< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

40/07/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تفسير علي بن ابراهيم:

     تفسير علي بن ابراهيم خليط من تفسيره وتفسير الجارود.

     اشكال ودفع: الاشكال: ان الراوي هو ابو الفضل العباس بن محمد وهو مجهول. والدفع: ان الكتاب قد روب بطرق أخرى، ونقل تواتره.

     ما كان من تفسير علي بن ابراهيم يكون كل رجاله ثقات.

هل كل من ورد من رجال الحديث في اسانيد تفسير القمي ثقة، هذا من التوثيقات العامة.

اولا هناك مسألتان: المسألة الاولى: انه هل كل من ورد في تفسير على بن ابراهيم ثقة؟

المسألة الثانية: هل التوثيق يشمل المباشر وغير المباشر؟ المباشر ثقة بلا شك، اما غير المباشر في سلسلة السند فهل يشمله التوثيق؟.

اما المسألة الاولى: فان الواصل الينا هو خليط من تفسير على بن ابراهيم وتفسير ابي الجارود الزيدي، ويقال ان سبب هذا الخلط ان طبرستان كانت معقل للزيدية، والزيدية يعتبرون ابا الجارود رمزا، وللترويج لتفسير على بن ابراهيم خلط معه تفسير ابي الجارود، هذا وجه ممكن.

اما تفسير علي بن ابراهيم القمي فقد رواه تلميذه ابو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر (ع). وهذا الراوي لم يذكر في الكتب الرجالية المعروفة الواصلة الينا، نعم ذكرت الكتب اباه ( محمد المعروف بالاعرابي ) وجده ( القاسم )، فهو من سلالة الامام الكاظم (ع) نعم ذكر في كتب الانساب. اما الكتاب فقد اطبقت الطائفة على احترامه وتداوله والتعويل عليه، حتى اخذت عنه عدّة تفاسير قديمة.

وهناك شيء آخر وهو ان النجاشي قد روى التفسير والشيخ الطوسي (ره) رواه ايضا نقلا عن شيخه المفيد محمد بن محمد النعمان العكبري، والطائفة عملت به بذلك هناك اشكال: اشكال ودفع:

اما الاشكال فهو ان راوي التفسير هو ابو الفضل العباس بن محمد وهو مجهول، مما يسقط الكتاب عن الاعتبار.

واما الدفع: فهو ان الكتاب قد روي بطرق اخرى عن النجاشي والطوسي وهو مشهور عليه المعول واليه المرجع، بل يمكن ادعاء تواتره جيلا عن جيل.

من هنا نستطيع ان نقول ان تفسير على بن ابراهيم يمكن العمل به، هناك ثغرات لكن يمكن سندها بادعاء التواتر ونقل التواتر، وممن نقل التواتر الحر العاملي (ره) وعدة من علماء الرجال. نعم قد نتساءل هل رواية ابي الفضل هي المتواترة؟ فهو لم يوثق حتى لو كان حفيد الكاظم (ع)، نوح (ع) كان ابنه كافرا. البيئة الجيدة مؤيد للوثاقة وليس دليلا. والجواب انه ليس الراوي الوحيد نعم روايات النجاشي ورواية الطوسي له توثيق. فالنجاشي يروي التفسير عن المفيد عن الحسن بن حمزة، والطوسي يرويه عن جماعة عن الحسن بن حمزة، هذا مع الاشتهار والتواتر المنقول يجعلك تطمئن.

اما تفسير ابي الجارود، فهو مما رواه ابو الفضل العباس بن محمد بسنده عن ابي الجارود عن الامام الباقر (ع). وابو الجارود ذكره الشيخ في رجاله في اصحاب الباقر (ع): زياد بن المنذر ابو الجارود الهمداني الحوفي الكوفي تابعي زيدي الاعمى تنسب اليه الجارودية.

وذكره النجاسي بقوله: زياد بن المنذر ابو الجارود الهمداني الخارفي الاعمى... كوفي من اصحاب ابي جعفر (ع) وروى عن ابي عبد الله (ع) وتغير لما خرج زيد (رض). [1]

وكلاهما لم يوثقه، لا النجاشي وثق ابا الجارود، ولا الشيخ الطوسي (ره).

ويقول الشيخ السبحاني: بل نقل الكشي روايات في ذمه، غير ان الظاهر من الروايات التي نقلها الصدوق رجوعه إلى المذهب الحق. [2]

إذن تفسير ابو الجارود لا نستطيع ان نأخذ به، فقط نأخذ بتفسير على بن ابراهيم بادعاء التواتر، فإذا فرزنا التفسيرين نأخذ بتفسير على بن ابراهيم، بعضهم يقول انه لا يمكن فرزهما لا نستطيع ان نعرف هذا من ذاك، وبعضه يقول انه من اواخر سورة البقرة يبدأ تفسير ابو الجارود.

تفسير ابو الجارود يمكن ان يمتاز عن تفسير على بن ابراهيم، مثال على ذلك: يصرح بصراحة يقول: " برواية ابي الجارود عن ابي جعفر الباقر (ع) ". ومثلا: قوله: " قد روي ايضا " هنا لا يعلم من الراوي هل هو ابو الجارود او علي بن ابراهيم. واحيانا يقول: " قال علي بن ابراهيم " هذا واضح بانه تفسير علي بن ابراهيم.

النتيجة والذي نستطيع قوله: هو انه إذا عرفنا ان تفسير الآية بالاخبار، هذا الخبر من علي بن ابراهيم نستطيع ان نقول انه لا يروي إلا عن ثقة، وإذا عرفنا انها من ابي الجارود حينئذ لا نستطيع التوثيق، واذا شككنا بالامر ايضا لا نستطيع ان نقول انها دليل.

نأتي للمسألة الثانية وهي انه إذا فرضنا ان فرزنا تفسير علي بن ابراهيم عن غيره، فهل الثقة هو خصوص من يروي عنه أو هو كل ما كان في السند؟

فلنقرأ كلام علي بن ابراهيم يقول في مقدمته: " ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم. هذا اعتبروه دليلا على ان كل من يروي عنه علي بن ابراهيم هو ثقة.

فلنقرأ قبل وبعد، من خلال ذلك نعرف ما مراده. هل مراده ان كل مشايخ السند ثقات، لانه هو يريد ان يأتي بالروايات الصحيحة بنظره في تفسير القرآن. او لا، فلسان حاله: انا لا اروي إلا عن ثقة ثم بعد ذلك الراوي الثاني من اين اتى بالرواية هذا شأنه.

هناك نقطة مهمة: الرواية عن الثقة هذا جيد، رواية الثقة عن الضعيف لا يعتبرونها مثلبة. لذلك الحكم بانها صحيحة تحتاج إلى قرينة على انه هو لا يروي ايضا إلا ثقة عن ثقة.

يقول علي بن ابراهيم: " حتى يردا علي الحوض كاصبعي هاتين –وجمع بين سبابته – ولا أقول كهاتين –وجمع بين سبابته والوسطى- فتفضل هذه على هذه .... " فالقرآن عظيم قدره جليل خطره بين ذكره من تمسك به هدى ومن تولى عنه ضل وزل فأفضل ما عمل به القرآن لقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " وقال " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " ففرض الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله ان يبين للناس ما في القرآن من الاحكام والقوانين والفرايض والسنن وفرض على الناس التفقه والتعليم والعمل بما فيه حتى لا يسع أحدا جهله ولا يعذر في تركه ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم.

انا قرأت هذه المقدمة لانها توحي انه هو يعتقد ان كل من هو موجود في السند هو ثقة. لعل هذه قرينة على ان المراد كل من كان في السند انا اعرفهم واشهد بوثاقتهم.

هناك حوالي خمسة وثمانون بالمئة من احاديث علي بن ابراهيم هي عن ابيه. علي بن ابراهيم روى في الكافي سبعة آلاف وثمانية وستين موردا، وقد وقع في اسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة آلاف وثمانية وستين موردا (معجم رجال الحديث ج 18، ص 54. في ترجمة الكليني وفي ج11، ص194).

ستة آلف ونيف عن ابيه واباه ليس موثقا صريحا، كيف اصبح انه روى عن ثقاتنا؟

ماذا يقال عن روايات ابراهيم بن هاشم في الكتب؟ يقال: حسنة ابراهيم بن هاشم، يعتبرونها حسنة، لماذا حسنة لان ابراهيم بن هاشم لم يوثق صريحا، لكنه القدر المتيقن من توثيق علي بن ابراهيم.

نكمل كلام علي بن ابراهيم:" ولا يقبل عمل الا بهم وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى وفرض سؤالهم والاخذ منهم فقال " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فعلمهم عن رسول الله وهم الذين قال في كتابه وخاطبهم في قوله تعالى " يا أيها الناس آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ( القرآن ) ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا - أنتم يا معشر الأئمة - شهداء على الناس " فرسول الله صلى الله عليه وآله شهيد عليهم وهم شهداء على الناس فالعلم عندهم والقرآن معهم ودين الله عز وجل الذي ارتضاه لأنبيائه وملائكته ورسله منهم يقتبس وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام " الا ان العلم الذي هبط به آدم عليه السلام من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين عندي وعند عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم بل أين تذهبون وقال أيضا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته " ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أنه قال إني وأهل بيتي مطهرون فلا تسبقوهم فتضلوا ولا تتخلفوا عنهم فتزلوا ولا تخالفوهم فتجهلوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم. [3]

والذي نفهمه انه اراد ان يأتي بالروايات الصحيحة عن اهل البيت (ع) للعمل بها يعني كل السند صحيح.

النتيجة: ان تفسير علي بن ابراهيم الموجود بين ايدينا خليط فان علمنا ان هذه الروايات عن ابي الجارود لا نعمل بها ولا تدل على وثاقة الراوي، وان علمنا انها من تفسير علي بن ابراهيم تدل على وثاقة الروات وان شككنا لا تكون دليلا، وما كان في تفسير علي بن ابراهيم المباشر وكل ما كان في السند نقبل روايته.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo