الموضوع: الفلسفة \ الدرس27 \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الثالث والعشرون كيير كيغارد
مفكر دانيماركي ولد 1813 وتوفي 1855 وهو لاهوتي كبير ومن أتباع الوجودية المؤمنة مقابل وجودية سارتر. دارت فلسفته حول الخطيئة والتكفير والغواية والحرية والحب والزواج اذ عانى منها جميعا وقد عاش في بيئة متزمتة دينيا وعاش حياته عازبا فاسخا لخطوبته بدعوى امتناع اجتماع الفكر والزواج وأن النضال للوصول الى السمو في الوجود بحاجة الى الحرمان من افراح الدنيا ورأى في تحقق الأشياء قتلا لها ومنه الزواج .
راهن كثيرا على قضية الايمان بالله وأنه وان أخذ كل شيء ولكنه هو القادر على منح كل شيء ورأى في هذا الكون نظاما جماليا وأن الأخلاق مضادة لهذا الجمال رأى كيغارد بأن على الانسان أن يحسب نفسه مخطئ دائما امام الرب ثم ربط بين عذاباته وبين شأن الحياة كلها وأنها قلق وخطيئة ومرض نفسي وآمن بأن الله لا يحتاج الى وسيط .
واتهم الكنيسة بالتزييف والتزوير لمهام الدين سيما في صكوك الجنة مقابل خمسة دولارات آمن كيغارد بأن الانسان قادر على الخلاص وأن الفرد هو مركز الوجود . وله منهج الحياة باتجاه المطلق وهو الله آمن بالوجودية بمعنى لزوم الوعي والاختيار الحر والا فالإنسان في القلق والاضطراب فإنسانية الانسان تتحقق في وعيه ولو فقدها فمن الصعوبة أن يستردها فالنفس تحتاج الى نضال شاق لتعرف نفسها بينما من لا يعرف ذلك يبذل جهوده لنسيان ذاته دعى كيغارد للاعتماد كليا على الله اذ به يسترد المرء ذاته وقد قسّم المراحل التي يمر بها الانسان :
أ ـ المرحلة الجمالية الحسية
ب ـ المرحلة الأخلاقية
ج ـ المرحلة الدينية
فالمرحلة الأولى تبقيك طفلا ولا قيمة عندها للقيم والالتزام. وأن الانسان يدرك بعد ذلك الحاجة الى نظام أخلافي كضرورة وواجب لبقاء الاجتماع ورأى أن المرحلة الثالثة وهي العلاقة مع المطلق هي الأساس مع بقاء علاقة نسبية مع الخلق وأن لا ينبغي أن يسمع الا صوت الله ليصبح المرء ذاتا الهية فينفذ ارادة الرب كإبراهيم ورأى في غير ذلك الموت في حياتنا الدنيا لأنه رفض للسمو وداعيا للقلق والخروج منه يحتاج الى ايمان لا متناه وأن مقابل الخطيئة هو الايمان وراى في الخوف الرابط الدائم الموصل الى الله .