< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

43/09/05

بسم الله الرحمن الرحیم

 

الموضوع: التفسير الموضوعي/الآيات المصدرة بيا ايها الذين آمنوا /تفسير الآية135من سورة النساء

 

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلى‌ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى‌ بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى‌ أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾ (النساء135)

في هذه الآية المباركه نقاط ينبغي الوقوف عندها:

اولاً: قال كونوا وهو دالّ على ان المطلوب من الآية ان نكون متصفا بالقسط ومستمرا عليه.

ثانياً: استفاد من مادة القيام التي تدل على الاهتمام بالفعل كقوله تعالى اقيموا الصلاة التي تختلف مع قوله صلوا.

ثالثاً: استفاد من صيغة المبالغة التي تدل على أهمية الموضوع ولم يقل كونوا قائمين بالقسط.

رابعاً: استفاد من مفردة قسط دون العدل فان القسط أخص من العدل فالقسط عدالة بين الافراد بينما العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه وليس حصرا بموارد المقايسة مثلا إعطاء حقوق الزوجة عدل والتقصير فيها ظلم ولو كانت زوجة واحدة

خامساً: أكّد على الموضوع القسط في أحد مصاديقه وهو الشهادة ان تكون خالصا لله

سادساً: أشار الى بعض مواطن الانحراف كالشهادة على النفس او الوالدين او الاقربين حيث قد تكون عاطفة القرابة تُخرج الانسان عن رعاية العدل فتدعوه الى استئثار ورعاية مصلحة القريب ومن مواطن الانحراف كون مشهود له او المشهود عليه فقيرا او غنيا. فيقدم الغني على الفقير نخوة له او خوفاً منه او طمعاً فيه او يقدم الفقير على الغني تعطفاً اليه او ترحماً عليه بينما رعاية العدل هي الميزان.

سابعاً: أشار الى ان الله أولى بكلا الصنفين من الفقير والغني فهما عبيده وهو ربهما أي هو يدافع عن كلا الفريقين ليس كالإنسان الذي يفضّل الغني على الفقير بموازين باطلة.

ثامناً: حذرنا عن التباع الهوى الذي يسد عن الحق ويحرف مواقف الانسان. فقد ورد علي امير المؤمنين انه قال: "ان اخوف ما أخاف عليكم اثنان اتباع الهوى وطول الأمل امّا اتباع الهوى فيسد عن الحق وامّا طول العمل فينسي الآخرة"

تاسعاً: نوعين من الانحراف عن العدل: الانحراف الملتوي والمبرر بحجج واهية والانحراف الصريح الناشئ عن الجرأة والعناد هذا إذا كان تلووا متخذ من اللي بالشهادة كناية عن تحريفها من لي اللسان. والإعراض ترك الشهادة من رأس. واما اذا كان متخذا من ولي يلي ولاية، فيصبح المعنى: و إن وليتم أمر الشهادة و أتيتم بها أو أعرضتم فإن الله خبير بأعمالكم يجازيكم بها.[1]

عاشراً: في الآية ايعاز على ان اعمالكم وقلوبكم بعين الله وهو عالم بتفاصيل القضايا.

هنا معكم في اطلالة الى بعض الروايات التي تناسب المقام:

عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ لِشُرَيْحٍ انْظُرْ إِلَى حُقُوقِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمَقْدُرَةِ وَ الْيَسَارِ- مِمَّنْ يُدْلِي بِأَمْوَالِ النَّاسِ إِلَى الْحُكَّامِ- فَخُذْ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ- وَ بِعْ فِيهَا الْعَقَارَ وَ الدِّيَارَ- فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ- مَطْلُ الْمُسْلِمِ الْمُوسِرِ ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ- وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقَارٌ وَ لَا دَارٌ- وَ لَا مَالٌ فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِ-وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ- إِلَّا مَنْ وَرَّعَهُمْ «1» عَنِ الْبَاطِلِ- ثُمَّ وَاسِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِوَجْهِكَ وَ مَنْطِقِكَ وَ مَجْلِسِكَ- حَتَّى لَا يَطْمَعَ قَرِيبُكَ فِي حَيْفِكَ- وَ لَا يَيْأَسَ عَدُوُّكَ مِنْ عَدْلِكَ- وَ رُدَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعِي مَعَ بَيِّنَتِهِ- فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلَى لِلْعَمَى وَ أَثْبَتُ فِي الْقَضَاءِ- وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ- إِلَّا مَجْلُوداً فِي حَدٍّ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ- أَوْ مَعْرُوفٌ بِشَهَادَةِ زُورٍ أَوْ ظَنِينٌ وَ إِيَّاكَ وَ التَّضَجُّرَ وَ التَّأَذِّيَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ- الَّذِي أَوْجَبَ اللَّهُ فِيهِ الْأَجْرَ- وَ يُحْسِنُ فِيهِ الذُّخْرَ لِمَنْ قَضَى بِالْحَقِّ- وَ اعْلَمْ أَنَّ الصُّلْحَ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ- إِلَّا صُلْحاً حَرَّمَ حَلَالًا أَوْ أَحَلَّ حَرَاماً- وَ اجْعَلْ لِمَنِ ادَّعَى شُهُوداً غُيَّباً أَمَداً بَيْنَهُمَا- فَإِنْ أَحْضَرَهُمْ أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ- وَ إِنْ لَمْ يُحْضِرْهُمْ أَوْجَبْتَ عَلَيْهِ الْقَضِيَّةَ- وَ إِيَّاكَ أَنْ تُنْفِذَ قَضِيَّةً فِي قِصَاصٍ- أَوْ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ- أَوْ حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ- حَتَّى تَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَيَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- وَ لَا تَقْعُدْ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ حَتَّى تَطْعَمَ.[2]

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَلٰا يَأْبَ الشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا﴾ - فَقَالَ إِذَا دَعَاكَ الرَّجُلُ لِتَشْهَدَ لَهُ عَلَى دَيْنٍ أَوْ حَقٍّ- لَمْ يَنْبَغِ لَكَ أَنْ تَقَاعَسَ عَنْهُ.[3]

عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ كَتَمَ شَهَادَةً أَوْ شَهِدَ بِهَا لِيَهْدِرَ بِهَا دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ- أَوْ لِيَزْوِيَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ- أَتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لِوَجْهِهِ ظُلْمَةٌ مَدَّ الْبَصَرِ- وَ فِي وَجْهِهِ كُدُوحٌ تَعْرِفُهُ الْخَلَائِقُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ- وَ مَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ حَقٍّ لِيُحْيِيَ بِهَا حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ- أَتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لِوَجْهِهِ نُورٌ مَدَّ الْبَصَرِ- تَعْرِفُهُ الْخَلَائِقُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ- ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَ لَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ- يَقُولُ ﴿وَ أَقِيمُوا الشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ﴾.[4]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرع فِي حَدِيثِ النَّصِّ عَلَى الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: وَ إِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ فَأَدِّهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا﴾ - وَ قَالَ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهٰادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّٰهِ [5]

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ ع فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَ لٰا يَأْبَ الشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا﴾ قَالَ مَنْ كَانَ فِي عُنُقِهِ شَهَادَةٌ- فَلَا يَأْبَ إِذَا دُعِيَ لِإِقَامَتِهَا- وَ لِيُقِمْهَا وَ لْيَنْصَحْ فِيهَا- ﴿وَ لَا تَأْخُذْهُ فِيهَا لَوْمَةُ لَائِمٍ﴾ وَ لْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ لْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ.[6]

عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِذَا أُشْهِدْتَ «3» عَلَى شَهَادَةٍ- فَأَرَدْتَ أَنْ تُقِيمَهَا فَغَيِّرْهَا كَيْفَ شِئْتَ- وَ رَتِّبْهَا وَ صَحِّحْهَا بِمَا اسْتَطَعْتَ- حَتَّى يَصِحَّ الشَّيْ‌ءُ لِصَاحِبِ الْحَقِّ- بَعْدَ أَنْ لَا تَكُونَ تَشْهَدُ إِلَّا بِحَقِّهِ- وَ لَا تَزِيدَ فِي نَفْسِ الْحَقِّ مَا لَيْسَ بِحَقٍّ- فَإِنَّمَا الشَّاهِدُ يُبْطِلُ الْحَقَّ- وَ يُحِقُّ الْحَقَّ وَ بِالشَّاهِدَيْنِ يُوجَبُ الْحَقُّ- وَ بِالشَّاهِدِ يُعْطَى- وَ إِنَّ لِلشَّاهِدِ فِي إِقَامَةِ الشَّهَادَةِ بِتَصْحِيحِهَا- بِكُلِّ مَا يَجِدُ إِلَيْهِ السَّبِيلَ مِنْ زِيَادَةِ الْأَلْفَاظِ وَ الْمَعَانِي- وَ التَّفْسِيرِ فِي الشَّهَادَةِ مَا بِهِ يُثْبِتُ الْحَقَّ وَ يُصَحِّحُهُ- وَ لَا يُؤْخَذُ بِهِ زِيَادَةً عَلَى الْحَقِّ- مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. [7]

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo