< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/07/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة مشايخ الثقات: البحث في كلمة من هم " واضرابهم ".

     الكلام في مصاديق " واضرابهم ".

     جعفر بن بشير البجلي، لم يثبت كونه منهم.

     محمد بن اسماعيل بن ميمون الزعفراني، لم يثبت كونه منهم.

     الحسن بن علي الطاطري، لم يثبت كونه منهم.

نكمل الكلام في كلمة " واضرابهم "، والذي ثبت عندنا إلى الآن ان هؤلاء الثلاثة لا يروون إلا عن ثقة: صفوان وابن ابي عمير والبزنطي، وثبت ايضا برواية الكركي انه من المتسالم من الاصحاب ان زرارة ابن اعين، وابي بصير الاسدي هؤلاء لا يروون إلا عن ثقة.

من الاخرين قيل ان احمد بن محمد بن عيسى لا يروي إلا عن ثقة، ورددنا الكلام، وقيل ان بني فضال لا يروون إلا عن ثقة ايضا رددنا ذلك وان ما استدلوا به غير تام.

جعفر بن بشير:

في الوسائل: جعفر بن بشير، ابو محمد البجلي الوشا، من زهاد اصحابنا ونساكهم، وكان ثقة، قاله النجاشي والعلامة، وقال الشيخ: انه ثقة جليل القدر له كتاب. [1]

واستدلوا على انه لا يروي إلا عن ثقة بقول النجاشي في ترجمته: " روى عن الثقات ورووا عنه" .

والجواب: ان الظاهر من كلام النجاشي ان جعفرا كان ذا شأن من الوثاقة بين الاصحاب والثقات، فكان يأخذ منهم ويأخذوا منه، هذا الذي نفهمه من عبارة النجاشي.

ثم إنه لا دليل من هذا النص من النجاشي على كونه لا يروي إلا عن ثقة لامرين:

    1. عدم ظهور " روى عن الثقات " في الحصر، أي انه لا يروي عن غير الثقات، مفهوم اللقب كما درسنا في الاصول اللقب لا مفهوم له، رويت عن زيد لا تعني اني لا اروي عن عمرو.

    2. لو كان لقوله " روى عن الثقات " ظهور في الحصر، لانسحب ذلك على قوله " ورووا عنه " فلا يروي عنه غير الثقة، وهل يعقل ذلك؟! ان رسول الله (ص) وهو النبي المعصوم والرسول الاكرم وخير خلق الله اجمعين قد سمع منه الثقة والعدل والمنافق والكذاب والكافر، فإذا رووا عن رسول الله (ص) فهل يعني انهم ثقات؟!

ولو قيل ان مراد النجاشي انه لا يروي عنه إلا الثقة في ما وصلنا من الكتب، فهذا وإن لم يكن ظاهرا، إلا انه ممكن لكنه لا دليل عليه مضافا إلى روايته عن ضعاف كصالح بن الحكم وعبد الله بن محمد الجعفي وغيرهما.

وعليه لا يكون جعفر بن بشير من " اضرابهم ".

محمد بن اسماعيل بن ميمون الزعفراني:

من من ادعي ايضا انه لا يروي إلا عن ثقة محمد بن اسماعيل بن ميمون الزعفراني، قال في الوسائل: ابو عبد الله، ثقة، عين، روى عن الثقات ورووا عنه، ولقي اصحاب ابي عبد الله (ع)، قاله النجاشي والعلامة. [2]

وقد استدل على وثاقته من روى عنهم بعبارة النجاشي عنه والتي نقلها في الوسائل كما سبق: " روى عن الثقات ورووا عنه " وقد بينا عدم دلالتها على انه لا يروي إلا عن ثقة في الكلام عن جعفر بن بشير، فلا نعيد.

وبذا لا يكون الزعفراني من " اضرابهم ".

الحسن بن علي الطاطري:

قال في الوسائل: علي بن الحسن الطاطري الجرمي، يكنى ابا الحسن، وكان فقيها، ثقة في حديثه، من اصحاب الكاظم (ع)، وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم، قاله النجاسي والعلامة، وقال الشيخ كان واقفيا شديد العناد في مذهبه، له كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم. [3]

استدل بعبارة الشيخ (ره) " رواها عن الرجال الموثوق بهم " على كونه لا يروي إلا عن ثقة .

والجواب: لا دلالة في هذا التعبير عن انه لا يروي إلا عن ثقة، نعم يمكن ظهورها في كون من روى عنه في خصوص كتبه ثقات وهو يختص بمن روى عنه مباشرة، اما من كان في اثناء السند او من روى عنه في خارج كتبه فلا دلالة على وثاقته.

إلى هنا يكون لدينا خمسة قد ثبت انهم لا يروون إلا عن ثقة وهم: صفوان بن يحيى، ومحمد بن ابي عمير، واحمد بن محمد ابي نصر البزنطي، وزرارة بن اعين، وابو بصير الاسدي.

اما يونس بن عبد الرحمن فهو متوقف على ثبوت نقل ذلك عن الشيخ الطوسي. وقد نقل في مقباس الهداية للمامقاني ذلك في العدّة، لكن راجعنا العدّة في النسخة الكوبيوترية عندنا فلم نجد ذلك، وقيل ان ذلك موجود في نسخة اخرى، ونحن بانتظار التحقق من ذلك.

إلى هنا نكون قد انتهينا من مصاديق كلمة " واضرابهم " الموجودة في العدّة.، ويبقى ما قيل بان رجال الصادق (ع) كلهم ثقات، وقيل ان شيوخ النجاشي كلهم ثقات، وقيل ان كل ما ورد في اسانيد تفسير علي بن ابراهيم ايضا كلهم ثقات، وقيل ان كل من ورد في كتاب المزار لابن قولويه كلهم ثقات، إذن يتبقى هذه العناوين الاربعة وبعد الانتهاء منها، وبعد ذكر ما تبقى من التوثيقات العامة كدلالة الصحبة للامام والوكالة عنه وشيخوخة الاجازة وكون الراوي له كتاب أو اصل نكون قد انهينا دورة كاملة في قواعد علم الرجال.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo