الموضوع: كتاب الصلاة /صلاة الجماعة /حكم إنكشاف الخلاف في الإمام المقتدى به / فروع المسألة

قد فرغنا عن البحث في فقرة الاولى من مسألة 12 حيث قال: (إذا نوى الاقتداء بشخص على أنّه زيد فبان أنّه عمرو فان لم يكن عمرو عادلًا بطلت جماعته و صلاته أيضاً إذا ترك القراءة أو أتى بما يخالف صلاة المنفرد[1] )

فوافقنا السيد في بطلان جماعته ولكن قلنا بصحة صلاته ولو ترك القراءة الا اذا اتى بركن زائد متابعة للإمام، او شك في ركعات صلاته وقد بنى عليه على ما عند الامام تبعا له.

الفرع الثاني: اذا لم يترك القراءة ولم يأت بما يخالف صلاة المنفرد قال السيد: (صحّت على الأقوى[2] ) أي صحت صلاته دون جماعته، والوجه انه اتى بصلاة منفردة جامعة لأجزائها و شرائطها.

الى هنا كان البحث فيما اذا كان انكشاف كون الامام عمروا بعد انتهاء الصلاة

والفرع الثالث فيما اذا كان حصول الانكشاف في اثناء الصلاة :

قال المصنف: (و إن التفت في الأثناء و لم يقع منه ما ينافي صلاة المنفرد أتمّ منفرداً[3] ). لأنّه نوى الصلاة وكونها جماعة فعند ما اكتشف له بطلان الجماعة تبقى له الصلاة سليمة في المفروض لأنّه لم يأت بما ينافي صلاة المنفرد و يكمل صلاته منفرداً. ونحن نقول حتى اذا اتى بما ينافي المنفرد لا يضره الا اذا كان فيه خلل في الاركان لحديث لا تعاد كما بيناه آنفاً.

هنا انتقل المصنف الى حكم الصلاة والجماعة فيما اذا كان العمرو عادلا بخلاف الفروض السابقة وهذا هو الفرع الرابع: قال: (و إن كان عمرو أيضاً عادلًا ففي المسألة صورتان: إحداهما: أن يكون قصده الاقتداء بزيد و تخيّل أنّ الحاضر هو زيد و في هذه الصورة تبطل جماعته و صلاته أيضاً إن خالفت صلاة المنفرد[4] )

والوجه في ذلك ان اقتدائه كان مقيدا بكون المقتدى زيداً فلم يقصد الاقتداء بعمرو فلم تتحقق منه الجماعة فان لم يخالف وظيفة منفرد فصلاته صحيحة والا تقع الصلاة ايضا باطلة لان ما وقع لم يقصد وما قصد لم يقع.

والفرع الخامس قوله: (الثانية: أن يكون قصده الاقتداء بهذا الحاضر و لكن تخيّل أنّه زيد فبان أنّه عمرو، و في هذه الصورة الأقوى صحّة جماعته و صلاته . فالمناط ما قصده لا ما تخيّله من باب الاشتباه في التطبيق[5] ). و صحة الصلاة و جماعته في هذا الفرض لأنّه تم اقتدائه بعمرو فعلا بتخيل انه زيداً. فاقتدى بإمام عادل في صلاته و لو تخلف تخيله عن الواقع.

ولنا مناقشة في هذين الفرعين نذكرها يوم السبت انشاء الله، فغداً نعطل الدرس تكريما لذكرى الانتصار و يوم الاربعاء نكون معكم في التفسير.