني واسمعي يا جارة "، فهذا ظاهر في قصد كل منهما.

أما النقطة الثانيّة: وهي حجيّة ظواهر الخطاب لغير المقصودين، فهي أيضا واضحة جليّة انها حجّة للمقصود ولغيره، فلو فرضنا أن جاسوسا يتنصّت على رجلين يتكلّمان ويوجهان الخطاب لبعضهما، وطبعا لا يوجهانه للمتنصّت لأنهم لا يعلمون بوجوده أصلا، فهل نستطيع ان نقول ان ما يفهمه الجاسوس من كليهما ليس حجّة عليه، أو حجّة له؟

إذن حجيّة الظواهر ليست خاصة بالمتخاطبين المقصودين بل تشمل كل من يسمع إلا ما خرج بدليل.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo