< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

43/04/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المطلق والمقيّد: وضع اسماء الاجناس:

     اللحاظ غير مأخوذ جزءا من المفهوم، لا اللحاظ لا بشرط المقسمي، ولا اللا بشرط القسمي.

     النتيجة: الموضوع له أسماء الأجناس هو الماهيّة المهملة، وليس الماهية المطلقة، ولا الماهيّة بلحاظ اللا بشرط المقسمي، ولا الماهية بلحاظ اللا بشرط القسمي.

 

نعود لكلام صاحب الكفاية (ره) وهو أن اللفظ موضوع للماهيّة المهملة، بمعنى التي يقتصر بالنظر فيها عند الوضع على الذات والذاتيات، وانها ليست موضوعة للإطلاق ولا موضوعة للماهية بلحاظها المقسمي باقسامها الثلاثة: بشرط شيء وبشرط لا ولا بشرط، وايضا ليست موضوعة للماهية باللابشرط القسمي، لقد اجاد ونحن نذهب إلى ذلك.

نكمل كلام صاحب الكفاية (ره) مع التعليق عليه: وبالجملة: الموضوع له اسم الجنس هو نفس المعنى، وصرف المفهوم الغير الملحوظ معه شيء أصلا الذي هو المعنى بشرط شيء، ....

ولو لاحظت لكان جزءا من المفهوم، فالمثال الذي طرح امس من احد الطلبة يوضح الفكرة: كلمة " ليث " وضعت للأسد بلحاظ كونه في الغابة، وكلمة " سبع " وضعت للأسد بلحاظ كونه مفترسا. فإذا جعلنا لحاظ " في الغابة " جزءا من المفهوم يكون استعمال " ليث " في الاسد المفترس مجازا، لانه استعمال في غير ما وضع له، وكذا الاستعمال في " الاسد " الماهية بما هي ايضا يكون مجازا لانه استعمال الكل في الجزء، ولذلك من قال بأن ليس هناك مترادفات اخذ ان هذا اللحاظ جزءا من المفهوم، لذلك نقول إذا اخذ اللحاظ حزء من المفهوم اصبح هناك معنى آخر.

كلام صاحب الكفاية: ولو كان ذاك الشيء هو الارسال والعموم البدلي، ولا الملحوظ معه عدم لحاظ شيء معه الذي هو الماهية اللابشرط القسمي، وذلك لوضوح صدقها بما لها من المعنى، بلا عناية التجريد عما هو قضية الاشتراط والتقييد فيها، كما لا يخفى، مع بداهة عدم صدق المفهوم بشرط العموم على فرد من الافراد، ...

بيان كلامه: إذا قلنا ان كلمة " رجل " موضوعة لعموم الرجل، لا يوجد أي فرد في الدنيا ينطبق عليه عموم الرجل. فإذا اردت ان اطبق كلمة " رجل " على فرد احتاج إلى ازاحة والغاء اللحاظ حتى يحصل الانطباق على الفرد.

كلام صاحب الكفاية: وإن كان يعم كل واحد منها بدلا أو استيعابا، وكذا المفهوم اللابشرط القسمي، فإنه كلي عقلي لا موطن له إلا الذهن...

بيان: اللحاظ مسألة عقلية ليست موجودة في الخارح كيف يمكن تطبيقها في الخارج؟ مثلا: الماهيّة بلحاظ الاطلاق التقييد واللحاظ دخيل في المفهوم كيف نطبقه في الخارج؟!

كلام صاحب الكفاية: لا يكاد يمكن صدقه وانطباقه عليها، بداهة أن مناطه الاتحاد بحسب الوجود خارجا، فكيف يمكن أن يتحد معها ما لا وجود له إلا ذهنا؟ [1] انتهى كلامه رفع مقامه.

بيان: اللحاظ لا يوجد إلا في الذهن، قالوا ان الماهيّة موضوعة على نحو لا بشرط القسمي، أي إذا لاحظت الاطلاق والتقييد يكون لا مطلق ولا مقيّد، أي اخذت اللحاظ حزءا من الموضوع له، وإذا كان اللحاظ ليس له وجود إلا في الذهن فكيف نطبقه على الخارج؟

تعليقنا: لقد أجاد صاحب الكفاية (ره) في القول بأن اللفظ موضوع للماهيّة المهملة.

وهنا نقطتان فيما ذكره:

الاولى: في التعبير بالكلّي العقلي، فهذا خلاف اصطلاح المناطقة، إذ هو مراده ما لا موطن له إلا الذهن.

واما عند المناطقة فقد قسّموا الكلّي إلى ثلاثة أقسام:

     كلّي منطقي وهو مفهوم ما يصدق على كثيرين.

     كلّي طبيعي وهو الطبيعة بما هي.

     كلّي عقلي وهو الجمع بينهما، وهو الطبيعة المأخوذ فيها كونها تنطبق على كثيرين.

وليس المراد من الكلي العقلي عند المناطقة كما عبّر صاحب الكفاية (ره) ما لا موطن له إلا الذهن، فانه قد استعمل الكلي العقلي في مصطلح غير متداول.[2]

الثانية: إن ما ذكره من لزوم تجرّد المعنى عن اللحاظ عند الاستعمال، وبالتالي تصبح الاستعمالات كلها مجازية، فهذا صحيح لو أخذ اللحاظ جزءا من المفهوم، أما لو أخذ قيدا في الحكم فلا يلزم ذلك.

بيانه: إن اللحاظ إما أن يؤخذ قيدا في الموضوع له، فيكون الموضوع له هو: المعنى المقيّد باللحاظ، وحينئذ يتمّ إشكال صاحب الكفاية (ره). وإما ان يؤخذ قيدا في الحكم، أي يكون الموضوع له نفس الماهيّة إلا ان الوضع لا يكون إلا مع اللحاظ [3] ، وحينئذ لا يتمّ إشكاله (ره) ولا يكون جزءا من الموضوع له، لأن الموضوع هو الماهيّة ولا نحتاج إلى تجريد المعنى من أي شيء عند الاستعمال.

النتيجة: الموضوع له أسماء الأجناس هو الماهيّة المهملة لا الماهيّة على نحو اللابشرط المقسمي كما عن السبزواري (ره)، ولا على نحو اللابشرط القسمي كما عن النائيني (ره).

ولا بأس بان ننهي الكلام مع المحقق النائيني.


[2] تحديد المصطلح: مثلا: العموم والاطلاق، انا مرادي من الاطلاق غير مراد الأصوليين. المطلق هو ما يشمل الأمكنة والازمنة والحالات دون الافراد، اما في العموم يشمل الافراد. اما في اصطلاح الأصوليين: العموم والاطلاق شمول، لكن العموم يكون بالوضع، والاطلاق بمقدمات الحكمة. فعندما يستعمل الأستاذ والكاتب لفظا في غير المصطلح المعمول به عليه أن يبيّن ذلك.
[3] كما لو لوحظ وضع الاسم لغابة البقاء كما في تسمية البعض ابنه " بزبالة "، لكن لنرى الفرق بين الواقع وبين الني (ص) الذي كان يغير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة، وذكرنا سابقا ان حوالي خمسين اسم في الأمكنة والرجال غيّرهم رسول الله (ص)، مثلا: " يثرب " صارت " طيبة " وغير ذلك، وفي الاسماء " كصعب" اسماه " سهل ".

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo