الموضوع: الفلسفة\ الدرس20\ جون لوك
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الخامس عشر جون لوك
ولد : 1632 وتوفي 1704 وهو مفكر انكليزي نشا في أسرة مثقفة فأبوه محام . وتسلسل في الرتب الى أن صار وزيرا للعدل وكان عارفا بالعربية جدا وبفلسفتها . كما درس الطب واختص به . وكان يرى نفسه مسيحيا صالحا ولكنه تجريبي. ويعد لوك من المؤثرين الأوائل في الثورة الأمريكية . ولكنه كغيره من الفلاسفة عاش الغربة والطرد . وبقي عازبا الى وفاته . كان لوك يركّز على حدود المعرفة لألا يصل الى درجة أن يطلب ما لا يفهم أو أن يصبح مدّعيا .
ورأى بأن الحواس هي الوسيط الوحيد للمعرفة وأنكر كغيره وجود فطريات قبلية وأن الدماغ يعمل بما يعطى فقط ولو ترك من دون تعبئة لأضحك . وأن لا معرفة خارج الخبرات وان أصرت الصوفية على ذلك بل رأى بأن الأحلام والتصورات لها صلة بالواقع الخارجي حتى في مثل أفلاطون فإنها جاءت من الواقع ولذا قال بأن المولود يولد بلا معرفة فلا عقل فعّال ولا مستفاد ولا يوجد موروثات جينية مخزّنة تتناقل الينا بالوراثة وليس لدينا أي برمجة مسبقة فنحن في الولادة صفحة بيضاء . وهذا لا يعني أنه لم يكن ريبيا اذ لم يقل بأن التجربة حاسمة دائما . وقال بلزوم تغيير المعتقدات تبعا لتغير الدلائل.
كتب ورأى في السياسة ومن نظرياته أن توزع السلطة على المجموع لاختلاف النوازع والدوافع والنزوات وركز في السلطة على هدف هو حماية الحياة والحرية والملكية والا فهي دولة طغيان . دافع لوك عن الرأسمالية والديموقراطية وطالب بفصل الدين عن الدولة وهاجم الملكية والحق الالهي له ودعى الى تحرير الانسان من كل سلطة ما خلا العقل , وأن الفيلسوف لا يكون في ساحة الحقيقة الا من نفسه وركّز على قراءة الحقائق العملية للناس لا على النظريات والشذوذ . آمن لوك بدور الشعوب في اسقاط طغيان الدولة لا بمعنى التفلت في الحرية لأن الحرية مسؤولية لا اباحية , ورأى بأن الاضطهاد ينشأ من شهوة السلطة وأن ذلك يصنع النفاق ودعى الى التسامح لأنه يشجع المعرفة والحق. ورأى لوك بأن الانسان فيه قابليات لأي شيء بشرط التدريب للوصول من خلال الفضيلة في معرفة الله وحب الحقيقة ونكران الذات ومقاومة الشهوات والتربية الدينية والحكمة والسيرة الحسنة والاتجاه الطيب مع الآخرين .