< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

45/05/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الصَّوم

السَّفر للنُّزهة

*ويدلّ* على ذلك جملة من الرِّوايات:

*منها:* صحيحة مُحمّد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السَّلام) *(أنَّه سُئِل عَنِ الرَّجل يعرضُ له السَّفرُ في شهرِ رمضان، وهو مقيمٌ، وقد مضى منه أيامٌ، فقال: لا بأس بأنْ يُسافر ويُفطِر ويصُوم)(1).*

*ومنها:* صحيحة أبان بن عثمان عن الصَّادق (عليه السَّلام)، وهي مثل الأُولى(2)، وطريق الشَّيخ الصَّدوق (رحمه الله) إلى أبان بن عثمان صحيحٌ.

*ومنها:* صحيحة حمَّاد بن عثمان *(قَاْل: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام): رجلٌ من أصحابي قد جاءنِي خبرُه مِنَ الأعوص، وذلك في شهر رمضان (أتلقَّاه؟ قَاْل: نعم، قلتُ:) أتلقَّاه وأفطر؟ قَاْل: نعم، قلتُ: أتلقَّاه وأفطر، أم أُقيم وأصوم؟ قَاْل: تلقَّاه وأفطر)(3).*

و(الأعوص): موضعٌ قرب المدينة المُنوّرة على مسافة أميال منها.

ومنها: صحيحة مُحمّد بن مسلم عن أحدهما (عليه السَّلام) *(في الرَّجل يخرج يُشيّع أخاه مسيرة يومَيْن أو ثلاثة، فقال: إن كان في شهر رمضان فَلْيفطر، فقيل: أيُّهما أفضل يصوم أو يُشيّعه؟ قال: يُشيّعه، إنَّ الله قد وضعه عنه)(4).*

ومنها: صحيحة مُحمّد بن مسلم عن أحدهما (عليه السَّلام) *(قال: إذا شيَّع الرَّجل أخاه فَلْيُقصِّر، فقلتُ: أيُّهما أفضل، يصوم، أو يُشيِّعه ويُفطر؟ قَاْل: يُشيّعه؛ لأنَّ الله قد وضعه عنه إذا شيَّعه)(5).*

ومنها: مرسلة الشَّيخ الصَّدوق (رحمه الله) في الفقيه *(قَاْل: وسُئِل الصَّادق (عليه السلام) عَنِ الرَّجل يخرج يُشيّع أخاه مسيرة يومَيْن أو ثلاثة، فقال: إنْ كان في شهر رمضان فَلْيفطر، فقيل: أيّهما أفضل يصوم أو يُشيّعه؟ قَاْل: يُشيّعه، إنَّ الله عزَّوجلّ وضع الصَّوم عنه إذا شيَّعه)(6)،* ولكنَّها ضعيفة بالإرسال.

وكذا غيرها من الرِّوايات الكثيرة.

وهناك جملة من الرِّوايات تدلّ على أنَّ الإقامة أفضل:

منها: صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) *(قَاْل: سألتُه عَنِ الرَّجل يدخل شهر رمضان -وهو مقيم- لا يُريد براحاً، ثمَّ يبدو له بعد ما يدخل شهر رمضان أن يُسافر؟ فسكت، فسألته غير مرَّةٍ، فقال: يُقيم أفضل، إلَّا أن تكون له حاجة لابُدّ له من الخُروج فيها، أو يتخوَّف على ماله)(7).*

ومنها: رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) *(قَاْل: قلتُ له: جُعلت فداك! يدخل عليَّ شهر رمضان فأصوم بعضه فتحضرني نيَّة زيارة قبر أبي عبدالله (عليه‌السلام)، فأزوره وأُفطر ذاهباً وجائياً، أو أُقيم حتَّى أُفطر، وأزوره بعدما أفطر بيوم أو يومَيْن؟ فقال له: أقم حتَّى تُفطر، فقلتُ له: جعلت فداك! فهو أفضل؟ قال: نعم، أما تقرأ في كتاب الله: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ})(8).*

ولكنَّها ضعيفة بجهالة هارون بن الحسن بن جبلة (جميلة).

ومنها: ما رواه الشَّيخ في التَّهذيب بإسناده عن مُحمّد بن أحمد بن داود، عن مُحمّد بن الحسين بن أحمد، عن عبد الله بن جعفر الحِميريّ، عن مُحمّد بن الفضل البغداديّ *(قَاْل: كتبتُ إلى أبي الحسن العسكريّ (عليه‌السّلام): جعلتُ فداك! يدخل شهر رمضان على الرَّجل، فيقع بقلبه زيارة الحسين وزيارة أبيك (عليهما‌السلام) ببغداد، فيقيم بمنزله حتَّى يخرج عنه شهر رمضان، ثمَّ يزورهم، أو يخرج في شهر رمضان ويفطر؟ فكتب: لشهر رمضان من الفضل والأجر ما ليس لغيره من الشُّهور، فإذا دخل فهو المأثور)(9).*

وطريق الشَّيخ (رحمه الله) إلى مُحمّد بن أحمد بن داود صحيحٌ.

وأمَّا مُحمّد بن داود بن عليّ أبو الحسن، فقال عنه النَّجاشيّ: (شيخ هذه الطَّائفة وعالِمها، وشيخ القُميِّين في وقته وفقيههم، حكى أبو عبد الله الحسين بن عبيدالله أنه لم يرَ أحداً أحفظ منه، ولا أفقه ولا أعرف بالحديث -إلى أن قال:- مات أبو الحسن بن داود سنة ثمان وستِّين وثلاثمائة، ودُفِن بمقابر قريش).

وأمَّا مُحمّد بن الحسين بن أحمد، فهو غير موثّقٍ، كما أنَّ مُحمّد بن الفضل البغداديّ غير موثّقٍ، فالرِّواية ضعيفة.

ومنها: ما رواه ابن إدريس (رحمه الله) في آخر السَّرائر، نقلاً من كتاب مسائل الرِّجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن مُحمّد (عليه السَّلام) من مسائل داود الصَّرميّ *(قَاْل: وسألتُه عن زيارة الحسين (عليه‌السلام)، وزيارة آبائه (عليهم‌السلام) في شهر رمضان، نزورهم؟ فقال: لِرمضان من الفَضْل وعظيم الأجر ما ليس لغيره، فإذا دخل فهو المأثور، والصِّيام فيه أفضل من قضائه، وإذا حضر فهو مأثور، ينبغي أن يكون مأثورًا)(10).*

وهي ضعيفة بالإرسال؛ لأنَّ ابن إدريس (رحمه الله) لم يذكر طريقه إلى مسائل الرِّجال، ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن مُحمّد (عليه السَّلام) من مسائل داود الصَّرميّ، كما أنَّ داود الصَّرميّ غير موثّقٍ.

*والخُلاصة إلى هنا:* أنَّ الأقوى جواز السَّفر في شهر رمضان اختياراً، ولا كراهة في ذلك؛ لأنَّ الرِّوايات الواردة بالنَّهي عن السَّفر في شهر رمضان ضعيفة السَّند.

نعم، يُستفاد من بعض الرِّوايات المُتقدِّمة، مثل صحيحة الحلبيّ، وغيرها، أنَّ الإقامة أفضل من السَّفر.

_______________

(1)و(2) الوسائل باب3 من أبواب مَنْ يصحّ منه الصَّوم ح2، وذيل2.

(3)و(4) الوسائل باب10 من أبواب صلاة المسافر ح2، وذيل ح3.

(5) الوسائل باب10 من أبواب صلاة المسافر ح6.

(6) الوسائل باب10 من أبواب صلاة المسافر ح3.

(7)و(8) الوسائل باب3 من أبواب مَنْ يصحّ منه الصَّوم ح1و7.

(9)و(10) الوسائل باب91 من أبواب المزار ح1و2.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo