العنوان: الفلسفة \ الدرس 29 \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المفكر الخامس والعشرون ميخائيل باكونين
ولد عام 1814 وتوفي 1876 مفكر روسي فوضوي متأثر يهيغل كثيرا وهو على تناقض مع ماركس وانكلز رغم وحدة المبدأ . وله الأثر الأكبر في الثورات الديموقراطية التي حصلت في غرب اوروبا ويعتبر من مؤسسي ايديولوجيا المذهب الفوضوي مركزا على تحرير الطبقة العاملة من التسلط لسيادة الاشتراكية وقد آمن بتلقائية الثورة مقابل الاعداد والتنظيم ونحو ذلك وقد حكم عليه بالإعدام ولكنه فرّ من السجن واختلف باكونين مع ماركس في عنوان الدولة .
واعتبر باكونين من أشد خصوم الدولة "كدولة" على خلاف ماركس الذي رأى في صراع طبقة الفلاحين والعمال وصولا الى السلطة ومنها للاشتراكية والدولة يقول باكونين ان هذا استبدال لاستبداد باستبداد ولا يوصل الى الحرية فان الطبقة العاملة لا يمكنها ان تحكم جميعا بل سيحكمها قلة تعود الى الاستبداد والتعصب والقمع رأى باكونين في الدولة المستندة الى الغيب سلطة القهر الرئيسة للإنسان ورأى في التدين جنونا جماعيا وان ثمرته التهور وما الكنيسة سوى مكان لهم بحجة الخروج من التعاسة يرى باكونين ان الحرية لا تتحقق الا بنسف الدولة من رأس وابعاد عنوان السلطة من حياة الناس فنجاح الثورة يعني ذلك ومصادرة الممتلكات للبرجوازيين ومن ثم تكليف هيئات للإشراف على الحياة الاقتصادية والاجتماعية .
ودعى الى تنظيم مجتمع اشتراكي قائم على اتحادات حرة من الادنى الى الاعلى يحي فيه نقابات عمالية وفلاحية ورفض اعطاء اي امتياز حتى للمفكرين بما يميزهم عن الآخرين ورأى ايضا ان الدولة عندما تدعو الى الخير تصنع الشر وانها عندما تريد التغيير تسيء في طريقتها رأى في سلطة المجتمع البديل عن سلطة الدولة مبررا ذلك بأن الانسان لم ولن يخرج منه فالدولة تفرض عليه وهذا هو الوطن لا الدولة فإنها خيال وقاتلة للحرية الفردية فالسلطة تساوي اعدام الحرية ولو كان ذلك في الكنيسة لأن قصة الاله كرست الذل ولا حرية الا بإحراق القصة الماكرة للإله لأنها الغاء للإرادة والعقل وان دعوى السيادة في السماء تعني العبودية في الارض ورد على فولتير في كلمته الشهيرة فعكسها بقوله اذ كان الله موجودا فيجب نفيه .