الموضوع:- الاخبار العلاجية - تعارض الادلة.

تحقيق سند رواية الراوندي:-

ذكرنا أنَّ الراوندي لا اشكال من ناحيته، وإنما الاشكال من جهات ثلاث:-

الجهة الأولى:- كيف يمكن اثبات نسبة هذه الرسالة إلى الراوندي وأنها من مؤلفاته، فإنَّ مجرد النسبة إليه لا يكفي في الاثبات، والمفروض أنَّ هذين المرجّحين ينحصر ذكرهما بهذه الرسالة؟

الجهة الثانية:- هل يوجد طريق لصاحب الوسائل إلى هذه الرسالة حتى يمكن اثبتاها من خلاله؟

الجهة الثالثة:- كيف يمكن اثبات الوسائط بين الراوندي وبين الامام عليه السلام؟

أما الجهة الأولى:- فنقول إنَّ منشأ الاشكال في كون هذه الرسالة للراوندي أمران:-

الأمر الأول:- إنَّ للراوندي تلميذين ينقلان عنه، وكلاهما لم ينقل أنَّ للراوندي هذه الرسالة، والتلميذان هما رشيد الدين المعروف بابن شهر آشوب المازندراني المتوفى سنة 588، والثاني الشيخ منتجب الدين المتوفى سنة 585، فابن شهر آشوب لم يذكر هذه الرسالة للراوندي في كتابه معالم العلماء، وهكذا الشيخ منتجب الدين في فهرسته عند ترجمة استاذه لم يذكرها ضمن مؤلفاته، وعليه فأصل نسبة هذه الرسالة إلى الراوندي محل اشكال.

الأمر الثاني:- إنَّ جميع الكتب التي ينقل عنها صاحب الوسائل[1] تنتهي طرقها إلى العلامة الحلي، والعلامة ينهي طريقه إلى الشيخ الطوسي، فلو كانت هذه الرسالة موجودةٌ حقاً لرواها العلامة ولتمسك بها صاحب الوسائل أيضاً لأنَّ طرقه تنتهي إلى العلامة والحال أنه لا يوجد ذكر لهذه الرسالة في مؤلفات صاحب الوسائل.

هذه شبهةٌ قد تطرح في اثبات صحة نسبة هذه الرسالة إلى الراوندي فما هو الجواب عنها؟