< فهرست دروس

درس امامت - کتاب المراجعات - استاد ربانی

1401/07/27

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: مراجعه 50

روایات افضلیت امیرالمؤمنین (ع) و آیه مباهله

علامه شرف الدین به حدیث «علی مع الحق و الحق مع علی» بر افضلیت امیرالمؤمنین (ع) استناد می کنند. ایشان برای اعتبار احادیث از سه روش استفاده می کنند:

1. قاعده کثرت روایات. این قاعده بیان می کند که اگر سند روایتی ضعیف باشد و ضعف آن به خاطر ارسال و تدلیس و مجهول بودن باشد، کثرت نقل آن روایت، ضعف آن را جبران می کند. سیوطی این قاعده را در «تدریب الراوی» و دیگران نیز در کتاب های خود آورده اند. حتی ناصر الدین آلبانی که یکی از وهابیون معاصر است و انتقادات زیادی به شیعه گرفته است، این قاعده را به عنوان یکی از قواعد پذیرفته شده در نزد عالمان اهل سنت می داند

2. ذکر شواهد. اگر یک روایت دارای شواهد باشد، این مساله نیز در جبران ضعف سند آن را می کند.

3. تصریح عالمان اهل سنت بر صحت حدیث .

مرحوم شرف الدین به عنوان شاهد این روایت به حدیث ثقلین و آیه مباهله اشاره می کنند. در ادامه به بیان سخن ایشان در کتاب «کلمه الغراء» درباره آیه ولایت و دلالت آن می پردازیم:

«الفصل الاوّل:- «في آية المباهلة»:

و هي قوله عز من قائل: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ﴾ [1].

أجمع أهل القبلة، حتى الخوارج منهم، على أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله لم يدع للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء عليها السّلام، و من الأبناء سوى سبطيه و ريحانتيه من الدنيا، و من الأنفس إلّا أخاه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى.

فهؤلاء أصحاب هذه الآية بحكم الضرورة التي لا يمكن جحودها، لم يشاركهم فيها أحد من العالمين، كما هو بديهي لكل من ألمّ بتاريخ المسلمين، و بهم خاصة نزلت‌ [2] لا بسواهم.

فباهل النبي صلّى اللّه عليه و آله بهم خصومه من أهل نجران فبهلهم- و أمهات المؤمنين‌

رضي اللّه عنهن- كنّ حينئذ في حجراته صلّى اللّه عليه و آله، فلم يدع واحدة منهنّ، و هنّ بمرأى منه و مسم

و لم يدع صفية و هي شقيقة أبيه و بقية أهليه، و لا أم هاني ذات الشأن و المكانة و هي كريمة عمه، الفارج لهمه، ذي الأيادي التي هي من المسلمين طوق الهوادي.

و لا دعا غيرها من عقائل الشرف و المجد، و خفرات عمرو العلى و شيبة الحمد، و لا واحدة من نساء الخلفاء الثلاثة و غيرهم من المهاجرين و الأنصار.

كما أنه لم يدع مع سيدي شباب أهل الجنة أحدا من أبناء الهاشميين، على أنّهم كانوا: ﴿إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً﴾ [1]، و لا دعا أحدا من أبناء الصحابة على كثرتهم، و وفور فضلهم.

و كذلك لم يدع من الأنفس مع علي عمه و صنو أبيه العباس بن عبد المطلب، و هو شيخ الهاشميين، و أجود القرشيين، و أعظم الناس‌ [2] عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

بل لم يدع أحدا من كافة عشيرته الأقربين، و لا واحدا من السابقين الأولين- رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين- و كانوا بمرأى من المباهلة و مسمع، و منتدى من أهلها و مجمع، فلم ينتدب واحدا منهم مع من انتدبهم إليها.

بل لم ينتدب أحدا من سائر أهل الأرض بالطول و العرض، و إنّما خرج صلّى اللّه عليه و آله- كما نص عليه الرازي في تفسيره الكبير-: و عليه مرط من شعر أسود، و قد احتضن الحسين، و أخذ بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه، و علي خلفها، و هو يقول: «إذا أنا دعوت فأمّنوا».

فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة [1].

بخ بخ، إنّ من وقف على هذه الوهلة العظيمة، و الروعة الشديدة، التي رهقت أعلام نجران، و ممثلي دينها و دنياها [2] بمجرد أن برز أصحاب الكساء لمباهلتهم، يعلم أن لمحمد و آل محمد صلوات الله و سلامه عليه و عليهم جلالة ربانية تغشي الأبصار، و مهابة روحانية يخفض لها جناح الذل و الصغار.

ألا ترى أولئك الأبطال- و هم ستون فارسا من أسود الشرى و ليوث الوغى- كيف ارتعدت فرائصهم قلقا، و انخلعت قلوبهم فرقا، و نادى عظيمهم بما سمعت، هلوعا جزوعا.

و هذا ليس إلّا للجلالة الربّانية، و العظمة الروحانية التي أدركها خصمهم من أول نظرة الى وجوههم المباركة، فكأنّ الجلالة و العظمة، و المهابة و الأبهة، و قرب المنزلة من الله، و الكرامة عليهم مكتوبة بنوره تعالى، في أسارير جبهاتهم الميمونة، و معنونة في صفحات و جناتهم الكريمة.

و إنّي لأعجب و اللّه من لا يقدر هذا المقام قدره. و أنت تعلم أنّ مباهلته صلّى اللّه عليه و آله بهم، و التماسه منهم التأمين على دعائه بمجرده فضل عظيم.

و انتخابه إياهم لهذه المهمة العظيمة و اختصاصهم بهذا الشأن الكبير و إيثارهم فيه على من سواهم من أهل السوابق فضل على فضل لم يسبقهم إليه سابق، و لم يلحقهم فيه لاحق.

و نزول القرآن العزيز آمرا بالمباهلة بهم بالخصوص فضل ثالث، يزيد فضل المباهلة ظهورا، و يضيف الى شرف اختصاصهم بها شرفا و إلى نوره نورا.

و هناك نكتة يعرف كنهها علماء البلاغة، و يقدّر قدرها الراسخون في العلم العارفون بأسرار القرآن، و هي: أنّ الآية الكريمة ظاهرة في عموم الأبناء و النساء و الأنفس، كما يشهد به علماء البيان، و لا يجهله أحد ممّن عرف أنّ الجمع المضاف حقيقة في الاستغراق.

و إنّما أطلق هذه العمومات عليهم بالخصوص، تبيانا لكونهم ممثلي الإسلام، و إعلانا لكونهم أكمل الأنام، و أذانا بكونهم صفوة العالم، و برهانا على أنّهم خيرة الخيرة من بني آدم، و تنبيها الى أن فيهم من الروحانية الإسلامية و الإخلاص للّه في العبودية، ما ليس في جميع البرية، و إنّ دعوتهم إلى المباهلة بحكم دعوة الجميع، و حضورهم خاصة فيها منزّل منزلة حضور الأمة عامة، و تأمينهم على دعائه مغن عن تأمين من عداهم.

و بهذا جاز التجوز بإطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص.

و من غاص على أسرار الكتاب الحكيم، و تدبره و وقف على أغراضه، يعلم أن إطلاق هذه العمومات عليهم بالخصوص، إنّما هو على حدّ قول القائل:

ليس على اللّه بمستنكر * * * أن يجمع العالم في واحد [1]

و لذا قال الزمخشري في تفسير الآية من كشافه: و فيه دليل لا شي‌ء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السّلام‌ [2]، اه.

بقيت نكتة يجب التنبه لها، و حاصلها: أنّ اختصاص الزهراء من النساء و المرتضى من الأنفمع عدم الاكتفاء بأحد السبطين من الأبناء- دليل على ما ذكرناه من تفضيلهم عليهم السّلام، لأنّ عليا و فاطمة لمّا لم يكن لهما نظير في الأنفس و النساء، كان وجودهما مغنيا عن وجود من سواهما، بخلاف كل من السبطين، فإنّ وجود أحدهما لا يغني عن وجود الآخر لتكافئهما.

و لذا دعاهما صلّى اللّه عليه و آله جميعا، و لو دعا أحدهما دون صنوه، كان ترجيحا بلا مرجح، و هذا ينافي الحكمة و العدل.

نعم: لو كان ثمة في الأبناء من يساويهما لدعاه معهما، كما أنه لو كان لعلي نظير من الأنفس أو لفاطمة من النساء لما حاباهما، عملا بقاعدة الحكمة و العدل و المساواة.

بقي ممّا دلّت عليه الآية من خصائص علي عليه السّلام فضل تضمحل دونه الخصائص، و تفنى في جنبه الفضائل و المناقب، ألا و هو كونه نفس النبي صلّى اللّه عليه و آله و جاريا بنص الآية مجراه، الفضل الذي تعنو له الجباه بخوعا، و تطأ من لديه المفارق خشوعا، و يملأ الصدور هيبة و إجلالا، و تصاغر دونه الهمم يأسا من بلوغ مداه‌ ﴿ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [1].

و أنت هداك اللّه إذا عرفت أنّ اللّه تبارك و تعالى قد أنزل نفس النبي، و أجراها في محكم الذكر مجراها، لا ترتاب حينئذ في أنّه أفضل الأمة و أولاها برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيّا و ميّتا.

و قد صرح أولياء أهل البيت، و اعترف أعداؤهم بدلالة الآية على هذا التفضيل الخالد في القرآن ذكره، و الطيب في بينات الفرقان نشره، حتى أنّ الرازي مع غرامه بنقض المحكمات، و هيامه في التشكيك و الشبهات، لم يناقش في دلالتها على هذا المقدار من تفضيله عليه السّلام، و إنّما ناقش المحمود ابن الحسن، حيث صرح بدلالتها على تفضيله على من كان قبل محمد من الأنبياء عليه و عليهم السلام.

و أليك عبارة الرازي بعين لفظه:

قال‌ [2]: كان في الري رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصي‌ [3]، و كان معلّم الاثني عشرية، و كان يزعم أن عليا رضى اللّه عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلّى اللّه عليه و آله.

و استدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿و أنفسنا و أنفسكم﴾، إذ ليس المراد بقوله «و أنفسنا» نفس محمد (ص)، لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد غيرها و أجمعوا على أنّ ذلك الغير كان علي بن أبي طالب رضى اللّه عنه، فدلّت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد [1]، و لا يمكن أن يكون المراد أنّ هذه النفس هي عين تلك، فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، و ذلك يقتضي المساواة في جميع الوجوه، تركنا العمل بهذا العموم في حق النبوة و في حق الفضل بقيام الدلائل على أنّ محمدا عليه الصلاة و السلام كان نبيا و ما كان علي كذلك، و لانعقاد الاجماع على أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله كان أفضل من علي رضى اللّه عنه، فبقي فيما وراءه معمولا به.

ثم الإجماع دلّ على أنّ محمدا عليه السّلام كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السّلام، فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء عليهم السّلام‌ [2].

فهذا وجه الاستدلال بظواهر هذه، و أمعن النظر تجده قد أوضح دلالة الآية على ذلك غاية الإيضاح، و نادى- من حيث لا يقصد- حي على الفلاح، لم يعارض الشيعة فيما نقله عن قديمهم و حديثهم، و لا ناقشهم فيه بكلمة واحدة، فكأنّه أذعن لقولهم، و اعترف بدلالة الآية على رأيهم.

و إنّما ناقش المحمود بن الحسن- كما لا يخفى- على أنّ الإجماع الذي صال به الرازي على المحمود، لا يعرفه المحمود و من يرى رأيه فافهم».[1]

 


[1] کلمه الغراء فی تفصیل الزهرا (س)، سید شرف الدین، ص25- 31.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo