< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

41/04/28

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: 17تتمة الإسراء

﴿وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[1]

في الاسابيع الماضية تحدثنا حول المعاني المتعددة للروح وما فيه من الخلافات وكذلك قد يستعمل الروح ويراد منها المعنى المجازي وذكرنا بعض المصاديق له وتتميماً لبحثنا في معاني الروح نذكر تحليلا علميا عن الامثل فقد جاء فيه: (نقرأ في بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام، في تفسير هذه الآية، أنّ الروح مخلوق أفضل من جبرائيل و ميكائيل، و كان هذا المخلوق برفقة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و برفقة الأئمّة الصادقين عليهم السّلام من أهل بيته من بعده، حيث كان يعصمهم من أي انحراف أو زلل خلال مسيرتهم . إنّ هذه الرّوايات لا تعارض التّفسير الذي قلناه، بل هي متناسقة معه و داعمة له، لأنّ الروح الإنسانية لها مراتب و درجات، فتلك المرتبة من الروح الموجودة عند الأنبياء و الأئمة عليهم السّلام، هي في مرتبة و درجة عالية جدّا، و من آثارها العصمة من الخطأ و الذنب و كذلك يترتب عليها العلم الخارق. و بالطبع فإنّ روحا مثل هذه هي أفضل من الملائكة بما في ذلك جبرئيل و ميكائيل).

هذا التحليل ولو يظهر في بادئ الامر تحليلا جميلا و لكنه لا يلائم مع لسان الآيات و الروايات فقوله تعالى: "وايدناه بروح القدس" الظاهر ان المؤيَّد غير المؤيَّد به، كذلك قوله تعالى: "نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من الموقنين" لا يمكن ان يكون المُنزِل و المنزل اليه شيء واحد و قول امير المؤمنين عليه السلام حيث يقص مرافقته لرسول الله قبل بعثته فيقول: وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلى الله عليه واله مِنْ لَدُنْ كَانَ «4» فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ" [2]

فنكتفي هنا بما قلناه حول الروح المذكورة في القرآن. وندخل في البحث عن الروح بمعنى الاخص اي الروح التي في الانسان فهي من المحتملات في مسؤول الآية

قال في المجمع: (اختلف العلماء في ماهية الروح فقيل إنه جسم رقيق هوائي متردد في مخارق الحيوان و هو مذهب أكثر المتكلمين و اختاره الأجل المرتضى علم الهدى قدس الله روحه و قيل جسم هوائي على بينة حيوانية في كل جزء منه حياة عن علي بن عيسى قال فلكل حيوان روح و بدن إلا أن منه من الأغلب عليه الروح و منه من الأغلب عليه البدن و قيل إن الروح عرض ثم اختلف فيه فقيل هو الحياة التي يتهيأ به المحل لوجود القدرة و العلم و الاختيار و هو مذهب الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (ره) و البلخي و جماعة من المعتزلة البغداديين و قيل هو معنى في القلب عن الأسواري و قيل إن الروح الإنسان و هو الحي المكلف عن ابن الإخشيد و النظام و قال بعض العلماء إن الله تعالى خلق الروح من ستة أشياء من جوهر النور و الطيب و البقاء و الحياة و العلم و العلو أ لا ترى أنه ما دام في الجسد كان الجسد نورانيا يبصر بالعينين و يسمع بالأذنين و يكون طيبا فإذا خرج من الجسد نتن الجسد و يكون باقيا فإذا فارقه الروح بلي و فنى و يكون حيا و بخروجه يصير ميتا و يكون عالما فإذا خرج منه الروح لم يعلم شيئا و يكون علويا لطيفا توجد به الحياة بدلالة قوله تعالى في صفة الشهداء بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ و أجسامهم قد بليت في التراب‌). ان المتكلمين بما انهم انكروا الجوهر المجرد فيعبرون عن الملك والجن وهكذا الروح بالجسم اللطيف في مقابل الكثيف والجسم الهوائي عبارة اخرى عن اللطيف و ترد على هذه الوجوه المذكورة مناقشات لا داعي للخوض فيها تجنبا عن الاطالة . وسوف نتابع بحثنا انشاء الله في الجلسة القادمة حول الروح التي بها حيات الانسان و سائر الحيوانات.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo