الموضوع: الدرس 4
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الثاني :فرانسيس بيكون (تابع)
وقد تهجم بيكون على المنطق القياسي الذي نهجه ارسطو ونعته بأسوء النعوت واختار منهج بديلا اسماه المنهج الااستقرائي ودعى الى نبذ كل موروث . وركز على نبذ الاصنام كما سماها وهي المؤثرة على النتائج العقلية فان الموروث من القبيلة والعادة والدين واللغة التي لا ثبات لها.
وركز على صنم الحواس بلفظها لأنها ليست معيار والحقيقة ان ما جاء به بيكون ليس جديد فالهجوم على ارسطو غير مبرر وارسط اعتمد الاستقراء كما اعتمد القياس والاستقراء التام قاتل للعلوم فلم يقل به احد ورفض المؤثرات التي ذكرها من المسلمات عند الفلاسفة ولذا ما قاله كنت وديفيد هيوم وليبتنز من انه من عمالقة الفلاسفة ليس واضحا ولعل من اتهمه بالخسة والنفعية كما ظهر في اخلاقه وانقلابه على اصحاب أمره اذ كان في بلاط الدولة مدّعيا عاما وسياسيا ومحاميا ورئيس كلية .
الا انه كان معاديا للدين في زمانه فكما هاجم ارسطو واعتبر كتابه كتاب جنون هاجم الكثلكة وكان من الدعاة الى الفلسفة المادية واستغلالها كوسيلة لليسطرة على السلطة السياسية وكان يقول : اختر الحياة الأكثر نفعا ومن اقواله الايجابية : ان الرجل الحكيم يصنع من الفرص أكثر مما يجد وان الموت هو صديق مفروض ومن لا يستعد له لن يرتاح ابدا .
المفكر الثالث : برتراند راسل
وهو عالم انكليزي ولد 1872 وتوفي 1970 للميلاد وراسل رجل ليبرالي " مذهب رأسمالي " اشتراكي من دعاة السلام ومن معارضي الأمبريالية ولذا وقف في وجه النازية عند هتلر وفي وجه الشمولية عند ستالين كما وقف بقوة في مواجهة التجارب الذرية وتقوم فلسفته على الرياضيات لأنها الكاشف عن التناسب والتناغم والجمال في هذا الكون الرحيب وان الحقيقة لا يمكن ادراكها الا بالرياضيات والا سنواجه عالم فوضويا مرعبا الى اقصى الحدود كما كان سائدا زمن الأغريق فيما سموه الكاوس ألأنفجاري في تولد الكون ومن هنا كتب في المنطق الرياضي وقد واجهت اقواله اتهاما بالكفر والزندقة حيث اراد اخضاع الدين آنذاك " ولم يقصد الدين الاسلامي " الى العقل والعلم وحمل على المعتقدات الدينية الخاطئة فسمي بالزنديق الكافر رغم انه نال جائزة نوبل عام 1950 نوبل للآداب لأنه كتب ستين كتابا .