الموضوع: خطورة روايات الأدعية و الزيارات في الأصول الاعتقادية

لا زلنا في شرح زيارة امين الله بمناسبة الحديث الرضوي الذي في الكافي تعرضنا الى لمحة من لمحات فقه القلوب ووظيفة القلب والوظائف الايمانية الملقاة على القلب فوصلنا الى هذه الجملة وكل جملة في فقرات الزيارات وزيارة امين الله عبارة عن معلدلة علمية في علم فقه القلوب او علم الرياضات الروحية وهذا شأن كثير من الادعية والزيارات كما ينبه على ذلك المجلسي الاول والسيد شهاب الدين المرعشي في تعليقته على احقاق الحق يعني الكتاب الاصلي للقاضي التستوري الذي يسمى بالشهيد الثالث فقيه متكلم متبحر موسوعي في علوم الدين هو مجلد واحد لكنه مع التعليقات اصبحت اربعة مجلدات ولكنه كتاب جيد في دورة كلامية في عقائد الامامية فالسيد المرعشي في تعليقة على هذا الكتاب اصبح ثلاثين مجلدا يعني ست وعشرين مجلد مستدرك

فهو يعبر عن ان مذهب الامامية منبع عقائدهم خطب امير المؤمنين وخطب الائمة وهذا صحيح حيث هي منبع عقلية وحياانية لمذهب الامامية ونعم ما قال فيتطابق مع كلام المجلسي الاول وشبيه هذا كلام بل اعظم منه ما قاله المرحوم الشهبادي استاذ السيد الخميني وهو كان فقيه موسوعي في العلوم وولائي متشدد في الولاية وتلقائيا اثر حتى على الجانب الولائي عند السيد الخميني ويجل المجلسي كثيرا ويجل كتاب البحار كثيرا كثيرا عنده عبارة لطيفة يقول ادعية اهل البيت قرآن صاعد

طبعا هذا ليس شعر هذا له منشأ من اين تنبه الشهابادي لهذا الكلام? او ما يقوله مجرد مدح شعري لاهل البيت ام حقيقة ؟ المنشأ ما روي عنهم ان الصحيفة السجادية زبور ال محمد اذا كان الزبور ال داوود هذا شيء وهو نازل من السماء كتاب سماوي فزبور ال محمد اعظم من زبور ال داود مع ان زبور ال محمد دعاءه صاعد فاذا كان بمنزلة كتاب النازل اذ ادعية اهل البيت كتاب واحياناي صاعد

فاقتباس الشهابادي هذه القاعدة المعرفية في التراث انعم واكرم بما قال الشهابادي والسيد الخميني يكرر هذه العبارة كرارا في محاضراته ويستشهد بهذه القاعدة التي قرر وهو ان الصحيفة السجادية توصف بانها زبور ال محمد ومن الشيء الاخر ننفتح على حديث الثقلين

فادعية ال البيت سياق القرآن مقتضى معية الثقلين ان ادعية البيت وزيارة البيت وكلامهم قرآن صاعد والقرآن قرآن نازل من الغيب وادعيتهم وبياناتهم من الارض الى السماء هذا نوع من المعية بين الثقلين

اذن ما قاله الشهبادي لا شعر ولا خيال بل منشأ حقيقي علمي رصين فمن ثم الصحيح ما يقوله المجلس الاول ان ادعية ال البيت دورات عقائدية مختصرة هذه النظرة اين ؟ وبين نظرة الغافلين يظنون ان كتب الادعية وكتب المستحبات زيارات هامش في الدين لا يكترث به كثيرا والحال انه اذا كانت الادعية والزيارات مصدر للعقيدة كيف لا يكترث بها? وهو اعظم شأنا من الفروع هي صلب التراث ومن ثم نفهم عظمة ما قام به السيد علي ابن طاووس فهو لا يقل عن المحقق الحلي نباهة وعلمية وقدرة لكنه نذر نفس وعمره الشريف كاملا لباب الادعية والزيارات عالم بهذا الطود من الشموخ يرى ان ينذر نفسه لهذين البابين المتروكين

طبعا قبل القرن السابع ما كان هذين البابين باب الزايارات وباب الدعاء متروك لكن في القرن السابع بدأت ظاهرة المتاركة وهذه لها افات كثيرة بينما نلاحظ شيخ الطائفة يخصص كتابا فقط في الادعية والزيارات مصباح المتهجد وهو من اعظم المصادر لان هذا الكتاب ليس دعاء والزيارة بالدقة بل هو منبع مصدر للعقيدة عظيم

الشيخ المفيد الذي هو زعيم الطائفة خصص كتابين للمزار وهلمجرا السيد المرتضى عنده كتاب عمل اليوم والليلة في المستحبات? فلاحظ ابن قولويه اعظم كتاب خلده في التاريخ وفي الحاضر علميا كتاب في الزيارات الذي يعتبره السيد الخوئي من اعظم مصادر التراث الحديث وهو صحيح فيجب ان لا نغفل باب الزيارات يعني قالب او لون منها زيارة لكن الحقيقة هي عبارة عن منظومة اصول عقائدية فليس فقط دعاء مستحب ندب

فالزيارة من بعد مستحبة لكن في بعدها الطبيعي من اركان الدين حتى السيد الخوئي رحمة الله عليه في بعض الفتاوى باللغة الفارسية يشير لهذا الشيء ان الشعائر من اركان الدين وليست مصداق وواجب فقط وليست مستحبة فقط بل ليست واجبة فقط بل هي من اركان الدين في فتوى باللغة الفارسية عنده وهذا كلام صحيح هذه الفتوى في موسوعة فتاوى الشعائر اللغة الفارسية

اذن طابع الزيارة او طابع الدعاء قد من جاوها زاوية فردية مستحب ولكن مضمون الدعاء والزيارة مصدر العقيدة كما صرح بذلك المجلسي الاول كما صرح بذلك الشهابادي وهو ليس عالم عادي في الفقه فقيه في الاصول اصولي ورجالي مفسر فيلسوف عارف يعني موسوعي وشخصية كبيرة جدا واخرين تلامذوا عليه فهذا الكبار لما يذكرون ليس عبط يعني مصدر للغة العقلية الوحيانية كما السيد المرعشي اكثر المصادر هي الدعاء

صاحب الوسائل عقد الابواب المزار مئة وعشرة باب بعض الابواب تجتمع ثلاثين رواية او اكثر بعضها عشرين عشرة خمسة اكثر بحوث الشعائر الدينية احكام الشعائر والقواعد الشعبية في ابواب المزار كثير من روايات التخيير في النجف الاشرف والتخيير في مراقد الكاظميين والعسكريين او الرضا ادلته موجود في ابواب المزار غفل عنها المتأخرون وانتبه اليه المتقدمون والمفيد يفتي بالتخيير في كل مراقد المعصومين في باب المزار وليس في المقنعة حيث الروايات اصبحت مغفولة ابن قولويه يفتي بالتخيير في كل مراقد المعصومين في باب كامل الزيارات وحتى صاحب الوسائل رحمة الله عليه غفل ان يوردها في باب صلاة المسافر واهم من احكام الفروع هي احكام اصول الدين وهذه نكتة جدا مهمة

عندنا الادعية والزيارات يكترث بها كتاب الدعوات هذا هو مهج الدعوات فيه اسرار عقائدية عجيبة وغريبة اصلا فلاسفة وعرفاء الشيعة اينما استطاعوا ان يقفوا على دقائق العقائد من الائمة مثلا المرحوم السيد الخوئي في بحث الولاية في مبحث البيع يستخرجون اسرار المعارف من زيارات وكلمات وردت في زيارات الائمة وهذا تراث عظيم باب الزيارات وباب الادعية وليس مندوبة تكفي فيه مقاعد التسامح في ادلة السنن ام لا

هذا الباب الاعظم من الفروع فضلا عن ان تكون سنن مندوبة فهذه نكتة جدا مهمة يجب ان نلتفت اليه مثلا من اراد الله بكم? كم يتكلم عنها السيد الخوئي في ابواب الفقه? وقبله استاذه الكمباني او الشيخ يشير الى نكات عقائدية لدفع كثير من شبهات الوهابية بهذه الزيارات الموجودة في كامل الزيارات

اصلا الصيحفة السجادية لا يمكن الحديث عنها اسرار معنوية وروحية عجيبة غريبة في الصحيفة سجادية وكذا خطب امير المؤمنين باعتراف الخصوم كتاب عقائدي بركان في العقائد لا زالت عظماء فضلاء عظماء الشيعة في نكتة عقدية يرجعون اليها ومر بنا مرارا هذا البيان بيان للملل والنحل الى الان لم يصلوا الى التنبه الى المستوى الذي يذكر امير المؤمنين في هذا البيان لم يقل اول الدين التوحيد لاحظ الوهابيون على هذا الزيف والادعاء الدجل عندهم يتخيلون يظنون ان اول الدين التوحيد ليس اول دين التوحيد اول الدين معرفته في خمس مراتب امير المؤمنين لم تجدها عند غيره وهي فوق العقلاء والمراجع

فالكلام الذي في فوق البشر الى الان نهج البلاغة يتحدى من يأتي ببلاغة مثله خسئت الالسن والادباء عن ان تأتي بخطبة من خطب نهج البلاغة فليس توثقه وثقته الرواة هذا فوقها وفوق انفسهم هذا وحي فوق معجزة فوق العلماء فوق الرواة فوق وثاقة العلماء فوق رصيد العلماء فوق رصيد المراجع ورصيد الرواة الوحي فوق ذلك

ولذلك نفس الفقهاء حفظهم الله يذكرون في اول الرسالة العملية ان الضرورات لا يتبع فيها العلماء هي فوق ذلك العقائد كذلك نهج البلاغة مصدر عقيدي يسجد لها فلاسفة الشيعة والاخرين انت تجي تتكلم وتهبط من مستوى نهج البلاغة انت شوف وثاقتك انت نفسك ما هو ايها الباحث اين انت اين اعتبارك? اين علميتك كيف تتكلم في هذا الحديث? حاشا للذر ان ينال الثريا فاذن باب الادعية والزيارات نعوذ بالله ان ننظر اليها نظرة الجهالة والغفلة هذه ادعية مصادر معارف علوم عقائد الامامية نبهوا على ذلك غير واحد من الاساطين

فنرجع الى هذا المطلب اذن وصلنا الى ان افئدة العارفين منك فازعة واصوات الداعين اليك صاعدة

مر بنا الاصوات قد يكون صوت مثلا يتكلم بنفسه و مع نفسه ونحن نعلم ما توسوس به نفسه حديث النفس عنوان النفس هذا عنوان متواتر في بيانات اهل البيت ان النفس تتكلم وهذا غير التكلم البدني القلبي يتكلم كلام قلبي خفي اخفى من النفس النفس ربما يسمعه الجن او الملائكة ولكن نجوى القلب لا يسمعها الجن ولا الملائكة الارضيين او السماويين الا ربما الملائكة المقربين يعني له طبقات بالتالي كل طبقة من الانسان هي جسد لطيف الطف الطف فالطف ولكن جسم هذه الاجسام الالطف الالطف

لذلك القرآن الكريم من الاعجاز العلمي فيه واسروا قولكم او اجهروا به هذا التكلم في ضمير مطاوي باطن خفي الانسان طبقاته والدعاء توجه من العبد الى الساحل الربوبية وهذا صوت متعدد ومن ثم ذكر الفقهاء في باب الصلاة في موارد وما شابه ذلك يجتزء المصلي بان يقرأ بقلبه او بتوهم لسانه لتقية معينة مثلا حتى لو في صلاة جهرية مما يدل على قراءة النفس

فقراءة النفس مرتبة من المراتب المقصود ان بين مراتب القراءة او الصوت مراتب يعني ربما فقيه تراه في حالة الارق والتعب النفسي لا يقطع الذكر النفساني او الذكر القلبي لان طاقة النفس اكثر من طاقة البدن فيمكن الانسان حتى يتابع ويواصل ذكر الله او قراءة القرآن او قراءة الاذكار حتى بصوت النفس وبلسان النفس