العنوان: الأصول \ الحقيقة الشرعية\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
البحث في الحقيقة الشرعية يكاد ان لا يكون له اي أثر فقهي لأنه في عصر الأئمة صارت الماهيات المخترعة حقائق شرعية في المعاني الجديدة وانما الشك في بعض كلمات القرآن اذا وردت وفي كلام الرسول الأكرم (ص).
ولكن ما ورد لا يضر لوجود القرائن ولوجود الروايات المبينة والموضحة والمدار كما تعرفون على الظهور الفعلي من الكلام ومحل البحث هو الماهيات المخترعة شرعا فلا تشمل المعاملات لأنها اسماء موجودة وانما طعمها او قلمها المشرع وكذلك في المفردات كالركوع والسجود والقنوط فانها استعملت في المعنى اللغوي بل حتى في مثل الصلاة والصيام فانها ثابتة سابقا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم واوصاني بالصلاة وأذن في الناس بالحج.
نعم لو انكرنا وحدت الأسماء وانما هي تعبيرات قرآنية عنها أمكن البحث عن صيرورة الصلاة والزكاة والصوم والحج حقائق شرعية في زمن نزول القرآن والنبوة والثمرة انه لو وردت لفظة ما هناك فهل نحملها على المعنى اللغوي فالصلاة بمعنى الدعاء او نحملها على المعنى الشرعي لأنها حقيقة شرعية.
هذا ونشير الى ان الحقيقة الشرعية اما ان تحصل بالتعيين كأن يقوم النبي بفعل ما ويقول هذه صلاة او من خلال التعين اي من كثرة الاستعمال الذي يبدأ مع قرينة واما من انكر حصول الوضع التعيني للحقيقة الشرعية بالاستعمال فهو ايراد على مبنى فعلى مبنى الشهيد الصدر من ان الوضع هو القرن الأكيد بين اللفظ وبين المعنى .
فاذا استعمل ذلك مرات يحصل القرن أي الوضع التعيني واما على مبنى الخوئي الذي يقول بأن الوضع هو ابراز للاعتبار النفساني وانه يحقق معنى تصديقي فالاستعمال ليس ابراز للاعتبار النفساني بل هو تطبيق للوضع السابق وهناك اعتراض على تحقق الوضع التعيني بالاستعمال على غير مسلك الشهيد وحاصله ان الوضع هو تصور مستقل للفظ وتصور مستقل للمعنى والحكم عليه فاللحاظ في الوضع استقلالي واما في الاستعمال فعند قولنا آتني بكوب يكون اللفظ فانيا في المعنى و.... فالاستعمال لحاظ آلي من خلال اللفظ فكيف يكون اللحاظ الآلي موجدا للحاظ استقلالي وهذا يؤدي الى اجتماع لحاظين هذا كله ثبوتا .