< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

40/05/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: صلاة النبي وآله(6)

الرِّواية الثانية: مرفوعة ابن محبوب (قال: قال: تقول في آخرِ ركعةٍ من صلاةِ جعفرٍ: يا منْ لَبِس العزَّ والوَقَار! ويا منْ تعطَّف بالمجد وتكرَّم به! يا منْ لا ينبغي التسبيح إلَّا له! يا من أحصى كلَّ شيءٍ علمُه! يا ذا النِّعمة والطَّول! يا ذا المنِّ والفضل! يا ذا القدرة والكرم! أسألك بمعاقد العزِّ من عرشِك، ومنتهى الرَّحمة من كتابِك، وباسمك الأعظم الأعلى، وكلماتِك التامَّة، أنْ تصلِّيَ على محمَّد وآل محمَّد، وأن تفعل بي كذا وكذا)(1)، وهي ضعيفة بالإرسال، وبالرفع.

وقد ذكر الأعلام أنَّ المصلِّي يتخيَّر بين هذين الدُّعاءين المتشابهَيْن، وعن بعضهم أنَّ الأحوط الجمع بينهما.

والإنصاف: أنَّه مَنْ أراد أن يدعو بهما فيأتي بهما بعنوان الرَّجاء، والله العالم.

الأمر السَّابع: قال المصنِّف رحمه الله في الذِّكرى: (زعم بعض مبغضي العامَّة أنَّ الخطاب بهذه الصَّلاة وتعليمها كان للعبَّاس عمّ النَّبيّ (صلى الله عليه وآله)، ورواه التِّرْمِذِيّ، ورواية أهل البيت أوثق، إذ أهل البيت أعلم بما في البيت، على أنَّه يمكن أنْ يكون قد خاطبهما بذلك في وقتَيْن، ولا استبعاد فيه)، وما ذكره رحمه الله جيِّد.

 

قوله: (وصلاة ليلة الفطر ركعتان، يقرأ في الأُولى الحمدَ مرَّةً، والإخلاص ألفَ مرَّةٍ، وفي الثانية الحمدَ مرَّةً، والإخلاصَ مرَّةٍ)

هذا ما ذكره جماعة من الأعلام، وفي الجواهر: (وكيف كان فلا خلاف أجده بين الأصحاب في هذه الصَّلاة، ولا في كيفيَّتها...).

أقول: قدِ استدلَّ لذلك بمرفوعة السَّياري رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام (قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): مَنْ صلَّى ليلةَ الفطرِ ركعتَيْن، يقرأُ في أوَّلِ ركعةٍ منهما الحمدَ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ألفَ مرَّةٍ، وفي الرِّكعةِ الثانيةِ الحمدَ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مرَّةً واحدةً، لم يسألْ الله شيئاً إلَّا أعَطَاه إِيَّاه)(2)، وهي ضعيفة بجهالة الحسين بن عليِّ بن شيبان، الواقع في إسناد الشَّيخ إلى عليِّ بن حاتم، كما أنَّها ضعيفة بأحمد بن محمَّد السيَّاري، وبجهالة بعض الأشخاص أيضاً، وبالرَّفع.

وحكى صاحب الجواهر رحمه الله عن الشَّهيد رحمه الله في الذِّكرى: (أنَّه قال: إنَّه قال: أنَّ السيَّاري وإنْ كان معدوداً في الضُّعفاء إلَّا أنَّ الأصحاب تلقَّوْها بالقبول...).

أقول: قد عرفت تلقِّي الأصحاب لِروايةٍ ضعيفةٍ بالعملٍ بها لا يجبرُ سندَها، إلَّا إذا كان هناك تسالم بين جميع الأعلام المتقدِّمِين والمتأخرِين على استحبابها، بحيث يقطع بصدورها أو يطمئنَّ، وإلَّا فقد عرفت ما هو الصَّحيح.

ورواها الكليني مرسلاً ( وَرُوِيَ: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَ يُصَلِّي فِيهَا رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي الْأُولى الْحَمْدَ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَفِي الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مَرَّةً وَاحِدَةً)(3)، وهي ضعيفة بالإرسال.

وروى ابن طاووس رحمه الله هذه الرِّواية في الإِقبال نقلاً عن أبي محمَّد هارون بن موسى بإسناده إلى الحارث الأعور عن عليٍّ عليه السلام، والتي قَبْلَها، نقلاً من كتاب عمل شهر رمضان لمحمَّد بن أبي قُرَّة بإسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي عبد الله(4)، وفي إسناد كِلا الرِّوايتَيْن ضعيف.

وذكر المصنِّف رحمه الله في البَيَان كيفيةً أخرى (قال: إنَّه يقرأ في الأُولى الحَمْدَ مرَّةً، ومائةَ مرَّةٍ التوحيدَ، وفي الثانية الحَمْدَ مرَّةً، والتوحيد مرَّةً)، ولعلَّه أراد غير هاتين الروايتين، والله العالم.

قوله: (والصَّلاة الكاملة يوم الجمعة)

من جملة الصَّلوات المستحبَّة التي ذكرها الأعلام الصَّلاة الكاملة يوم الجمعة لدفع شرِّ أهل السَّماء، وشرِّ أهل الأرض، وهي ما رواه الشَّيخ في المصباح بإسناده عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جدِّه عن عليٍّ عليه السلام (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ صلَّى أربعَ ركعاتٍ يومَ الجُمُعة قبل الصَّلاة يقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ عشرَ مراتٍ، وقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الفَلَق عشرَ مراتٍ، وقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ عشرَ مراتٍ، وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ عشرَ مراتٍ، وقُلْ يَاْ أَيُّهَا الكَافِرُونَ عشرَ مراتٍ، وآيةَ الكُرسيِّ عشرَ مراتٍ)(6)، وهي ضعيفة بجهالة أكثر مِنْ شخصٍ في السَّند.

ثمَّ قال الشَّيخ رحمه الله في المصباح: (وفي رواية أخرى: إنَّاْ أَنْزَلْنَاْه عشرَ مراتٍ، وشَهِدَ الله عشرَ مراتٍ، فإذا فرغ من الصَّلاة استغفرَ الله مائةَ مرَّةٍ، ثمَّ يقولُ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا الله والله أكبرُ، ولا حولّ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، مائةَ مرَّةٍ، ويصلِّي على النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله) مائةَ مرَّة، وقال: مَنْ صلَّى هذه الصَّلاة، وقال هذا القول دَفَع الله عنه شرَّ أهلِ السَّماء وشرَّ أهلِ الأرض)(1)، وهي ضعيفة بالإرسال.

____________

(1) الوسائل: ج5 ، ص199، ط: الإسلاميَّة / الوسائل: ج8، ص56، ط: آل البيت(ع).

(2)و(3)و(4) الوسائل باب1 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح1و2وذيل ح2.

(5) الوسائل باب1 من أبواب صلاة الجمعة وآدابها ح1.

(6) الوسائل باب39 من أبواب صلاة الجمعة وآدابها ح2.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo