< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

42/09/20

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: التفسیر الموضوعی/تفسير الأيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسیر ایات 102 الی 105 من سورة آل عمران

 

﴿أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[1] . ﴿وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ ﴿وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ . ﴿وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾

قد مررنا اليلة الماضية على عدة روايات التي تحدثت معنا في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ابعاده المختلفة والليلة احب ان اكمل المشوار فاقول من الموارد اللتي ذكر في الامر بالمعروف وانكار المنكر هو في القلب فيجب للانسان ان يحب المعروف واهله ويبغض المنكر واهله وهناك روايات كثيرة تدعوا الى هذين الامرين اليك نموذج منها

فعَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ- فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ يُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ- فَفِيكَ خَيْرٌ وَ اللَّهُ يُحِبُّكَ- وَ إِذَا كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ- فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ وَاللَّهُ يُبْغِضُكَ وَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.[2]

من الامور اللتي كثيرا ما نغفل عنه هو عدم جواز اتخاذ السكنى في بلاد الشرك الا لمبرر لانه مضافا الى عدم الجواز المهاجرة الى تلك البلاد يستلزم منها الضعف في الايمان و التأثر من ثقافتهم التي تدعوا ال الإباحية و مفاسد الاخلاق التي يستنكرها جميع الأديان و تربية الاولاد أيضا بتلك الثقافات المنحرفة خصوصا قبل انتصار الثورة الإسلامية التي نشأت عنها المقاومة و الصحوة الإسلامية العالمية وغيرت المعادلات واصبح اليوم بحمد الله انتشرت المساجد والحسينيات والمؤسسات الإسلامية في تلك البلاد فمجرد تحصيل المعاش الاوفر ليس مبررا لترك الأوطان الإسلامية و أخذ التجنس من بلاد الشرك.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[3] فیظهر من هذه المباركة مجرد الايمان لا يكفي لشمول الولاية التي هي ضمان اجتماعي للمسلمين بل لابد له ان يترك بلاد الكفر ويهاجر الى المسلمين.

﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَ سَاءَتْ مَصِيراً﴿97﴾إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً﴿98﴾فَأُولٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً﴾[4] و هذه الآيات تفيد عدم قبول العذر ممن لم يهاجر من بلاد الكفر فكيف بمن يترك المسلمين و يهاجر الى بلاد الكفر للتوفير في لقمة عيشه و يعيش هناك كهمنا ذليلا تحت سلطة الكفار. نعم من اطمئن من نفسه انه لا يتأثر من ثقافتهم وهو ذهب بنية نشر الإسلام والقيم و كذلك يطمئن ان اهله أيضا لا يتأثرون فلا بأس بنقل سكناه عنهم بهذه النية الشريفة:

فعَنْ حَمَّادٍ السَّمَنْدَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي أَدْخُلُ إِلَى بِلَادِ الشِّرْكِ- وَ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ- قَالَ: فَقَالَ لِي يَا حَمَّادُ- إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَيْهِ قُلْتُ نَعَمْ- قَالَ فَإِذَا كُنْتَ فِي هَذِهِ الْمُدُنِ مُدُنِ الْإِسْلَامِ- تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ قُلْتُ: لَا- قَالَ فَقَالَ لِي إِنَّكَ إِنْ مِتَّ- ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ يَسْعَى نُورُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ[5] .

الآية الاخيرة من هذا المقطع هي قوله تعالى: ﴿وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾[6]

قال في المجمع:«﴿وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا﴾» في الدين و هم اليهود و النصارى «﴿وَ اخْتَلَفُوا﴾» قيل معناه تفرقوا أيضا و ذكرهما للتأكيد و اختلاف اللفظين و قيل معناه كالذين تفرقوا بالعداوة و اختلفوا في الديانة «﴿مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ﴾» أي الحجج و الكتب و بين لهم الطرق «وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» عقوبة لهم‌ على تفرقهم و اختلافهم بعد مجي‌ء الآيات و البينات و الآية تدل على تحريم الاختلاف في الدين و إن ذلك مذموم قبيح منهي عنه.)

هذه الآية وردت بعد الآيات الداعية الى الوحدة بالاعتصام بحبل الله و العبرة عن الماضي المظلم والشديد حيث عاشوا فيه من الشقاء والبؤس بما یرثى علیهم.

وبناءً على ان التفرق هو تفرق في المواقف و تجزئهم على الأحزاب والتيارات والخطوط السياسية المتعددة و المراد من الاختلاف هو الاختلاف في الدين لا يبعد أن يكون قوله: مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ متعلقا بقوله: وَ اخْتَلَفُوا فقط، فالمراد من التفرق هو التشتت‌ من حيث الأبدان والمراد من الاختلاف هو التشتت من حيث الاعتقاد و قدم التفرق على الاختلاف لأنه كالمقدمة المؤدية إلی الاختلاف.

ثم قوله من بعد ما جاءهم البينات ظاهر في ان تفرفهم واختلافهم لم يكن من جهلهم بل التفرق للتنازع على العناوين والكراسي ثم يأتي الاختلاف في جميع الامور فانشؤوا مذاهب مختلفة و اقاموا طوائف متنازعة والداعي الأصلي كان على الكراسي والعناوين والسلطة على الأموال و الخلافات الطائفية والمذهبية كانت فرعاً لتلك الاهواء و نحن نشاهد في عصرنا هذه الحقيقة فالإرهابيون و التكفيريون نشأتهم نشأة سياسية و رؤسائهم يعلمون بذلك ويمكن بعض جهلائهم وشبابهم يفعلون ما يفعلوا بداعي العصبية الجاهلية الدينية الأعمى.

قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾ . ﴿وَ مَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ....﴾ [7]

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ رَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ فَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ . ﴿وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [8]

أقول: ان قوله تعالى: "من بعد ما جائهم البينات" وقوله "من بعد ما جائهم العلم" يدل انهم ما وقفوا في وجه الحق لجهلهم بل كان وقوفهم في وجه الحق كان لبغيهم،

كما ان هؤلاء الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه واله كانوا من الخواص والذين اذوا رسول الله في زمن حياته كانوا من الخواص والذين اقاموا الحروب الثلاثة ناكثين وقاسطين ومارقين كانوا من الخواص وقبلهم الذين غصبوا حق الولاية كانوا من الخواص فالمفرقون هم كانوا من الخواص ولم يكن تفرقهم لجهلهم بل كان لبغيهم وعند ما نعبر بالعلماء ليس المراد رجال الدين فقط بل يشمل كل مثقف وجامعي ودارس. فان العلم هو الحجاب الأكبر وان الله يغفر لسبعين جاهلا قبل ان يغفر لعالم واحد لان فسادهم كان عن البغي والعناد والآثار السلبية على تحريف الحق وتقديم الباطل كانت اكثر واعمق. من العوام. كما ان الصالحون من العلماء هم أئمة اهل الجنة وفضل العالم على العابدة كفضل القمر في ليلة البدر على سائر النجوم. واخيرا أتقدم اليكم بكلام منسوب الى الامام زين العابدين عليه السلام الذي بين لنا التنوع والتفنن في شراك الشيطان للعلماء لنميز الصالح من الطالح:

عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ حَسُنَ سَمْتُهُ وَ هَدْيُهُ وَ تَمَاوَتَ فِي مَنْطِقِهِ وَ تَخَاضَعَ فِي حَرَكَاتِهِ فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ يُعْجِزُهُ تَنَاوُلُ الدُّنْيَا وَ رُكُوبُ الْحَرَامِ مِنْهَا لِضَعْفِ نِيَّتِهِ وَ مَهَانَتِهِ وَ جُبْنِ قَلْبِهِ فَنَصَبَ الدِّينَ فَخّاً لَهَا فَهُوَ لَا يَزَالُ يَخْتِلُ النَّاسَ بِظَاهِرِهِ فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْ حَرَامٍ اقْتَحَمَهُ وَ إِذَا وَجَدْتُمُوهُ يَعِفُّ عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ فَإِنَّ شَهَوَاتِ الْخَلْقِ مُخْتَلِفَةٌ- فَمَا أَكْثَرَ مَنْ يَنْبُو عَنِ الْمَالِ الْحَرَامِ وَ إِنْ كَثُرَ وَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى شَوْهَاءَ قَبِيحَةٍ فَيَأْتِي مِنْهَا مُحَرَّماً فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ يَعِفُّ عَنْ ذَلِكَ فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّنَّكُمْ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا عُقْدَةُ عَقْلِهِ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ تَرَكَ‌ ذَلِكَ أَجْمَعَ ثُمَّ لَا يَرْجِعُ إِلَى عَقْلٍ مَتِينٍ فَيَكُونُ مَا يُفْسِدُ بِجَهْلِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُهُ بِعَقْلِهِ فَإِذَا وَجَدْتُمْ عَقْلَهُ مَتِيناً فَرُوَيْداً لَا يَغُرَّكُمْ تَنْظُرُوا أَ مَعَ هَوَاهُ يَكُونُ عَلَى عَقْلِهِ أَمْ يَكُونُ مَعَ عَقْلِهِ عَلَى هَوَاهُ وَ كَيْفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِّئَاسَاتِ الْبَاطِلَةِ وَ زُهْدُهُ فِيهَا فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ خَسِرَ الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةَ يَتْرُكُ الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا وَ يَرَى أَنَّ لَذَّةَ الرِّئَاسَةِ الْبَاطِلَةِ أَفْضَلُ مِنْ لَذَّةِ الْأَمْوَالِ وَ النِّعَمِ الْمُبَاحَةِ الْمُحَلَّلَةِ فَيَتْرُكُ ذَلِكَ أَجْمَعَ طَلَباً لِلرِّئَاسَةِ حَتَّى إِذٰا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّٰهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهٰادُ فَهُوَ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ يُوقِدُهُ أَوَّلَ بَاطِلٍ إِلَى أَبْعَدِ غَايَاتِ الْخَسَارَةِ وَ يُمِدُّهُ رَبُّهُ بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فِي طُغْيَانِهِ فَهُوَ يُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ يُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَا يُبَالِي مَا فَاتَ مِنْ دِينِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ الرِّئَاسَةُ الَّتِي قَدْ شَقِيَ مِنْ أَجْلِهَا فَأُولَئِكَ الَّذِينَ غَضِبَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً مُهِيناً وَ لَكِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ نِعْمَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ هَوَاهُ تَبَعاً لِأَمْرِ اللَّهِ وَ قُوَاهُ مَبْذُولَةً فِي رِضَى اللَّهِ يَرَى الذُّلَّ مَعَ الْحَقِّ أَقْرَبَ إِلَى عِزِّ الْأَبَدِ مِنَ الْعِزِّ فِي الْبَاطِلِ وَ يَعْلَمُ أَنَّ قَلِيلَ مَا يَحْتَمِلُهُ مِنْ ضَرَّائِهَا يُؤَدِّيهِ إِلَى دَوَامِ النَّعِيمِ فِي دَارٍ لَا تَبِيدُ وَ لَا تنفذ [تَنْفَدُ وَ أَنَّ كَثِيرَ مَا يَلْحَقُهُ مِنْ سَرَّائِهَا إِنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ يُؤَدِّيهِ إِلَى عَذَابٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا يَزُولُ فَذَلِكُمُ الرَّجُلُ نِعْمَ الرَّجُلُ فِيهِ فَتَمَسَّكُوا وَ بِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا وَ إِلَى رَبِّكُمْ فَتَوَسَّلُوا فَإِنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ لَا يُخَيَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ‌ [9]

و هذه اللیلة كانت ليلتي الأخيرة في شهر رمضان ولا يخفي ان الامسيات الرمضانية مستمرة الى آخر الشهر حيث يفيد اخونا الفاضل سماحة الشيخ الدكتور محسن زاده ان شاء الله.

وسوف نتابع بحثنا في الآيات مصدرة بقوله: "يا أيها الذين آمنوا" في المقطع الرابع عشر بعد شهر رمضان المبارك في أيام الأربعاء من كل أسبوع في بحثنا التفسيري ان شاء الله وتقبل الله عنكم وعن جميع المؤمنين صيامهم وقيامهم و استجاب دعاء الجميع في ليالي القدر المباركة بفضله ومنه.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo