< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي اکبر الحائري

بحث الأصول

40/07/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الاُصول العملية/ نظرية حق الطاعة.

وقد يعترض على نظرية حق الطاعة ببعض الشبهات والاعتراضات والتي اغلبها واهية وقابلة للرد بأدنى تأمل، ولكن بعضها جدير بمستوى عالٍ من الدقة والإمعان.ومن أهمها الشبهة البرّاقة التي قد تزل فيها الأقدام، وحاصلها: أنّنا في موارد الشك في التكليف كما نحتمل أن يكون الحكم الواقعي حكماً تكليفياً مشتملاً على ملاك اقتضائي للإلزام، كذلك نحتمل حكماً ترخيصياً مشتملاً على ملاكٍ اقتضائي للإباحة، فلو كان الاحتمال الأوّل مقتضياً لحكم العقل بالبناء على الإلزام ، لكان الاحتمال الثاني مقتضياً لحكم العقل بالبناء على الاباحة، ولا وجه لترجيح الأول على الثاني ما لم نحرز كونه أهمّ منه عند المولى.ويمكن الرد على هذه الشبهة نقضاً وحلاً. أمّا نقضاً فبأمور:

الأوّل: أنّه لو أمكن قياس ملاك الترخيص بملاك الإلزام بنحو يجعله صالحاً لمزاحمته، فما هو وجه تقديم الثاني على الأوّل ـ حتى عند القائلين بالبراءة العقلية ـ في موارد العلم الإجمالي المشتمل على معلومين بالإجمال أحدهما حكم ترخيصي والآخر حكم إلزامي، حتى مع العلم بكون ملاك الحكم الترخيصي اقتضائياً كالحكم الإلزامي؟ فإنّهم قالوا في مثل ذلك بلزوم مراعاة ملاك الحكم الإلزامي وإن أدى إلى الاحتياط في تمام أطراف العلم الإجمالي، ولم يقل أحد منهم بلزوم مراعاة الأهم ملاكاً منهما عند الشارع.

الثاني: في حالات وقوع التزاحم بين امتثال حكم إلزامي والتمتّع بحكم ترخيصي اقتضائي، كما إذا كان الفعل الواجب يلازم ترك عملٍ مباح أو فعل عملٍ مباحٍ، بحيث يكون امتثاله الواجب مؤدياً الى سلب حرية المكلف، فإنّ الأصحاب لم يطبقوا في مثل ذلك قواعد باب التزاحم، بل قالوا بوجوب امتثال الحكم الإلزامي وإن أدى إلى رفع اليد عن التمتع بالترخيص.

الثالث: رغم أنّ الأصحاب لم يحكموا بالاحتياط عقلاً والعمل وفق الحكم الإلزامي، إلّا أنّهم سلّموا بحسنه ولم يذهب أحد منهم إلى حسن الاحتياط بلحاظ الترخيص وإنّ كان ملاكه اقتضائياً.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo