< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

43/04/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المطلق والمقيّد:

     ذكر كلام صاحب الكفاية (ره) من أن لا طائل في الأخذ والردّ في تعريف المطلق، لأنه من قبيل تعريف الاسم، والتعليق عليه.

     من المطلق: اسم الجنس وهو يشمل جميع انواع الوجود: الجوهر والعرض والاعتباري والانتزاعي.

إن ما ذكره الشيخ الآخوند (ره) في كفايته صحيح بناء على اصطلاحهم من عدم الفرق بين العام والمطلق إلا من حيث كيفيّة البيان، فإن كان بالوضع سمّي عاما، وإن كان بمقدّمات الحكمة سمّي مطلقا. وهو تعريف متداول عند الاصوليين كالسيد الخوئي (ره) والسيد الصدر (ره) والميرزا النائيني (ره) وغيرهم.

لكننا ذهبنا إلى اصطلاح آخر يناسب الجذر اللغوي، فأن العموم هو الشمول، والاطلاق هو الارسال، ولذا فمن المناسب ان يكون التعريف هكذا: إن كان بحسب الافراد فهو العام وإن كان بحسب الهيئات والحالات والازمنة والامكنة فهو المطلق. وهذا يكفي في المقام. لذلك يصبح ان المفرد الجزئي يمكن ان يكون مطلقا ومحال ان يكون عاما لانه فرد واحد " زيد " وليس له افراد، ولكن له احوال وازمنة، فبدل ان نقول: زيد من حيث العموم الازماني، فزيد يمكن ان يكون مطلقا. وبهذا تنحل اشكالات كثيرة اوردها الاصوليون في عدّة مطالب.

يقول صاحب الكفاية (ره): المقصد الخامس في المطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن: فصل: عرّف المطلق بأنه: ما دل على شائع في جنسه (أي يشمل حتى العام)، وقد أشكل عليه بعض الاعلام (من قبيل شموله لما دلّ على العموم البدلي مثل: " من وما وأي الاستفهاميّة، او عدم شموله لاسم الجنس بما هو)، بعدم الاطراد أو الانعكاس، وأطال الكلام في النقض والابرام، وقد نبهنا في غير مقام على أن مثله شرح الاسم (الذي هو مجرّد تقريب للذهن مثل: " سعدانه نبت " وهو ليس تعريفا حقيقيّا)، وهو مما يجوز أن لا يكون بمطرد ولا بمنعكس، فالأولى الاعراض عن ذلك، ببيان ما وضع له بعض الألفاظ التي يطلق عليها المطلق، أو من غيرها مما يناسب المقام. [1]

ان البحث في التعريف ليس له ثمرة على تعريفهم، اما على تعريفنا هناك ثمرة لرد الاشكالات الكثيرة منها ما ذكره الشيخ الانصاري (ره) من اعادة القيد من الهيئة إلى المادّة لسبب واحد وهو اشكاله كيف يجوز تقييد المفرد، الهيئة معنى جزئي، فكيف يعود القيد لمعنى جزئي؟ والهيئة ليس لها افراد، واعترف ان الظاهر ان القيد يرجع للهيئة حسب اللغة. هذا على تعريفهم.

 

لكن على تعريفنا يرتفع الاشكال من الاساس " زيد " المفرد الجزئي يمكن ان يقيّد بلحاظ الاحوال والازمان، الهيئة عندما تقيّد تقيّد بلحاظ احوالها وازمانها وكيفياتها.

فلنتجاوز التعريفات ولنبدأ بما ينفع في المقام: وهو الألفاظ التي يطلق عليها لفظ " المطلق ". وأهم مبحث عملي في المطلق والمقيّد هو لو تعارض الاطلاق مع التقييد ماذا نفعل؟

منها: اسم الجنس النكرة:

الشامل لكل اقسام الوجود حتى الاعتباريّة والانتزاعيّة والجوهر والعرض:

وللتذكير: الموجودات على أربعة أقسام، قسمان: متأصلان وقسمان غير متأصلين.

     المتأصلة أي التي لها واقع في الخارج قسمان: ما لا يحتاج إلى موضوع وهو الجوهر كزيد والاسد والحائط والقلم. والقسم الثاني: ما يحتاج إلى موضوع، وهو العرض، كالبياض والطول، وهي الأعراض التسعة يجمعها بيت شعر واحد: زيد الطويل الابيض ابن مالك في داره ذا اليوم كان متكي

بيده غصن لواه فالتوى فهذه عشر مقولات سوى

وهو ما يسمى بالمقولات العشر، جوهر " زيد " وتسعة اعراض " الطويل الابيض " كيفيّة، " ابن مالك " الاضافة، " في داره " المكان، " ذا اليوم " الزمان، " كان متكي " الهيئة، " بيده " الاختصاص، " غصن " العدد، " لواه فالتوى " الفعل والانفعال، فهذه العشر مقولات.

وغير المتأصّلة: أي التي ليس لها واقع وأصل في الخارج، فقسمان: اعتباري وانتزاعي.

فالانتزاعي ما كان له منشأ انتزاع متأصل في الخارج كالفوقيّة والتحتيّة انتزعتا من واقع خارجي.

والاعتباري ما ليس له منشأ انتزاع في الخارج كالملكيّة والزوجيّة نعم يحتاج إلى سبب مثلا بعد العقد انتزعت الزوجية، وكذلك بعد عقد البيع ثمرته الملكيّة. والاعتباري ليس مسألة سهلة، الدنيا قائمة على المسائل الاعتباريّة وفي الواقع امثلة كثير على ذلك، والبشر قد يقيموا وزنا لللإعتباريات اكثر بكثير من الواقعيات احيانا.

هذه هي الاقسام الاربعة للوجودات واحيانا قد يستعمل الانتزاعي بمعنى الاعتباري أو العكس.

قالوا ان المهم في المقولات العشر، ان المقولات ليس بينها جامع مشترك، لا جامع بين الزمان والهيئة وبين الانفعال والعدد، إلى اخر المقولات.

نعود إلى اسم الجنس: اسم الجنس أو الطبيعة النكرات، وهو كل ما وضع للكليات من الاقسام الاربعة التي سبق ذكرها، وقد وقع الخلاف في الموضوع له اللفظ، مثلا: لفظ " رجل " هو لفظ مطلق، وما هو الموضوع له: هل هو الطبيعة المهملة -وهذا ما سنذهب اليه على خلاف النائيني والمظفر -، أو الطبيعة على نحو اللا بشرط المقسمي، أو الطبيعة على نحو اللابشرط القسمي، او الطبيعة المطلقة بلحاظ الاطلاق والارسال. واختلفت الانظار في ذلك.

ذلك ان لفظ " رجل " يدلّ على شموله لكل الافراد كما قالوا، أو لكل الهيئات والحالات والازمنة والامكنة.

الطبيعة المهملة: المهمل ما معناه: انا اتصور الماهيّة المعيّنة واضع اليها من دون لحاظ أمر آخر حتى لحاظ المقسميّة، مثلا: الشيخ الفلاني من حيث الوطن فهو لبناني، ومن حيث الدين فهو مسلم ، ومن حيث المذهب فهو شيعي، ومن حيث العشيرة فهو كذا، هذه حيثيات، تارة الاحظ هذه الاشياء واقسّم، وتارة الحظ شياء، بل اتصور الماهية المجرّدة بما هي، هذه تسمى الماهية المهملة أو المبهمة.

اما بشرط المقسمي هو ان اضع لمطلق الرجل، بلحاظ الاطلاق او عدمه، فيصبح: إما مطلق أي بشرط شيء، أو ليس بمطلق أي بشرط لا، أو مطلق أو لا بشرط الاطلاق ولا عدمه أي لا بشرط. هنا انا تصوّرت الماهيّة ولاحظت معها امرا آخر، صار اللحاظ جزءا من المتصوّر. فاصبح الفرق واضحا بين الماهية المهملة والماهية بلحاظ اللا بشرط المقسمي. الاقتصار على تصور الذات والذاتيات هي الماهيّة المهملة، والذات بلحاظ امر آخر يكون مقسما صارت على نحو الماهية الا بشرط المقسمي.

الثمرة من هذا البحث: قبل ان نبدأ ببحث الموضوع له الفاظ الاجناس نذكر الثمرة في ذلك كي لا يتوهم انه مجرد ترف فكري، فإنني أضّن باعمار الاخوة الطلبة الشريفة عن تضيعها بما لا ثمرة فيه.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo