< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث العقائد

45/05/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: دور العقل الفكري و اللغوي في فقه القلوب

كنا في شرح زيارة امين الله بمناسبة منازل القلب ومنازل النفس وفقه القلوب الذي عرجنا عليه بمناسبة رواية اصول الكافي حيث تعرضت الى فقه القلوب ومر بنا ان الايمان ليس المعرفة العقلية فقط وانما الايمان منه الاخلاص والتوحيد ، والاخلاص فعل القلب قبل ان يكون فعل العقل فكري فتارة يخلص في العمل هذا مبحث هذا من الفروع وتارة يخلص في الايمان هذا يرتبط بالتوحيد وبالايمان فالاخلاص في الايمان يختلف عن الاخلاص في العمل الاخلاص في الايمان ان يخلص ايمانه بالله وان لا يشرك في ايمانه ولا يخاف احدا الا الله اما اذا رجى يد الله فهو ليس يرجو غير الله ، غير الله ان لا يؤدي الى الله فجهنم مظهر من ايات الله بحسب سورة الرحمن او سور اخرى فالمقصود لا يخاف احدا الا الله اذا خاف من ايات الله فهو خاف من الله واذا رجا وجه الله انما نطعمكم لوجه الله فالكلام في غير وجه الله وغير سبيل الله وغير جنب الله

الاخلاص في الايمان يختلف عن الاخلاص في العمل وكثيرا ما نحن نوحده اجمالا فكريا لكن لا نوحده قلبا فهذا مؤمن بالفكر لكن لم يتكامل ايمانه بالقلب وليس هذا كمال اخلاقي هذا قوام الايمان طبعا الايمان درجات والخوف من الله درجات ورجاء الله درجات فاذن فعل القلب في الايمان سنخه يختلف عن فعل العقل النظري وكثير بحسب علم الكلام نظن انه هوية الايمان قائمة بالقوى الفكرية لنا والتصديق بالفكر والحال انه لابد من ضميمة ركن اخر وهو افعال القلب فكيف يكون صدق بهذا الفكر وهو يخاف غير الله? ولو ان الايمان درجات ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فالايمان والشرك درجات

فاذن افعال القلب او افعال الايمان في منطقة الايمان تختلف عن افعال الايمان في منطقة الفكر والايمان وظيفة في الجنان يعني في الروح والنفس وهناك شعبتان من قوى الانسان شعبة الفكر وشعبة القلب فنحن مطالبون بان نوحد الله في افعال القلب كما اننا نطالب بتوحيد الله في الفكر وتوحيد القلب درجات ولكن ادنى درجات الفكر في القلب او التوحيد لابد منها يعني قد يقوم الفكر بشيء لكن يكذبه القلب فالصدق والكذب ليس فقط في اللسان او في الفكر فقد يكون صادق وقد يكون كاذب مطابق ومخالف للواقع الفكر قد يتفكر في فكر معين مع انه لم يخبر به احد وهو لا يتقوم بالاخبار ولم يبرزه لاحد مع ذلك يمكن ذلك لان الصدق والكذب على ان نفس هذه المعلومة مطابقة للواقعة فهي صدق ومخالفة فهي كذب ، صدق العقل وكذب العقل

كذلك في القلب هناك صدق وهناك كذب فمن يخاف غير الله كاذب يوم القيامة يخاطب الله عز وجل فاتوا بشركائكم الذين زعمتم فالقلب تعلقات فيه كذب وصدق فالكذب والصدق ليس قائم بالاخبار فالصدق في الايمان والعقيدة وليس فقط في اللسان كما ينبئنا القرآن الكريم اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون يعني بلحاط قلبهم لم يذعنوا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ولذلك في بيانات عديدة عن اهل البيت عليهم السلام ان الايمان ما وقع في القلب لا ما فقط استقر في الفكر مع اننا نتفكر بالايمان ولكن ليس هو فقط فالمؤمن اما يصدقه قلبه او يكذبه

طبعا تصديق القلب والفكر درجات تصديق القلب ايضا درجات تصديق القلب درجات يعني ليس فقط شدة وضعف وخوف من الله او رجاء الله الان بات بديهي لدى البشر ان قلب الانسان له باطن يسمى العقل الباطن هذي في بحوث حديثة كالبديهي عندهم والقدماء لم يبحثوه بشكل جدي وحتى العرفاء ان النفس له طبقات وبعض الطبقات خفية مطوية وهذي في بيانات ال البيت موجودة بينما في الفلسفة القديمة ليست مبلورة بشكل جلي او يعبر عنه بعقل الباطن والعقل الظاهر كيف مر بنا الفرق بين القلب والفكر? والقلب ايضا كذلك بين قلب الظاهر نسبيا لدى الانسان ، الانسان عندما يراجع قلبه يرى انه يحب الله ورسوله لكنه في باطن قلبه كلا

هذه الحالة الموجودة لدى الانسان انه يحب الله لكن في الباطن كلا فكيف يصير ذلك? وكيف يمكن تصويره? في موارد عديدة ابن ملجم الملعون او غيره يأتون الى امير المؤمنين يقولون نحبك يا امير المؤمنين قال كذبت هل عندما يقول كذبت بلحاظ الحالة الفعلية الموجودة في خاطره ؟ قد لا يكون يكذب وانما امير المؤمنين في جملة بينها انها بلحاظ بواطن نفسه وليس فقط في ابن ملجم حتى ابليس الكلام الكلام مر بنا رفعه الله من الارض الى السماء الاولى ثم الثانية بحسب جهد عبادته الى انه مر في السماوات السابعة هذه الطوية لدى ابليس كانت طوية في القلب الظاهر ولكن الملائكة لم يعلموا بها فاذا لم يكن كذلك وفي الروايات الكثيرة من اهل البيت اراد الله ان يخرج من ابليس طويته الان الملائكة اذا نوينا الشر والمعصية تخرج منا رائحة نتنة تتأثر وتتأفف منها الملائكة او لو هممنا بمعصية واذا هممنا بخير تخرج رائحة عطرة هذا باللحاظ الخاطر اما بلحاظ الباطن الملائكة ليست بالضرورة تريد ذلك الانسان بلحاظ بيانات اهل البيت له سبع طبقات اصحاب السماء الاولى يدركون الطبقة السماوية للانسان الاولى واصحاب الطبقة الثانية يدركون الطبقة الثانية منا وهلم جرا الى السابعة ولكن الانسان له طبقات وراء السابعة وهذه حتى السماء السابعة قد لا يدركونها

فالانسان بلحاظ بيانات الوحي طبقات مطوية بعضها ظلمانية وبعضها منيرة حتى عند اصحاب تجربة الموت مشاهدات متواترة للمئات الذين خاضوا تجربة وتراجعوا شاهدوا مشاق الدنيا وغربها فتجربة الموت اصبحت من المتوترات المشاهدات بحيث ان البشرية اقامت مراكز دراسات اكاديمية وهي حجة من الله على خلقه ان هناك حساب وكتاب هذه المشاهدات المتواترة لدى البشر سجلت وحتى الماديين الان عاكفين عليها

اجمالا هذا المطلب مر بنا هذه المباحث المستحدثة في علم الكلام الجديد ان الايمان بحسب الطبقات البارزة من القلب او العقل الباطن من الانسان ابليس ربما في البداية ما كان يشعر انه شقي ومتمرد او انما يدرك الانسان من نفسه طبقاته الظاهرة اما الطبقات الباطنة منه فالعلماء النفس الجدد يقولون انه الانسان لا يدركه شبيه المخزن الحاسوب والكمبيوتر في ملفات كثيرة موجودة اصلا حاسوب الكمبيوتر صمم على هيئة خلقة الانسان فهناك حافظة مؤقتة وهي تسمى الرام وحافظة اصلية الذي تسمى بالهارد فالحاسوب لديه ذاكرة مؤقتة وله شاشة استعراضية وهذا يعبر عنه الخاطر الخواطر البينة في صفحة النفس ولكن المخزون الاخر لدى الانسان والذي في باطن الانسان يعني الخفي الوقوف عليه واستخراجه ليس بالسهل ومن ثم قال سيد الانبياء اعرفكم بنفسه اعرفكم بربه فيبين ان معرفة النفس طبقاته وقدراته ودرجاته ليس الكل بدرجة واحدة وليس الانسان يحيط بكل مراتبه

يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا مع ان الروح هي ذات الانسان ولكن لا نحيط علما باعماق هذه الروح مع انه هو موجود مهيب ومهول ولكن لا نعرف انه كيف نستخدمه? فروم الجهاز عظيم لكن لا نعرف التعاطي معه فاعرفكم بنفسه اعرفكم بربه هذه معجزة علمية لسيد الانبياء من عرف نفسه فقد عرف ربه اذن الوحي في بيانات عديدة النفس والروح والطبقات الانسان غالبا لا يدرك طبقاته الخفية انها مؤمنة او كافرة هل هي ذات فضائل او رذائل? هل طينتها خبيثة? او طيبة وحتى لو كانت ضمن الاشقياء في بيانات الوحي يمكنه ان نستبدل اللهم ان كنت عندك مكتوبا من الاشقاء فامحني وقد يكتب من طينة الاخيار لكن بسوء العمل يبدل طينته

اذن هذه الطبقات ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يعني طبقات بعد لم يدخلها الايمان لم يطول مما يدخل الايمان في قلوبكم اي درجة يدخل? على درجة ظاهر الوسط القلب الدرجات في اي درجة ونحن مسؤولين عن اي درجة

مثلا مرارا ذكرت للاخوة رواية دعاء يوم الغدير الذي نقله السيد ابن طاووس في هذا الدعاء يبين الامام عليه الفرق بين الفكر والقلب ونفس القلب اي درجة ومن ثم ما سيأتي من عوالم امتحاننا اشد اشد فاشد واشد الامتحانات عوالم القيامة نحن نتهيأ الى يوم وعالم تبلى فيه السرائر وزلازل من الامتحانات قال يا رسول الله ما بعد الموت اطم واطم الى ان تأتي عوالم يوم القيامة يوم تبلى السرائر المستسرة حتى في عالم البرزخ تتفاوت الهمم في التكامل اهل البرزخ تتفاوت الهمم في التكامل وربما يكون الان همته في الدنيا ازيد من البرزخ

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo