< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ باقر الايرواني

بحث الأصول

44/06/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- تعارض الادلة.

وفي الجواب نقول:-

نحن تارةً لا نسلّم بحقّانية مذهب أهل البيت عليهم السلام وما هم عليه من طريق بمعنى أننا نغض النظر عن مدارك حقّانية مذهبهم التي هي مثل آية التطهير التي تقول:- ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾ التي تدل على عصمتهم، أو مثل حديث الكساء المتواتر بين الفريقين والذي نزلت فيه آية التطهير، وحديث الثقلين المتواتر بين الفريقين الذي يقول:- ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا )، وحديث السفينة المتواتر ببين الفريقين أيضاً الذي يقول:- ( مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك )، والحديث الذي يقول:- ( النجوم أمانٌ لأهل السماء وأهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ) يعني مادام الحجّة موجوداً فالناس موجودون وإذ حصل له ما حصل فالناس أيضاً سوف يذهبون، فإن فرض أننا لا نسلّم بحقانية مذهبهم فحينئذٍ لا مشكلة، إذ المشكلة تأتي بعد الاعتراف بحقانيتهم وأنه كيف حصل هذا التعارض بعد كونهم معصومين أما بعد فرض عدم التسليم بحقانيتهم فالتعارض يكون شيئاً ممكناً والاشكال يكون مندفعاً من أساسه، بمعنى أننا مادمنا لا نعترف بالحقانية فالتعارض يكون في موقعه المناسب لأنَّ هذه المدرسة ليست على حق.

وآخرى نعتقد بحقّانية مذهبهم عليهم السلام فهنا نقول:- إنَّ وجود هذا التعارض لا يؤثر على الحقانية شيئاً، نعم يبقى السؤال عن سبب نشوء ظاهرة التعارض من دون أن يشكل ذلك خطراً على أصل الحقّانية فإنَّ الحقانية ثابتة جزماً ولكن مع التسليم بهذه الحقانية كيف حصلت ظاهرة التعارض ولماذا؟، فنحن نريد معرفة سبب هذه الظاهرة ومن أين نشأت لا أننا نريد التشكيك في أصل الحقانية.

منشأ التعارض وكيفية دفعه:-

هناك عدة عوامل يمكن بيانها في مقام لتبرير ظاهرة التعارض:-

العامل الأول:- التقيَّة، فإنَّ الائمة عليهم السلام كانوا يتّقون من السلطة لأنَّها السلطة كانت من الاتجاه الثاني فكانت توجد تقية بلحاظها، كما كانوا يتقون من أصحاب المذاهب الأخرى أنفسهم لأنهم كانوا يشكّلون رقماً في الساحة، وإذا أردنا أن نعرف هذا فيمكن ملاحظة حديث معاذ بن مسلم النحوي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:- ( بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس، قلت:- نعم وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج إني أقعد في المسجد فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم فاخبره بما جاء عنكم ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا فأُدخِلُ قولكم فيما بين ذلك، فقال لي:- اصنع كذا فإني كذا أصنع )[1] ، وهي واضحة في أنَّ التقية لم تكن عن خصوص الحكّام فقط وإنما كانت حتى عن أصحاب المذاهب الاخرى.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo