< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

43/04/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المطلق والمقيّد: وضع اسماء الاجناس:

     المختار في اسم الجنس، أي النكرة، أي الكلّي الطبيعي موضوع للماهيّة المهملة.

     بيان كلام صاحب الكفاية (ره) في الموضوع له وتأييده.

المختار في الموضوع له اسم جنس:

بعد التذكير بما سبق في أقسام وضع الماهيّة، إننا نلاحظ من أنفسنا أننا إذا اردنا الوضع لأي من الماهيات سواء أكانت كلّية أم جزئية، فإننا نتصوّر الماهيّة المجرّدة عن أي شيء، وهي الماهيّة المهملة التي نقتصر بها على الذات والذاتيات، فمثلا: إذا رزقت بولد وأردت تسميته، فأتصوّره وأقول: " سمّيت هذا محمدا " ، من دون تصوّر أي شيء آخر نعم احيان قد الاحظ أمر ولكنه يكون مأخوذا على نحو الدواعي، وليس دخيلا في الموضوع له، فلا اتصور هذا الولد من حيث الاطلاق والتقييد أو بلحاظ حالاته راكبا او ماشيا او عالما او جاهلا او مسلما. والتفريق واضح بين الدواعي وأخذ اللحاظ جزء من الموضوع له.

ولذلك فالموضوع له في أسماء الاجناس هي الماهيّة المهملة دون غيرها بمعنى المقصور النظر فيها على الذات والذاتيات وما اجعله جزءا من الموضوع له، لأن غيرها مثل الماهيّة اللابشرط المقسمي أي التقسيم بلحاظ أمر ما، أو القسمي أي قسم من المقسم بلحاظ لا بشرط، لانها ايضا ماهيّة ملحوظة، أو الماهية المطلقة كما عند بعض القدماء حيث اخذ الاطلاق جزءا من الموضوع له لذلك قيل انه إذا استعملت في بعض ما وضع له صار مجازا، تحتاج جميعها إلى لحاظ الاطلاق والارسال عند الحكم عليها [1] ، ووضع اللفظ لها هو نوع من الحكم، فأي منا عندما سمّى ولده تصور الولد ولاحظ حالاته وأزمنته وامكنته، ثم قال: وضعت هذا الاسم لهذا الولد بنحو اللابشرط من جهة الارسال والحالات وغير ذلك؟ فلو كان اللحاظ جزء من الموضوع له فعندما ينتفي هذا الجزء ينتفي الكل فتصبح هذه التسمية مجازيّة، لانها استعمال في غير ما وضع له.

وهكذا في الكليات، فإننا نضع الالفاظ لمعانيها بما هي هي، ومعنى بما هي هي ليس معناه لحاظها مجرّدة كما عند البعض فهو لحاظ أيضا، أي الماهيّة المقيّدة بالتجرّد، بل بمعنى عدم اللحاظ. وهذا معنى التجرّد، أي هو أمر عدمي لا أمر وجودي.

ولقد أجاد الشيخ الآخوند (ره) في الكفاية حيث قال: " اسم الجنس، كإنسان ورجل وفرس وحيوان وسواد وبياض إلى

غير ذلك من أسماء الكليات من الجواهر والاعراض بل العرضيات [2] ، ولا ريب أنها موضوعة لمفاهيمها بما هي هي مبهمة مهملة [3] ، بلا شرط أصلا ملحوظا معها، حتى لحاظ أنها كذلك.

وبالجملة: الموضوع له اسم الجنس هو نفس المعنى، وصرف المفهوم الغير [4] الملحوظ معه شيء أصلا الذي هو المعنى بشرط شيء، ولو كان ذاك الشيء هو الارسال والعموم البدلي، ولا الملحوظ معه عدم لحاظ شيء معه الذي هو الماهية اللابشرط القسمي، وذلك لوضوح صدقها بما لها من المعنى، بلا عناية التجريد عما هو قضية الاشتراط والتقييد فيها، كما لا يخفى، مع بداهة عدم صدق المفهوم بشرط العموم على فرد من الافراد، ( لو كان لفظ " الرجل " ملحوظا ومأخوذا فيه الاطلاق، فانه لا يوجد " شخص " ينطبق عليه مفهوم الرجل المطلق، فلو لوحظ الاطلاق بالعنوان لما انطبق على أي فرد من الافراد) وإن كان يعم كل واحد منها بدلا أو استيعابا، وكذا المفهوم اللابشرط القسمي، فإنه كلي عقلي لا موطن له إلا الذهن. [5]

إلى الآن الكلام سليم لكن بعد ذلك نحتاج إلى تعليق على كلامه.

 


[1] سؤال احد الطلبة: حيوان واحد توضع له اسماء كثيرة كالاسد والليث والقسورة، فهناك عدّة لحاظات. الجواب: لذلك هؤلاء قالوا ان ليس هناك مترادفات، لما اخذت اسم الليث للأسد الذي يكون في الغابة، والسبع فهو الاسد حين يفترس. إذا اخذنا هذا اللحاظ في الموضوع له صار معنى ليث يختلف عن معنى سبع لانني اخذت المعنى جزءا من الموضوع له، ولذلك صار هناك معنيان لذلك ليس هناك مترادفات. اما فيما نحن فيه فالوضع في اسماء الاجناس هو تصور الماهية والموضوع الها دون لحاظ الحالات.
[2] العرض هو ما يقابل الجوهر، الاعراض التسعة. والعرضي ما يقابل الذاتي الجنس والفصل والنوع وهي اللوازم، وقسِّم إلى العرض الخاص والعرض العام.
[3] وقلنا ان الابهام شيء والاهمال شيء آخر. والاجمال هو الاهمال المقصود، اما الابهام قد اخذ اللحاظ لكن لا ابيّن التفاصيل.
[4] غلط شائع كلمة " الغير "، فـ "غير " و " مثل " تلازمان التنكير إلا في حالة واحدة، وهي إذا اريد مطلق الغيريّة أو المثلية حيث تصبح نوع من المعرفة، فتدخل اللام ونقول: الغير.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo