الموضوع: الدرس 14
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر التاسع: ادموند بورغ
متوفى 1797 ميلادية من أصل ايرلندي وعاش في بريطانيا وصار عضوا في البرلمان , ويعد بورغ من المحافظين الساسة وكان خطيبا مفوها وقاد ثورة ضد الثورة لاسيما الثورة الفرنسية , ركز بورغ على الثوابت العقلية عندما لاحظ وجود اخطاء كثيرة فيما سمي مسلمات العقل النظري . وايضا ما رآه من خلل في الزعم الديني التوراتي اذ ابطل العلم الكثير مما كان حقائق وايضا على ضوء سيادة الانتهازية مقابل المبادئية وما رآه من توجه الفلسفة الاوروبية نحو التجريبية المحضة كل ذلك دعاه لإعادة رسم ضوابط عقلية في اسلوب منظم ومحافظ لاستعادة العقلانية مقابل التجريبية .
واما موقفه من الثورات فكان نتيجة ما لاحظه من سيطرة الغوغاء على الثورات وتدمير المنجزات من خلال العامة ويستفيد منها منحرفو السلوك من الزناة والفاسدين واصحاب الرشى الخ فينعكس ذلك فيما بعد في الثورة . ولكنه آمن في المقابل بالاستفادة من الخبرات المتوارثة لاسيما من الطبقات الغنية لتميز اخلاقهم وتقاليدهم لأنهم ابعد عن السقوط والغوغاء . وأما رايه في الفلسفة فهو يتلخّص بالدعوى الى الوصول الى الاجتماع الانساني والمراكز المرموقة والا لا قيمة لها . ويعد بورغ من مبتكري السلطة الرابعة
"الصحافة والاعلام" امام ما رآه من سلطة رجال الدين والنبلاء والعوام واعتبرها الاكثر تأثيرا ودافع بقوة عن المجتمع الطبيعي في مقابل المجتمع القانوني اذ ان القانون شكل انحطاطا للأمم وسجل سجلا من المجازر والحروب وحمل ذلك للسلطة السياسية حيث لا تنصاع لأخلاق وضوابط بل تتحول الى مثال للصوصية والخديعة وان الديموقراطيات كما هو الحال في اثينا تتحول الى ديكتاتوريات بإعجاب اكثرية ساذجة ولذا رأى في القانون الظلم الذي يحمي الأغنياء ونظر بشذر الى المحامين لأنهم خط الدفاع عنهم ودافع عن المعترضين على الكنيسة ونظامها وطالب بإنصافهم وأن الحرية أعظم الشرور وتشكل حماقة ورذيلة وجنون دون تقييد ورأى في الدين حصنا لا غنى عنه حتى للدولة ودعى الأكفاء للقيام بمهامهم والا كان عدم قيامهم سلاح الشر بيد الآخر .