الأستاذ الشيخ حسن الرميتي
بحث الفقه
44/10/27
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: الصَّوم
ومنها: مرسلة ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليهالسَّلام) ©قَاْل: أوحى الله عزّوجلّ إلى موسى (عليهالسلام): ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا ربّ، أجلك عن المناجاة لخلوف فم الصَّائم، فأوحى الله عزّوجلّ إليه: يا موسى، لخلوف فم الصَّائم أطيب عندي من ريح المسك®(1).
ولكنها ضعيفة بالإرسال.
ومنها: رواية سلمة صاحب السابري عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليهالسَّلام) ©أنَّه قال: للصَّائم فرحتان، فرحةٌ عِنْد إٍفْطَارِه، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّه®(2).
وهي ضعيفة بجهالة سلمة صاحب السَّابري.
ومنها: رواية غياث بن إبراهيم (عليهالسَّلام) عن أبيه عن أمير المؤمنين (عليهالسَّلام) ©قال: ثلاث يُذهبن البلغم، ويزدن في الحِفْظ: السّواك، والصَّوم، وقراءة القُرآن®(3)، وهي ضعيفة بجهالة محمَّد بن عليّ.
ومنها: مرسلة الصَّدوق ©قَاْل: وقَاْل الصَّادق (عليهالسَّلام): نوم الصَّائم عبادةٌ، وصمته تسبيحٌ، وعمله متقبّلٌ، ودعاؤه مُسْتجابٌ®(4)، وهي ضعيفة بجهالة بالإرسال.
ومنها: مرسلة سُليمان عمَّنْ ذكره عن أبي عبد الله (عليهالسَّلام) ©في قول الله عزَّوجلّ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ}، قَاْل: الصَّبر الصِّيام، وقال : إذا نزلت بالرَّجل الناَّزلة والشَّديدة فَلْيصُمْ، فإنَّ الله عزّوجلّ يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ}، يعني الصِّيام®(5)، وهي ضعيفة بالإرسال.
ومنها: رواية عليّ بن الحسن بن فضَّال عن أبي عن الرِّضا (عليهالسَّلام) ©قَاْل: إنَّ لله ملائكة موكَّلين بالصَّائمين والصَّائمات يمسحونهم بأجنحتهم، ويسقطون عنهم ذنوبهم، وإنَّ لله ملائكةً قد وكَّلهم بالدُّعاء للصَّائمين والصَّائمات، لا يُحصي عددهم إلَّا الله تعالى®(6)، وهي ضعيفة؛ لعدم وثاقة أحمد بن إبراهيم بن إسحاق.
ومنها: صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليهالسَّلام) ©أنَّ النَّبيّ(صلىاللهعليهوآلهوسلم) سُئِل عن ليلة القدر؟ فقام خطيباً، فقال -بعد الثَّناء على الله عزَّوجلّ-: أمَّا بعد، فإنّكم سألتموني عن ليلة القدر، ولم أطوها عنكم لأنّي لم أكن بها عالماً، اِعلموا أيُّها الناس! أنَّه مَنْ ورد عليه شهر رمضان، وهو صحيح، فصام نهاره وقام وِرْداً من ليله، وواظب على صلاته، وهجر إلى جمعته، وغداً إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الرَّبّ عزَّوجلّ، قَاْل: وقال أبو عبدالله(عليهالسلام): فازوا -والله!- بجوائز ليست كجوائز العباد®(7).
ومنها: رواية جابر عن أبي جعفر (عليهالسَّلام) ©قَاْل: قال رسول الله(صلىاللهعليهوآلهوسلم) لجابر بن عبد الله: يا جابر! هذا شهر رمضان، مَنْ صام نهاره، وقام وِرْداً من ليله، وعفَّ بطنه وفرجه، وكفَّ لسانه خرج من ذُنوبه كخروجه من الشَّهر، فقال جابر: يا رسول الله! ما أحسن هذا الحديث؟! فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): يا جابر! وما أشدّ هذه الشَّروط!؟®(8)، وهي ضعيفة بعمرو بن شمر الجعفي.
الفائدة الثَّانية: ورد في جملة من الرِّوايات أنَّ الله تبارك وتعالى قال: الصَّوم لي، وأنا أجزي به.
كما في مرسلة الصَّدوق في الفقيه: ©قَاْل: قَاْل (عليهالسلام): قال الله عزَّوجلّ: الصَّوم لي وأنا أجزي به،
وللصَّائم فرحتان: حين يفطر، وحين يلقى ربَّه®(9)، وهي ضعيفة بالإرسال.
ومنها: رواية أبي الصّباح الكنانيّ عن أبي عبد الله (عليهالسَّلام) ©أنَّ الله تعالى يقول: الصَّوم لي، وأنا أجزي عليه®(4)، وهي ضعيفة بجهالة سلمة صاحب السَّابريّ.
ومنها: ما رواه العامَّة عن النَّبيّ(صلىاللهعليهوآله) ©أنَّه قال الله (تبارك وتعالى): كلّ عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنَّه لي، وأنا أجزي به®(10)، وهي ضعيفة ، كما لا يخفى.
إنَّ قلت: إنَّ كلَّ الأعمال الصَّالحة لله عزَّوجلّ، فما وجه تخصيص الصَّوم بأنَّه له تبارك وتعالى، دون غيره.
قلتُ: لعلَّ الوجه في ذلك هو أنَّ الصَّوم اختصّ بترك الشَّهوات والملاذ في الفرج والبطن، وذلك أمر عظيم يُوجب التَّشريف.
كما أنَّ الصَّوم يُوجب صفاء العقل والفكر بواسطة ضعيف القوى الشَّهويّة بسبب الجُوع وصفاء العقل والفِكْر يُوجبان حصول المعارف الرَّبانيّة الَّتي هي أشرف أحوال النَّفس الإنسانيّة، كما أنَّ الصَّوم أمرٌ خفيٌّ لا يمكن الاطِّلاع عليه، فلذلك شرف، بخلاف الصَّلاة والحجّ والجهاد، وغيرها من الأعمال.
_________________
(1)و(2) الوسائل باب1 من أبواب الصوم المندوب ح1و2و4و5و6.
(3)و(4) الوسائل باب1 من أبواب الصوم المندوب ح14و17.
(5) الوسائل باب2 من أبواب الصوم المندوب ح10.
(6) الوسائل باب1 من أبواب الصوم المندوب ح36.
(7) الوسائل باب18 من أبواب أحكام شهر رمضان ح1.
(8) الوسائل باب11 من أبواب آداب الصائم ح2.
(9)و(10) الوسائل باب1 من أبواب الصَّوم المندوب ح16و7.
(11) صحيح البخاري: ج3، ص34.
(12) الوسائل باب1 من أبواب وجوب الصَّوم ونيّته ح1.