< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ باقر الايرواني

بحث الأصول

44/11/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- الدرس الأخير من الدورة الاصولية الرابعة - التنبيه الخامس- تنبيهات - الاخبار العلاجية - تعارض الادلة.

 

ومستند السيد الشهيد(قده) في المصير إلى هذه الفكرة أنه قال:- إنه على رأي المشهور سوف يلزم محذور، وهو أنه يلزم أن تكون الرواية الدالة على طهارة الخمرة بالصراحة معارضة بالرواية الدالة على النجاسة بالاطلاق فتسقط الرواية الصريحة في الطهارة بالرواية الدالة على النجاسة بالاطلاق، وهذا غير صحيح إذ من معلومٌ أنَّ الدلالة الصريحة مقدَّمة على الدلالة الاطلاقية لا أنها تعارضها ويتساقطان بينما على رأي المشهور يلزم أن تكون بينهما معارضة وهذا محذورٌ لا يمكن الالتزام به.

وبصيغةٍ آخرى:- إنه على رأي المشهور المفروض أنَّ الطائفة التي تدل على نجاسة الخمرة تشتمل على ثلاث مراتب المرتبة الأولى صريحة في النجاسة والمرتبة الثانية ظاهرة في النجاسة والمرتبة الثالثة دالة على النجاسة بالاطلاق، والمفروض أنَّ الطائفة الثانية الدالة على الطهارة تشتمل على مرتبتان فقط الصريح في الطهارة والظاهر في الطهارة، ولكن توجد مرتبة ثالثة من الطائفة الاولى الدالة على النجاسة هي ما دل على النجاسة بالاطلاق، وحينئذٍ يلزم أن يتعارض الصريح في الطهارة مع الدال بالاطلاق على النجاسة ويتساقطان، وهذا غير مقبولٍ عند جيمع الاصوليين فإنَّ الدلالة الصريحة مقدّمةٌ على الاطلاق ولا يمكن أن تعارضه حتى يسقط الصريح في الطهارة بالدال بالاطلاق على النجاسة، والحال أنه على رأي المشهور يلزم أن يسقط الصريح في الطهارة في مقابل الدال بالاطلاق على النجاسة وهذا شيءٌ مرفوض.

والسيد الشهيد(قده) لم يذكر هذا المطلب في بحثه الاصولي وإنما ذكره في بحوث فقهية في شرح العروة الوثقى.

وفي مقام التعليق نقول:- إنَّ ما افاده وجيهٌ ونسلّم به فيما إذا فرض أنَّ الرواية الصريحة في الطهارة كانت وحدها وفي المقابل كان يوجد الدال بالاطلاق على النجاسة وحده أيضاً فهنا لا يمكن أن نقول بالمعارضة والتساقط لإنَّ الدلالة الاطلاقية ضعيفة جداً بالنسبة إلى الدلالة الصريحة فلا يمكن أن يتعارضا ويسقطا، أما لو كان إلى جنب الرواية الدالة بالاطلاق على النجاسة روايات أخرى تدل على النجاسة إما بالصراحة أو بالظهور ففي مثل هذه الحالة يمكن أن يقال إنَّ الرواية الدالة بالاطلاق على النجاسة هي ليست وحدها حتى نقول بعدم امكان معارضتها للرواية الصريحة في الطهارة وإنما يوجد إلى جنبها روايات أخرى ساندة لها تدل على النجاسة بالصراحة وبالظهور ومادام يوجد داعم لها فحينئذٍ يمكن أن يقال لا محذور في أنَّ تعارض الرواية الأولى الدالة بالصراحة على طهارة الخمرة ويتساقط الجميع.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo