< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ سامر عبید

القواعد الفقهية

43/02/05

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: القواعد الفقهية/ تعريف الاجتهاد / نقاط مهمّة لطالب البحث الخارج.

1- -بعض النقاط التي تنفعنا في مسيرتنا العلمية:

يوجد لدينا نقاط عامّة و نقاط خاصّة تنفعنا في مسيرتنا العلمية، لابدّ من مراعاتها، وهي:

1.1- -أولاً: النقاط العامّة التي تنفعنا كمؤمنين سواء كنّا من طلاب العلم أو من عوام:

-النقطة الأولى: أذكر نفسي بأنّ الدرس هو من العمل الصالح الذي دعا القرآن إلى التصدّي إلى تحقيقه في حياتنا، فأكثر الآيات التي تدعو إلى الإيمان تدعو بعد الإيمان إلى العمل الصالح، وقد ورد في القرآن الكريم أكثر من مائة آيةٍ تتكلّم عن الإتيان بالعمل الصالح بعد الإيمان، كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[1] ، و من الأعمال الصالحة حضور الدرس المفيد النافع؛ الذي يخدم الفرد ثمّ المجتمع، سواء كان درساً على مستوى العمل (أخلاق- فقه عملي ...) أو ينفعنا على المستوى المعرفي (يبني العقيدة – يدفع الشبهات...)، وينبغي أن نعيش هذه الدروس انطلاقاً من هذه العقيدة؛ أي أنّه يراد من الدرس إصلاح الذات والنفس، وهذا الدرس الخارج السنّتي في الحوزات، هو من أهمّ هذه الدروس في الإصلاح؛ لأنّ معرفتنا وقواعد ثقافتنا مبنيةٌ على مثل هذه الدروس، والتي تنطلق من النقد البنّاء، فنحن لا نريد النقد لمجرد النقد، ولا إبراز العلمية للأستاذ، عندما يقول (يرد عليه)؛ أي إعادة صياغة المعرفة، لذلك لا بدّ وأن نسترعي هذا الدرس من هذا المنطلق؛ أنّ المراد من النقد؛ أن نصلح ثقافتنا ونصلح وضعنا العلمي، وإذا قبلنا أنّه عملٌ صالحٌ، فصلاح العمل مقيدٌ بالإيمان، أجارنا الله من خطوات الشيطان، يقول أحد أساتذتنا: مرابع إبليس تستوطن الحوزات العلمية أكثر من أي مكانٍ آخر. فما ما أعظم الاستعاذة من خطوات الشيطان وهمزاته، يقول تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾[2] ، ويقول تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[3] ، فالله الله في الإخلاص.

-النقطة الثانية: نحن الطلبة خدّام للمجتمع، خدّام لأيتام آل محمد (ع)، وأهمّ هذه الخدمات؛ التواضع (الذلّ القرآني)، يقول تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[4] ، عن الصادق عليه السلام، أنّه قال لخيثمة: "أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وليعد غنيهم على فقيرهم، وليحضر حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتألفوا في البيوت ويتذاكروا علم الدين، ففي ذلك حياة أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا"[5] ، فليس حضوري في دروس الحوزة لأجل إيجاد كمالٍ ثمّ مطالبة المجتمع باحترامي وتقديري!

-النقطة الثالثة: لدينا دائرتان نعيش ضمنهما: الدائرة الأولى: دائرة الإسلام الواسع، الدائرة الثانية: التي نستظلّ بها هي التشيع، ولأجل بناء الدائرة الكبيرة، يجب أن ننطلق من كوننا من أتباع محمد (ص)؛ لذلك المسلمون من غير مذهبنا يجب أن يدخلوا في اهتمامنا، فنحن شركاء، ولا تكن طريقتنا فقط إقامة الشبهات على الطرف الآخر، فيجب أن نبني إسلاماً يتلاقى مع الجميع، واحترام كلّ مسلم مهما كانت عقيدته؛ فالحوزويون إذا استطاعوا العيش في الدائرة الكبرى للإسلام؛ فإنّهم يستطيعون أن يزيلوا الطائفية، يقول الإمام علي بن موسى الرضا (ع): "رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"[6] ، فثورة الإمام الحسين (ع) ضمّت الشيعي والسّني والمسيحي...

-النقطة الرابعة: نحن طلّاب العلوم الدينية أكثر من غيرنا معنيون بالتقوى، فأوصي نفسي وأوصيكم بالتقوى، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[7] .

1.2- -ثانياً: النقاط الخاصّة التي تنفعنا كطلاب علمٍ:

-النقطة الأولى: بالنسبة لدرس البحث الخارج حتى ينضج ويؤتي ثماره وأكله، لابدّ من اتباع بعض الخطوات:

-الأمر الأول: ليس الدرس الخارج درساً تبركياً؛ فالدرس لم يوضع للتبرّك، وخصوصاً للبحث الخارج، بل وضع لننتقل لمرتبة.

-الأمر الثاني: الذي يراد من الدرس الخارج صناعة أهل الاختصاص؛ أي أن يكون لك البعد العملي الذي من خلالقه تستطيع أن تميز حقانية المسألة من عدمها، وكيف نجمع بين هذه الرواية والقرآن، أو بينها وبين السنّة القطعية... وحتى نحصل على هذا المعنى نحتاج إلى اتباع خطوات:

-أولاً: أن يكون الطالب طالب بحثٍ خارج.

-ثانياً: أن يكون الطالب مكملاً الحلقة الثالثة كاملةً أو الرسائل أو الكفاية، فالدرس الخارج موضوعٌ ليبني لك النقد إيجاباً أو سلباً.

-النقطة الثانية: الدرس لا بدّ أن يكتب؛ أن يقرّر، فمبدأ التقرير قديم جدّاً، ظهر في زمن الشيخ الأنصاري (قده)، وكان قبله يكتب على شكل (الآمالي)، فالآمالي هي تقريرات.

-النقطة الثالثة: مهمٌّ جدّاً أن أرجع إلى الكتب التي نقل منها الأستاذ.

-النقطة الرابعة: أن تكتب بحثاً جديداً في هذه القضية، مثلاً تعريف علم الأصول... وهذا مهمٌّ جدّاً.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo