< قائمة الدروس

الأستاذ السید عبدالمنعم الحکیم

بحث الفقه

40/06/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: استحباب صوم كل خميس وكل جمعة

وكل خميس (1) وكل جمعة (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في مستند الشيعة "للشهرة بين الاصحاب[1] "[2]

ولم أجد حديثاً يدل على استحباب الصيام يوم الخميس بعنوانه منفرداً. وإنما الذي ورد – بحسب ما رأيت – هو استحباب الاثنين والخميس كما هو الحال في صحيح الحسين بن علوان المتقدم[3] وهو الشاهد باستحبابه،

وبلسانه خبر محمد بن مروان قال: "سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى يقال: لا يفطر ويفطر حتى يقال: لا يصوم، ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر..."[4] .

فان التزام النبي ص ومداومته ص على صومهما بالخصوص من بين بقية الايام يقرب خصوصيتهما واستحبابهما.

واما الخبر المروي عن أسامة بن زيد "ان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم كان يصوم الإثنين و الخميس فسئل عن ذلك فقال ان أعمال الناس تعرض يوم الاثنين والخميس"[5]

فقد يقال لا يصلح شاهداً على استحبابه، لأن فعل النبي (ص) لا يعرف على أي وجه وقع، ومجرد عرض أعمال الناس فيهما لا تقتضي استحبابه.

لكن الانصاف: انه لا يبعد استفادة الاستحباب منه بضميمة خبر عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : "إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سُئل عن صوم خميسين بينهما أربعاء فقال: أما الخميس فيوم تعرض فيه الاعمال ، وأما الاربعاء فيوم خلقت فيه النار، وأما الصوم فجنة"[6] .

اذ كونه جنة يتناسب جدا مع تعليله ع لالتزامه ص بصومه. فكأن تشريع صوم العبد في يوم عرض الاعمال يكون حاجبا عن مؤاخذة العبد على تقصيره مع ربه.

واصرح منه ما في خبر الفضل بن شاذان عن الرضا ع: "...وإنما جعل أول الخميس في العشر الاول وآخر خميس في العشر الآخر وأربعاء في العشر الاوسط أما الخميس فقد قال الصادق عليه‌السلام : تعرض كل خميس أعمال العباد على الله عز وجل فأحب أن يعرض عمل العبد على الله وهو صائم..."[7]

حيث صرح الامام ع بقوله: "فأحب ان يعرض...".

نعم رواية الزهري لا يمكن الاستدلال بها لأنها مخيرة فلا ترجيح فيها كي تدل على الاستحباب.

(2) كما قد يشهد به الخبر المروي في العيون عن الرضا عليه السّلام "من صام يوم الجمعة احتسابا اعطى ثواب صيام عشرة أيام غرر زهر لا تشاكل أيام الدنيا"[8] .

وهو كالصريح في الاستحباب

واما خبر ابن سنان عن الصادق عليه السّلام قال "رأيته صائما يوم الجمعة فقلت جعلت فداك ان الناس يزعمون انه يوم عيد قال كلا انه يوم خفض و دعة"[9]

فلا دلالة فيه اذ غاية ما تدل عليه انه لا حرمة في الصوم فيه كما في عيدي الفطر والاضحى.

ومثله ما في المقنعة عن راشد بن محمد عن انس قال :قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم من صام من شهر حرام الخميس و الجمعة و السبت كتب اللّه له عبادة تسع مائه سنة"[10]

لأنه أخص من المدعى لاشتراط صوم الايام الثلاثة وايضا ان تكون في شهر حرام.

وهناك اقوال تقول بنسخ صوم الاثنين والخميس والنهي عن صوم يوم السبت. لكن في الجواهر: "وفيه كما في المختلف وكذا الدروس انه لم يثبت عندنا‌ شي‌ء من ذلك ، ولم يذكر المشهورون من علمائنا ذلك"[11] .

ولعل ما قدمناه كاف بناء على قاعدة التسامح.


[1] كما في المنتهى ٢ : ٦١٤، والتذكرة ١ : ٢٧٩، والذخيرة : ٥٢٠.
[5] فتح الباري: ج4، ص278. وفيه فسألته؟ فقال.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo